التصنيفات
الالعام لمادة اللغة العربية

أهمية القراءة في الثقافة والسلوك

<div tag="2|100|” >

أهمية القراءة في الثقافة والسلوك
تقديم الدكتور محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية
تمهيد
أصدرت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 17/9 /2008تعميماً يتضمّن تخصيص حصة أسبوعية للقراءة الحرة في المرحلة الثانوية تنفّذ في مركز مصادر التعلم اعتباراً من 5/10/2008 ، وينطلق هذا المشروع الرائد من الخطة الإستراتيجية للوزارة وتحقيقاً للمبادرة في تشجيع الطلاب على القراءة الحرة .
ووضعت لهذا المشروع آليات للتنفيذ ، وتوزيعا زمنياً للحصص يبرز محتوى كل حصة ، ومواكبة منّا لهذا المشروع فقد وجدنا من المفيد أن نوضّح لزملائنا المعلمين ما يوجهون إليه الطلاب في الجزء النظري من الحصة ، ونبدأ بمحتوى الحصة التي تتناول : أهمية القراءة وأثرها في تنمية الثقافة والسلوك ، وسوف نتابع في الحلقات القادمة إن شاء المحتويات الأخرى للحصص التالية آملين أن يفيد منها زملاؤنا وأن يثروا مضمونها من خبراتهم .
أهمية القراءة في الثقافة والسلوك
تعد القراءة منذ القديم من أهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها "هنا غذاء النفوس وطب العقول".
و القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.
والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة. ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمداً (صلى الله عليه وسلم) هي كلمة (اقرأ)، وهذا له دلالة كبيرة وعميقة على اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.
وفي العصر الحديث، دخلت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل مواطن، فالقراءة هي السبيل الأهم للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرؤون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.
إن المبدعين والمفكرين مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقاً؛ لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة ما لديك من معطيات، ولن يتأتّى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها.
إن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر، بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات الحياة، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا للوجود، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولذلك فمن لم يكن قارئاً فقد عطّل وسائط تفكيره وإدراكه وسبل حياته.
ويعرّف كثير من المفكرين القراءة بـ"أنها عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، من خلال الربط بين الخبرة الشخصية (المخزون المعرفي) ومعاني هذه الرموز".
وللقراءة عمليتان أساسيتان: الأولى الاستجابة لما هو مكتوب، والثانية عملية عقلية ، يتم من خلالها تفسير المعنى عبر التفكير والاستنتاج (الفهم). إن المعرفة منتوج القراءة المباشر، وهي عماد التنمية والسبيل إلى مستويات التقدم.
والمعرفة ميزة إنسانية تمكّن الإنسان وتؤهّله للتفكير والتخيل والفهم والربط بين المعطيات المختلفة ، وتساعده على تكوين رأيه المنفرد، والتعامل مع المتغيرات والارتقاء نحو الأفضل. إن الفرد له الحق المشروع في الوصول إلى المعرفة، وللوصول إلى المعرفة يجب أن تتوافر له دروب المعرفة المختلفة، ومن أهمها الكتاب، حيث يعد الكتاب جواز سفر للمعرفة.
وتتطلّب القراءة فهماً للمقروء واستيعاباً له ، ومن مهارات الفهم التي يجب أن يمتلكها القارئ أثناء القراءة : إعطاء الرمز معناه، وفهم الوحدات الأكبر، كالعبارة والجملة والقطعة كلها، والقراءة في وحدات فكرية، وفهم الكلمات من السياق واختيار المعنى الملائم لها، والتخمين في معاني الكلمات و اختيار الأفكار الرئيسة وفهمها، و الاستنتاج.والاحتفاظ بالأفكار، وتقويم المقروء ومعرفة الأساليب الأدبية والفكرية وهدف الكاتب، و فهم الاتجاهات.
تلك بعض اللمحات التي تبرز أهمية القراءة نأمل من المعلم أن يثريها لطلابه باختصار شديد ، وأن يدفعهم بعد ذلك لممارسة القراءة الحرة.
تقديم الدكتور محمد البحتري
موجه اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية

متحرك 5374275 / 050
البريد الألكتروني /albohturi @hotmail .com

الشارقة

~::~

♥♥ بارك الله فيك وحفظك ورعاك ♥♥

~::~

الشارقة

جزيت خيرا أستاذنا الفاضل / دكتور محمد البحتري
على هذه الجهود الطيبة
في ميزان حسناتك وشكرا لك

سلمت الأنامل ، ونتمنى من الأمناء على لغتنا العربية؛ موجهين وموجهات ومعلمين ومعلمات ، أن لا بيخلوا علينا بما يجعلنا أهلا لحمل هذه الأمانة الغالية،مرة أخرى بوركت جهودكم يا أبا إسماعيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.