هناك بعض الناس يعتقدون أن الخدمة الاجتماعية هي نفس الإرشاد المدرسي وأنه لافرق بينهما ، فكل منها خدمة تقدم للفرد للتغلب على ما يواجهه من مشكلات تكيفيه فالمرشد المدرسي يعمل في المدرسة كذلك الاختصاصي الاجتماعي يعمل في المدرسة أيضا فهما في نظر البعض وجهان لعملة واحدة ، غير أن البعض يرى غير ذلك فالاختصاصي الاجتماعي يختلف عن المرشد المدرسي ، ونحن في هذا المقال سوف نحاول أن نبين الفروق بينهما ، مع أننا سوف ننتهي إلى أن كلا منهما مكمل للآخر وهي نظرة تكاملية بعيدة عن التفريع والتقسيم، المهم خدمة الفرد أولا بغض النظر عن الأسلوب المتبع في ذلك 0
تقول الدكتورة سهام أبو عيطة في كتابها مبادئ الإرشاد النفسي ص 328- ( بتصرف) (إن الخدمة الاجتماعية هي قلب المجتمع النابض وهي ضمير الأمة الذي يساعد الأفراد على التوافق بين الفرد و مجتمعه وهي تعنى بتقديم المساعدة الاجتماعية للفرد أو مساعدة الفقراء والمحتاجين ومن يتعرضون للكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات وحوادث الطائرات والغرقى وغيرهم كما أنها تسعى لتقديم مساعدات مختلفة على شكل مؤسسات خدمات الأسرة والطفولة ومؤسسات المساعدات الاقتصادية والمعونة على الزواج ومساعدة المسنين والعمل في المدارس والمصحات ودور الأحداث والسجون)0
إن دور الاختصاصي الاجتماعي في الولايات المتحدة واضح لاغبار عليه فهو منفصل تماما عن الخدمة الإرشادية التي تقدم في المدارس وليس للخدمة الاجتماعية علاقة بخدمات الإرشاد مثل علاقة الإرشاد بالتوجيه والطب النفسي 0
وتقول الدكتورة /سهام في كتابها المذكور آنفا ص328إن الخدمة الاجتماعية المدرسية خدمة متخصصة تشتمل على دراسة الحالة في مجال المنزل والمدرسة لمجموعة التلاميذ الذين لديهم مشكلات ترجع لظروف الأسرة والبيئة المحيطة بهم أما كدوشن 1972kadushinد ذكر أن الخدمة الاجتماعية تستخدم أسلوب دراسة الحالة الفردية لجمع المعلومات وتشخيص الحالة وأنها تقدم العلاج الذي يتعلق بالمساعدات الأسرية أو المالية أو الإيواء في مؤسسة ما، أما إذا كانت الحالة تحتاج إلى علاقة مباشرة مع الحالة بهدف تغيير أو تعديل سلوك أو شعور أو اتجاه فهنا تحول الحالة إلى المرشد المدرسي ، وهذا معناه وجود تكامل في الخدمة المقدمة للطالب أو الطالبة بين الخدمة الإرشادية و الخدمة الاجتماعية ، وتستطرد د0 سهام فتقول : يظهر الفرق بين الخدمة الاجتماعية المدرسية والإرشاد المدرسي في أسلوب خدمة الفرد وخدمة الجماعة وفي برامج إعداد العاملين في تقديم هذه الخدمات فيما نجد برامج المرشد المدرسي تؤكد على نظريات وأساليب وطرق تغيير وتعديل السلوك ، بهدف تنمية القدرات والميول والقيم والاتجاهات وبناء الشخصية وتكوينها والاستفادة من مصادر البيئة ، فإننا نجد في المقابل أن برامج إعداد الاختصاصي الاجتماعي المدرسي ، تركز على كيفية الاستفادة من مصادر البيئة في تسهيل عملية نمو الفرد وكيفية التعاون مع القائمين على إدارة مصادر البيئة في معالجة مشكلة الفرد )0
