التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

آداب الرياضة

آداب الرياضة
في غزوة أُحُد تقدم (سَمُرَة بن جُنْدُب) و(رافع بن خَدِيج) إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يسمح لهما بالاشتراك في المعركة ضمن صفوف المسلمين، وكانا صغيرين لم يتجاوزا الخامسة عشرة، فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقبل اشتراكهما في المعركة، فقيل للرسول صلى الله عليه وسلم: إن رافعًا يجيد الرمي بالسهم. فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على اشتراكه بعد اختباره، وعندها شعر (سمرة) بالغيرة والرغبة في الجهاد مثل (رافع) فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يضمه إلى صفوف الجيش كما ضم رافعًا، وقال له: إني أصْرَع رافعًا -أي أغلبه في المصارعة- فتصارعا فغلب سمُرة رافعًا، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الاثنين ليكونا في صفوف المسلمين في قتال المشركين يوم أُحد.
يحرص المسلم أن يكون متين البنيان قوي الجسم، ولكي يصل إلى ذلك لابد من ممارسة الرياضة البدنية؛ فهي ضرورية للإنسان. قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ)
[مسلم وابن ماجه]. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
وللرياضة البدنية فوائد كثيرة؛ فهي تزيد سرعة الدم، فتزيد نسبة الأكسجين الذي يصل إلى الجسم، وهي توسِّع الصدر، وتقي الإنسان من أمراض الرئتين، وبها ينمو الجسم ويقوى. هذا بخلاف الفوائد الخلقية والعقلية؛ فهي تغرس في الإنسان العادات الحميدة، وتبعث على الهمة العالية، وتنمي العقل، وقد قيل: العقل السليم في الجسم السليم.

ومن آداب الرياضة البدنية ما يلي:

استحضار النية: فالمسلم يستحضر النية، ويمارس الرياضة التي تقويه على طاعة الله، وتمكنه من القيام بحقوق الناس على الوجه الأكمل، ولا يتخذ من الرياضة مظهرًا يتباهى به أمام الناس. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) [متفق عليه].
مراعاة السن: فلكل سن رياضة تناسبه، فلا يصلح للأطفال أن يمارسوا الرياضة الشاقة والعنيفة.
تنظيم الوقت: المسلم ينظم وقته؛ فيخصُّ عمله ومذاكرته بوقتٍ، وممارسته للرياضة بوقت آخر، ونومه بوقت ثالث؛ بحيث لا يطغى وقت على آخر. فالرياضة المعتدلة المنظمة هي التي تقوي الجسم.
اختيار المكان المناسب: من الأفضل ممارسة الرياضة في الأماكن الواسعة النظيفة كالنوادي، وأفنية المدارس، والحدائق الواسعة؛ حيث يتوفر الهواء النقي.
عدم الاختلاط: فلا يمارس البنون الرياضة مع البنات لأن هذا يخالف الشرع، فيجب على المسلم أن يبتعد منذ صغره عن كل ما يثير الفتنة ويحرك الشهوات.
الحرص على الزملاء: فلا نفعل ما يضرُّهم أو يصيبهم بأذى؛ لأن الرياضة تُعلِّم ممارسيها الأدب والأخلاق، وحب الزملاء.
عدم العصبية: فالهدف من الرياضة هو تقوية جسم الإنسان، ونشر المحبة والمودة بين سائر الناس، أما إذا كانت الرياضة ستشعل بينهم العصبية، وتؤدي بهم إلى المشاجرة والخصام، فهنا يجب على المسلم ألا يشارك في هذا النوع
من الرياضة.
عدم الانشغال بها عن العبادة: كذلك لا تكون الرياضة في وقت
العبادة -كالصلاة- حتى لا يتأخر عن أدائها. كذلك فالمسلم لا يفطر في رمضان من أجل الرياضة.
عدم إعاقة التعلم: المسلم يهتم بطلب العلم، ويحرص على التعليم، لذلك فهو يحرص على ألا تشغله الرياضة عن دراسته وتعليمه، بل يجعل من الرياضة وسيلة لتفوقه.
المواظبة: فخير الأعمال أدومها وإن قلت، وفي ممارسة الرياضة بانتظام: ابتعاد عن الشعور بالملل والسأم، وتقوية للجسم حتى لا يصاب بمكروه.
حسن الخلق: المسلم يتمسك بأخلاقه الطيبة عند اللعب، ويبتعد عن السباب والشتم، ويتعود الصبر والتحمل، ويحترم من يلعب معه.
مراعاة الجنس (النوع): فالمسلمة لا تمارس الألعاب العنيفة؛ كحمل الأثقال أو الكاراتيه أو الملاكمة وغيرها مما يتنافى مع أنوثتها، ولا تمارس الرياضة في حضور الرجال؛ صونًا لها؛ ووقاية من إثارة الغرائز، كما حث على ذلك ديننا الحنيف.
والإسلام يحرص على أن يكون أفراده أقوياء البدن، كما يحرص على أن يكونوا أقوياء الإيمان، وذلك حتى يكون الإنسان لبنة صالحة في المجتمع المسلم، فمن صفات المؤمنين أنهم: {أشداء على الكفار رحماء بينهم}

