رأي
التربية الخاصة والقياس المقارن
بقلم :محمد العمادي
يعتبر القياس المقارن Benchmarking أحد مراحل تنفيذ برامج الجودة الشاملة لتحسين أداء مركز أو مؤسسة معينة والذي يعرف على أنه عملية قياس مستمرة ومقارنة بين منظمات ما ومنظمات أخرى رائدة في نفس مجال النشاط في أي مكان من العالم وذلك للحصول على معلومات تساعد في تطوير الأداء.
ويقوم القياس المقارن العناصر على المقارنة وليس على قياس الأداء فقط، ويتم من خلال التركيز على المنافسين الخارجيين، كما يتضمن جانبا للتعلم من الآخرين بهدف التطوير وليس مجرد التقويم، كما تتنوع فوائد القياس المقارن لتشتمل على التطوير والبحث عن التميز من خلال ملاحظة أفضل الأساليب، وإيجاد الأفكار والمصادر التطويرية من الخارج، وممارسة التعليم الفعال داخل المؤسسة، إضافة إلى إيجاد نقطة مرجعية لمقاييس الأداء المؤسسي.
وما ينطبق على المؤسسات العامة والخاصة التي تقدم خدماتها لكافة شرائح المجتمع ينطبق بالضرورة على مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد استعرضت في مقال سابق أهمية المرجعية والارتباط بالمعاهد والمراكز العالمية والتي تنعكس إيجابا على تطوير برامجنا وتنظيمها بطريقة علمية مواكبة لما توصلت إليه تلك المؤسسات من خبرات تجريبية متطورة.
إن حاجتنا تكمن في استقطاب تلك الخبرات والاستفادة منها وتطوير البرامج التربوية والتأهيلية والتعليمية بما يتناسب ومتطلبات أطفالنا وثقافتنا، فالارتباط بمؤسسة تربوية ذات خبرة عريقة يعتبر مطلبا من متطلبات نجاح العمل ينعكس بالضرورة إيجاباً على تطوير البرامج التي نقدمها وتنظيمها بطريقة علمية مواكبة لما توصلت إليه تلك المؤسسات.
ولعل من أبرز فوائد الارتباط والمرجعية إيجاد المتخصصين من الكوادر الوطنية وتدريبهم على رأس العمل وحفز معلمي التربية الخاصة ومختلف الأخصائيين على تطوير قدراتهم وعدم الاكتفاء بالدرجة العلمية أو الشهادة التي حصلوا عليها.
كما يتاح للخبرات الوطنية مجالات عديدة للتدريب المستمر الذي يمثل خبرات واقعية للعاملين يمدهم بما يحتاجونه في تعاملهم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويسهم الارتباط أيضاً بإعادة هيكلة المركز بما يتناسب وحاجاتها وقدرات موظفيها، وبالتالي توفير فرص الارتقاء الوظيفي وتطوير الخدمات المقدمة.
ان اهم ما توفره المرجعية من وجهة نظري الخروج من التقوقع حول النفس والبعد عن الدور التقليدي لمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة كحضانات والارتقاء بها لتصبح مستقبلاً مراجع لمراكز أخرى.
وفي ما يختص باضطراب التوحد فتجربة مركز دبي للتوحد خير مثال على أهمية المرجعية والية الاستفادة منها فيرتبط المركز بمجموعة من المؤسسات والمعاهد العالمية والتي منها الجمعية الأميركية للتوحد، الجمعية الوطنية للتوحد، واوتزم سبيكس وجمعية ساعد التوحد الان، وجمعية مكافحة التوحد، ومركز أبحاث التوحد في سنغافورة.
ومن الجدير ذكره ان مركز الوقاية والتحكم بالأمراضhttp://www.cdc.gov يعتبر احد المصادر الهامة التي لا غنى عنها في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة كمركز إحصائي متخصص إضافة الى توفيره لبعض المعلومات العامة عن مختلف الاضطرابات.
Emadi@dubaiautismcenter.ae