نقشت أبجديات التفوق .. ورسمت أفق الفوز.. فهنيئا لك يا يقظان..وهنيئا للإمارات لأنك أاحد أبنائها
مبروك للامارات فوز الطالب يقظان صالح الكيومي من مدرسة الدهماء النموذجية في مدينة العين بالميدالة البرونزية في أولومبياد العلوم الدولية السادسة للنشءIJSO
التي شارك فيها 6 من طلاب وطالبات الدولة. وقد سبق حصول الطالبة شيماء محمد الميرزا على الميدالية البرونزية في المسابقة نفسها.
حفظ الله أبناء الامارات ووفقهم لما يحبه ويرضاه
من نجاح لآخر ومن انجاز لآخر أخي يقظان..
محسن البوشي
فاز يقظان صالح الكيومي الطالب بالصف الأول الثانوي في مدرسة الدهماء النموذجية بمدينة العين بالميدالية البرونزية في مسابقة أولمبياد العلوم العالمي (IJSO) التي أقيمت في أذربيجان خلال الفترة من 2 إلى 12 ديسمبر الجاري بمشاركة طلاب من 70 دولة من مختلف قارات العالم. وحقق الكيومي إنجازه العلمي بفضل نبوغه وتفوقه واجتهاده وسعيه الدراسي، إضافة إلى تشجيع أسرته ومساندة مدرسته له.. بحيث كان إنجازه تتويجا لجهده ودأبه المتواصلين.
قدم يقظان الكيومي أحد الطلبة النابغين على مستوى الدولة إنجازا رائعا لوطنه وذاته، وهو إنجاز متجدد، حيث فاز بالمركز الثالث الذي سبق لفريق الإمارات المشارك في ذات الأولمبياد الذي أقيم في تايلاند العام الماضي، أن فاز به عبر طالبة إماراتية من منطقة الشارقة التعليمية بالميدالية البرونزية.
العناية الإلهية
إذا كان يقظان (15 عاما) طالب المرحلة الثانوية الآن مختلفا قياسا بنبوغه وذكائه الفطري الحاد عن أقرانه من الطلاب، فهو كذلك أيضا منذ أن كان وليدا لا يتجاوز عمره شهرا واحدا، فقد أصيب وعمره 14 يوما فقط بمرض غامض لم يتمكن الأطباء في الدولة من تشخيصه. وعاش يقظان شهورا عدة يتغذى على المحاليل الطبية، فيما عاشت أسرته أياما عصيبة دون أن يلوح في الأفق أي أمل بالشفاء، يقول يقظان في ذلك: «يربط والدي عادة بين امتلاكي قدرة كبيرة على إخراج الكلمات والألفاظ في سن مبكرة وبين تفوقي العلمي والدراسي، فبعد أن بلغت عامي الأول سافر بي أبواي إلى أميركا على نفقة حكومة أبوظبي يتلمسان لي العلاج. وبعد 3 أشهر أمضاها هناك يتنقلان بين عدد من مستشفيات ولاية أوهايو الأميركية بحثا عن العلاج عادا أدراجهما بي دون نتيجة، إذ لم يستطع الأطباء تشخيص حالة الطفل الذي بدأ في الكلام والنطق بعبارات وألفاظ واضحة، ما أثار علامات الدهشة والاستغراب على الجميع بمن فيهم أسرتي».
يتدخل والده -يعمل موظفا ببلدية العين- ليسرد مفارقة طيبة قائلا: «بعد أن فقدت وأمه الأمل في علاجه، بدت علينا في الغربة علامات الحزن والأسى، وفي هذه الأثناء التقتنا إحدى مواطنات الدولة هناك بالصدفة وكانت أيضا في رحلة علاج ونصحتنا بأخذ طفلنا حال عودتنا إلى أرض الوطن إلى أحد المطاوعة في العين عسى أن نجد لديه العلاج لطفلنا، وهو ما تحقق بفضل الله عز وجل وكتابه العزيز، فقد بدا يقظان يتعافى ويتماثل سريعا للشفاء بفضل العناية الإلهية وقراءات من القرآن الكريم».
تمثيل الدولة
كان يقظان شارك في الأولمبياد العالمي للعلوم في أذربيجان هذا العام للمرة الثانية على التوالي ضمن فريق طلابي يتألف من 6 متسابقين منهم 3 طلاب، و 3 طالبات من مختلف المناطق التعليمية تنافسوا قبل اختيارهم مع مجموعات كبيرة من أقرانهم الطلبة تفوقوا عليهم، مما أهلهم لتمثيل الدولة في تلك المنافسة العالمية.