موضـوع في قمـة الرووعهـ

سلمـت انـاملكـ اخـيـ

ودمـت بـــــــوود

الله يعطيك العافية على هذه الجهود الرائعه
بالتوفيق والنجاح
<div tag="1|80|” >موضوع رائع الى الامام دائما

لكَ التحية الأستاذ / درويش … جهود مقدرة ورائعة تستحق الشكر والثناء عليها
شكرا أستاذ درويش على تغذيتك الدائمة و المفيدة لمنتدانا، تمنياتي لك بالتوفيق الدائم .
جزاك الله خير … شكرا لجهودك الطيبة

وبالتوفيق

شكراااااااااااا ع المشاركة الطيبة
جزاك الله خير ….. في ميزان حسناتك

<div tag="4|80|” >

[ شكرا على هذا الموضوع القيم )

شكرا على هذا الموضوع استاذ محمد وجزاك الله كل خير

<div tag="7|80|” >

الف مليون شكر استاذ درويش على هذا الموضوع القيم و هذا فعلا ما نحتاج اليه جميعا فى الميدان و يا ريت كل انسان يطبقه حقا حتى يرضى الله عن عملنا و يجعله فى ميزان حسناتنا و جزاك الله كل الخيرو بارك لك و فيك .

.

<div tag="7|80|” >

الف مليون شكر استاذ درويش على هذا الموضوع القيم و هذا فعلا ما نحتاج اليه جميعا فى الميدان و يا ريت كل انسان يطبقه حقا حتى يرضى الله عن عملنا و يجعله فى ميزان حسناتنا و جزاك الله كل الخيرو بارك لك و فيك .

.

التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

تعديل على قانون السلة عـــام 2022 ستتغير خطوط الملعب!

تعديلات على قانون السلة عـــام 2022 ستتغير خطوط الملعب!
________________________________________
<div tag="2|80|” >لقاء مع المهندس : رياض عرابي
: أمين سر لجنة الحكام في الاتحاد السوري لكرة السلة

حول التعديلات القادمة بقانون كرة السلة

عرابي: تعديلات على قانون السلة مستمــــــــرة وعـــام 2022 ستتغير خطوط الملعب!
»أي سيعاد تخطيط الملعب«!

فخطوط الرمية الحرة ستصبح مختلفة الشكل.. منطقة الهدف الميداني للثلاث نقاط أي ضمن القوس البالغ قطره »70,6« م وسيصبح قطره »35,7« م أي ستبتعد مسافة التسجيل من خارج القوس بحدود نصف متر..

إدخال الكرة
لم يعد حصراً من منتصف الملعب »الخط الجانبي« بل تقدم مسافة إلى الأمام أي أصبح على امتداد خط قمة قوس الثلاثيات وهذا لفائدة الفريق الذي يحصل على »تايم آوت« بآخر دقيقتين من المباراة..
أيضاً هناك قوس ضمن المنطقة المحرمة »مثل الـnba « فإذا وقف فيه المدافع ثابت القدمين واخترقه لاعب مهاجم فالفاول هنا كنا نعتبره »خطأ هجوميا«. بل سيصبح الفاول على المدافع لأن هذا المدافع يجب ألا يقف في هذا المكان.. وتعديلات أخرى.. لكنها لن تطبق إلا عام »2010
هل هناك تعديلات اخرى من يحب ان يشاركنا اهلا به
الموضوع القادم
نيـل الشارة الدولية كيف يتم؟

التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

ورقة عمل في المهارات2

هذة ورقة بها كثير من المهارات والقصص الحركيةالجميلة ارجوا منكم التعليق عليها وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا

http://www.zshare.net/download/56918488eadca3/

ورقة عمل رائعة ومفيدة جدا ولابد من الجميع أن يستفيد بها
مشكور لقد استفة منها
ارجوا من الجميع ان يدخلوا علي الورقة حيث انها من وجهة نظري مفيدة جدا
ورقة عمل في الهارات
مشكور أخي علي هذه الورقة المفيدة
شكرا وياريت تكون لها فائدة للجميع
بارك الله فيكم وجعلكم زخرا للمسلمين والمعلمين
التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

