أكدت عفراء الربيعي ماجستير في فسيولوجية الجهد البدني والصحة، معلمة التربية الرياضية في مدرسة فاطمة الزهراء للتعليم الثانوي أهمية التأثير الايجابي للنشاط البدني المنتظم في تحسين وظائف أجهزة عديدة من الجسم ورفع كفاءتها مشيرة إلى أنها تعتبر عاملا مهما في توفير الاستقرار النفسي والتنشيط الذهني والإنتاج الفكري للإنسان، مشددة على دوره الفعال في الوقاية من ضغوط الحياة اليومية ولاسيما الازدحام وتقلل من التوتر العصبي وتساعد على الاسترخاء وتكسبنا متعة وسعادة وراحة نفسية وثقة بالنفس وتحررنا من القلق والاكتئاب والتوتر وتعمل على خفض تأثير هرمون الكاتوكولامين على القلب، مما يقلل من اضطراب معدل ضربات القلب وتحسن الحالة المزاجية وتطور الحياة الصحية بتعزيز الحالة النفسية وتحسين الوظائف البدنية عند غير الأصحاء.. وللوقوف على أهمية الموضوع كان هذا الحوار.
* هل يمكن إعطاؤنا فكرة عن معنى النشاط البدني؟… ــ النشاط البدني ( Physical activity ) هو حركة جسم الإنسان عن طريق العضلات الهيكلية والتي ينتج عنها صرف للطاقة بكميات أعلى من الطاقة المصروفة في وقت الراحة، ويدخل ضمن هذا التعريف جميع الحركات والأنشطة الحياتية الروتينية اليومية، كالقيام بالأعمال البدنية اليومية من مشي وحركة وتنقل وصعود الدرج والتسوق والأعمال المنزلية المختلفة كغسيل السيارة والعمل في الحديقة المنزلية أو القيام بأي نشاط بدني رياضي أو حركي ترويحي، إذا فهو سلوك يؤديه الفرد بغرض تنفيذ العمل أو الترويح أو العلاج أو الوقاية سواء كان مخططا له أو عفويا.
* ما أهمية النشاط البدني؟ … ــ النشاط البدني ضرورة لتحسين وظائف الجسم فقد أثبتت الأدلة العلمية المتوفرة على أهمية التأثير الايجابي للنشاط البدني المنتظم في تحسين وظائف أجهزة عديدة من الجسم ورفع كفاءتها وتعتبر عاملا مهما في توفير الاستقرار النفسي والتنشيط الذهني والإنتاج الفكري للإنسان، ودوره الفعال في الوقاية من ضغوط الحياة اليومية وتقلل من التوتر العصبي وتساعد على الاسترخاء وتكسبنا متعة وسعادة وراحة نفسية وثقة بالنفس وتحرر من القلق والاكتئاب والتوتر وخفض تأثير هرمون الكاتوكولامين على القلب، مما يقلل من اضطراب معدل ضربات القلب وتحسن الحالة المزاجية وتطور الحياة الصحية بتعزيز الحالة النفسية وتحسين الوظائف البدنية عند غير الأصحاء.
نعاني في عصرنا الحالي من العديد من الضغوط النفسية؟ فهل يمكن التخلص منها من خلال النشاط البدني؟
* بداية ما هو الضغط النفسي؟
ــ هو باختصار أي خلل أو تحدٍ بدني أو نفسي في التوازن الفسيولوجي والكيميائي الداخلي أو التوازن العاطفي يؤدي إلى حدوث إرهاق وتوتر في الجهاز العصبي المسؤول عن حفظ التوازن الداخلي «الفسيولوجي الكيميائي العاطفي» وقد تولّده التغيرات الأساسية في حياة المرء، كوفاة شخص عزيز عليه، أو خسارته وظيفته أو طلاقه. حتى أن التغيرات التي تطرأ والتي نظن أنها إيجابية، قد تسبب الضغط النفسي، كالزواج أو الولادة أو مباشرة عمل جديد.
ومن وجهة نظر علمية، يفهم التوتر على أنه ردة فعل الجسم السيكولوجية على متطلبات البيئة التي نعيش فيها ينشأ التوتر عندما تتجاوز المتطلبات البيئية أو حتى الداخلية قدرات تتجاوز قدرات الشخص. وعليه، يعرف التوتر بأنه عدم توازن بين المتطلبات ومقدرة الشخص على التعامل مع الوضع. وتتصف الانفعالات المصاحبة لعملية التغلب على التوتر بالتحريك السيكولوجي للجسم، وبردة فعل التوتر السيكولوجية.
