لجنة تكتشفها في المراحل الأساسية
المواهب الطلابية في رعاية منطقة الشارقة التعليمية
آخر تحديث:الثلاثاء ,18/10/2011
تحقيق: إيمان عبدالله
تعتبر التربية الحديثة الطالب المحور الأساسي للعملية التربوية، لذا يتم التركيز على مواهبه وقدراته وميوله، ومن هذا المنطلق أطلقت منطقة الشارقة التعليمية مشروعاً لرعاية الموهوبين من الطلبة، وذلك من خلال الكشف عنهم، وتطوير مهاراتهم عبر حزمة من البرامج الإثرائية والفعاليات والأنشطة المتنوعة، على أيدي كوادر مؤهلة تأهيلاً علمياً باستطاعتها التعامل مع الموهوبين واستثمار موهبتهم . وتسعى المنطقة حالياً لإعداد قاعدة بيانات للطلبة الموهوبين والمتفوقين .
أمينة معضد السري رئيسة لجنة رعاية الموهوبين في منطقة الشارقة التعليمية، وموجهة كيمياء وعلوم تقول: شكلت اللجنة في الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي 20222010 بدعم من سعيد مصبح الكعبي مدير المنطقة، والأهداف العامة للجنة تتماشى مع أهداف وزارة التربية والتعليم الاستراتيجية التي تسعى لتوحيد المعايير وتوفير فرص التعليم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة لتحقيق مستوى عال من تكافؤ الفرص .
وتشير إلى أن أهداف اللجنة هي الكشف عن الطلبة الموهوبين في مراحل التعليم الأساسي، وتقديم الاستشارات في مجال الرعاية والكشف والإرشاد، وتوفير بيئة جاذبة تتناسب مع متطلبات الرعاية والكشف عن الطلبة الموهوبين، وتوعية المعلمين وأولياء الأمور بأساليب الكشف عنهم ووسائل الاهتمام بهم ورعايتهم، وإعداد وتنفيذ برامج نوعية لفئة الموهوبين والفائقين .
وتوضح أن عدد عضوات اللجنة 8 (رئيسة ونائبة و6 معلمات) مؤهلات علمياً وحاصلات على دبلوم في تربية الموهوبين من جامعة الخليج العربي برعاية جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز ما يؤهلهن للإشراف على برامج اكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين، بينما عدد المدارس المطبقة فيها البرامج 20 مدرسة على مستوى منطقة الشارقة التعليمية ومن جميع الحلقات .
وتقول: هناك برنامج تدريبي للمعلمات في المدارس المختارة، سواء على مستوى الوزارة أو المنطقة، وأطلقنا دوراتنا التدريبية على مستوى المنطقة في مجال الاكتشاف والرعاية في المركز الصيفي الذي عقد في يوليو/تموز الماضي واشتمل التدريب فيه على برامج التفكير خارج المنهج مثل حل المشكلات بطرق إبداعية وبرنامج تقدير الذات للطلبة الموهوبين، واستهدفنا المعلمين والمعلمات في المدارس المختارة .
وتشير إلى أن المعلمة غير مفرغة لتطبيق البرنامج، فهذا عمل إضافي إلى عملها الأساسي .
وعن طرق اكتشاف الموهوبين، تقول: هناك بعض الخصائص التي تميز الموهوبين عن غيرهم، فيمكن عن طريق ملاحظة من قبل المعلمين أو أولياء الأمور التعرف إلى الموهوبين أو من خلال الناتج الإبداعي لهم، كذلك يمكننا الاكتشاف بالطرق الموضوعية مثل بعض المقاييس المقننة أو التفوق التحصيلي المقنن . ويتم تبني موهبة الطالب من خلال المتابعة المستمرة له وتقديم البرامج الإثرائية المناسبة وإبراز موهبته في المعارض والمسابقات وتقديره وتبنيه من قبل المؤسسات المجتمعية .
وعن أبرز البرامج الإثرائية التي تقدم للطلبة الموهوبين، تقول: البرامج الإثرائية هي مجموعة من الخبرات التعليمية والإضافية على المنهج لجعله أكثر تنوعاً وعمقاً بحيث يصبح ملائماً لفئة الموهوبين، وهناك بدائل كثيرة للإثراء من مثل النوادي العلمية والفنية والأدبية، نشاطات التمثيل والمسرح، وقاعات مصادر التعلم والمشاغل المجهزة لتسهيل وممارسة الهوايات، والمسابقات العلمية والثقافية، المعارض الفنية والعلمية، ودراسة اللغات الأجنبية . إضافة إلى ذلك، هناك الكثير من البرامج الإثرائية للطالب الموهوب والتي يمكن أن تقدم له في وقت غير وقت وجوده في المدرسة لكن لم يتم إدراجها في الخطة وسيتم تنفيذ بعض البرامج في الخطة الجديدة للعام الدراسي الحالي .
