1ـ تمكين الطلبة من استعمال اللغة في نقل افكارهم الى غيرهم بطريقة تسهل عليهم ادراكها وتمثيلها .2ـ تنمية قدرتهم على فهم الأفكار التي اشتملت عليها الآثار الأدبية الخالدة وتذوق ما فيها من جمال .
3 ـ زيادة استمتاعهم بألوان الأدب المختلفة من قصة ومقالة او مسرحية وذلك عن طريق فهم خصائص كل لون من هذه الالوان وادراك ما فيها من جمال .
4ـ تنمية ميلهم الى القراءة الواسعة كوسيلة من اجمل وانفع الوسائل في قضاء وقت الفراغ
ويجب مراعاة بعض الأُسس العامة عند تدريس البلاغة لأي مستوى دراسي واهمها :
1ـ ان البلاغة فطرية في الكلام تلمح صورها في الأحاديث اليومية وليست مقصورة الاستعمال على لغة الأدب انما يكسبها كل انسان فيما يكسبه من مواد نموه اللغوي .
2ـ ان البلاغة فن ادبي ينضج الذوق وليس من العلوم التي تشحذ الفكر ومن واجب الدارسين ان يتجهوا اتجاهاً أدبياً في تدريسها .
3ـ ان الطابع الغالب على درس البلاغة هو الطابع الفني الوجداني ،لذا فان الجهد المبذول انما هو النقد والمفاضلة والتذوق الأدبي وهي احكام فنية تقضي بالقبح والجمال وليست عقلية تقضي بالخطأ والصواب
4ـ ينبغي ان تساير البلاغة تطور الحياة وحاجاتها الفنية فلا يقف بحثها عند اللفظ
والجملة انما يتجاوزها الى الفقرة والقطعة والمقالة والخطبة والقصة والقصيدة
طرائق تدريس البلاغة :
يقوم تدريس البلاغة على اسس عامة ينبغي على مدرس البلاغة ان يدركها ويؤمن بها ، ويكون حريصا على تنفيذها ، ومن اهم هذه الاسس :
1ـ ان تكون البلاغة ذات صلة وثيقة بالنصوص الادبية والنقد اذ بهذه الصلة نتجه بالبلاغة اتجاها ذوقيا خالصا ومن الخطأ فصل البلاغة عن الادب ، لان فصلها يعني معاملتها معاملة النحو في عرض الامثلة واستنباط القاعدة ، وهذه طريقة غير صالحة في تدريس فن يعتمد الذوق والاحساس .
2ـ ان يتم الوصول الى موضوعات البلاغة بعد فهم النصوص الادبية فهما جيدا فالطالب لا يدرك اسرار الجمال في النص الا بعد فهم دقيق لمعاني النص وصوره الفنية اي ان يخضع النص اولا للقراءة الجيدة ، وفهم المعنى ، والتحليل ، وعقد الموازنات ، والمقارنات ، ثم تذوق النص وتمثله .
3ـ ان يتمرن الطلبة تمرينا كافيا على الصور البلاغية وخير ما يتدرب عليه الطلبة آيات من القرآن الكريم ، والاحاديث النبوبة الشريفة ، ومختارات من عيون الشعر ، ومختارات من جيد النثر
"واخذ المدرسون في تدريس علوم البلاغة تارة بالطريقة الاستنتاجية ( الاستقرائية ) فيسوقون الأمثلة ويناقشونها ويستنبطون منها مع التلاميذ القاعدة او بالطريقة القياسية فيذكرون القاعدة اولا ثم يقيسون عليها أمثلة تندرج تحتها."
ويذكر بعض المختصين ان الطريقة الاستقرائية اصلح هذه الطرق لتدريس البلاغة واكثرها فائدة اذ تقدم النصوص امام الطلبة ويدرس معناها بصورة تفصيلية وتوضح معانيها ويشار الى ما فيها من نواحي فنية جيء بها لتجسم المعنى او لتثير احساسا فنيا بما لها من جرس وايقاع ثم تصاغ القاعدة بلغة سليمة ، ويستحسن ان لا تكون الامثلة المستشهد بها في دروس البلاغة من الامثلة الغريبة ، كما تحتاج بعض اصطلاحات البلاغة الى عناية خاصة في التوضيح لتصبح معانيها المقصودة مفهومة ويسعى المدرس الى اظهار ما لدى الطلبة من فهم للاساليب وقدرة على محاكاة الامثلة بجمل من انشائهم .