فوائد الرياضة

للرياضة فوائد عظيمة وجليلة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
يسلموا أختيـ على هالموضوعـ
وبانتظار جديدكـ
وتقبلـي تحياتـي
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
سلمت يراعك اختي الكريمةالشارقة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
بالتوفيق والنجاح
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
موضوع مميز ورائع
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررر
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
[B]ميرسىىىىىىىىىىىىىى أوى [/B

]

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
ميرســــــــــــــــــــــــــــــــــــــى أوى أوى
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
مممشكووووررررة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
شكرا لكم جميعا وعلي تواصلكم

ماهي

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
شكرا لكم جميعا وعلي تواصلكم

ماهي

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
<div tag="8|80|” >شكرا( ماهى )على موضوعك الجميل والمميز منذ فترة وأنتى تحرمينا من موضوعاتك المميزة والمشوقة لعل مانعك خير إن شاء الله

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
شكرا للاستاذه على اثرائك للمنتدى
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
<div tag="1|80|” >

جزيتِ خيراً

الشارقةالشارقةالشارقةالشارقةالشارقة

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
شكررررررررررررررررررررررا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
مشكوووووورة و جازيتي خير ان شاء الله
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
يسلموو ..

يعطيكم العافيه….

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
شكراااا وجزاكي الله خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فوائد الرياضة.doc‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 438)
التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

طلبتكم بطلبه لاتردوني

مرحبابكم أخواني وخواتي الأعضاء طلبتكم بطلبه واتمنى ماتردوني أبا بحث عن كرة اليد أو السلة أو كرة القدم اي بحث يخص مادة الرياضه مع مقدمة وخاتمة والفهرس والمراجع …الشارقة

واتمنى أنكم ماتردوني وأترياكم وأملي فيكم كبير

والسموحه منكم..

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
ياريت تحدد نوع البحث بمعنى أخر حدد نوع المهارة
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
يبت إلكم بعض المعلومات إنشاء الله تفيدكم
تفضلوا المرفق التالي :
والسمووووووووووحه منكم

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
سوري اخوي تبا كرة طائرة موجود بس بد وسلة وقدم ماشي
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
يبتلج عن كره السله

http://www.l5s.net/download-a5b8ef1928.doc.html

والسموحه الشارقة

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
يسلموو أخواني وخواتي الأعضاء ماتقصرون والله
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc ابتكر جيمس نايسميث كرة السلة في عام 1891م.doc‏ (44.5 كيلوبايت, المشاهدات 19)
نوع الملف: doc تاريخ كرة القدم.doc‏ (151.0 كيلوبايت, المشاهدات 15)
التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

الرياضية البدنية في السنة النبوية

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب قوام جميل متين البنية قوي التركيب، وكان بنيانه الجسمي مثار إعجاب من حوله من الصحابة، ولا عجب فهو الأسوة الحسنة، الذي أرسله العلي القدير هادياً لنا في كل أمر من أمور الدنيا والآخرة.

فكتب القاضي عياض في كتابه (الشفاء) يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان عظيم القدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، عبل العضدين والذراعين والأسافل، رحب الكفين والقدمين، ريعه القد، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد.

ووصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: لم يكن بالطويل الممغط (البائن الطول)، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوام (معتدل القامة)، ولم يكن بالجق القطط، ولا بالسبط، كان جعداً رجلاً ولم يكن بالمظهم (الفاحش السمنة)، ولا بالمكلثم (كثير اللحم)، وإذا مشى ينكفي تكفياً كأنما يحط من صبب (يميل في المشي إلى الأمام).

ذكر أبو هريرة رضي الله عنه وفي وصف مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«ما رأيت أحداً أسرع من رسول صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تطوى له، إنا نجهد أنفسنا وهو غير مكترث».

كما قال علي كرم الله وجهه كذلك في مشي النبي صلى الله عليه وسلم، إذا مشى تقلع (التقلع هو الارتفاع عن الأرض) كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج لأن بها وقاراً من غير تكبر ولا تماوت لأنه صلى الله عليه وسلم كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له.

وحين أعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد صلح (الحديبية) بعام، كان قد رآهم كفار قريش يطوفون بالكعبة، فقالوا (مستهزئين) بالمسلمين: سيطوفون اليوم بالكعبة قوم نهكتهم حمى يثرب (المدينة)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

« رحم الله امرئ أراهم من نفسه قوة، واضطبع بردائه (أي أدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن، بحيث يبدي منكبه وعضده الأيمن)وكشف الرسول عن عضده الأيمن وقد فعل مثله شباب المسلمين في طوافهم حول الكعبة، ليرهبوا الكفار والمشركين بأجسامهم القوية وعضلاتهم المفتولة، والمعروف أن العضد الأيمن هو الأقوى في غالب الأحوال لدى الإنسان لأنه أكثر استخداماً من العضد الأيسر، ولعل هذا يفسر كشف العضد الأيمن، كما أن التيمن كان من شيم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ولقد أورد الشيخ محمد الغزالي ثلاث وقائع تدل على قوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

*ذهب من مكة إلى الطائف ماشياً على قدميه، ولم يكن الطرق ممهداً كما هو الآن، بل وعراً، ومعروف عنه أنه يقع في منطقة كلها جبال وهضاب ومعنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد تسلق هذه الجبال في مسيرته تلك.

