لمساعدة الأسرة المتعففة
طالبات مدرسة المواهب النموذجية في أبوظبي "سفيرات للنوايا الحسنة"
أبوظبي إيمان سرور:
نفذت مدرسة المواهب النموذجية بتعليمية أبوظبي مشروعاً انسانياً هذا العام تحت عنوان “قلوبنا معكم وأيادينا تشد من أزركم” بعد أن نفذت العام الماضي مشروعاً مماثلاً كرسته لغرس التكافل الاجتماعي المنظم بين البشر من منطلق ما نادت به مختلف الأديان السماوية بنشر مبدأ مساندة ومساعدة المحتاجين بعنوان “لست وحدك، جميعنا أهلك” والذي حصلت فيه المدرسة على المركز الأول في المسابقة التي نظمتها هيئة الهلال الأحمر الاماراتية على مستوى المناطق التعليمية بالدولة.
“الخليج” تسلط الأضواء حول المشروع الانساني “قلوبنا معكم” والمكرس هذا العام لمصلحة الأسر المتعففة، من خلال زيارة قامت بها لمدرسة المواهب النموذجية التقت فيها بمشرفتي المشروع وسفيرات النوايا الحسنة من طالبات المدرسة المشاركات فيه.
تقول آمنة الزعابي الاختصاصية الاجتماعية في مدرسة المواهب النموذجية بتعليمية أبوظبي مشرفة المشروع إن هناك أسراً كثيرة في المجتمع تعاني من صعوبة الحياة، الأمر الذي لا يمكنها من تقديم العلاج لأبنائها ومواصلة دراستهم وتوفير متطلباتها الضرورية التي تساعدها على الاستقرار والعيش بلا معاناة، بسبب قلة المال أو وفاة رب العائلة أو توقفه عن مواصلة العمل بسبب المرض أو السجن، مشيرة إلى أن تلك الأسر برغم معاناتها اليومية إلا أنها أسر متعففة عن سؤال الناس، فكرامتها تفوق كل أموال الدنيا من أن تسأل أي شخص لمد العون لها ومساعدتها مادياً.
وأضافت الزعابي أن فكرة المشروع انطلقت من الطالبات أنفسهن وبتعاون إدارة المدرسة التي تسعى دائماً لغرس القيم الانسانية المتمثلة في حب فعل الخير والتعاطف والتراحم وتقديم العون والمساعدة للضعيف والمحتاج.
وقررت المدرسة تبني هذا المشروع بعد أن طرحته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية كمسابقة سنوية لطلبة المدارس، للتنافس على ترجمته واقعياً.
وتشير منال رفعت حسين معلمة التربية الاسلامية في المدرسة ومشرفة المشروع أيضاً إلى أن سفيرات النوايا الحسنة من الطالبات قمن بدور كبير من خلال التمكن من اقناع أسرهن وزميلاتهن في المدرسة وكذلك معلماتهن والأهل والأقارب في التبرع لمصلحة المشروع الانساني وتعريفهم بأهدافه الانسانية التي تتمثل في مساعدة الأسر المتعففة ذات القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة والتي تعاني من ضائقة مالية، حيث شاركت في جمع الأموال وتحويلها لبعض الأسر المتعففة التي بحثن عنها واجتهدن في سبيل الوصول إليها عن طريق مديرة المدرسة أو الاختصاصية الاجتماعية لمساعدتها وتحسين ظروفها المعيشية.
وقالت منال رفعت إن المدرسة لا يقتصر دورها على الجانب الأكاديمي، بل يجب أن تعد طلابها وطالباتها لفهم الحياة والاستعداد لمواجهتها بحيث يخرجون إلى المجتمع وهم مزودون بالخبرة، كما يجب على المدرسة أن تغرس الشعور الإنساني وتنميته في نفوس الطلاب، ومساعدتهم في الاندماج بالمجتمع، وترسيخ أسس التلاحم مع كافة شرائحه، مشيرة إلى أن سفيرات النوايا الحسنة نفذت عدة نشاطات وشاركن في فعاليات كثيرة اسهمت في دعم الأيتام والأسر المتعففة المحتاجة منها المشاركة في توزيع وجبة غذاء يومية لبعض الأسر المحتاجة، وحملة اعداد كسوة العيد، واعداد حقيبة مدرسية لمساعدة الطلبة والطالبات في مدارس أبناء الوافدين وتقديمها لهم أثناء زيارة خاصة قامت بها سفيرات النوايا الحسنة إلى عدد من تلك المدارس، كما قامت الطالبات بزيارة بعض أسر السجناء وتقديم مبالغ مالية لهم عن طريق مؤسسة التنمية الأسرية بالشارقة والمشاركة في فعالية “فيهم البركة” التي خصصت لكبار السن اعترافاً وتقديراً للدور الذي بذله الآباء والأمهات والأجداد في تربية النشء ومساهمة في نشر التراحم والتواصل والبر بالوالدين.
وكذلك المشاركة في برنامج “قريب المنال” الذي تبثه قناة دبي الفضائية بدعم مادي لمساندة إحدى الحالات المعسرة.
وذكرت الطالبة أميرة مسعد العامري أن عضوات المشروع جمعن التبرعات لتسديد فواتير الكهرباء والتليفون المتراكمة التي لم تستطع بعض الأسر دفعها لتلك الجهات، كما تم توفير الرعاية الصحية لأسر أخرى متعففة من خلال التعاقد مع أحد الأطباء لاجراء الفحوصات والكشف الطبي مجاناً على أن يتم شراء الدواء من التبرعات المالية التي جمعتها طالبات المدرسة من خلال “مشروع قلوبنا معكم”، فيما أوضحت زميلتها الطالبة نورة المنصوري أن المشروع غطى نفقات دراسية لأحد أبناء تلك الأسر الذي التحق بدورة طباعة وسكرتارية بكلية الخوارزمي الدولية لإعالة ذويه بعد التخرج منها والالتحاق بوظيفة.
وأشارت الطالبة شيماء الشحي الى أن مشروع “قلوبنا معكم وأيادينا تشد من أزركم” مشروع تفخر به جميع الطالبات ومعلماتهن كونه جاء ليخفف من معاناة بعض الأسر المتعففة، وإحياء سُنة من سُنن الاسلام وشرائعه السمحاء ومنها الحفاظ على طابع التراحم والعطاء الاجتماعي، حيث استطاع المشروع تقديم مساعدات لبعض الأسر التي ترعاها المدرسة من خلال شراء بعض المستلزمات الضرورية لمنازلهم والذي لم تستطع اقتناءها كشراء غسالة كهربائية وثلاجة وهما حاجتان ضروريتان لكل عائلة.
وتصل بعض التبرعات الفردية التي يتسلمها المشروع إلى 3000 درهم كما تنشط العضوات عن طريق الاذاعة المدرسية وبين أوساط طالبات المدرسة للتعريف بمهام المشروع وأهدافه الانسانية لجمع التبرعات وإيداعها في الصندوق الثابت الذي نصبته سفيرات النوايا الحسنة وسط ساحة المدرسة.