-|دور المرأة في الماضي و الحاضر|-
قال صاحب السمو رئيس الدولة لولا الرعيل الأول من الرائدات اللواتي برزن في ميادين العلم والعمل ما تمكنت بنات الإمارات من الوصول إلى ما هن علية الآن الرائدات تعبن وكافحن وفعلن الكثير ، بل أن أي إنجاز تحققه بنات هذا الجيل الجديد يعود بفضله إلى من سبقهن، وأي فشل يتحملن هن وحدهن مسؤوليته ، ولكني أرى أن بنت الإمارات في الماضي والحاضر ناضجة وهي مصدر فخري واعتزازي .. بيّض الله وجوههن بنات وأمهات وزوجات صالحات .
وأضاف سموه في حديث لمجلة "درة الإمارات " في عددها الصادر في شهر يونيو ـ حزيران 1993 ، لماذا يظن البعض أن المرأة غير قادرة، إن قدرة المرأة في الإمارات بينة وواضحة ونجاحها لا يحتاج إلى دليل سواء في عين المواطن هنا أو في الخارج .. شاهد عليها أعداد الخريجات من بناتنا والتي تفوق أعداد الخريجين، أليس هذا بحد ذاته إنجازاً، وأنا أتابع مسيرة المرأة في كل المجتمع … ككل مجتمع هناك سلبيات قليلة وهي عند البنات نادرة جداً مقارنة بالشباب .
بناتنا جادات طموحات لا يصرفن وقتهم باللهو والبطالة .. إنهن يشكلن أحد دعائم مجتمع الإمارات ، لأنها الابنة والأخت التي تحفظ حياتها وهي الأم التي تربي الجيل الجديد إنها باختصار كل شيء فكيف يمكن أن نشكك في قدرتها بعد ذلك، لقد منحتها الثقة وهي أهل لها .
ورداً على سؤال حول كيفية معالجة عزوف بعض الشباب عن الزواج من المتعلمات قال سموه :
أولاً أريد أن أوضح نقطة ، العلم وحده أساس غي سليم للمفاضلة إنه لا يرفع إنساناً عن مستوى البشر وأفضل الناس من ساعد المحتاج وأصلح ذات البين أما بماله أو عقله أو رحابة صدره .. هذا هو من الذي يفرض احترامه في مجتمعه .
ثم إن العلم الذي جعله الله استزادة للإنسان لا يعقل أن نهينه بالتكبر، وكم هناك من متعلمين لا ينفعون مجتمعهم ولا حتى أنفسهم، فالعلم إذا لم يجد أرضاً خصبة تفيد منه وعقلاً يصونه بلا قيمة، إنه ثروة للإنسان عليه أن يحافظ عليها بعقله وخلقه .
من هذا أدعو ألا يتكبر زوج على زوجته أو امرأة على زوجها بعلمه أو علمها وأن يدرك الشاب المتعلم قيمة المرأة إذا تعلمت واستزادت من المعرفة، المرأة العاملة عون للرجل وتستحق احترامه .
وعن عمل المرأة قال سموه: كلما أسلم الإنسان نفسه للكسل جاع وكلما أجهد نفسه بالعمل شبع .. هذه أول قيمة للعمل سواء للرجل أو المرأة … وهذه عليها مسؤوليات ندرك قيمتها، في الماضي لم تكن المرأة عالة على زوجها يسقيها ويطعمها .. كانت سنده وعونه على الحياة حتى ولو بخياطة ثوبها وثياب أبنائها .. الآن ساد الكسل والخمول وكثر الخدم .. من حق رب الأسرة أن ينعم بدور زوجته في البيت، لا أتصور امرأة تنام صباحها تاركة الرجل يخرج إلى العمل مكافحاً دون أن تعد حتى فطوره ثم تطالبه بعد الظهر بغذائها وكسائها، ماذا تفعل هي في هذه الحياة ؟
إن عمل المرأة في بيتها أول مظاهر عملها وعليها أن تتقنه وتؤديه بإخلاص ولا تترفع عليه .. ثم إنه توفير للدخل وعون للرجل ، ولتعلم كل امرأة أن الرجل يزداد محبة ومعزة للمرأة التي تساعده على الحياة ولا تكون عبئاً عليه .. ومجتمعنا بحاجة إلى عمل المرأة وفي نطاق الأسرة الصغيرة فإن من لا دخل لها من عملها أكثر معزة وقدراً في نظر نفسها ونظر زوجها فعبء الحياة يحمله اثنان الرجل والمرأة ، ولابد للرجل صاحب الدخل من شريكة توفر عليه ولا تحمله عبئاً وتزيد دخله وإذا قام كل فرد بواجبة لن تكون هناك أي مشكلة .
