أكدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن العلم والمعرفة والثقافة أهم ما تبنى عليه شخصية الإنسان، ويحقق حضارة المجتمع.
وقالت سموها إن القراءة تعد من أهم وسائل اكتساب العلم لما تتيحه من معارف ومعلومات تخترق الجهل.
وطالبت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المربين والمشرفين والمعلمين بغرس حب القراءة في نفوس الاطفال وبناء علاقة قوية بينهما.
جاء كلام سموها في الكلمة التي ألقتها بمناسبة افتتاح مهرجان الشارقة القرائي الثاني والذي تنظمه مراكز الاطفال والفتيات التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت شعار “تعالوا نقرأ” والذي يستمر الى 13 من الشهر الجاري ويحتوي على فعاليات وأنشطة متنوعة ومفيدة للطفل.
وهنا نص كلمة سموها خلال الافتتاح مساء أمس الأول في قصر الثقافة بالشارقة، حيث شهدت سموها وضيوفها عرض مسرحية “من مزق الكتاب” أو “كتاب مستعمل”.
أرحب بكم في المهرجان القرائي الثاني الذي تنظمه إدارة مراكز الاطفال والفتيات ضمن خطط التوعية الشاملة للأطفال والأسر، والتي توجه برامجها في هذا المهرجان الى مصادر العلم والمعرفة والثقافة، باعتبارها أهم ما يبنى عليه شخصية الانسان ويحقق حضارة المجتمع، وقد أدركت كثير من الشعوب هذه الأهمية منذ قرون وأزمنة بعيدة فظهر الفلاسفة والعلماء من كل دين وكل لغة وفي مختلف الاختصاصات، وتسلموا لواء قيادة هذه الشعوب الى مواجهة الجهل، هذه المواجهة التي اقتضت منهم تضحيات وعناء في سبيل إقناع الناس بضرورة الخروج من حصاره الذي تراكمت ظلماته على العقول، فباتت تطمح الى تنويرها وإرشادها الى تحقيق الاستقرار والأمان والعدالة على وجه الأرض.
وإن كان التأمل في الكون مصدر الأولين للعلم والمعرفة، فإن القراءة ظلت مع مرور الوقت من أهم وسائل اكتساب العلم واختراق الجهل بما تعرضه من خبرات السابقين وتجاربهم التي سجلت في كتب، وبما تتيحه من معارف ومعلومات تجعلنا في محور الأحداث مع سوانا، فبالعلم تتبارى الأمم، والقراءة وقود هذا السباق والدافع لأن تكون كل أمة منافسة في ميدان الحضارة.
والقراءة والتأمل وجهان لعملة واحدة، وقديما قالوا: الكون كتاب منظور، والكتاب كون مسطور.
بل إنهما يتداخلان حتى يصبح أحدهما جزءا من الآخر، لأن القراءة مبادئها وأسسها التي لا تتم الفائدة إلا بها، وأهم هذه الأسس هو التأمل في معاني ما نقرأ، وفيما يذهب اليه الكاتب من أبعاد فكرية ووجدانية نبني عليها وجهات نظر خاصة بنا، فالقراءة تتيح لنا الاستقلالية في التفكير، وتثري هذه الاستقلالية بما نعتقده نحن، بناء ثقافتنا وأعرافنا وانتمائنا الديني والوطني وحضورنا التاريخي والجغرافي.
لذلك فإن المربين والمعلمين والمشرفين على أي نشاط للطفل في أي مكان مطالبون بغرس حب القراءة لا لملء وقت الفراغ وحسب، ولكن لا بد من وجود منهجية ينمو عليها الطفل في حب القراءة، ومطالعة كل جديد، وتبني علاقة صداقة قوية بينه وبين مصادر القراءة كالكتاب ومواقع الانترنت المفيدة.
دائما نقول لكم إنكم أملنا في المستقبل، فهل تدركون معنى ذلك؟
إن المستقبل يحتاج الى رجال اقوياء في أبدانهم وأذهانهم وتحملهم لما يلقى على عاتقهم من مسؤوليات، وهذه القوة لا تتحقق إلا بغرس أجمل المبادئ في الصغر، فكونوا مطيعين لمرشديكم ومشرفيكم، واعقدوا صداقة قوية بينكم وبين القراءة، صداقة لها ميثاق ولها طموحات وآمال تتحقق في المستقبل إن شاء الله، كي تحملوا عنا في الأيام المقبلة شعلة المسيرة الى حضارة ترقى بكم ومعكم. وتسمو بما تثرونها من علوم وثقافات تكتسبونها في كل يوم، وكل لحظة، إذ لا حياة لإنسان لا يتعلم، ولا نور لعقل صاحبه لا يقرأ، ولا أظنكم تنسون أن اول كلمة نزلت من القرآن الكريم هي كلمة “اقرأ” وهي أول مهام النبوة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى ينجح عليه الصلاة والسلام في دعوته التي انتشرت بعد ذلك في العالم كله.