*مشى الرسول صلى الله عليه وسلم هو أصحابه (علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة) رضي الله عنهم أجمعين، ولم تكن هناك أي وسيلة نقل، فكانوا يتبادلون السير والركوب نظراً لوجود راحلة واحدة فقط، فكان اثنان يمسيان والآخر يركب، وفد خجلا الاثنان فكيف يركبان ويدعان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم رفضاً باتاً بأن يستمر في الركوب، وقال إنكما لستم بأقدر مني على المشي ولا أنا بأغنى منكما على الأجر … ومشى المسافة المقررة.

*وفي غزوة الخندق كان يحفر الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وعندما اعترضتهم صخرة ضخمة إذا عجزوا عن ضربها وتفتيتها، لجأوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء إليها وضربها بمعوله ففتتها.

الرياضة وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم:

حفلتسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة الشريفة بالمواقف والوقائع والأحداثوالأقوال التي تشهد بمكانة الرياضة والنشاط البدني في الإسلام. فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قوياً يحب القوة ولا عجب، فالإسلام دين قوة وغلبة فضلاً عن كونه شريعة ودستور حياة.

يقول الشيخ إبراهيم البرك أن هذا الدين العظيم بقرآنهالكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لم يترك أمراً من أمور الدين والدنيا إلا ونبهنا إلى أوجه الخير فيه لنتبعها، كما نبهنا إلى أوجه الضر فيه لنتجنبها، ومن ضمن ذلك الرياضة.

ويذكر الشيخ ناصر الشتري أن كتب السنة والحديث قد امتلأت بالحث على الفروسية، والتوصية بها. وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحضر المنافسات وكان يكافئ المتفوقين فيها، وكان يسمح للآخرين بمكافأة المتبارين بصورة خاصة تشجيعاً واستحباباً.

ولقد أجمع الفقهاء العلماء من السلف الصالح على أن ما صح من أقوال، وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم مما نقله الثقاة عبر القرون إنما هو من السنة الشرعية الشريفة. يقول الله في كتابه العزيز:

)وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين([المائدة ـ 92].

ولقد حفلت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأقوال والأحاديث التي دعا فيها إلى ممارسة الرياضة، وفي أحيان كثيرة ثبت أنه كان يمارسها بنفسه، بل كان يحض المسلمين على ممارستها والتمسك بها، وكان صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال ويتباسط معهم ويلاطفهم، ولأهمية السنة المطهرة في توضيح مكانة الرياضة في الإسلام، يمكن أن تصنف السنة العطرة في ضوء علاقتها بالرياضة على النحو التالي:

ـ أحاديث الرسول وتوجيهاته بشأن الرياضة.

ـ ربط الرسول بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابهما.

ـ وقائع ممارسة الرسول للرياضة بنفسه.

ـ اهتمام الرسول بملاعبة وتربية الأطفال.

أولاً: أحاديث الرسول وتوجيهاته بشأن الرياضة:

اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الاهتمام بحث المسلمين على ممارسة الرياضة وبخاصة تلك الأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة والترويح المباح.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ».

وفي صحيح مسلم عن عقبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، وكررها ثلاث مرات »، وهكذا فسر لنا الرسول المقصود بالقوة سواء في حديثه (المؤمن القوي) أو في الآية الكريمة )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة … (.

وذكر ابن القيم أن شيل الأثقال عمل مباح كالصراع (المصارعة)، ومسابقة الأقدام (الجري)، فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوم يربعون حجراً ليعرفوا الأشد منهم فلم ينكر عليهم ذلك.

وهكذا أقر الرسول هذا التباري الشريف في (الربع) وهي رياضة قديمة ولم ينكرها فهي تنمي القوة وبعض صفات اللياقة البدنية، كما سابق الرسول بين الخيل ففي الصحيحين عن حديث ابن عمر، قال:"سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسلت التي ضمرت منها وأمدها الحيفاء إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر أمدها من ثنية الوداع حوالي ستة أو سبعة أميال، والمسافة بين ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل واحد" .

وفي مجمع الزوائد عن عبد الله بن عمر:

" أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وراهن" رواة الحديث ثقات.

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سابق بين الخيل وهذا دليل على الترغيب برياضة الفروسية

وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن موقفه من السباق مجرد السماح به، وإنما الحض عليه، بل وتكريمه للفائز.

وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل » ورد في الجامع الصغير للسيوطي.

وقد فسره ابن القيم على معنين، الأول أنه لا تعطي تعني الجعل (المكافأة) إلا عن هذه المسابقات الثلاث، أو أنه لا يجوز المسابقة على غيرها بعوض (برهان) ويميل ابن القيم إلى المعنى الثاني.

وفي سنن أبي داود عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل القرح في الغاية".

وفسر ابن القيم القرح على أنها جمع قارح، وهو الجواد الذي دخل عامة الخامس.

وجاء في البخاري عن أنس بن مالك أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى الغضباء وكانت لا تسبق، فسبقها أعرابي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه ».

وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد، وقد قال ابن القيم عنها أنها أجل هذه الأنواع على الإطلاق وأفضلها، يقصد أفضل أنواع الرياضة.

وفي صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا » أو « فقد عصاني ».

وفي لفظ آخر عن الطبراني قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم الرمي فنسيه كان نعمة أنعمها الله عليه فتركه».

ولقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرماية بالقوس وحث المسلمين على التمسك بهذه الرياضة النبيلة، وفضلها عن ما سواها من سائر ألوان الرياضة بما في ذلك ركوب الخيل.

لقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمي بالقوس والسهم وأكد على تعلمها أشد التأكيد

وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان » أي الإسراع في المشي، فانتسلنا(2)فوجدناه أخف علينا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو إلا أربع خصال: مشى الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلمه السباحة » والمشي بين الغرضين يقصد به التحرك ما بين هدفي الرمي بالقوس وتأديب الفرس بمعنى تدريبه وتعليمه.

وفي هذا الحديث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اللهو (الترويح) الحلال الذي يؤجر عليه المسلم.

وقد فسر ابن القيم هذا الحديث بأنه لو لم يكن في النضال إلا أنه يزيل الهم، ويدفع الغم عن القلب لكان ذلك كافياً في فضه، وقد جرب ذلك أهله.

وفي ذلك إشارة واضحة للقيم الترويحية للرياضة، والتي يتصور البعض أنها، أي الرياضة، إنما جعلت للمنافسة فقط.

وفي رواية للطبراني عن صالح بن كيسان عن عقبة بن عامر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « الأرض ستفتح عليكم وتكفون المؤنة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه».

هذا الحديث يؤكد نفس المعنى في الحديث السابق في أهمية مزاولة الرياضة على سبيل الترويح، فممارس الرمي في عهد الرسول، وما تلاه من عصور كمن رمى عصفورين أو أكثر بحجر واحد فهو ترويح، ولياقة ومهارة، وفي نفس الوقت تدريبعلى أعمال الجهاد، وهو أحد الأهداف الكبرى للدولة الإسلامية، وهكذا جمع الرسول بين أكثر من قيمة في نشاط واحد له بعد ترويحي (مباشر) وله بعد جهادي غير مباشر أو بعيد المدى وهذه المعالجة تفيد في صياغة الأهداف التربوية للأطفال والشباب بحيث يجب أن تنال منا وقفه، باعتبارها أسلوباً تربوياً ذكياً في صياغة المرامي وصبغها باللعب والترويح.

وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« علموا أبنائكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك».

ولا يوجد أي شك الآن في أن أجمل وأبهج ألوان الرياضة الترويحية هي الرياضيات المائية، فهي أعلى الأنشطة الترويحية قيمة وفائدة فضلاً عما يصاحبها من مشاعر ممتعة وما يعقبها من إزالة التوتر والهموم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهان والنضال»الجامع الصغير للسيوطي.

والرهان هو المسابقة بين الخيل، والنصال هو الرمي بالقوس والسهم. ولقد كان سباق الخيل ومشاهدته الممتعة من الأمور التي تثير المشاعر البهجة وتضفي السرور.

أبو لبيد لمازة بن زبار قال أرسلت الخيل زمن الحجاج فقلنا لو أتينا الرهان قال فأتيناه ثم قلنا لو أتينا إلى أنس بن مالك فسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناه فسألناه فقال " نعم لقد راهن على فرس له يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه" ورد في مسند أحمد وفي مجمع الزوائد برواية أخرى.

وورد في الصحيحين :عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا. وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي).

ثانياً: ربط الرسول بين ممارسة الرياضة والجهاد وثوابهما:

ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين بعض المناشط الرياضية وبين الجهاد لإدراكه أهمية الإعداد البدني والمهاري في المعارك الإسلامية التي تخاض بقصد الجهاد في سبيل الله، فقد أكد أشد التأكيد على تلك الرياضات التي تخدم أهداف الجهاد ومقوماته كالرمي بالقوس والنبل، وركوب الخيل، وأوضح ثواب ذلك للمسلم، بل أوضح كذلك عقاب من يترك هذه الرياضات وما تئول إليه أحواله إن فعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطبق عن الهوى.