وأثناء زيارته لجمعية المرأة الظبيانية فرع البطين بتاريخ 27/12/1989 دعا صاحب السمو رئيس الدولة المرأة إلى التسلح بالعلم والمعرفة وقال سموه:
إن العلم كالسراج في الظلام يضيء لكن الطريق ، ويعلمكن أموراً عديدة أهمها معرفة واجباتكن نحو أمتكن ووطنكن وأسرتكن وحاضركن ومستقبلكن وحتى ماضيكن كما إنه يعلم الرجل واجبه نحو زوجته ويعلم الزوجة واجبها اتجاه أسرتها وزوجها، وأكد سموه أن العلم وحده لا يكفي فلابد أن تتبعه الممارسة والخبرة ولابد للإنسان أن يستفيد من تجارب الآخرين ويتجنب أخطاءهم أيضاً ، فالعلم كالنور يضيء المستقبل وحياة الإنسان لأنه ليس له نهاية، ولابد أن نحرص عليه فالجاهل هو الذي يعتقد أنه تعلم واكتمل في علمه أما العاقل فهو الذي لا يسبع من العلم إذ أننا نمضي حياتنا كلها نتعلم.
وأضاف صاحب السمو الشيخ زايد قائلاً: " العلم كالمال لابد أن تحسن استعماله وكالذخيرة لعقل الإنسان ولابد من تنمية ذخيرتنا " .
وكان سموه قد أكد لدى افتتاحه جمعية نهضة المرأة الظبيانية فرع البطين قبل نحو أعوام على الدور المهم الذي تضطلع به المرأة في بناء المجتمع وتقدمه وقال سموه يومها :
أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة، وأضاف سموه أن الأم لا تشارك في مسؤولية البيت وإدارة شؤونه فحسب، بل إن وظيفتها الأساسية تتركز في توجيه أطفالها وتنشئتهم التنشئة الصحيحة التي تستند إلى الخلق القويم وتهتدي بمبادئ وتعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وقال سموه لا يجوز انشغال الأم عن أبنائها واعتمادها على الغير في تربيتهم وإن دور الأم هو في تنشئة أبنائها وتربيتهم، وأضاف سموه أن انشغال الأم بأي شيء آخ لا يساوي واحداً في المائة من مهمتها الأساسية ودورها الأساسي في تربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة الصحيحة .
وحول ظاهرة غلاء المهور في دولة الإمارات دعا سموه أعضاء مجلس إدارة صندوق الزواج إلى العمل الجاد والمخلص من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء صندوق الزواج والحد من ظاهرة غلاء المهور وإسراف المبالغ به في مظاهر الاحتفال بالزواج .
وأكد سموه ضرورة قيام أعضاء مجلس إدارة الصندوق بتوعية المواطنين والشباب المقبل على الزواج بالعودة إلى الأصول والإقتداء بسلوك الأجداد والآباء سواء فيما يتعلق بالزواج أو تنشئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة .
وقال سموه لدى استقباله يوم 15/5/1993 أعضاء مجلس إدارة صندوق الزواج :
إن المغالاة في المهور والإسراف في مظاهر الاحتفال بالزواج وكل ما يرهف الشباب وهم في مقتبل حياتهم الأسرية أمور ليس لها مبرر ولا تتفق مع مبادئ شريعتنا الإسلامية الغراء فضلاً عن أنها تتنافى مع تقاليدنا وعادتنا الأصيلة .
وتساءل سموه : لماذا لا يقتصر الاحتفال بحيث يكون العرس في خيمتين ويتعاون الجيران في الاحتفال بدلاً من الذهاب بالعروس إلى الفنادق التي تعتبر ظاهرة غريبة على عادتنا فضلاً عن أنها تتطلب تكاليف باهظة لا يستفيد منها العريس والعروس وتحملهما أعباء كثيرة لفترة طويلة في بداية حياتهما الزوجية .