أتقدم بشكري وتقديري لإدارة مراكز الاطفال والفتيات واللجان العاملة في هذا المهرجان على ما بذلوه من أجل إنجاح مقاصده وأهدافه، وكل الشكر والتقدير لجميع المؤسسات والدوائر الداعمة لهذا المهرجان، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح.
وكان في استقبال سموها لدى وصولها مساء أمس الاول الى قصر الثقافة احسان مصبح السويدي مدير عام مراكز الاطفال والفتيات ورئيسة اللجنة المنظمة العليا للمهرجان القرائي وموزة آل كرم مدير مراكز الاطفال وفاطمة المهيري المسؤولة الإعلامية في دار مراكز الاطفال والفتيات.
وشهدت الحفل الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ونورة النومان مديرة مكتب قرينة حاكم الشارقة وصالحة غابش المستشارة الثقافية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ومريم أحمد الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وموضي الشامسي مدير عام مراكز التنمية الأسرية بالمجلس الأعلى لشؤون الاسرة والدكتورة مريم بيشك عضو المجلس الاستشاري بحكومة الشارقة والدكتورة عائشة السيار نائب رئيس مجلس سيدات الاعمال العرب وحنان الجروان مدير عام دائرة تنمية الموارد البشرية.
بدأ الحفل بتلاوة في آيات الذكر الحكيم للطفلة نعمة جمعة، من ثم ألقت سمو الشيخة جواهر كلمتها بالمناسبة، تلتها كلمة الاطفال ألقتها فاطمة أحمد في مركز خورفكان للطفل، ثمنت من خلالها تكريم راعية الحفل بالحضور وافتتاح المهرجان القرائي الثاني ودعمها وحرصها على توفير كل ما يعود بالفائدة على أطفال الشارقة، كذلك عبرت الطفلة عن اعتزازها بتنظيم هذا المهرجان الذي عرف الأطفال بفوائد لا تحصى تتعلق بعالم الكتاب اضافة الى الورش الفنية من الثقافة والآداب والالتقاء بالكتاب والمؤلفين.
وبعد ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي عن تجربة إدارة مراكز الاطفال والفتيات عن المهرجاني القرائي الذي انطلق في العام 2022 بدورته الأولى ونتج عنه العديد من الأفكار والطموحات، منها الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسمه “تعالوا نقرأ” ويحتوي الكثير من الأبواب التي تنمي ذاكرة الطفل من خلال نادي القراء الصغار تعالوا نقرأ، أمي تقرأ لي، واليوم القرائي وغيرها من الصفحات الفنية.
بعد ذلك تم عرض المسرحية الغنائية “كتاب مستعمل” والتي لاقت اعجابا لافتا من الجمهور، وفي مقدمتهن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والتي طلب من المسؤولين إعادة عرض هذا العمل على الأطفال و”كتاب مستعمل”، أو “من مزق الكتاب” من تأليف وإخراج الفنان العراقي محمود ابوالعباس، والذي قدم تجارب عدة ناجحة ومسرحية سابقة في مراكز الاطفال والفتيات كان آخرها مشاركة المراكز بعرض مسرحي في امريكا، والإشراف العام للمسرحية لعائشة حمد مغاور من المراكز ومساعد المخرج هناء جاسم حمادي. أما الأداء التمثيلي فمن مراكز الأطفال والفتيات، وهم عبارة عن 12 طفلا وطفلة، وتتراوح اعمارهم بين السابعة والحادية عشرة، إلا أنهم جميعا برعوا في توصيل الفكرة التي طرحتها المسرحية من خلال اسلوب العرض الذي يتكون من شخصيات تمثل مكونات الكتاب مثل الغلاف رزمة الورق، أوراق متعددة لكل واحدة، منها شخصية اضافة الى شخصية “اللاصق” وشخصيات إنسانية تتعامل مع هذه المكونات.
أما الديكور فهو عبارة عن مجموعة من مناظر تحقق خلفيات لبيئات احداث المسرحية المختلفة وتكون عبارة عن كتاب مفتوح تتجسد فيه اشكال متعددة لكل منظر بأسلوب يحاكي بطاقة الاعياد المجسمة لمنظر ما عند فتحها وهي سوق فيها دكان العطار، حائط متعددة الألوان وبيت مهجور.
