التصنيفات
الالعام لمادة الفيزياء

الطرق العلمية لمذاكرة المواد العلمية موضوع مهم ارجو قرائته

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على الرسول الأمين محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و على آله و أصحابه و من اقتفى أثره إلى يوم الدين .
و بـعـد : و هذا الجزء الثالث في موضوع المذاكرة :

جدول المذاكرة :
يؤكد علماء التربية أن استغلال الوقت بكفاءة من العوامل الهامة للتحصيل، والجدول المكتوب يساعد على تنظيم العمل وترتيب المذاكرة، فتخصيص وقت ومكان محددين من شأنهما أن يخلصا الطالب من سلوك التأجيل والتسويف، والجدول يساعد على تكوين استعداد نفسي وعقلي للمذاكرة، ويتعين على كل طالب أن يعلم كيف يوازن بين الاستذكار والترويح عن النفس.. مع مراعاة ألا يمتد هذا الجدول إلى وقت متأخر من الليل، ولا ينبغي أن يترتب على هذا الجدول تمسك حرفي بنمط يومي أو أسبوعي، لكن أن يمثل الجدول خطة منظمة لألوان مختلفة من النشاط تدفعك لأن تبدأ مذاكرتك في وقت محدد لزمن معلوم بعده تنتقل لنشاط آخر.
الآن كيف تخطط جدولك؟
يقول الدكتور " محمود كامل الناقة " مدير مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس: ابدأ الفترة الأولى من الجدول بعد فترة راحة من اليوم الدراسي، ويجب ألا تطول فترة استذكار مادة معينة حتى لا يشعرك هذا بالملل على أن تتوقف للترويح عشر دقائق كل ساعتين مثلاً.
ولا تربط بين الوقت المجدد وكمية محدودة من المادة لأن ذلك سيضطرك إما إلى التخلص والانتهاء من الكمية المطلوبة بشكل قد يترتب عليه عدم الاستيعاب بالجودة المطلوبة، أو التخلي عن النظام الذي وضعته لنفسك في الجدول.
وإذا اضطرتك الظروف لمخالفة الجدول والخروج عنه – زيارة ضيف أو قضاء أمر ما – فلا تقلق وأعد النظر في الجدول بحيث تعيد تخطيط الوقت بشكل يتلاءم مع هذه الظروف المتغيرة.
وأخيرًا يُفَضَّل أن تبدأ جدول استذكارك اليومي بما درست من مواد في الموضوع نفسه، فتكون المذاكرة بمثابة متابعة دقيقة لما تدرس، وقد يساعدك ذلك على اكتشاف صعوبات ما تدرس فترجع في اليوم التالي لمدرسك لاستيضاح هذه الصعوبات.
: الآن ابدأ
1-تهيئة مكان جيد للاستذكار.
2-الابتعاد عن عوامل التشتت مثل المذياع و التلفاز و ليكن وقتها هو وقت الترويح .
3-الابتعاد عن كل ما يثير الأعصاب و الاهتمام بالإضاءة و المقعد المريح .
4-ضع هدفا محددا لفترة المذاكرة حتى تستطيع أن تفرغ من المذاكرة عندما تشعر أنك قد انتهيت من شيء محدد ـ موضوع أو حفظ نص أو تلخيص شيء ، أو الإجابة على مجموعة أسئلة حسب الجدول و الهدف من المساعدة ـ .
5-البحث عن المعنى العام أو الفكرة العامة للمادة التي يراد استذكارها و يحدث هذا بالقراءة السريعة أو التصفح السريع للمادة كي يضع كل طالب لنفسه خريطة لمذاكرة المادة، و إدراك الخطوط العريضة و الأفكار الرئيسية حتى يمكن الربط بين تفصيلات المادة أو الموضوع و السيطرة عليه كلّه، و إذا لم تجد للموضوع نظاما أو ترتيبا يتفق مع نظامك العقلي يتعين عليك بعد القراءة و إدراك التفاصيل إعادة تنظيمه و وضع تخطيط يساعد على استيعابه و فهمه .
6-إذا قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها و لا تحاول إهمالها، اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق و ابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سهل الصعب و قويت عزيمة الاستذكار عندك .
7-لا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع و تتحمس لمذاكرة مواد معينة تميل إليها و تهمل مواد أخرى .
8-بعد الانتهاء من المذاكرة ضع بعض الأسئلة و حاول الإجابة عليها ، أو قم بشرحها لزميلك ، أو وكّل شخصا آخر ليختبرك و يقيس درجة استيعابك ، أو العودة لكتاب آخر لاستكمال ما أحسست من نقص في هذه المرحلة .
9-اجلس بعد ذلك لتفكر في الطريقة أو الكيفية التي تمكنك من الاستفادة من الموضوع الذي ذاكرته في الامتحان أو في حياتك .
