تشـــابه الألحـــان .. متى يعتبــر ســرقة؟
تعددت أوصاف تشابه الألحان وأسبابه واشتملت على اصطلاحات متباينة بداية يالتأثر وحتى الاتهام بالسرقة
من الاصطلاحات المتداولة فى هذا المجال عددنا 10 أوصاف سنستعرضها هنا ، وهناك ضوابط فنية تحدد ماهية كل وصف ، وفى حالات الاشتباه بسرقة الألحان حددت الجمعية الدولية للمؤلفين والملحنين ومقرها باريس الحدود التى تندرج تحتها أفعال السرقة وتم صياغتها فى القانون الدولى الذى صادقت عليه معظم الدول
1- السـرقة
نقل أكثر من 4 موازير موسيقية كاملة متتالية تكون جملة أو نصف جملة موسيقية من لحن ودمجها فى لحن آخر ، فإن ثبت النقل تم تجريمه واعتبر عملا جنائيا بصفته اعتداء على الملكية الفكرية ، ويطبق قانون حماية حقوق الملحن أو المؤلف الموسيقى على اللحن أو الميلودى دون غيره من عناصر العمل الفنى ، وتختلف قوانين حماية الملكية الفكرية من بلد لآخر من حيث صرامة تطبيقها وشدة عقوبتها
2- النقــــل
بحكم القاعدة السابقة فإنه إذا زاد النقل على 4 موازير اعتبر سرقة ، وإن قل عن ذلك اعتبر نقلا لا يجرم بالقانون ، لكنه ينقص من قيمة العمل ولا يعتد به كعمل أصيل
3- النقــــل المبـاح
ما قل عن 4 موازير موسيقية ، غير أن هذا الاصطلاح يحمل فى طياته معنى النقل المتعمد ، وهو ما يلجأ إليه حاليا بعض الموسيقيين من غير المبدعين ، كأن ينقل جملة ليضعها فى لحن له مع تغيير أولها أو آخرها حتى لا يكون النقل تاما فيضعه تحت طائلة القانون ، لكن هذا النوع من النقل عادة يفشل على الوجهين ، فهو لا يحتفظ بجمال الجملة الأصلية ، ولا بأصالة اللحن الجديد الذى يبدو مكررا ، ومن المنطقى أن فى الدفاع بأنه مباح اعتراف ضمنى بافتقاد الأصالة
4- الاقتبـــاس
يتسع مفهوم الاقتباس ليتعدى النقل المجرد لجملة لحنية ، فقد يشمل التنويع على جملة فى لحن آخر ، وقد يذكر المؤلف الجديد هنا أنه ينوع على اللحن الأصلى لفلان ، وهذا لا عيب فيه وهو أسلوب وتقليد متبع
وفى أحيان أخرى لا يكون اللحن الأصلى هو الهدف ولكن قد يتضمن العمل الجديد جزءا من جملة من عمل آخر يشتق منها جملا جديدة ذات أبعاد جديدة ، وفى هذه الحالة وكما فى حالة النقل لا يجوز اقتباس أكثر من 4 مازورات وإلا اعتبر سرقة
5- التشــابه
التشابه نوعان ، تشابه الأسلوب وتشابه في الجمل الموسيقية اللحنية ، أما الأول فلا غبار عليه ، ومن المعروف أن ملحي فترة زمنية ما تتشابه ألحانهم من ناحية الأسلوب لكون الذوق الفنى العام السائد فى المجتمع فى تلك الفترة هو المسيطر على طابع الألحان ، أما تشابه الجمل اللحنية إلى حد التطابق فيقع تحت طائلة القانون
6- التـــــأثر
يتأثر الموسيقيون ببعضهم سواء على المستوى المحلى أو الدولي ، والتأثر أنواع
تأثر بأسلوب معين ، ويندرج تحته استخدام نفس الإيقاعات أو المقامات أو أسلوب الأداء ، وهذه كلها تأتى في باب التشابه في الأسلوب وهو غير مجرم
تأثر بملحن أو بمؤلف موسيقى معين ، وهنا ياتي التشابه غالبا فى الأسلوب ، وقد يتعداه إلى النقل ، فإن تجاوز النقل المازورات الأربع متتالية في جملة أصبح سرقة
7- توارد الخواطر
هذا الاصطلاح كما هو معروف لا ينطبق على الموسيقى فقط ، فنجده في الأدب والفنون عامة ، وفى الفكر السياسي والاجتماعي ، كما أنه منتشر في الحياة العامة على نطاق واسع ، وحتى فى بعض البحوث العلمية قبل عصر المعلومات نجد كثيرا من العلماء قد توصلوا إلى نفس الاكتشاف بنفس الطريقة في نفس الوقت ، وفى العديد من المراجع نجد عبارة شهيرة تقول " توصل كل من فلان فى بلد كذا وفلان في بلد كذا ، كل على حدة ، إلى أن …" ، ويقطع فى هذه الحالات بأن من تواردت خواطرهم لم يكونوا على اتصال ولم يعلم أحدهم بعمل الآخر ولم يسمع به ناهيك عن تفاصيله
