المؤلف: نيلا أ. كوزز
الناشر: مكتب التربية العربي لدول الخليج 14٢٩ / 2022
ترجمة: د. خليفة علي السويدي / د. علي الهاشمي بن النوي رداوي
عدد الصفحات: 22٣
عرض: سعيد الدوسري
مؤلفة هذا الكتاب ليست طباخة، ولا صاحبة مطعم وجبات سريعة، ولا رئيسة جمعية خيرية، بل هي أستاذة مختصة في التربية والإدارة, وإذا كنت تريد اقتناء هذا الكتاب لمعرفة أفضل الوجبات المفيدة للمعلمين، أو أفضل أنواع الفطور الجماعي فيبدو أنك أسأت فهم محتوى الكتاب.
هذا الكتاب نابع من تجارب ميدانية شاهدها معلمون وإداريون في ميدان التربية، وليس موجهًا للقراء الذين يحبون الإحصاءات ولغة الأرقام والمسوح الميدانية، بل هو دليل عملي واضح يحوي مجموعة من الوصفات الناجعة التي يمكن تطبيقها في الميدان التربوي.
في الفصل الأول من الكتاب، تحت عنوان قائمة الطعام تقرر نيلا كوزز أن سر المدارس يكمن في القيادة الناجحة، بدليل أنه حين تتغير هذه القيادة بأخرى متواضعة القدرات، تتحول المدرسة مباشرة إلى معقل للفشل، ولذا فإن الإدارة الناجحة هي التي تغذي المعلمين باستمرار لتضمن أنهم لن يتغذوا على الطلاب.
وتحت عنوان الحاجة إلى التغذية في الفصل الثاني تقرر كوزز أن القائد الناجح هو الذي يهيئ بيئة يظهر فيها المبدعون، وهو شخص يغذي المعلمين بصورة مستمرة.
وتذكر بعض المؤشرات على القيادة التربوية الناجحة مثل تدني نسبة تغيب المعلمين، واشتراك القائد في الحوار وتحميسه للمعلمين، ومناقشته للقضايا الخلافية مع المعلمين، وحرصه على تعرف آراء العاملين معه، وإبدائه عناية شخصية براحة العاملين، بالإضافة إلى إشعار المعلمين بالتقدير وتناوله الطعام معهم.
تخيل المشهد التالي: دعاك أصدقاؤك للعشاء في المطعم، وقاموا بكل الترتيبات، وحضرت إلى المطعم، وكان الجو داخل المطعم كئيبًا، ولفت انتباهك كثرة التعليمات التي تمنعك من القيام بعدة أمور، وكان طلاء الجدران سيئاً، والستائر بالية، وجاء أحد النزلاء وأعطاك قائمة بالتصرفات الممنوعة، وأخبرك أن لديك سبعًا وأربعين دقيقة لتناول الطعام الذي تم اختياره سلفًا، وأخبرك أنه ليس مسموحًا لك استخدام دورات المياه.
هل تذكرك حكاية هذا المطعم بتجربة مررت بها في المدرسة؟
في الفصل الرابع تتناول كوزز صفات الإداري الناجح، ومنها الالتزام، والانسجام والحماسة، الالتزام بهدف معين، ورسالة واضحة ورؤية سليمة.. سمعت إحدى المديرات الناجحات شخصًا يقول أنه ليس بوسعه أن يتخيل نفسه أعمى لأنه لا شيء أسوأ من ذلك فقالت له: هل تعرف ما هو أسوأ من العمى؟ أن تكون مبصرًا دون رؤية!!
وفي الفصل الخامس تتعرف على مقومات المدرسة الناجحة، وفلسفة الـ 59٪ – 5٪ حيث يمكن أفضل القادة هيئة التدريس من قضاء 5٪ من أوقاتهم في التشكي و59٪ في البحث عن الحلول.
أحد أكثر التعريفات صحة لكل جنون هو أن تقوم بنفس الشيء مرارًا وتكرارًا وأنت تتوقع نتائج مختلفة، وكثيرًا ما نكرر في مجال التربية الأخطاء ذاتها ونريد نتائج جيدة.
هذا ما تحدثت عنه المؤلفة تحت عنوان (إذا كنت لا تتحمل الحرارة فاخرج من المطبخ)، ومعنى أنك إذا كنت لا تتحمل ضغط العمل في التعليم فالأفضل لك البحث عن عمل آخر.
في الفصل السابع عدة طرق ناجعة لرفع معنويات المعلمين منها أن يقدم لهم المدير دعوات غداء أو عشاء، وأن يخصص سبورة لإسداء الشكر لهم أو تهنئتهم بمناسباتهم الخاصة، وأن ينصب أحد أعضاء التدريس مديرًا في أحد الأيام، وتنظيم مباريات بين الطلاب والمعلمين، ومنها إطلاق أسماء المعلمين على بعض مرافق المدرسة، وألا تعقد أي اجتماع لا يتخلله وجبة فطور أو غداء.
في الفصل الأخير تحت عنوان فاتورة النجاح تسوق كوزز عددًا من النصائح للنجاح كالاعتناء بالصحة الشخصية واللطف، وتجنب اللوم، وأن يضع القائد نصب عينيه رسالة قوية.. وتروي لنا أنه سئل ذات يوم بطل لسباق السيارات لم يكن قد ارتطم بأي حاجز عن سبب نجاحه الباهر فقال: لأني أفكر في المسار وليس في الحواجز التي يمكن أن أرتطم بها.
الكتاب ممتع ومفيد ومكتوب بلغة سلسة، وهو خلاصة تجارب ميدانية، وأرجو أن يمتد العمر بالمؤلفة لتكتب لنا كتابًا موضوعه: أطعموا الطلاب قبل أن يأكلوا المعلمين!
هههه حلو …………….