* ما أنواع الضغوط النفسية؟
ــ الضغوط النفسية التي يواجهها الإنسان في حياته ليست بالضرورة أن تكون كلها سلبية تضر بصحة الإنسان أن الضغط النفسي عبارة عن قوة ( Force ) تؤدي إلى ردود أفعال من أجهزة الجسم المختلفة سواء كان ايجابيا أم سلبيا فالضغوط النفسية متواجدة معنا وتختلف شدتها من شخص إلى آخر، فقد تكون في كثير من الأحيان مشجعة وحافزاً مؤثراً ايجابياً لحياة ومستقبل أفضل.
* هل النشاط البدني وسيلة علاجية أم وقائية للضغوط النفسية؟
ــ بالرغم من أن الوقاية من الضغوط والمشاكل النفسية الناجمة عن صعوبات الحياة ليست هدفا أساسيا من أهداف النشاط البدني فجسم الإنسان خلقه الله عز وجل للحركة وليس للسكون وكما أشارت العديد من الأدبيات العلمية في مجال النشاط البدني إلى أن النشاط البدني يعد وسيلة هامة في التعامل والوقاية من الضغوط النفسية وعلاجها نظرا للفوائد الايجابية الكبيرة للنشاط البدني في امتصاص التأثيرات السلبية للضغوط النفسية، وفي الحقيقة أن النشاط البدني يمكن أن يسيطر ويكبح الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد سواء كانت داخلية أو خارجية ايجابية أو سلبية ومن عدة جوانب.
فمن خلال المناخ الاجتماعي الذي تمارس فيه الأنشطة البدنية والترويحية كنشاط إنساني يوفر الكثير من الفرص والمواقف التربوية التي يمكن أن تدعو إلى توفير البيئة الخارجية المؤثرة على السلوك، كما أن الأنشطة البدنية والترويحية تطور نوعية الحياة واللياقة البدنية المرتبطة بالصحة وتزيد من فرص التقارب بين الممارسين مما يسهم في زيادة الثقة بالنفس والتغلب على مشاعر القلق والاكتئاب.
* ما تأثير النشاط البدني في الصحة النفسية والعقلية؟
ــ أظهرت معظم الدراسات أن النشاط البدني له تأثير إيجابي وثابت على المزاج والحالة النفسية إذ إنه يقي من القلق والإحباط والاكتئاب والفزع والضغوط النفسية وقد يحفز الفكر والتأمل والإبداع ويرفع من مستوى الطاقة واحترام الذات، فالمشاعر النفسية السلبية مثل التوتر العصبي والقلق والاكتئاب والحزن هي سبب كثير من المشاكل الصحية مثل ضغط الدم وتصلب الشرايين وقرحة المعدة وغيرها من الأمراض الجسدية الناجمة عن المشاعر النفسية غير السوية.
فالنشاط البدني يعد خير وسيلة للتغلب على مشاعر الكآبة والحزن والضيق النفسي عن طريق إفراز الدماغ لمواد عصبية تسمى الاندروفينات الدماغية والتي تفرز أيضا من الغدة النخامية الأدرينالين إضافة إلى الاندروفين والتي تشبه في خواصها مادة المورفين التي تسكن الألم وتعطي شعورا بالنشوة والاسترخاء للدماغ مما يؤدي إلى تحسين «مزاج» الشخص وبالتالي زوال مشاعر الكآبة والحزن والقنوط، وكما هو معروف فان إفراز الجسم لهذه المواد يبدأ مع بداية النشاط البدني بعد 20 دقيقة وتستمر الاندروفينات بالدم فترة زمنية بعد انتهاء النشاط البدني.
أدلة علمية
إضاءة
مواجهة الضغوط النفسية
هناك مبادئ أساسية مهمة متعلقة بالنشاط البدني معتدل الشدة والمناسب لمواجهة الضغوط النفسية، ووفقاً لتوصيات الجمعية الأمريكية للطب الرياضي فإن هذه المبادئ تشتمل على: زمن النشاط وتكراره ، ويحبذ أن لا يقل زمن النشاط عن 30 دقيقة يوميا في البداية ليصل فيما بعد إلى 60 دقيقة وأن يكون نشاطا بدنيا مستمرا ويكرر الأداء من ( 5 – 7 ) مرات في الأسبوع، وبالنسبة لشدة النشاط يحبذ أن تكون الشدة خفيفة إلى المتوسطة ولكن يفضل أن تكون ما بين ( 55 – 75 %) من أقصى نبضات قلب.
فراس العويسي
بقلم الأستاذة عفراء الزهراء
معلمة التربية الرياضية