وفى عصرنا هذا ، أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين ، وهو عصر ثورة المعلومات والاتصالات لم يعد هذا متصورا إلا في أضيق الحدود ، فالإنسان يرى ويسمع الكثير الكثير ومن كل صوب واتجاه ، ولا يستطيع العقل البشرى تخزين كل هذه المعلومات والمؤثرات واسترجاعها ، لكنه قد يختزن بعضها في اللا شعور أو ما يسمى علميا subconscious لتظهر في وقت لاحق في الشعور الواعي
وفى الموسيقى المعاصرة لجأ بعض الموسيقيين والملحنين إلى الدفاع عن أنفسهم بشراسة عند اتهامهم بسرقة الألحان بالقول بأن المسألة توارد خواطر
ولا شك أن هذا الدفاع قد يصعب مواجهته عمليا أو علميا ولذلك فهو أسهل وأقرب الدفاعات المستخدمة من قبل القائمين بالسطو على ألحان الغير ، وهو أشدها خبثا لهذا السبب وأيضا لتضمنه احتمالية أن يكون السارق على نفس مستوى موهبة وإبداع الفنان الأصلي ، وهنا تكمن خطورته ، خاصة إذا ترك الأمر للجمهور الذي قد يحار بين الأمرين
على أى حال فهذه المسألة أيضا حسمها القانون الدولي بنفس القاعدة التي طبقت على النقل والاقتباس ، ويظل الأمر مرهونا بكم اللحن المنقول والمحدد بأربع مازورات
8- النقــل البرئ
يعتبر نقلا بريئا كل ما تم عن دون قصد أو وعى في حدود ما لم يجرمه القانون واعترف به الناقل ، وفى هذه الحالة عليه حذف المنقول أو تغييره حالما علم بذلك ، لكن ذلك لا يسقط عنه جناية السرقة إذا وقع في القدر المحظور قانونا ووجبت عليه العقوبة ، وعليه أيضا حذف المنقول أو تغييره ، ولذلك على كل مبدع أن يتحرى لحنه تماما ويتأكد من خلوه من شبهة السرقة
9- النقــل الكامل
فى بعض الحالات يعمد أحد المطربين أو الملحنين إلى وضع كلمات جديدة على لحن كامل لغيره ، وقد يغير في الإيقاع أو الآلات المستخدمة لكن اللحن الأساسي يبقى كما هو ، في هذه الحالة يتعين على الناقل الحصول على إذن قانوني من صاحب اللحن الأصلي إلا إذا كان اللحن قد أصبح ملكية شائعة بالتقادم
10- التقليــد
قد لا يكون المنقول منسوخا تماما لكنه يحمل طابع التقليد بحيث تتكون الجمل الجديدة من حمل قريبة الشبه أسلوبا ولحنا من الجمل الأصلية ، وقد يفلت المقلد من تهمة السرقة لكنه لا يفلت من النقد القاسى وعزوف الجمهور عن المادة المقلدة باعتبارها أقل جودة من المادة الأصلية ولافتقارها إلى روح الإبداع والابتكار
الأطــر القانونية
1- وســائل الحماية
تتعدد وسائل حماية المصنف الفني :
– تسجيل الملكية العام كالشهر العقاري
– الإذاعة بأي من وسائل الإعلام
– تسجيل تاريخ إنتاج المصنف باسم صاحبه بأي صورة من الصور
– التسجيل على الإنترنت
– العقود الموثقة والمتضمنة النوت الموسيقية
2- حــدود الحماية
– الألحان فقط دون القوالب أو القواعد أو الأسلوب
– أعمال المبدعين من الأحياء
– أعمال المبدعين ممن لم ينقض على وفاتهم أكثر من 50 عاما
– تورث أعمال المبدعين إلى ورثتهم الطبيعيين في حدود 50 عاما
– تصبح ملكية المصنف الفني ملكية عامة بعد 50 عاما على وفاة مبدعه
3- أمام القضاء
عند إحالة الأمر للقضاء فإنه يلتزم بندب أهل الاختصاص من الخبراء الموسيقيين للبت في الأمر والأخذ بالرأي الفني ، كما يحدث فى المسائل الهندسية والطبية والعلمية الأخرى ، وعلى الخبير الموسيقى بيان رايه للمحكمة في الواقعة سلبا أو إيجابا
4- التجريم
تجرم سرقة الألحان كعمل جنائي شأنه شأن أنواع السرقة الأخرى ، وتختلف العقوبة الجنائية باختلاف القانون الجنائي من بلد إلى آخر 0
يتأثر الموسيقيون ببعضهم سواء على المستوى المحلى أو الدولي ، والتأثر أنواع
تأثر بأسلوب معين ، ويندرج تحته استخدام نفس الإيقاعات أو المقامات أو أسلوب الأداء ، وهذه كلها تأتى في باب التشابه في الأسلوب وهو غير مجرم
تأثر بملحن أو بمؤلف موسيقى معين ، وهنا ياتي التشابه غالبا فى الأسلوب ، وقد يتعداه إلى النقل ، فإن تجاوز النقل المازورات الأربع متتالية في جملة أصبح سرقة