قد تتصورون أنني سوف أتحدث عن منزل مؤثث بأفخر أنواع الأثاث وأفخم أنواع الإكسسوارات وأفضل وأجود أنواع السيراميك والرخام وأفخر أنواع الأبواب والثريات ووو الخ لا أنا لاتهمني هذه المظاهر البراقة أنا يهمني من؟؟ وتعرفون أن معنى من في اللغة العربية للعاقل ، أنا سوف أتحدث عن بيتنا الجميل الذي تسوده روح المحبة والتفاهم والتناغم هو مكون من أسرة صغيرة تعيش في بيت متواضع أهلكته السنون والأعوام ، بيت صغير يحوي أب وأم وخمسة أطفال يعيشون على الكفاف حالهم مستورة وأمورهم ميسوره يجدون ما يسدون به رمقهم وما يحميهم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء ولكن قوتهم تكمن في تماسك أسرتهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض سبعة أفراد يعيشون بقلب واحد إذا اشتكى أحدهم من شيء تداعى له البقية بالسهر على راحته ، لاأحد منهم يتمنى فراق الآخر ، لايهمهم ماعند الناس من ثراء رضوا بالقناعة فكانت تجارتهم لم تدنسهم المدنية الحاضرة بزخارفها البراقة ومظاهرها اللماعة، يقولون إن السعادة تعشعش في أكواخ الفقراء أنا أجزم بأن هذه العبارة صحيحة ، وأحد العلماء يقول لو يعلم الحكام مانحن فيه من سعادة لحسدونا عليها ، تأملوا معي بعض الأسر الثرية التي أعطاها الله مالا لاينفد وبسطة في الرزق والعيش فهل تعتقدون أنهم يعيشون في حياة هانئة ؟؟ لاأعتقد ذلك فالمال لايحقق السعادة كما يتصور البعض بل إن بعض الأثرياء يعانون من مشاكل نفسية لا أول لها ولا آخر وأحيانا من أعطاهم بسطة في العيش لا يحسون بالارتياح النفسي مع زوجاتهم فيتزوجون على الأولى ويكونون بذلك كمن أصلح الخطأ بالخطأ وفتح باب المشاكل على نفسه و من ثم تبدأ المعاناة ، بل إن بعض الناس يتزوج ثانية على حساب- طبعا- زوجته الأولى وأولاده ثم يظلم الثانية بمنعه لها أن تنجب له لأنه أرادها للمتعة وهي ترفض ذلك، وهي من حقها شرعا الإنجاب وتحدث المشكلة وتكون النهاية الطلاق ، أعرف أحد الأصدقاء قدبنا بيتا جميلا وأنجب من زوجته الأولى أطفالا وكانت حياته معهم مثالا للصفاء والنقاء ولكن بعد مد ة لما أنعم الله عليه بالمال والثراء تزوج بأخرى وجرح مشاعر زوجته الأولى التي أخلصت له ولو أن الزوج يعبد لعبدته ، ولكنه قابل ذلك الإخلاص بالجحود والنكران وبعدما طلق الثانية حاول الرجوع إلى ما كان عليه سابقا ولكن هيهات البيت الجميل تهدم والعش الزوجي طارت به الرياح ومن الصعب أن يعود ، وأعرف آخر كان يعيش مع زوجته الأولى في غاية السعادة وقدأنجب منها ثلاث بنات وولد ولكن حدث ماحدث وتزوج بثانية فغضيت زوجته الأولى غضبا شديدا ومن غير تفكير تزوجت برجل يكبرها بثلاثين سنه وهي في الثامنة والعشرين ، وعاشت معه وأنجبت وكان يعاملها بمنتهى الأدب والاحترام ، أما هو فدب الخلاف بينه وبين زوجته الثانية وصارت تكره أولاده من الأولى وسببت له متاعب لاأول لها ولا آخر وفي النهاية طلقها وهو الآن يعيش وحيدا أولاده يوم عنده وخمسة أيام عند والدتهم ولكن الوقع النفسي المؤلم على هذا الزوج أكثر ألما من تألم أولاده بماحصل فهذا الزوج الآن يرى أولاده يدخلون عليه ويذهبون لوالدتهم ومن كانت زوجته في يوما وحبيبته ليست عنده يحتضنها زوج آخر فأي عذاب يجلبه هذا الموقف؟ وأي شقاء يعيشه هذا الرجل ,وأي بيت جميل بناه هذا الرجل ؟لقد هدمه بيده و لقد فقد الاثنتين الزوجة الأولى والزوجة الثانية وسوف يفقد الثالثة لو تزوج لأن الاستقرار النفسي الأول ضاع والبيت الجميل لايوجد تهدمت أركانه وسقطت جدرانه على الأرض0
أنا أعتقد أن البيت الجميل يبنيه الرجل بالتعاون مع الزوجة ولكن الذي يسهم في هدمه بشكل مباشر هو الرجل عندما يقدم على زواج آخر ، قد يستحلي في البداية الزواج الثاني وينسى كل المشاكل التي قد تحدث مستقبلا وهذه مشكلة من يقرر قرارا لم يدرسه ولم يفكر في نتائجه ، لايصيبه الندم إلا عندما تخرج المشاكل أنيابها وكأنها أفاعي سامه تهدده بالانقضاض عليه للفتك به عندها يبدأ يفكر وهل ينفع التفكير ؟وهل ينفع الندم عندما يصل إلى ماوصل إليه؟ 0
البيت الجميل الذي تمزق لايلتئم إطلاقا قال الشاعر :
إن القلوب إذا تنافر ودها ******* مثل الزجاجة كسرها لايجبر
المشكلة أن الرجل الذي يتزوج بثانية ثم يطلقها ويحاول أن يعود لزوجته الأولى لن يستطيع أن يعيد حياته الناعمة الجميلة الأولى إلى ما كانت عليه ، لذا أجدني أمتنع أن أمتع نفسي ساعة وأشقي نفسي إلى قيام الساعة حتى لورماني الناس بالجبن والخوف من زوجتي الأولى أن تغضب ، فأنا يجب علي ألا أجرح مشاعر هذه الإنسانة التي أخلصت لي ووفرت لي سبل الراحة والاطمئنان وحفظتني في مالي وعيالي وأطاعتني ونصرتني عندما خذلني الناس، ولم تبخل علي بشيء هل أكافئها بالزواج عليها طبعا – إنسانيتي وضميري يمنعاني أن أفعل ذلك ، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان مهما قال الناس عني أنني جبان وخواف فالخوف في هذه الحالة جميل وحسن ومحمود 0
في الحقيقة أنا أشبه الأسرة بالشجرة جذورها وأصلها الزوج وقلبها النابض الزوجة وأغصانها وأوراقها الأولاد والبنات ، هذه الشجرة إذا حظيت بالرعاية والاهتمام أينعت وأثمرت أحسن الثمر وإذا أهملت ذبلت أو أنتجت أسوأ ثمره فهلا نتعهد أسرنا بالرعاية والاهتمام لننتج أولادا وبناتا صالحين و صالحات ،لنشعر بالسعادة عندما يتخرج أبناؤنا وبناتنا من الجامعات ويتزوجون ويبنون بيوتا جميلة كما فعلت أنا هذا ما أردت الوصول إليه فهل تتفقون معي على ذلك؟؟ والله الهادي إلى سواء السبيل0
و بالتوفيــق …
شموع الأمل
أسعدتني زيارتكما لصفحتي ، لكما مني خالص الود والتقدير 0