ضروووووووري ..بليز
دورت و ما حصلت
(1912-1990)
هو الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي، ينحدر من قبيلة بني ياس وينتمي إلى قبيلة آل بوفلاسة، والده الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم الذي حكم دبي من الفترة 1912 وحتى 1958، ووالدته الشيخة حصة بنت المر التي عرفت (بأم دبي) لما اتصفت به من قوة الشخصية والإرادة والعزيمة القادرة على تنشئة أجيال ذات إرادة واستقلالية .
وهي الصفات التي ورثها ابناها عنها منذ ولادتهما حيث ولد الشيخ راشد عام 1912 و.ترعرع الشيخ راشد وإخوانه في منزل والده الشيخ سعيد آل مكتوم بالشندغة وهو واحد من عدة منازل تابعة لأسرة آل مكتوم.
تلقى علومه الأولى في مبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم على يد المطاوعة(شيوخ المساجد)، إلى أن انتقل إلى مدرسة الأحمدية التي تأسست في ديره عام 1912 على يد تاجر اللؤلؤ أحمد بن دلموك والتي تعتبر من أوائل المدارس النظامية، برزت هواياته في حب الخيل وبرع في ركوبها وأبدى مهارات في التعامل معها، كما اهتم بالصقور.
وكان يخرج هو وأصدقاؤه من المدرسة إلى الصحراء ليدربوا الطيور ويعددها لموسم القنص في الشتاء، واظب الشيخ راشد منذ الصغر على حضور مجلس والده ونشأ مستمعا لأمور الحكم واستقبال الضيوف والمترددين على مجالس والده.
في عام 1924 كان الشيخ راشد قد بلغ الثانية عشرة من عمره وأصبح ذا شخصية قوية ذات تأثير فعال أضفت على مظهره الهيبة والوقار وتواضعا فرض على الآخرين تقديره واحترامه وكان يعرف (بالشاب الجاد) لما اتسم به من الجدية والصراحة.
تجلت براعة الشيخ راشد في إدارة الأزمات في موقفه الثابت إزاء الفوضى التي ظهرت مع انتشار السلب والنهب إبان الحصار الاقتصادي الذي فرضه البريطانيون على إيران التي كانت تساند دول المحور في الحرب، ففرض البريطانيون على دبي حظرا على استيراد وتصدير المواد الغذائية، فما كان من الشيخ راشد إلا أن سعى لتوفير المواد الغذائية لرعاياه بأسعار تتلاءم مع المستوى الاقتصادي من أصحاب البقالات وأدخل نظام البطاقات التي سمح للمواطن بالحصول على الحصة الشهرية من المواد الغذائية.
في عام 1932 اقتنى الشيخ راشد أول سيارة له بعد أن كان يركب حصانه (الصقلاوي) التي كانت تربطه به علاقة حميمة.
في التاسع والعشرين من مارس عام 1939 شهدت دبي احتفالا بزفاف الشيخ راشد بن سعيد إلى الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان.
اهتم الشيخ راشد في توفير مناخ ملائم للتجارة بهدف جلب التجارة والشركات العالمية لدبي، وبذل جهوده في افتتاح بنك (امبريال بنك أوف إيران) الذي عرف بعد ذلك باسم (البنك البريطاني للشرق الأوسط) في عام 1954 واشترط في اتفاقية الإنشاء أن يتم تشغيل موظفين من أبناء دبي (أبرزهم المرحوم غانم الغيث) بعدها عرفت دبي الازدهار الاقتصادي.
وفي عام 1950 قام الشيخ راشد برعاية أول مشروع وأقام أول مستشفى حديث أطلق عليه اسم مستشفى المكتوم.
في الخمسينيات بدأت مشاريع التنمية ترى النور في الإمارة أبرزها حفر خور دبي 1959 الذي أتاح لدبي اتخاذ موقع تجاري متميز بعد أن أصبح شريان الحياة من دخول المراكب وازدياد حركة الاستيراد وإعادة التصدير لكافة أنواع البضائع.
في العاشر من سبتمبر من عام 1958 توفي الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي، وتولى الشيخ راشد مقاليد الحكم في الرابع من أكتوبر عام 1958، بعد أن استمر في ولايته للعهد لمدة عشرين عاما، فأخذ على عاتقه ضرورة توفير الخدمات الأساسية لسكان دبي فأعلن عن رغبته في بناء مطار دبي.
وتم الاختيار ما بين جبل علي والقصيص، فوقع الاختيار على القصيص لقربها من دبي الذي افتتحه في الثلاثين من سبتمبر 1960، فأدت سياسة السماء المفتوحة إلى جعل دبي مركزا إقليميا لحركة الطيران، كما أنشأ شركة كهرباء دبي العامة في عام 1959 وأبرم مع حكومة قطر في 1959 مشروع أعمال المسح الجيولوجي للتنقيب عن المياه وسد احتياج الإمارة من المياه العذبة.
وفي عام 1960 ونتيجة لازدياد نسبة المواطنين والوافدين برزت الحاجة لبناء المساكن والشقق السكنية، فقام بإنشاء دائرة الأراضي والأملاك وفي نفس العام أمر الشيخ راشد بإنشاء شركة التلفون والبرق واللاسلكي.
وفي عام 1961 أصدر مرسوما يقضي بإنشاء بلدية دبي، وفي عام 1962 افتتح الشيخ راشد أول جسر يربط ديرة ببر دبي (جسر آل مكتوم) كما قام في 1963 بتأسيس شركة نفط وتأسيس أول بنك وطني (بنك دبي الوطني المحدود) برأسمال مليون جنيه إسترليني.
وتوالت الانجازات في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات مع بدايات الاتحاد الذي كان أعظم انجاز سعى له مع أخيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، ويشهد لهم التاريخ الحديث بذلك. فسعى إلى إنشاء ميناء راشد والحمرية والميناء الصناعي في جبل علي وجداف دبي.
وبرزت جهوده الدولية بعد توليه منصب نائب رئيس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء، وأسهم في التطوير العمراني والنهضة الشاملة التي شهدتها الإمارات في بداياتها من بناء المرافق العامة والبنى التحتية، وحرص على تقوية العلاقات مع دول الخليج والدول الأخرى وبرزت اهتماماته في مناقشة قضايا أمته وشعبه العربي والإسلامي.
وأبرزها قضية احتلال الجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) والقضية الفلسطينية والحرب العراقية الإيرانية، ودعا إلى إنشاء مجلس يضم دول الخليج العربي.
وفي بداية الثمانينيات مرض الشيخ راشد فجأة وذهب لانجلترا للعلاج، وعاد بعدها واستمر في ممارسة أعماله إلى أن اشتد به المرض في أواخر الثمانينيات إلى أن رحل عنا في مساء الأحد الثامن عشر من ربيع الأول عام 1411 الموافق السابع من أكتوبر ,,1990عن عمر يناهز ثمانية وسبعون عاما و بعد حياة حافلة جعلت من دبي مدينة عالمية يشهد لها الجميع.