وحث صاحب السمو رئيس الدولة أبناء الشباب على أن يعيشوا حياة واقعية تتناسب مع إمكانياتهم المادية بدلاً من التطلع إلى نمط من الرفاهية بالديون والأقساط لدى البنوك فماذا لا يشتري الشاب سيارة بسعر يتناسب مع دخله الموزع على كافة أوجه المعيشة .
وقال سموه إن لنا في الماضي عبرة حيث كان الآباء والأمهات والأبناء يعتمدون على أنفسهم في أمور حياتهم فلم يكن لديهم هذا الكم من الخدم والمربيات والطباخين والسائقين فلماذا لا تأتي الأم بماكينة خياطة لابنتها وتعلمها كيف تستخدمها وتصنع أثوابها بنفسها بدلاً من الذهاب إلى الخياطين .
وعن اللثام عند المرأة قال صاحب السمو رئيس الدولة للذين يدعون بضرورة اللثام نقول : هاتوا من الكتاب والسنة .. هما الحكم، الوجه ليس عورة في الإسلام لقد طالب سيدنا عمر بن الخطاب امرأة بإماطة لثامها لأن الإسلام لا يحرم رؤية الوجه وإن طالبت أخرى بوضعه لجمالها ومنعاً للفتنة بهذا يتأكد أن الإسلام دين حكمة يسعى لمنع الزلل والخطأ في المجتمع. من نفس هذا المنطلق دعوت إلى حرية المرأة بإزالة اللثام، وأنا نصير المرأة في كل ما يضيمها … أطالبها بأن تحترم بيتها وزوجها وتظهر له الخضوع وحسن الخلق فتملكه بهذا عندما تستحق حقوقها عنده .. وما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، ليس للرجل أن يظلم المرأة ويهينها وليس لها أن تتطاول عليه مقلدة بنات مجتمعات مفككة أخرى، ومن أهم ما عملته لحماية ونصرة المرأة أني وجهت المحاكم والقضاء في الإمارات بعدم ظلم المرأة حين تطلب الطلاق لتضررها من الحياة الزوجية، الطلاق بغيض ولكن إذا لم يتم إصلاح ذات البين خلال أربعة أشهر تبذل فيها كل المحاولات فإن هذا يعني فساد هذه الحياة ويحسن إنهاؤها بالمعروف منعاً لتضرر المرأة التي تستحق معاملتها بالاحترام والرأفة .
ولم يمضي نصير المرأة يدعمها ويمنحها الفرصة تلو الفرصة ويؤكد على ثقته العميقة بها ويمدها بعصارة حكمته وتجاربه في الحياة إيماناً منه بدورها الرائد والبناء في إقامة مجتمع قوي يقف على أسس متينة ويرتفع بناؤه شاهقاً قوياً تسنده يد الرجل والمرأة معاً ويباركه الأب والقائد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عصر صنفته بنات الإمارات أنفسهن على أنه العصر الذهبي للمرأة في هذه الأرض .
قال صاحب السمو رئيس الدولة أثناء استقباله لوزراء الشؤون الاجتماعية بدول الخليج في العاشر من شهر يناير عام 1990م :
" إن النساء اللواتي لم يكن لهن عمل من قبل توفر لهن ذلك الآن، وأصبحت المرأة تشعر بأنها ليست للطبخ وإعداد القهوة والشاي فحسب، بل أن لها دور في المجتمع وفرص للكسب وعندها القدرة على ذلك مما يزيد نشاطها ويرفع من معنوياتها ويدفعها إلى زيادة إنتاجها أكثر من إنتاج الرجل أحياناً".