وبذلك ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرياضة وأهداف الدولة، ولم نعرف في تاريخ المجتمعات البشرية عبر العصور المختلفة أن التربية البدنية والرياضية قد نجحت وازدهرت بمعزل عن أهداف مجتمعها، وهكذا نجحت الرياضة في عصر الرسول ونالت هذه المكانة المرموقة بين سائر النظم الاجتماعية وأنماط الثقافة في الدول الإسلامية الأولى.

وجاء في السنن عن عقبة بن عامر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة أنفار الجنة، صانعه المحتسب في عمله الخير، والرامي به، والممدد به »، وفي لفظ آخر: « ومنيله، فأرموا واركبوا، وأن ترموا أحب من أن تركبوا، كل لهو باطل، ليس من اللهو محمود إلا ثلاثة: تأديب الرجل لفرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، إنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة فإنها نعمة تركها، (أو قال: كفرها)».

ولقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر ».ولقد بلغ من تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للرمي وتفضيله على سائر الرياضات أن أسقط الكفارة في أيمان الرماة (الحلف والقسم).

وجاء في سنن ابن ماجة عن علي بن أبي طالب، قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية فرأى رجلاً بيده قوس فارسية فقال: ما هذه؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها ورماح القنا، فإنهما يزيد الله بهما في الدين، ويمكن لكم في البلاد.

ولقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل ودعا إلى ركوبها والتمرس عليها وطالب بتعهدهاورعايتها، فهي سلاح المسلم في الجهاد ومركبته التي يكر وبفر ويناور ويحاور بها. وذكر أبو داود في الجهاد، والنسائي في الخيل، من حديث أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها. فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتار». وجاء في البخاري، وأحمد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« من احتبس فرساً في سبيل الله، إيمانا بالله، وتصديقا بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة».

ثالثاُ: وقائع ممارسة الرسول صلى الله عليه وسلم للرياضة بنفسه:

قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )لم يكن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرياضة مجرد الحث والترغيب في دفع المسلمين على ممارستها، ولم يكتف بتوضيح أدوارها في الجهاد في سبيل الله وثواب ذلك عند الله عز وجل، وإنما أعطانا القدوة والمثل في ذلك فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه مارس الرياضة بنفسه في وقائع عديدة ثابتة في سنته المطهرة.

وقد جاء في صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق، فقال: « ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان ». قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما لكم لا ترمون؟ » قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟، فقال: « ارموا وأنا معكم كلكم ».

وذكر السيوطي في رسالته (المسارعة إلى المصارعة) ما أخرجه البيهقي في (الدلائل) ما ذكره ركانة بن عبد يزيد ـ وكان أشد الناس، قال: كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى إذ قال لي ذات يوم، « هل لك أن تصارعني؟ »، قلت له أنت؟، قال: « أنا »، فقلت على ماذا؟ قال: « على شاة من الغنم » فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم « هل لك في الثانية »، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، وأخذ مني شاة، فجعلت أتلفت هل يراني إنسان، فقال مالك، قلت لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي، وأنا في قوى من أشهدهم، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة "، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيباً حزيناً، فقال: " مالك " ؟ قلت: إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثاً من نعاجه، والثاني أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال: " هل لك في الرابعة "، فقلت لا بعد ثلاث، فقال أما قولك في الغنم فإني أردها عليك "، فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، فكان مما هداني الله أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره ".

ويتضح لنا جلياً في سياق الحديث الشريف، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد التزم بأخلاق المسلم عند انتصاره فرد إليه غنمه في سماحة وعن طيب خاطر وهو ما يطلقون عليه في الرياضة المعاصرة (الروح الرياضية)، أو اللعب النظيف.

وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، من حديث عائشة قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني قال: « هذه بتلك ». وفي رواية أخرى، أنهم كانوا في سفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تقدموا فتقدموا، ثم قال لعائشة. سابقيني فسابقها فسبقته، ثم سافرت معه أخرى فقال لأصحابه: « تقدموا » ثم قال سابقيني فسبقته ـ ثم سابقني وسبقني ـ فقال: " هذه بتلك ".

ومن المهم أن نعمد إلى هذا الحديث الشريف فندرسه دراسة وافية في ضوء عدة اعتبارات إسلامية هامة تتمثل في:

ـ مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأن « يتقدموا » قبل أن يساق عائشة في المرتين، فمن الواضح أن هناك حكمة في ذلك، فلا يشاهدها الرجال وهي تجري، إذا فهناك آداب شرعية يجب أن تراعي في رياضة المرأة المسلمة، فكلنا نعلم ما يكون عليه جسم المرأة من حال أثناء الجري.