وتضيف: إلى الآن لا توجد لدينا في المنطقة قاعدة بيانات بالطلبة الموهوبين ومجالات مواهبهم ولكن هذه البيانات توجد في المدارس وتختلف هذه الأعداد من مدرسة لأخرى ونحن بصدد تشكيل رؤية موحدة لقاعدة بيانات على مستوى المنطقة .
وعن نتائج تقييم البرنامج، تقول: أي برنامج نقوم به هناك تقييم مرحلي ونهائي لخطته وفي حال إعادة تشكيل اللجنة للعام الدراسي الحالي سنقيم الخطة السابقة للوقوف على التحديات التي واجهتنا ووضع خطط بديلة لمواجهتها، ولأن الفترة الزمنية التي نفذت الخطة فيها لم تتجاوز أربعة أشهر، لذا فأثر البرامج في الطلبة لم يقيم وإنما قيمنا البرنامج الذي استهدفنا به المعلمين وكانت النتائج مرضية .
وعن الخطة المستقبلية للبرنامج، تقول: إنها تتمثل في إيجاد مركز مستقل يتبنى مواهب الطلبة الموهوبين ويسهم في نشر ثقافة الموهبة ويسعى لتشكيل اتحاد عالمي لرعاية هذه الفئة المهمة من المجتمع .
جاسر محمد علي المحاشي منسق لجنة الفائقين الموهوبين في مدرسة المجد النموذجية، أشار إلى أن البرنامج يهدف إلى الكشف عن الطلاب الفائقين وتقديم البرامج التي ترعاهم وتخدمهم .
ويقول: انتسبنا لدورات تأهيليلة قبل تطبيق البرنامج في المدارس، واستطعنا التعرف إلى النظم الجديدة بكشف مواهب الطلبة ورعايتها، ففي المرحلة الأولى من تطبيق البرنامج نخضع الطلبة لأنشطة عديدة واختبارات وخلالها نكتشف الطالب الموهوب، وفي المرحلة الثانية ندربهم في مجموعات متجانسة حسب ميول وقدرات الطلبة، وفي المرحلة الثالثة نركز على الطالب المبدع، وتوضع خطة مدروسة لتطوير موهبته ودمجه مع المؤسسات المجتمعية . وعن أعداد الطلبة الموهوبين في المدرسة، يقول: 45 طالباً حققوا إنجازات وإبداعات في مجالات مختلفة، من خلال الأنشطة والمسابقات، منهم من أبدعوا في مجال العزف، وطلبة أبدعوا في مجال الرياضة كالتايكوندو وكرة السلة، وطلبة في الفن التشكيلي، وآخرون أبدعوا في الجانب الأكاديمي وحققوا مراكز متقدمة في أولمبياد الرياضيات والحاسوب .
وعن أبرز البرامج التي تطبق في المدرسة لرعاية الموهوبين، يقول: أهمها استراتيجية “الأكثر صعوبة أولاً” بحيث نقدم اختبارات للطلبة تحتوي على أسئلة صعبة ونحدد وقتاً لحل الاختبار، وإذا تمكن الطالب من النجاح في حل السؤال الأكثر صعوبة يحصل على رعاية خاصة وامتيازات، ومن البرامج الأخرى “اختصار المنهج” بحيث يختبر الطالب في المنهج قبل البدء بدراسته، وإذا تمكن الطالب من التفوق في الاختبار، يعفى من حضور بعض الحصص، على أن يستغل وقتها في حضور حصص إثرائية في المكتبة، والبرنامج الآخر هو دمج مهارات التفكير في المحتوى الدراسي، وسنبدأ بتطبيق برنامج “حل المشكلات بطرق إبداعية” . وفي حصة النشاط تطور مهارات الطلبة يومياً .
هنادي المشغوني، منسقة فائقين وموهوبين في منطقة الشارقة التعليمية، أشارت إلى أن البرنامج يسعى لوضع خطط لتبني مواهب الطلبة، فكل موهوب توضع خطة له حسب موهبته، وبمجرد أن ينتقل إلى مدرسة أخرى ينقل الملف له، لاستكمال برنامج الرعاية الخاصة به .