في نطاق حرص صاحب السمو الشيخ زايد على متابعة مسيرة الحركة النسائية وتطورها افتتح سموه في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1984م المعرض السنوي لأنشطة جمعية نهضة المرأة الظبيانية وفروعها وقال سموه في هذه المناسبة :
إن المرأة التي تعمل تستحق التقدير لكن عملها الأول الذي يجب أن تحرص عليه وتضعه نصب عينيها هو بيتها، فالبيت هو مملكتها الأولى، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها كاملة نحوه كأم وزوجة بالدرجة الأولى، وقال أيضاً إن المرأة هي المسؤولة الأولى عن الأسرة وتعليمها أسس الحياة وتثقيفها هو من أهم الأشياء التي يقوم عليها العمل النسائي في الدولة، وقال سموه إنه لمس في هذا المعرض مدى التقدم الذي حققته المرأة في إنتاجها، وأضاف إن المرأة أثبتت بالفعل أنها جديرة بالدعم والتشجيع الذي أقدمه، وإذا لم تكن تتقدم وتثبت جدارتها وكفاءتها لما استحقت مني كل هذا الدعم والتشجيع، ولا شك أن هذا يعود إلى الشيخة فاطمة وجهودها التي أتابعها عن كثب ، بل أحرص كل الحرص على متابعتها، إنني أحرص خلال زياراتي إلى المناطق النائية في البلاد على زيارة فروع الجمعية ومتابعة التقدم الذي تحرزه المرأة في هذه الفروع البعيدة عم المقر الرئيسي ومشاركتها في أنشطة العمل النسائي حتى تستطيع أن تقدم لنفسها ومجتمعها ما يفيدها كزوجة وأم مواطنة صالحة .
وقد أعرب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة عن اعتزازه وفخره بانعقاد اللقاء العربي الخليجي للمرأة وأكد حرصه على رعاية قضايا المرأة والاهتمام بشؤونها حتى تأخذ مكانتها في المجتمع وتوفي أفضل الفرص لها لتتمكن من أداء المهام النبيلة في خدمة وطنها العبي على أكمل وجه والإسهام بشكل إيجابي في بناء المجتمع الصالح .
كما أكد صاحب السمو رئيس الدولة في حوا مع بعض أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر الإقليمي الثالث للمرأة بالخليج والجزيرة العربية الذي افتتح أعماله بتاريخ 23/3/1984م على الدور المهم الذي تضطلع به المرأة في بناء المجتمع ومشاركتها في تربية الأجيال تربية سليمة متكاملة مشيراً إلى أنه سيسعى دائماً إلى إن تحق المرأة آمالها باعتبارها لبنة أساسية في بناء المجتمع وحتى يكون أداؤها في المجتمع أنبل عمل وأسمى عطاء .
وأضاف صاحب السمو رئيس الدولة قائلاً إن المرأى واكبت متطلبات الحياة وتشعبت احتياجاتها فأبدعت ثقافة وعطاء حتى كان نتاج فكرها وعملها منهلاً عذباً للأجيال .
ومنذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، عمل المشرع في الدولة على النهوض بالمرأة في شتى المجالات ففتح أمامها أبواب التعليم كالرجل سواء بسواء، وهي هي فتاة الإمارات تعلو إلى أسمى مراتب التعليم الجامعي العالي في شتى فروع العلم والمعرفة، والدولة إذ تعد المرأة هذا الإعداد إنما تهدف من ذلك إلى تأهيلها لأن تكون إنسانة تضيء حياتها بنور العلم القائم على ركيزة الإيمان ويكون أداؤها في المجتمع أنبل عمل وأسمى عطاء .
وقد أقر المشّرع في دولة الإمارات العربية المتحدة حق المرأة في العمل وأحاطه بسياج من الضمانات الكفيلة برعاية ظروفها الخاصة ومهامها الأساسية، ولا زال موضوع ح المرأة في العمل وتنظيم ضوابطه يحتاج إلى مزيد من الدراسات والبحوث في إطار أحكام شريعتنا الغراء الحريصة على أن يقوم كل بدوره في بناء المجتمع وتقدم الأمة على الوجه الأمثل ، وفي هذا سوف تتضافر بحوثكم ودراساتكم في تأصيل الموضوع وسوف يسفر ذلك بإذن الله عن أفضل النتائج التي سيكون لها أثرها البالغ في تقدم المرأة الخليجية وقيامها بدورها على خير وجه .
