يسلط الضوء على أهمية التشخيص والكشف المبكر للحالات
انطلاق المؤتمر الأول لممارسي المهن الطبية للتوحد غداً
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مركز دبي للتوحد، يفتتح غداً معالي حميد محمد القطامي وزير الصحة «المؤتمر الأول لممارسي المهن الطبية للتوحد» الحدث الطبي الذي يعنى بقطاعي أطباء الأطفال والرعاية الصحية والذي ينظم لأول مرة على مستوى المنطقة.
وسيلقي معاليه الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد في قرية المعرفة بدبي، والذي ينظمه مركز دبي للتوحد ضمن فعاليات شهر التوعية العالمي باضطرابات التوحد، بالتعاون مع مختصين من جامعات اكسفورد وبيرمنجهام في المملكة المتحدة وجامعات مينوسوتا وهارفرد الطبية في الولايات المتحدة الأميركية.
ويهدف هذا المؤتمر إلى التأكيد على أهمية التشخيص والكشف المبكر لاضطرابات طيف التوحد ويسلط الضوء على أهمية التدخل المبكر، كما ويناقش المؤتمر الطرق العلاجية المختلفة والمعتمد عالمياً والمتبعة مع تلك الفئة من الإعاقات.
إضافة إلى ذلك يوفر المؤتمر استراتيجيات عملية لممارسي المهن الطبية للتعامل مع حالات التوحد، ويستهدف المؤتمر بشكل خاص فئة الأطباء العامين وأطباء الأطفال والعاملين في الحقل الصحي من أطباء وممرضي رعاية أولية لما لهم من دور بالغ وحيوي في الكشف المبكر عن اضطراب التوحد وفي تشخيصه، يتحدث في هذا المؤتمر كل من البروفسور توني بيللي والبروفسور مايكل ريف والبروفسورة ريتا جوردن والدكتور رمزي ناصر.
وفي هذا الصدد أكد محمد العمادي مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته على أهمية هذا المؤتمر وما يمثله من حلقة وصل بين القطاعين التربوي والطبي، كما ويسهم بتوفير فرصة للعاملين مع الأطفال المصابين بالتوحد لتبادل خبراتهم مع خبراء ومختصين لهم باع طويل في هذا المجال.
وأضاف العمادي بأن رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مركز دبي للتوحد لهذا المؤتمر منبعه حرص سموه على توفير تلك الفرصة والرقي بمستوى الخدمات التربوية والطبية المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة بما يرقى والتطور الذي تشهده إمارة دبي.
حيث أكد سموه على أهمية التدخل المبكر والمسح الشامل لمختلف الإعاقات بشكل عام ولاضطرابات التوحد بشكل خاص مما يسهم في توفير خدمات مناسبة وملائمة للأطفال وأسرهم على حد سواء، كما توجه العمادي بخالص الشكر لهيئة الصحة بدبي ومركز دبي المالي العالمي وقرية المعرفة وإذاعة نور دبي وجريدة البيان وجمعية ساعد التوحد الآن على رعايتهم لهذا المؤتمر.
واحتفل العالم باليوم العالمي الأول للتوعية بالتوحد، حيث خصصت الأمم المتحدة الثاني من الشهر أبريل في كل عام موعداً لهذا اليوم. واحتفل مركز دبي للتوحد بالمناسبة حيث نفذ حملة توعوية، بدأت أول من أمس وأفاد العمادي في معرض حديثه أن التوحد مرض عصري تعاني منه نسبة كبيرة من الأطفال بالعالم ، وهو عبارة عن نقص في النمو الطبيعي.
ويمكن الكشف عنه بالمركز من عمر 18 شهراً إلى 24 شهراً، وذلك عن طريق إجراء امتحان للطفل يشتمل 360 سؤالاً، وبعدها يتم تقييم الإجابة بحضور عدد من الاختصاصيين في الجانب النفسي، والنطق، والحركة، والتربية الخاصة.
وأشار العمادي إلى أن التوحد يصيب طفلاً من بين 150 طفلاً في العالم، ونسبة إصابة الذكور فيه أكبر من الإناث، ويعاني الطفل المصاب من تأخر لغوي، ويستخدم كلمات في مواقع غير مناسبة لا تعبر عن الأشياء التي يحتاجها، وكذلك يكررها في كل المناسبات.
ويعاني أيضاً من اضطراب اللغة، واستعمال أفعال الماضي، والحاضر، والمستقبل دون تركيز، ويلجأ الطفل المتوحد إلى الامتناع عن النظر في أعين محدثيه، والانطواء على نفسه والجلوس في أحد أركان المنزل، إما للغناء أو العيش في عالمه الخاص، وهو غير اجتماعي نهائياً ولا يتكلم أبداً، ونسبة كبيرة منهم يظل صامتة مدى الحياة.
وذكر العمادي أن الطفل المتوحد يحاول أن يقاوم تغيرات البيئة المحيطة به فمثلاً، يشعر الطفل بغضب شديد إذ تبدل مكان كرسيه الذي اعتاد الجلوس عليه، أو إذا تغيرت نوعية الطعام، وأسباب الإصابة غير معروفة تماماً إلى الآن ، لكن توجد عوامل عدة تلعب دوراً عند الطفل المتوحد، منها العوامل الجينية، وجهاز المناعة الذي يكون غير نشيط بما فيه الكفاية.
وكذلك عدم قيام الجهاز العصبي بوظيفته بشكل كامل، بالإضافة إلى العوامل الوظيفية الأخرى، كما يعني عدم نمو الجزء الأيسر من المخ الذي يكشف عن طريق التخطيط الكهربائي، وهناك أيضاً العوامل الكيميائية إذ ينتج عنها زيادة في نسبة السيروتونين، وزيادة في الدوبامين وهو سائل الحبل الشوكي، والبلازما في الدم أيضاً.
أما عن طرق العلاج قال العمادي، أن التوحد ليس مرضاً ولا علاج له، لأنه عبارة عن اضطراب عقلي، والمطلوب فقط تفاعل وتعاون الأسرة مع الفريق الطبي، والذي يجب أن يتكون من متخصصين بأمراض التخاطب، والأمراض النفسية للأطفال، واختصاصيي التعديل السلوكي.
وعلى الأهل أن يدركوا أن مدة العلاج تختلف من طفل لآخر، وذلك حسب الحالة، والقدرة الذهنية للطفل، ومدى تقبله للعلاج، فالبعض يحتاج من سنتين إلى عشر سنوات، والشفاء يكون عند بعض الأطفال ممكناً، والبعض الآخر علاجهم يهدف إلى تقريبهم بقدر الإمكان للحد الطبيعي، ودمجهم في المجتمع بشكل تدريجي.
دبي ـ سمانا النصيرات