وقد وجد الباحث ومن خلال الدراسات التي أُجريت آنفا ان تدريس البلاغة في المستوى الجامعي يتم بطريقة الالقاء المباشر القائم على القياس اذ يلقي التدريسي القواعد البلاغية ثم يعززها ببعض الأمثلة .
غير ان من الواجب ان يكون الأساس الذي يقوم عليه تدريس البلاغة هو عرض النصوص الأدبية واستنباط ما فيها من النواحي الجمالية ، وجعلها وسائل تعمل في تكوين الذوق الأدبي وإدراك مظاهر الجمال في الكلام البليغ وذلك بتبصير الطلبة بحال النص من نواحي القوة والجمال ، واشتراكهم في تحليله ومن خلال ذلك يلمون بالمصطلحات البلاغية. .
أُنموذج للخطط التدريسية وفقا للطريقة الاستقرئية
المادة: البلاغة الموضوع : اضرب الخبر الزمن : 50 دقيقة
التمهيد :
يمهّد التدريسي للموضوع بمراجعة موضوع المحاضرة السابقة
التدريسي : تناولنا في المحاضرة السابقة موضوع اغراض الخبر وعرفنا ان الخبر يلقى لاغراض اصلية وهي ؟
طالب : فائدة الخبر مثل :وِلَدَ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في عام الفيل .
التدريسي : والنوع الثاني ؟
طالب :لازم الفائدة مثل :لقد نهضت من نومك مبكرا .
التدريسي :أحسنتم ، ويخرج أيضا لاغراض بلاغية ما هي ؟
طالب :الاسترحام مثل : قول إبراهيم ابن المهدي يستعطف المامون:
أتيت جرما شنيعا وأنت للعفو أهلُ
طالب آخر : واظهار الضعف :مثل قوله تعالى على لسان زكريا( عليه السلام )
((رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ))
طالب آخر :إظهار التحسر مثل قول الإعرابي يرثي ولده :
فان ينقطع منك الرجاءُ فانه يبقى عليك الحزن ما بقي الدهرُ.
طالب اخر : والفخر : كقول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغَ الفطامُ لنا صبيٌ تخرُ له الجبابرُ ساجدينا
التدريسي : أحسنتم وأغراضٌ أُخرى كثيرة استعرضناها في المحاضرة السابقة .
العرض :
التدريسي : وننتقل الان الى اضرب الخبر ، ولنطالع اولا الامثلة الاتية :
قال ابو تمام : ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهل ويكدى الفتى في دهره وهو عالمُ.
وقال المتنبي : على قدر أهل العزم تاتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم .
وقال ابو العتاهية : اني رأيتُ عواقب الدنيا فتركت ما اهوى لما أخشى .
ماذا نلاحظ في البيتين الأول والثاني ، هل توجد أدوات توكيد ؟
طالب : كلا ، لا توجد ادوات توكيد .
التدريسي : والبيت الثالث هل احتوى على اداة توكيد ؟
طالب : نعم احتوى على اداة التوكيد (إنَّ)
يقوم التدريسي بوضع الجدول الاتي ثم ادراج المعلومات فيه من اجابات الطلبة .
الشاهد التوكيد حال المخاطب اسم الضرب تعريف الضرب
التدريسي : بماذا يتشابه الشاهدان الاول والثاني ؟
طالب : خلوهما من اداة التوكيد .
التدريسي : اذن ماذا نستنتج ؟ هل إنَّ المُخاطَب كان خالي الذهن ام متردداً ام منكراً للخبر ؟
طالب :بل هو خالي الذهن في المثالين الاولين ومتردد في الثالث.
ويقوم التدريسي هنا برسم جدول لغرض تصنيف البيانات او المعلومات الى فئات
التدريسي :إذن ماذا نسمي ضرب الخبر في المثالين الاولين ؟
طالب :خبرٌ ابتدائي .
التدريسي : والخبر في الشاهد الثالث ، هل هو ابتدائي ؟
طالب : كلا ليس ابتدائيا .
التدريسي : احسنت ، وماذا نعرّف الخبر الابتدائي ؟
يستمع التدريسي الى تعريفات الطلبة ثم يهذبها ويعطي تعريفا للخبر الابتدائي .