وصباح يوم 20/5/1980 قام صاحب السمو رئيس الدول بزيارة لفرع جمعية نهضة المرأة الظبيانية بالبطين وأعرب سموه عن سعادته بانضمام العديد من المواطنات إلى فصول تعليم الكبار حيث لعبت الجمعيات النسائية بالدولة دوراً بارزاً في هذا المجال، وعندما سئل سموه عن خروج المرأة للعمل قال :
" إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأم وصانعة أجيال" وعن رأيه في المؤتمرات الخارجية قال " لابد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية بالخارج لتعبّر عن نهضة البلاد، وتكون صورة مشرفة لنا ولمجتمعنا وديننا الذي أعطاها كافة هذه الحقوق" وفي ختام الزيارة سجل سموه الكلمة التالية :
" إن زيارتي لجمعيتكم هذا اليوم إنما هي تعبير صادق عما أكنه من حب وتقدير لنشاطكن وعملكن العظيم لما فيه خير المرأة وخير هذا البلد، وإن الخدمات التي تؤديها الجمعية لشيء يدعو لفخر كل شخص تهمه سمعة هذا البلد وتقدمه، وإنني لأشكركن على هذا الجهد وأرجو المزيد منه وفقكن الله وسدد خطاكن ".
وعن دور المرأة في دولة الإمارات قال سموه في كلمته إلى الأمة العربية بتاريخ 4/10/1975 بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة " إنني أتطلع بكل ثقة إلى أن تقوم المرأة في بلادنا بدورها في النهوض بالمجتمع كما عملت أخوات لها بالعالم العربي، وأن تكرس جهودها في بناء الوطن والمواطن في إطار تعاليم ديننا الحنيف والتمسك بأحكامه والمحافظة على تقاليدنا والاعتزاز بتراثنا الذي يجب أن نحميه من أي تشويه لأنه التراث الأصيل الذي يوصلنا إلى التقدم والمجد ".
وفي حديثه لأبنائه الطلبة في الندوة التي عقدت بثانوية أبوظبي بتاريخ 7/4/1977 قال صاحب السمو رئيس الدولة: " إنني زرت الفتيات وتتبعت تعليمهن ونحن نوجههن إلى التعليم وليس الحصول على التعليم سهلاً، والحقيقة أن لهن أهميتهن في الأشياء التي ستوكل إليهن مع إخوانهن في الوطن ، ويليق بفتيات دولة الإمارات ما يليق بشقيقاتهن في أرجاء العالم العربي والإسلامي، ونحن في دولة الإمارات العربية لسنا في غنى عن خدمة الفتاة وما تستطيع أن تقدمه وتؤديه في حق الوطن وحق الدولة.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة في تصريح عقب زيارته لفرع نهضة المرأة الظبيانية بالبطين في 22/10/1978م :
" إنه من دواعي فخري وسروري أن أرى المرأة تسعى إلى طلب العلم في هذا السن لتعوض ما فاتها، والحمدلله أن أتاحت لها جمعية نهضة المرأة الظبيانية الفرصة لتتزود بالعلم الذي أصبح قوة دافعة لاحترام حقها في عيش حياة كريمة وتوفي بيت سعيد وتربية أجيال صالحة مسلمة ومؤمنة، وقال سموه إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومعرفة القرآن الكريم هي قاعدة الانطلاق إلى العلوم الباقية، لأن القرآن الكريم يعطينا قواعد الكلام ووضوح المنطق ويضيء لنا طريق المستقبل"، وأضاف سموه إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات في فترة وجيزة يجعلني سعيداً ومطمئناً بأن ما غرسناه بالأمس بدأ اليوم يؤتى ثماره، ونحمد الله أن دور المرأة في المجتمع بدأ يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة، وأتمنى أن تلحق المرأة قريباً في بلادي بأخواتها في الدول التي سبقت مسايرة ركب التطور والتقدم وفي ختام جولته سجل سموه في سجل الزيارات بالجمعية الكلمة التالية :
" لقد سعدت سعادة بالغة بهذه الزيارة لفرع جمعية نهضة المرأة الظبيانية بالبطين، لما رأيته من الجهود التي تبذل في كافة المجالات لرفع شأن المرأة والانطلاق بها إلى المكانة التي وصلت إليها شقيقاتها العربيات، وإنه من دواعي فخري وسروري أن أري المرأة في بلادنا تبذل الجهد في إصرار ورغبة وتمسك بالدين الحنيف والعادات والتقاليد لتكون زوجة صالحة وأماً ترعى أولادها أجيال المستقبل وتقدم الخير لبلدها وخالص تمنياتي لكن بالتوفيق والتقدم ".
و مستنين جديدك يا عسل ^-^