يقول يقظان: «وقع علينا أنا وزملائي أعضاء الفريق الطلابي الاختيار لتمثيل الدولة في الأولمبياد العالمي الأخير وخضعنا لعدة دورات تأهيلية وبرامج إعداد لزيادة مهاراتنا وحصيلتنا العلمية بمجال العلوم أشرف عليها نخبة من الأساتذة المتخصصين من ذوي الكفاءة والخبرة».
وحول طبيعة المنافسات التي خاضها وزملاؤه أعضاء الفريق في أذربيجان، يقول: «إنها عبارة عن سلسلة من الاختبارات التي تشمل مجموعة كبيرة من الأسئلة الاختيارية تغطي مجالات الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا، بالإضافة إلى اختبار عملي كان الفريق الإماراتي المشارك تدرب عليها جيدا». يسترسل موضحا: «تنبع أهمية المشاركة في المسابقة وغيرها من المسابقات العالمية الطلابية في اكتسابنا الخبرات وزيادة رصيد معارفنا وخبراتنا من خلال الاطلاع على تجارب جديدة والاحتكاك بأناس ينتمون لشعوب وثقافات عديدة متباينة».
شهادات وجوائز
ويشار إلى أن يقظان الكيومي من الطلبة النابغين المشهود لهم بالتفوق العلمي والدراسي ويحتفظ رغم صغر سنه برصيد وافر من المشاركات الخارجية والداخلية وحاز على العديد من الجوائز وشهادات التقدير لتفوقه ونبوغه العلمي والدراسي.
يقول: «سبق لي إضافة إلى المشاركة في مسابقة أولمبياد العلوم العالمية؛ السفر ضمن وفد طلابي إلى اليابان ضمن برنامج التبادل الثقافي العلمي بين الدولتين وشاركت في مسابقة برمجة «الربوت الآلي» في الأردن وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية على مستوى الوطن العربي.
كما سبق لي أن شاركت في فعاليات الجيل الذهبي في العصر الذهبي (المؤتمر الدولي للأطفال الموهوبين) في تركمانستان عام 2022، وحصلت على المركز الأول على مستوى الدولة في التحصيل العلمي وعلى نفس المركز على مستوى المدرسة لعدة سنوات».
وعن مواهبه وهواياته الأخرى، يقول يقظان: «تستهويني المطالعة كثيرا وأحرص على ممارسة تلك الهواية باستمرار، وأكثر الكتب المحببة إلي كتب التاريخ والعلوم، وكان آخر ما قرأته كتاب تاريخ يتناول سيناريو الحربين العالميتين الأولى والثانية وموسوعة «هل تعلم»، وهي موسوعة فيزيائية علمية. إضافة إلى ذلك، لدي هواية برمجة الروبوت، ولعبة الشطرنج، وكنت قد حصلت في تلك الأخيرة على المركز الأول على مستوى المدرسة والمنطقة التعليمية».
عوامل التفوق
يجد يقظان أن احترام الوقت والالتزام بالمواعيد يأتي -كما يقول- على رأس عوامل التفوق التي تتضمن كذلك التركيز مع المدرس خلال الشرح والاستذكار الجيد في المنزل أولا بأول، (حيث أواظب على المذاكرة يوميا ما بين ساعتين وثلاث ساعات تزداد إلى 6 ساعات في المتوسط مع قرب موعد الامتحانات). ربما لهذا هو دائما صاحب الترتيب الأول على المدرسة منذ أن ابتدأ عهده بالدراسة، كما يعشق من المواد الدراسية العلوم والرياضيات.
وفيما يخص أسرته ودعمها له، يقول يقظان: «أدين لأسرتي بتفوقي لحرصها على تهيئة الظروف المناسبة لي للدرس والاستذكار ولدعمها وتشجيعها لي على السفر للخارج للمشاركة في المسابقات والمنافسات الطلابية العالمية، وكذلك أشير إلى أهمية دور انتقاء الأصدقاء الخلوقين الصالحين والمتفوقين». فيما يشير يقظان إلى أنه ينتمي إلى أسرة تضم 13 فردا، يحتل الترتيب العاشر بين شقيقين- 8 شقيقات. ويتمنى في المستقبل أن يختص في الهندسة النووية ليكون عالم ذرة يساهم في خدمة وطنه.
تفوق دائم
النجاح والتميز في الدراسة والعمل ليس بجديد على أسرة يقظان الكيومي، فإحدى شقيقاته تعمل طبيبة نفسية في مستشفى العين وحصلت على البورد العربي الأسبوع الماضي، وشقيقه الأكبر تخرج من كليات التقنية العليا ويعمل مهندس اتصالات.
ومن بين شقيقاته مهندسة اتصالات، وخريجة علوم سياسية تعمل في أكاديمية الإمارات،
وهناك من تدرس القانون ومن تدرس الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات، والباقي متفوقون في مدارسهم.