أما مضمون المسرحية فتدور فصولها حول الكتاب المستعمل، وضرورة الحفاظ عليه وعدم تمزيقه واستعماله في استعمالات تافهة مثل طيارة الورق او لرقع الجدران او حتى لوضع المواد فيه كظرف مثلا.
وتدعو المسرحية الى احترام الكتاب وصون كرامته وهذا الأمر لا يتأتى إلا بالمحافظة عليه ووضعه في المكان اللائق به.
والجدير بذكره ان مهرجان الشارقة القرائي الثاني تم افتتاح معرض كتاب الطفل فيه يوم الخميس الماضي على أرض المعارض باكسبو الشارقة، حيث يتضمن المعرض قاعات تشارك فيها دور نشر متخصصة للطفل، كما يقام على هامشها ندوات مكثفة يشارك فيها ضيوف من الخارج من مؤلفين وكتاب وأصحاب دور نشر للأطفال. كما من المتوقع الاعلان عن مفاجأة خلال المؤتمر الصحافي اليوم السبت في اجتماع الملتقى العربي لناشري كتب الاطفال ستكون بمثابة اضافة على عالم كتاب الطفل ودور نشر كتب الاطفال، هذا الأمر الذي ستحتضنه مراكز الاطفال والفتيات. كما سيتم غدا تسليم جائزة الكتاب الذهبي للناشرين اضافة الى محاضرة لأولياء الأمور تلقيها مريم النعيمي، وندوة مسائية حول معايير دور النشر في التعامل مع كتاب الطفل، يشارك فيها الدكتور عبدالتواب يوسف وإبراهيم الغمري، وعزت عمر.
وسوف ترافق هذا النشاط ورشة صباحية تندرج تحت الأساليب المبتكرة في تنمية المحصول اللغوي للأطفال لفرج بوزيان في مدينة الذيد، وحملة ثقافية في قرية الغوب.
دائرة الثقافة والإعلام تشارك فى المهرجان
تشارك دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في معرض الشارقة الدولي لكتاب الطفل المقام حاليا بمركز اكسبو الشارقة الذي يأتي ضمن فعاليات المهرجان القرائي الثاني الذي تنظمه مراكز الأطفال والفتيات بالمجلس الأعلى للأسرة.
وقالت شيخة سعيد الغيثي مسؤولة البرامج والدراسات في ادارة التخطيط بالدائرة بأن جناح الدائرة يضم 49 عنوانا للأطفال خاصة القصص وأدب الأطفال التي فازت ضمن جائزة الشارقة للإبداع العربي في الدورات العشر الماضية والتي تقوم الدائرة بطباعة النصوص الفائزة، مشيرة الى ان الدائرة تشارك بهذه العناوين ضمن معارض دولية لكتب الأطفال كمعرض بولونيا ومعرض نيودلهي وفرانكفورت وغيرها من المعارض.
واضافت ان بشرى ديماس ونورة السركال وعائشة البداح يتولين التناوب في الإشراف على جناح الدائرة الذي يشهد اقبالا ممتازا من الأطفال عامة ومن أطفال المراكز بشكل خاص، مما يؤكد مستوى الوعي والثقافة ودقة الاختيار للعناوين المعروضة.
واشادت بالجهود المتواصلة التي تقوم بها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الاعلى للأسرة والمتعلقة بالاهتمام بالأسرة عامة وثقافة الطفل بشكل خاص باعتبار الأطفال عماد المستقبل.
من جانب آخر تعقد الامانة العامة لناشري كتب الأطفال في الوطن العربي اجتماعها يوم غد بمركز اكسبو الشارقة برئاسة الأستاذة احسان مصبح السويدي مدير عام مراكز الأطفال والفتيات بالشارقة.
ويستعرض الاجتماع الإنجازات التي تمت منذ اشهار الامانة العامة المؤقتة والتشاور حول الاعلان عن الفائز بجائزة الكتاب الذهبي والبرامج التي سيتم تنفيذها ابان المهرجان القرائي الثاني ومقترحات حول المهرجان بدورته الثالثة وتشكيل الامانة العامة لناشري كتب الطفل وعلاقة التواصل بين العاملين بصناعة كتاب الطفل مؤلفين ورسامين ومخرجين اضافة للمؤسسات العاملة في طباعة الكتاب سواء كانت دور نشر أو مؤسسات مجتمع مدني أو جمعيات وغيرها.
ويهدف ملتقى ناشري كتب الأطفال الى تقديم خدمة نوعية ممتازة للأطفال من خلال اصدارات تؤصل لانتماء الأطفال وطنيا وقوميا وانسانيا اضافة الى رفدهم بإصدارات علمية وثقافية وروحية تساهم في بناء شخصية سوية للطفل. (وام)