ـ إن الرسول لم يحرم المرأة من حقها في الرياضة والترويح ما دامت في أطار الشرع الحنيف.

ـ أن ما يعمد إليه بعض المتزمتين من منع تام لرياضة المرأة حتى ولو كانت في الإطار الشرعي، لا يمكن تفسيره إلا أنها مخالفة للسنة النبوية الشريفة، فضلاً عن إضعاف صحة ولياقة (أمهات المسلمين) وإصابتهن بأمراض قلة الحركة والسمنة وإرهاق القلب، الأمر الذي يثمر لنا خلقاً ضعيفاً وأجيالاً وهنة غير صحيحة.

قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بقوسه يوم أحد حتى أندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده.

وذكر ابن القيم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أبصر ترقوة أبي بن خلف من فرجة في سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحبته فوقع أبي عن فرسه وكشر له ضلع وكان ذلك يوم أحد.

ذكر السيوطي في رسالة [الباحة في فضل السباحة] إلى تعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم السباحة، وذلك عندما بلغ ست سنين خرجت به أمة إلى أخواله بني عدي ابن النجار، حيث نزلت به في دار النابغة، فأقامت به عندهم شهر فكان رسول الله يذكر أموراً في مقامه ذلك فكان يقول: " ههنا نزلت بي أمي، وفي هذا الدار قبر أبي عبد الله بن عبد المطلب وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار ".

رابعاً: اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتربية الأطفال ولعبهم:

وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن نعامل الأطفال باللطف واللين ونربيهم من خلال اللعب والنشاط وأن نتباسط فنعاملهم على قدر عقولهم ومن أقواله: « من كان له صبي فليتصابى له». فقد كان صلى الله عليه وسلم رقيق المعاملة للأطفال، وكثيراً ما كان يدعوهم للعب بين يديه.

وأخرج أبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت: نعم الفرس تحتكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ونعم الفارسان هما ».

وفي رواية الطبراني عن جابر قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة (أي على يديه ورجليه) وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما ".

ومن الطريف أن كثيراً من الآباء المسلمين المحدثين يمارسون نفس هذه اللعبة مع أبنائهم بتلقائية شديدة دون أن يعرفوا أنها سنة عن سيد الخلق أجمعين.

وربما جاء الحسن إلى المسجد فالتزم ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فيطيل سجوده من أجله ثم يقول لأصحابه بعد الصلاة: « إن ابني ارتحلني، وإني خشيت أن أعجله». كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفرح بين رجليه حتى يمر الحسن أو الحسين من بينهما وهو قائم يصلي.

وعن أبي داود والنسائي عن أنس قال:

قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر ».

وذكر ابن سعد في (الطبقات): لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وعرض أصحابه فرد من استصغر، رد سمرة بن جندب، وأجاز رافع بن خديج، فقال سمرة لربيعة مرى بن سنان: " يا أبت، أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم رافع خديج وردني، وأنا أصرع رافع بن خديج، فقال مرى بن سنان:" يا رسول الله: رددت ابني وأجزت رافع بن خديج وابني يصرعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرافع وسمرة: " تصارعا "، فصرع سمرة رافعاً، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد فشهدها مع المسلمين.

شكرا لك أستاذ درويش علي هذا الطرح المميز للموضوع وبارك الله فيك
التصنيفات
المواضيع الرياضية والتربوية

الرياضه في القديم والاسلام ؟؟؟!!

الرياضة : نشاط بشري مارسه الإنسان منذ أقدم العصور خلال سعيه وراء الصيد والقنص
وغيره من الأنشطة التي مارسها لكسب العيش ، أما الرياضة بمفهومها المعروف
من حيث القيام بحركات محددة ، والتباري بين المتسابقين ، فترجع
إلى عهد بعيد ( حوالي 2600 ق.م ) إذ ورد ذكر المصارعة في بعض الأدبيات القديمة ،
كما عثر على صور مرسومة على الجدران تعود إلى أيام
المملكة الفرعونية الوسطى ( حوالي 2050 ق.م ) لفتيـات يلعبن بالكرة ،
ولعل الألعاب الأولمبية التي ظهرت في بلاد الإغريق عام ( 1370 ق.م )
هي أقدم الألعاب الرياضية المنظّمة في التاريخ.

والهدف من الرياضة اكتساب لياقة بدنية وقدرة أكبر على تحمل المشاق ،
من خلال تنشيط القلب والدورة الدموية ، وتقوية العضلات ،
وقد أصبحت لدينا اليوم أنواع عديدة جداً من الرياضات ، منها ما يستهدف تقوية الجسم
ويطلق عليها اسم ( ألعاب القوة ) ومثالها : المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال
ومنها ما يستهدف اكتساب المزيد من اللياقة ويطلق عليها اسم ( ألعاب القوى )
ومثالها : سباقات الركض والقفز ..

