«العين لتأهيل ذوي الاحتياجات»: مؤسســات ترفض تشغيل الصُم
غراس تاج الدين -العين
الطالب في المركز لا يتخرج إذا لم يحقق نسبة 80% حداً أدنى. أرشيفية
اتهم مركز العين لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤسسات في القطاع الحكومي والخاص بالتهرب من تعهدات قطعتها على نفسها بتوظيف خريجين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدا الصم منهم.
وقالت مديرة برنامج التشغيل في المركز، ثمنة الكتبي إن «كثيرا من المؤسسات الحكومية والخاصة تتعهد لنا في المناسبات وأمام وسائل الإعلام بتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم فيها، لمساعدتهم على تخطي إعاقاتهم، ولكنها لا تنفذ تعهداتها. على العكس من ذلك، فهي ترفض منحهم أي فرصة عمل، وتصر من خلال موقفها هذا، على رفض اعتبار نفسها طرفاً معنياً بهذه المشكلة».
وطالبت المؤسسات الخاصة والحكومية بأن تحذو حذو وزارة الداخلية التي «وظفت 175 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة»، كما نوهت بمجموعة بنك الإمارات التي وظفت 15 شخصا، مضيفة أن «مسؤولين كبارا شهدوا باجتهاد ذوي الاحتياجات الخاصة وحرصهم على أداء مهامهم على أكمل وجه».
وتابعت الكتبي «نحن لا نفرض توظيف أشخاص معينين، ولا نطالب بإيجاد فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة المتخرجين في المركز، لكننا نأمل من المسؤولين في تلك المؤسسات إجراء مقابلات أولية مع المتقدمين للوظائف، واختبار قدرتهم على شغل ما لديهم من وظائف، أو حتى تدريبهم، غير أن تلك المؤسسات لا تعطينا بصيص أمل».
وأكدت الكتبي أن المشكلة ليست في خريجي المركز «لأننا نؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل ممتاز، وعلى نحو يجعلهم جاهزين للعمل في جهات حكومية وخاصة»، لافتة الى أن «الطالب لا يتمكن من التخرج إذا لم يستطع تحقيق نسبة 80% كحد أدنى. لذلك، فنحن واثقون من أن خريج المركز مستعد للعمل في كثير من المجالات والبرامج المهنية». ويقبل المركز أصحاب الإعاقات الجسدية فقط «لأن ذوي الإعاقات الذهنية يحتاجون الى تأهيل ورعاية مختلفين»، وفقا للكتبي التي أكدت أن «البطالة بين صفوف الصم مشكلة تؤرقهم باستمرار، لأنهم يبدون استعدادا قويا للانخراط في مجتمعهم، والمساهمة في نموه، ولكن ضيق فرص العمل يحولهم الى أشخاص عاجزين».
وتابعت «حين يخاطب المركز المؤسسات المختلفة لإجراء مقابلات مع طالبي الوظائف، نواجه بالتهرب أو الرفض، وأحيانا يعطوننا وعودا، ولكن في النهاية يقولون «لا وظائف شاغرة لدينا». وقد تتعذر هذه المؤسسات بعدم قدرة الصم على التواصل، وفي كثير من الأحيان يضعون شروطا تعجيزية، كأن تكون الخبرة ثلاث سنوات وإجادة اللغة الإنجليزية 100%. وهناك جهات تقول مباشرة في وجهنا «نحن لا نقبل الصم»، مع أن هذه الجهات تستطيع التواصل مع الصم عن طريق الكتب الرسمية، ونحن نعرض عليهم في المقابل أن ندربهم على البرامج التي تستخدمها الدائرة، ولكننا نواجه الرفض».
وتضيف الكتبي «وقعنا اتفاقيات عدة لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إحداها مع الخدمة المدنية عام 2022، ولكن إلى الآن لم يُوظف أحد. كما وقعنا اتفاقية مع القوات المسلحة عام 2022 لتوظيف 300 من ذوي الاحتياجات، ولم يُوظف إلا ثمانية منهم. كما أننا وظفنا خريجتين في إحدى الإدارات في العين بكتاب رسمي من مدير الإدارة، وعند قدوم المدير الجديد لم يعترف بالكتاب القديم، وإلى الآن نسعى الى إقناعه، ولكن لا فائدة».
وتوضح أن «المركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة في كل من السكرتارية الالكترونية وحفظ الملفات، ويتضمن ذلك التدريب على كتابة النصوص والمراسلات وتنظيمها باستخدام الحاسب الآلي، وتنمية مهارات الطباعة باللغتين العربية والإنجليزية، والتدريب على التصميم وإنشاء قاعدة البيانات وتأهيلهم في برنامج الرسم والتصميم الفني الذي يتضمن عددا من برامج الحاسب الآلي، وبرامج صيانة الأجهزة الالكترونية، وقسم الاتصالات والبدالة الالكترونية، إضافة إلى قسم الوعظ الديني والمؤذنين والإمامة، وبرنامج التشغيل وبرنامج الدمج ويتضمن مهارات العناية بالذات والاستقلالية والنشاطات بأنواعها، إضافة إلى استخدام تكنولوجيا الاتصال المرئي واللغوي والإرشادي، أي أننا ندربهم في جميع المجالات التي تؤهلهم لشغل وظائف مهمة في الدوائر الحكومية».
وتابعت «تتضمن خطط التطوير المستقبلية استحداث منهجيات مناسبة من خلال تطوير برنامج التشغيل المحمي الانتاجي من حيث تجميع وصيانة وتسويق الأدوات الكهربائية المنزلية المستعملة والأثاث المنزلي والملابس، إضافة إلى زراعة وإنتاج الزهور وشتلات الزينة المنزلية، وصناعــة وإنتاج الأعمال الورقية. كما يسعى المركز إلى إنشاء المشروعات الفردية للتشغيل الذاتي وزيادة الدخل».