مفهوم المنهج الخفي ( المستتر ) : هو تلك الخبـــرات غيــر المخططة وغــير المقصودة التي يتعرض لها الأبناء ويمرون بها دون استعداد فيتعلمون أشياء ويصلون إلى نواتج تعليمية لا تتضمنها الأهداف العامة للمنهج .
أو هو : المنهج المتكون من السلوك والقيم والمعاني التي تدرس للطلبة بواسطة المدرس أو المدرسة من غير تخطيط. كما أنه أيضاً يعرف المنهج الخفي بأنه مخرجات المدرسة غير الأكاديمية.
وتعد القدوة أبلغ مثال على المنهج الخفي ؛ حيث قد يكتسب الطالب قيما ما من خلال شخصية المعلم الذي يدرّس له مثلا.
دور المعلم بالنسبة إلى المنهج المستتر: •
*الــدور التقليدي للمعلم في ظل المناهج التقليدية هو نقل المعارف من الكتب المدرسية إلى عقول الأبناء ، ووسيلته في ذلك الإلقاء والتلقين والتأكد من حفظ واستيعاب التلاميذ لما ألقى على مسامعهم استعداداً ليــوم الامتحان .
* إن المعلم الواعي والمدرك لطبيعة حدود المنهج الرسمي لابد أن يدرك أيضا أن هناك خبرات مصاحبة غـير مقصودة قد يمر بها التلاميذ ، ولذلك لابد أن يضع في اعتباره أن هذه الخبـرات عـلى الـرغم من كونها غير مقصودة إلا أنها مهمة وأساسية وتستحــق منه ومــن التلاميذ كل الاهتمام والحرص على التعلم منها . إنها مستترة، وهي مطلقة وغير محددة .
دور المتعلم في المنهج المستتر :
– أن يكون مستعداَ للمرور بخبرات جديدة وغير مألوفة وغير متوقعة وكيف يتعامل معها.
– لابد أن ينــاقــش ويكــتب التقــارير ويقوم بتــسجيل اليومــيات أو المــذكرات اليومية أوالأسبـوعية , وقد يقوم بإجراء بحوث قصيرة وهــذا يعتمد على المعلم ومدى كفاءته .
-إن المتعلم في مواقف التدريس لابد أن يجد علاقة تراكمية بين خبـراته السابقة والخـبرات الحاليـة المــتاحة ، ولابــد أيــضا أن الخبرات الحالية المــتاحة تمــهــد لخبـرات أخرى ، وقــد تكون هــذه الأخــيرة استمــراراً لخـبرات المنهــج الرسمــي وقـد تكون ضمن المنهج المستــتر ، وبالتالي فإن المعلم والمتعلم باعتبارهما شركاء في مواقف الخبرة اليومية لابد أن يتقصوا الاستعداد للخبرات غير المتوقعة.
المنهج المستتر والمناخ المدرسي :
المناخ المــدرسي : الجــو العام السائــد في المــدرسة مــن حيــث الفكر السائد ومن حيث الإمكانات المادية البشرية، ويقصــد به أيــضا الظروف التي يعمل فيها المعلم وتلاميذه من أجل تنفيذ منهج ما ،ويقصد بالظروف هنا درجة الحرية المسموح بها للمعلم والمتعلم في أثناء هذه العملية .
* يحتاج المــعلــم إلى تشجــيــع من متـخــذي القرار، ومســؤولي الإدارة والتــوجيه بالاهتمام بالخبرات المصاحبة ( المنهج المستتر ) بنفس درجة الاهتمام التي تلقاها خبرات المنهج الرسمي المعلن ، وبالتالي فإن المعلــم والتلاميذ سيكونون أكثر قدرة على الانطلاق بعقولهم في مصادر المعرفة ملبية ما يريدون ، وتكون له علاقة بالخبرات التعليمة سواء كانت خبرات نابعة من المنهج الرسمي أو من المنهج المستتر .
متطلبات التعليم والتعلم من خبرات المنهج المستتر:
1- إدارة مدرسية واعية بطبيعة العلاقة بين المنهج الرسمي والمنهج المستتر .
2- وعي المشرفين والمعلمين بأهمية إتاحة الفرص الكافية للتلاميذ للتفاعل الكامل مع خبرات المنهج المستتر .
3- توافر مصادر التعلم اللازمة وخاصة دوائر المعارف وأقراص الليزر .
4- تمكن المعلم والتلاميذ من مهارات التعامل مع مصادر التعلم الأخرى والتي تتكامل مع الكتاب المدرسي .
5- توجيه الأنشطة الصفية وغير الصفية لكي يمر التلاميذ بخبرات عديدة في إطار المنهج المستتر .
6- تمكن المعلم من مهارات بناء أدوات تقويم مناسبة وآنية من أجل تقويم نواتج التعليم للخبرات المصاحبة في الوقت المناسب .
7- تمكن المتعلم من مهارات التقويم الذاتي والتقويم الجماعي. وهذه الأمور جميعاً إذا
كانــت متوافرة فإن الأمــر يظل معلــقاً بين النجاح والفشل ,وهو أمر يتوقف على
العديد من العوامل التي يتعلق بعضــها بالمــناخ المــدرسي وبعــضها الآخر متعلق
بالعلم والإمكانات المتاحة .
إذن .. نستطيع القول : منهج خفي فاعل + منهج رسمي ( معلن ) ناجح = طالب متميز مبدع