وتقول: من خلال البرامج، نخصص حصصاً إثرائية للطلبة الموهوبين كل حسب موهبته، فهناك طلبة متفوقون في المواد العلمية، والبعض في مجال الفنون كالرسم و الخط والشعر والتمثيل والإلقاء، وطلبة موهوبون في المجال الرياضي، وبالتالي نبدأ تبنيهم ورعايتهم، إضافة إلى عقد اختبارات ذكاء للطلبة، وفي كل مدرسة توجد حصة لتنمية مواهب الطالبات وذلك حسب نظام كل مدرسة .
وتشير إلى أن هناك دورات للمعلمين في كيفية الكشف عن الطلبة الموهوبين والفائقين، وبعد الاكتشاف يدخلون مرحلة رعايتهم .
مها الشامسي معلمة تربية إسلامية في مدرسة القلعة، وعضوة في لجنة تربية الموهوبين أكدت أن الهدف الأساسي للبرنامج إعداد جيل مبدع وموهوب . وتقول: التحقنا بدورات تدريبية، فالبعض حصل على دبلوم في تربية الموهوبين من جائزة حمدان، والبعض الآخر حصل إلى دورات تأهيلية من مجلس التعليم في الشارقة، وتعرفنا خلال الدورات على آلية الكشف عن الموهوبين، في الجوانب الأكاديمية أو الفنية أو الرياضية .
وتضيف: بدأ تطبيق البرنامج وتركيزنا منصب على الطلبة المتفوقين أكاديميا ويملكون موهبة في مجال معين، ويتم تدريبهم وتخصيص فصول خاصة لهم وبرامج أكاديمية لتطوير معلوماتهم، وإشراكهم في المسابقات المختلفة، وإلحاقهم بالمراكز المختلفة و الأندية، وعقدت اختبارات ذكاء لعدد معين من الطالبات .
أحمد ناصر “الصف التاسع” أشار إلى أن البرنامج أفاده كثيراً في صقل موهبته في مجال الرسم، وذلك من خلال البرامج الإثرائية التي قدمتها له لجنة رعاية الموهوبين في المدرسة .
ويقول: التحقت بدورات لتطوير موهبتي، إضافة إلى أني وجدت الفرصة للمشاركة في المسابقات الفنية، وحققت مركزاً متقدماً في المسابقة الفنية الكبرى التي نظمتها إدارة المرور في أبوظبي .
عبدالرحمن الكعبي “الصف التاسع” يؤكد أن معلمه وجد بوادر موهبة الإخراج لديه، وسعى لتطوير موهبته، وتدريبه على إخراج أفلام قصيرة، وأفلام إرشادية لزملائه الطلبة .
ويقول: شاركت في مسابقة الراوي الصغير، وفزنا على مستوى الشرق الأوسط بالفيلم الذي أخرجناه، وفزت برحلة إلى اليابان للاطلاع على تجربتهم في الإخراج، وشعرت باهتمام المدرسة والمؤسسات المختلفة بتنمية موهبتي في هذا الجانب، وهذا شجعني على القراءة أكثر في مجال الإخراج .
أبدع خليفة السويدي “الصف السابع” في مجالي الإلقاء والقيادة، فوجد الرعاية، ويقول: وجدت الاهتمام الكبير من المسؤول عن الموهوبين بقدراتي في مجال الإلقاء والقيادة، ورشحت لأمثل مجلس شورى أطفال الشارقة، وفزت من خلال الانتخابات، وهذا الأمر عزز ثقتي بموهبتي، وأعطاني الدافع لتطوير أدائي والمشاركة الفعالة في الفعاليات والأنشطة المختلفة . والاهتمام بالموهبة لا يؤثر في التحصيل العلمي .
وتمكن أحمد إسماعيل “الصف السابع” من الإبداع في الجانب الرياضي، وبالأخص في السباحة، واستطاع أن يمارس موهبته في حصة المناشط من خلال تدريبه وإلحاقه بمركز لتطوير موهبته . ويشير إلى أنه شارك في مسابقات عدة وحصل على مراكز متقدمة .
وأبدعت حصة محمد “الصف العاشر” في مجال الكتابة، واستطاعت خلال فترة تطبيق البرنامج تطوير موهبتها، وذلك من خلال البرامج التدريبية ومنحها الفرصة للكتابة، وتعزيز ثقتها بموهبتها .
أما مريم أحمد “الصف الحادي عشر” فلفت شغفها بالإلقاء معلمتها، فسعت لتخصيص برامج إثرائية لتطوير موهبتها .
وتقول: في الحصص المخصصة للمناشط، تسعى معلمتي لتطوير موهبتي، وتدريبي على مهارات جديدة في الإلقاء، وتطبيقها في الطابور، وهذا الأمر أشعرني بالمسؤولية والرغبة في التطوير وكسب مهارات جديدة .