كلنا يعلم أن من أهداف التربية للطفل مساعدته على النمو المتكامل الى أقصى ما تمكنه إمكانياته الفطرية الطبيعية حتى يصبح إنسانا متكامل الشخصية قدر الإمكان، ومساعدته على أن يصبح إنسانا مسئولا وعضوا ايجابيا مشاركا فى مجتمعه.
وإذا تأملنا حياة أى طفل منذ ولادته سواء كان من أسرة ثرية أو فقيرة . . مثقفة أو جاهلة أو كان ينتمى الى دولة عظمى أو دولة نامية، نجده منذ النشأة الأولى يتوافق مع الأصوات الموسيقية فيناغى . . يصرخ . . ينصت الى هدهدة أمه . . يحرك جسمه بحركات منتظمة عند استماعه الى الموسيقى ذات الإيقاع الواضح . . ثم يجرى . . ويقفز على نغمات الموسيقى . . كما يغنى بعض أجزاء لألحان سمعها من خلال انشغاله بأى عمل أو لعب.
وهكذا تبدو الموسيقى وكأنها عنصر أساسى فى حياة الطفل اليومية، ومن هنا استغل التربويون الموسيقيون فى العالم المتحضر هذه الإستجابة الطبيعية من الطفل للموسيقى، لمساعدته على النمو المتكامل المتوازن، فأصبحت تمثل قيمة أساسية فى مناهج طفل الحضانة، وطفل مرحلة الرياض والمرحلة الأولى للتعليم فى معظم بلاد العالم، حيث ظهرت طرق وأساليب موسيقية عديدة لتربية الطفل وتنشئته تنشئة سليمة، ومن أهمها طريقة دالكروز Dalcrose من سويسرا، وسلطان كوداى Soltan Koday من المجر، وكارل أورف K.orff من النمسا وسوزوكى Suzuki من اليابان، كما قامت الدراسات والتجارب عن الطفل ونموه الموسيقى فى العديد من الدول الأخرى منها فرنسا وأمريكا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها.
ويعمل النشاط الموسيقى فى مرحلة تعليم الرياض ومرحلة التعليم الأساسى على النمو الشامل لشخصية الطفل بطريقة متوازنة ومتكاملة، والكشف عن القدرات والمواهب الخاصة لديه.