التدريسي : الخبر الابتدائي هو الخبر الخالي من المؤكِدات لان المخاطَب خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه .
ثم يطلب التدريسي من الطلبة ذكر شواهد جديدة عن هذا الضرب و يطلب منهم بعد ذلك انشاء جمل جديدة عنه .
التدريسي : والان لنطالع الامثلة الاتية .
قال تعالى ((قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ))
وقال السري الرفاء : إنَّ البناءَ اذا ما انهدَّ جانبهُ لم يامن الناس أن ينهدَ باقيه .
وقال المتنبي : انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صممُ .
لنطالع الشواهد الثلاث هل اشتملت على ادوات توكيد ؟ وكم اداة في الشاهد ؟
يقوم التدريسي بوضع الجدول الاتي ثم ادراج المعلومات فيه من اجابات الطلبة .
الشاهد التوكيد حال المخاطب اسم الضرب تعريف الضرب
طالب : اشتمل الشاهد الاول على اداة التوكيد (قد) واشتمل الثاني على أداة التوكيد (إنَّ) اما الثالث فهو خال من ادواة التوكيد .
التدريسي : وماذا يعني استعمال اداة التوكيد ؟ هل ان المخاطَب خالي الذهن ام متردد ام منكر ؟
طالب بل متردد .
التدريسي : اذن ماذا نسمي ضرب الخبر في الشاهدين الاول والثاني ؟
طالب : خبرٌ طلبيٌ .
التدريسي : والخبر في الشاهد الثالث هل هو طلبي ؟
طالب : كلا هو ليس طلبيا .
التدريسي : اذن من يُعرّف الخبر الطلبي .
يستمع التدريسي لتعريفات الطلبة ثم يهذبها و يعطيهم تعريف الخبر الطلبي .
التدريسي :هو الخبر الذي يتردد المُخاطَب فيه ولا يُعرّف مدى صحته ويؤكد باداة التوكيد
ثم يطلب التدريسي من الطلبة ذكر شواهد جديدة عن هذا الضرب.
و يطلب منهم بعد ذلك انشاء جمل جديدة عنه .
التدريسي : احسنتم ، ولنطالع الان هذة المجموعة الاخيرة من الامثلة .
قال تعالى ((لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ))
وقال الشاعر : والله اني لاخو همةٍ تسمو الى المجد ولا تنفرُ
وقال ابو العتاهية : اني رأيت عواقبَ الدنيا فتركت ما اهوى لما اخشى .
يقوم التدريسي بوضع الجدول الاتي ثم ادراج المعلومات فيه من اجابات الطلبة .
الشاهد التوكيد حال المخاطب اسم الضرب تعريف الضرب
ماذا نلاحظ في هذه الشواهد ؟ هل توجد ادوات توكيد ؟
طالب : توجد في المثال الاول اداتا توكيد هما اللام ونون التوكيد .
طالب اخر : وتوجد في المثال الثاني اداتا توكيد ايضا هما القسم و(إنَّ) .
طالب اخر : وتوجد في المثال الثالث اداة توكيد واحدة هي (إنَّ)
التدريسي : احسنتم ، اذن لماذا أُستخدِمتْ اكثر من أداة توكيد ؟
طالب : لان المُخاطَب منكر .
التدريسي :وماذا نسمي هذا النوع من الخبر؟
طالب : خبر انكاري .
التدريسي : والخبر في الشاهد الثالث ، هل هو انكاري ؟
طالب : كلا هو ليس انكارياً.
التدريسي : من يُعرّف لنا الخبر الانكاري .
يستمع التدريسي الى تعريفات الطلبة ثم يهذبها ويعطيهم تعريف الخبر الانكاري .
هوالخبر الذي ينكره المخاطب انكارا يحتاج الى اكثر من اداة توكيد .
ثم يطلب التدريسي من الطلبة ذكر شواهد جديدة عن هذا الضرب.
و يطلب منهم بعد ذلك انشاء جمل جديدة عن هذا الضرب .
ويذكر التدريسي شواهد متنوعة ليستخرج الطلبة منها ادواة التوكيد .
ثم يطلب التدريسي من الطلبة المفاضلة بين الجمل والشواهد من خلال ورود ادواة التوكيد في هذه الجمل .