وعلى الرغم من تغيير مسمى المشرف الاجتماعي إلى المرشد الطلابي في مدارس المملكة العربية السعودية عام 1401إلا أن الخلط واضح بين الخدمات التي يقدمها المرشد الطلابي والخدمات التي يقدمما الاختصاصي الاجتماعي إذ أن البرامج التي تطبق الآن لاتزال تحمل سمات وملامح الخدمة الاجتماعية ، لأن الذين وضعوا الخدمات الإرشادية في المملكة أصلا متخصصون في الخدمة الاجتماعية واستمرت هذه الخدمات على ماهي عليه حتى يومنا هذا على الرغم أن مشرفي الإرشاد بالوزارة يحملون مؤهلات عالية في الإرشاد التربوي والنفسي ، أنا لااقول كل الخدمات ولكن أغلبها ، وقدم المشرفون على الإرشاد بالوزارة الموقرة تحسينات جميلة ، لكن لايزال الخلط واضحا والرؤية غير واضحة ، حتى يومنا هذا ، بسبب صعوبة تطبيق الخدمات الإرشادية كما هو معروف في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ، أما في الكويت فلا يزال المشرف الاجتماعي يعمل في مدارس الكويت ولم يطبق الإرشاد إلا في نظام المقررا ت عندما وجد المختص في الإرشاد وأعتقد أن البحرين والأمارات العربية المتحدة وقطر تسير في نفس الخط الذي تسير فيه دولة الكويت ، أما السعودية فجميع المرشدين في المدارس يطبقون خططا في أصلها من إعداد أساتذة كانوا يعملون في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد وهم مختصون في الخدمة الاجتماعية 0
كنت قد حضرت محاضرة للدكتور / سامي الدامغ أستاذ الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود تحدث فيها عن عناصر خدمة الفرد وما لفت نظري في محاضرته أنه قال إن علماء الخدمة الاجتماعية يركزون على مرحلتي جمع المعلومات والتشخيص في دراسة الحالة بينما العلاج لاينال الاهتمام الذي يناله التشخيص وجمع المعلومات ، وبعد ذلك حصلت مداخلة للدكتور / عبدا لمجيد طاش أستاذ في جامعة الإمام /كلية العلوم الاجتماعية إذقال : إن الخدمة الاجتماعية يمكن أن تستعين بمفاهيم الإرشاد النفسي فيما يتعلق بالعلاج ، فهناك نظريات عدة مفيدة في هذا المجال مثل النظرية السلوكية ونظرية الذات ونظرية السمات والعوامل والنظرية الإنسانية وغيرها ، وأنا أقول : إن الإرشاد النفسي استعار من الخدمة الاجتماعية دراسة الحالة كما استعار الإرشاد النفسي من الطب العام كلمة ( التشخيص) 0
أنا أرى وهذا رأيي الخاص أن العلاج الاجتماعي من أهم طرق العلاج ولعل مصداق ما أقول أن الحدث إذا خرج من دار الملاحظة الاجتماعية وعاد لبيئته الأولى ينتكس ، والمريض إذا خرج من المستشفى أيضا ينتكس ويعود إليه المرض لأنه عاد إلى البيئة التي كانت من أهم الأسباب التي أدت به إلى المرض النفسي ، معنى ذلك أن الاختصاصي الاجتماعي دوره مهم جدا في العلاج النفسي ، فالأدوية النفسية لانتفع إذا لم يصاحبها علاج اجتماعي ، والله ولي التوفيق 0
من زمن طويل وانا استفيد من كتاباتك في منتديات سعودية
ونشاطك الكبير ملحوظ للقاصي والداني
اشكرك جزيلا
أشكرك بالغ الشكر على تفضلك بالرد على مقالي ، الله يعطيك العافية ودمت في حفظ الله 0
انا اشهد بان جميع موضوعاتك فيها الكثير من الفائدة و انصح الجميع بالتطلع عليها
حتى ان تطلع على موضوع من موضوعاتك تاتي له الفضوليه لمتابعة جميع مواضيعك
مع التحيات ( فيلسوفة زماني)