أحكام الرياضة :
1ـ عناية الإسلام بالرياضة : لقد أعطى الإسلام للرياضة عناية خاصة ،
فقد دعت آيات كثيرات من القرآن الكريم إلى تحصيل القوة البدنية وغير البدنية ،
منها قوله تعالى : (( وأَعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ .. )) الأنفال 60 ،
وقد امتن الله عز وجل على عبده الصالح ( طالوت ) الذي بعثه ملكا على بني إسرائيل
إذ وهبه مع العلم بنية جسمية قوية : (( وزاده بسطة في العلمِ والجسْم )) البقرة 247 ،
وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمن القوي
حيث قال : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ) ،
وكان يحث أصحابه رضوان الله تعالى عليهم على شتى أنواع الرياضة ،
بل كان يشارك في المسابقات الرياضية التي كان أصحابه يمارسونها ،
ومن ذلك مثلا ما رواه سلمه بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال :
( مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفرٍ من أَسلم ينتضلون فقال عليه الصلاة والسلام :
ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع بني فلان .
قال : فأَمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال عليه السلام : ما لكم لا تَرمون ؟ قالوا :
كيف نرمي وأنت معهم ؟ فقال النبي : ارموا فأنا معكم كلكم )
( وقد بلغ من اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالرياضة أنه كان يسابق أهله بالركض ،
ومن ذلك ما روته زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها يوم كانت معه في سفر
( قالت : فسابقته فسبقته على رجلي ، فلما حملتُ اللحم سابقته فسبقني ، فقال :
هذه بتلك السبقة ) ، وقوله : هذه بتلك ، مداعبة من النبي لزوجته ، وتلطف منه لها
وكل هذا الاهتمام بالرياضة من قبله عليه الصلاة والسلام من أجل تربية جيلٍ قوي
يتمتع بأجسام رياضية قادرة على الإنتاج والعطاء والجهاد والقيام بأعباء الأمانة .

ونلاحظ أن معظم العبادات المشروعة في الإسلام تعد ضربا من ضروب الرياضة البدنية ،
فالصلاة بحركاتها وسكناتها رياضة تحرك الأعضاء ، وتحرر المفاصل ، وتنشط الجسم ،
والحج أشبه ما يكون بدورة رياضية سنوية منظمة ، فالطواف حول الكعبة ،
والسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفة ، ثم الإفاضة منها إلى المشعر الحرام
في مزدلفة ، ومنها إلى منى .. كل ذلك ممارسات رياضية تنشط الجسم وتقويه ،
فوق أنها قربى إلى الله عز وجل .

وقد عبر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن فوائد العبادات والقربات المختلفة
في ترويض الجسم فقال : ( ولا ريب في أن الصلاة نفسها فيها من حفظِ صحة البدن ،
وإذابة أخلاطه وفضلاته ، ما هو من أنفع شيء له ،
سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان ، وسعادة الدنيا والآخرة ،
وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة ،
ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة ،
ومن أنشط شيء للبدن والروح والقلب ..
وفي الصوم الشرعي من أسباب حفظ الصحة ، ورياضة البدن والنفس ،
ما لا يدفعه صحيحُ الفطرة ..
وأما الجهاد وما فيه من الحركات الكلية التي هي من أعظم أسباب القوة ،
وحفظ الصحة ، وصلابة القلب والبدن ودفع فضلاتهما ، وزوال الهم والغم والحزن ،
فأمر إنما يعرفه من له منه نصيب ، وكذلك الحج وفعل المناسك ،
وكذلك المسابقة على الخيل بالنصال ، والمشي في الحوائج ، وإلى الإخوان ،
وقضاء حقوقهم ، وعيادة مرضاهم ، وتشييع جنائزهم ،
والمشي إلى المساجد للجمعات والجماعات ، وحركة الوضوء والاغتسال وغير ذلك )

والرياضة في الإسلام ليست مجرد تسلية وعبث
كما هي حال كثير من الرياضات المستحدثة اليوم ،
بل هي تسلية موجهة للخير ، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
( .. كل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسِه
وتأديبُه فرسه وملاعبته امرأتَه فإنهن من الحق)
ويقاس على هذه الرياضات التي ذكرها عليه الصلاة والسلام
كل الرياضات الأخرى التي تقوي البدن وتنشطه بشرط
ألا تتخللها ممارسات تخالف الشرع ، أو الآداب العامة …

منقووووووووووول

جزيت خيرا وشكرا
شكرا أستاذ هاني على هذه المعلومات القيمة