تعمل السلطات في المملكة المتحدة حالياً على تعميم مشروع كان قد اجري على مجموعة صغيرة من الاطفال الذين يعانون من التوحد لمساعدتهم في فهم العواطف الانسانية.
ويستخدم القائمون على المشروع افلام الكارتون التي يقصها الممثل المشهور ستيفن فراي لمساعدة الاطفال على التعلم من خلال تعبيرات الوجه.
ويعاني الاشخاص المصابين بالتوحد من مشاكل في التعرف على المشاعر المختلفة وفهمها وايضاً في التقاء العين مع الاخرين.
احد هؤلاء هو الطفل دينيس ميرفي البالغ من العمر 6 سنوات وقد لاحظت عائلته التغيير لدى اشتراكه في البرنامج الجديد.
ويعتبر دينيس طفلاً عادياً لما يشعر به من الاعجاب لدى اعطائه لعبة جديدة مثلاً الا انه يختلف عن الاطفال العاديين في مدى صعوبة فهمه للمشاعر الانسانية.
وقد يكون ذلك نتيجة سهولة التعرف على لعبة كالسيارة مثلاً الا ان الامر يختلف في حالة الاشخاص الذين من الصعب التنبؤ بهم.
ويركز مسلسل الرسوم المتحركة والمسمى بالموصلات او (ترانسبورترز) على جذب انتباه الطفل للعربات من خلال توضيح انطباعات الاشخاص عند مشاهدة العربات في الكارتون.
يقول رئيس مركز ابحاث التوحد التابع لجامعة كيمبردج الاستاذ سيمون بارون كوهين.
يقول كوهين: "يجب علينا ايجاد طريقة لمساعدة الاطفال الذين يعانون من التوحد في التغلب على الخوف من النظر في وجوه الاخرين لكي يبدأوا في تعلم تعبرات الوجه. هذه هي الطريقة الوحيدة لمعالجة مشكلة التعبيرات".
وقد بدأ دينيس في مشاهدة الرسوم المتحركة في ديسمبر الماضي بمعدل 15 دقيقة يومياً على مدار اربع اسابيع.
وقد اصر الطفل على مشاهدة الـ 15 حلقة التي يبلغ طولها 5 دقائق دفعة واحدة.
وتقدم كل حلقة فكرة لنوع جديد من المشاعر مثل الفرح والغضب والخوف والطيبة والكبرياء.
كما تتضمن الحلقة امتحان موجز يساعد الاطفال في تذكر المشاعر التي شاهدوها في كل حلقة.
وقد ترك التأثير انطباعاً جيداً لدي والدة دينيس، السيدة اليكس ميرفي.
تقول اليكس: "لاحظت عند قرائة قصة وكون احد الابطال حزيناً انه يبادر بشرح سبب حزن الشخصية".
"بالنسبة لطفل لا يجد رغبة في المشاعر او لا يستطيع التعرف عليها فمن الجيد ان تجد الطفل وقد بدأ في فهم هذا الجانب من الحياة".
وقد شرح آباء اخرين هذا التقدم بكونه صمام مغلق قد فتح في مخ الطفل.
يقول كوهين انه في نهاية فترة الاربع اسابيع كان هناك 52% في قدرة الطفل على التعرف على المشاعر وشرحها ايضاً.
"لقد وصل الاطفال الى نفس مستوى تطور تفكير الاطفال العاديين في مرحلة النمو عند خضوعهم لاختبارات التعرف على العواطف".
"هذه نتائج اولية لكنها مثيرة في الوقت ذاته،لانه حتى مع قصر فترة البرنامج فسرعان ما يبدأ الطفل في التفاعل والنظر الى الاوجه لاستشفاف المعلومات منها.
وقم تم تفويض وزارات الثقافة والاعلام والرياضة في استخدام هذه المسلسلات كما تم توزيعها على 30,000 اسرة لديها طفل يعاني من التوحد عمره ما بين سنتين و ثمان سنوات.
كما تم تخطيط المزيد من الاختبارات ومازال الوقت مبكراً للتأكد من المردود طويل الامد.