10-أخيرا … لا تقاوم النوم و لا تحاول السّهر بعد أن تشعر بالتعب فقد دلّت التجارب على أن ما يحصله الطلاب أثناء ليالي السّهر و هم متعبون يتبدد سريعا و لا يستقر في أذهانهم، و يوصى بعدم مراجعة جميع تفصيلات المادة ليلة الامتحان فهذا يؤدي إلى تداخل معلومات، و يبدو هذا في عدم استطاعة طالب الإجابة على سؤال كان يعرفه، و تذكره للإجابة بعد انتهاء وقت الامتحان، و الأفضل التركيز على الخطوط الرئيسية و الملخصات التي صنعها كل طالب بنفسه .
:مجموعة مواد
ويتساءل الكثير من الطلاب أيضًا: هل أذاكر مادة واحدة حتى انتهي منها ثم ابدأ في الأخرى وهكذا.. أم أقسم اليوم إلى مذاكرة مادتين أو ثلاثة؟
عن هذا السؤال أجابت الدكتورة " ناهد رمزي " الأستاذة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية: من الأفضل أن يراجع الطالب أكثر من مادة معًا، حتى إذا انتهى من مجموعة مواد بدأ بمجموعة أخرى وهكذا … ، فاستذكار مادة واحدة فقط حتى الانتهاء منها يصيب الطالب بالملل ويطيل من فترة الاستيعاب، هذا بالإضافة إلى أن ترك هذه المادة لفترة طويلة بعد ذلك حتى الانتهاء من باقي المواد قد يعرض بعض أجزائها للنسيان، ويراعى في اختيار مجموعة المواد التي يتم استذكارها معًا أن تكون إحداها نظرية والأخرى تطبيقية على سبيل المثال حتى لا يجهد المخ بعمل واحد، فيمكن استذكار اللغة العربية مع الرياضيات مثلاً، أو اللغة الإنجليزية مع الكيمياء.
لماذا ننسى ما نذاكره؟!
سئل الدكتور " محمود حموده " – أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف – عن هذه الظاهرة فأجاب: النسيان هو خلل أداء وظيفة الذاكرة، وللذاكرة أنواع تُقَسَّم حسب عمق الانطباع ومدة التخزين، فالانطباع الأول عن المعلومة دون إدراكها إدراكًا تامًا هو ما يُعرف بالذاكرة الحسّية؛ وهو الانطباع الذي يتجاوز أجهزة الحس واختزانه يقل عن ثانية واحدة؛ كأن يقابلك شخص فتسأله عن اسمه فيخبرك، ولكنك لا تركز انتباهك على الاسم، كأن تختزنه في الذاكرة، وبمجرد أن ينتهي الشخص من ذكر اسمه تبحث عنه في ذاكرتك فلا تجده، وكأنه دخل من أذن وخرج من الأخرى كما يقولون.
أما النوع الثاني فهو الذاكرة قصيرة المدى، وفيه يركِّز الشخص انتباهه على المعلومة فيدركها ويحولها إلى معاني يمكن حفظها في الذاكرة، وهذه تظل في الذاكرة إلى فترات قصيرة تصل إلى أيام أو أسابيع، ويندرج في هذا النوع المذاكرة المتعجلة قبل الامتحان والتي تقتصر على حفظ المعلومة في الذاكرة دون إعمال العقل بها، فينسى الطالب المعلومة بمجرد انتهاء الامتحان، أما النوع الثالث فهو الذاكرة طويلة الأمد وهي المعلومات التي تم إدراكها وفهمها فهمًا كاملاً وأعيد تصنيفها وترتيبها في أماكن خاصة بالذاكرة وتم ربطها بأشياء لا يمكن للشخص أن ينساها، كأن يخبرك شخص باسمه فتركز انتباهك لتحفظه وتربط بين اسمه واسم عمِّك مثلاً، فهذا التصنيف يثبت المعلومة، فإذا كنا نرغب في أن تكون المعلومة التي نستوعبها من العالم الخارجي في المستوى الثالث من الذاكرة، فلابد من الانتباه الكامل للمعلومة بحيث توجه كل طاقات اليقظة العقلية إلى المعلومة ليسهل إدراكها واستيعاب معناها، ثم نربطها بخبرتنا السابقة، ونصنفها بما يسهل الرجوع إليها عند اللزوم ويسهل استدعاؤها، بالإضافة إلى أن الربط يمكن أن يكون بقصة أو بصورة فكلاهما يُسهّل تخزين المعلومة، كما يُسهِّل استدعاءها، فنحن مازلنا نذكر تفاصيل حوار دار في فيلم سينمائي شاهدناه منذ سنوات لأن هذا الحوار مرتبط في ذاكرتنا بالصورة ومتسلسل في أسلوب القصة، كما يؤثر نوع الانفعال المصاحب للمعلومة في مدى قدرة الشخص على تذكرها، فنحن حين نحب شيئًا ما يسهل علينا تذكره، فلا يمكن أن ننسى مواقف التكريم ولحظات الثناء التي عشناها، بينما ننسى الخبرات المؤلمة ولا نحاول تذكرها، وكم من مرة كرهنا مدرسًا فلم نخرج من دروسه بشيء، وكم أحببنا مدرسًا آخر فاستوعبنا وتذكرنا كل ما يقوله، والسبب في ذلك هو المشاعر المرتبطة بالمعلومة أو بالحدث.
مع الشكر لكم اخوكم : وســــــــــــــــــــــــــــــــــــــام

الشارقةالشارقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.