تعريف الإبداع ( Creative Definitions )
– عمل ذهني يقوم به الفرد باستخدام قدراته للوصول إلى أفكار جديدة أو استعمالات غير مألوفة أو تفصيل خبرات محدودة إلى ملامح مفصلة.
-القدرات المكونة للتفكير الإبداعي
منهج التحليل العاملي : ( Factor Analysis ) : مفهوم إحصائي نفسي يقوم على المعالجات الإحصائية المختلفة في تحليل الظاهرة النفسية و الاجتماعية للوصول إلى عناصرها و عواملها الأساسية .
[COLOR="DarkGreen"]و هذا المنهج حدد قدرات التفكير الإبداعي كما يلي :
أولا ً : الطلاقة : ( Fluency )
و هي القدرة على إنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية . و تقاس هذه القدرة بحساب عدد الأفكار التي يقدمها الفرد عن موضوع معين في وحدة زمنية ثابتة مقارنة مع أداء الأقران .
[COLOR="darkgreen"]ثانيا ً : المرونة : ( Flexibility ):
و هي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف ، و هذا ما يطلق عليه بالتفكير التباعدي . و عكسها الجمود أو الصلابة ( Rigidity ) أي التمسك بالموقف أو الرأي أو التعصب .
و يمكن تحديد نوعين من قدرات المرونة :
1. المرونة التلقائية 2. المرونة التكيفيه
ثالثا ً : الأصالة : ( Originality )
و المقصود بالأصالة : الإنتاج غير المألوف الذي لم يسبق إليه أحد ، و تسمى الفكرة أصيلة إذا كانت لا تخضع للأفكار الشائعة و تتصف بالتميز . و الشخص صاحب الفكر الأصيل هو الذي يمل من استخدام الأفكار المتكررة و الحلول التقليدية للمشكلات .
رابعا ً : الحساسية للمشكلات : ( Sensitivity of Problems )
القدرة على إدراك مواطن الضعف أو النقص في الموقف المثير ، فالشخص المبدع يستطيع رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد فهو يعي نواحي النقص و القصور بسبب نظرته للمشكلة نظرة غير مألوفة ، فلديه حساسية أكثر للمشكلة أو الموقف المثير من المعتاد .
خامسا ً : إدراك التفاصيل : ( Elaboration )
تتضمن هذه القدرة الإبداعية تقديم تفصيلات متعددة لأشياء محدودة و توسيع فكرة ملخصة أو تفصيل موضوع غامض .
سادسا ً : المحافظة على الاتجاه : ( Maintaining Direction )
المحافظة على الاتجاه يضمن قدرة استمرار الفرد على التفكير في المشكلة لفترة زمنية طويلة حتى يتم الوصول إلى حلول جديدة .
مراحل التفكير الإبداعي
أولا ً : مرحلة العمل الذهني ( Mental Labour )
الاستغراق و الاندماج العميق في المشكلة حيث إشغال الذهن بالمشكلة أو بالموقف المثير الذي يتعرض له الفرد .
ثانيا ً : مرحلة الاحتضان ( Incubation )
يتضمن هذه المرحلة من التفكير الإبداعي تنظيم المعلومات و الخبرات المتعلقة بالمشكلة و استيعابها و بعد ذلك استبعاد العناصر غير المتعلقة بالمشكلة ، و ذلك تمهيداً لحالة الإبداع أو الظهور بحالة فريدة ، و يمكن لهذه المرحلة أن تدوم لفترة قصيرة أو طويلة و قد يظهر الحل فجأة دون توقع .
ثالثاً : مرحلة الإشراق أو الإلهام ( Illumination )
يطلق على التفكير في هذه المرحلة بمرحلة الشرارة الإبداعية ( Creative Flash) أو الإلحاح أو الحث الإبداعي ( Creative Induce ) . و في هذه المرحلة يقوم المبدع بإنتاج مزيج جديد من القوانين العامة تنتظم وفقه العملية الإبداعية ، و تكون النتائج بعيد عن التنبؤ حيث تظهر الأفكار و الحلول لهذا المستوى و كأنها انتظمت تلقائيا ً دون تخطيط و بالتالي تتوضح العمليات و الأفكار الغامضة و تصبح شفافة و تظهر لدى المبدع على شكل مسارات محددة واضحة المعاني .
رابعا ً : مرحلة الوصول إلى التفاصيل ( Elaboration Access ) و تنقية الأفكار( Refinement of an Idea ))
الحالة التي تتملك الفرد بعد وصوله إلى مرحلة إشراق الحل تُتبع بحالة توليد استثارة جديدة لحل آخر جديد أو توليد مشكلة في جزء من الحل للوصول إلى حل أكثر تقدما ً و إبداعا ً . لذا فالمبدع لا يستقر في حالة انفعالية ثابتة لسعيه المتواصل عن الحل ، حيث يمثل ذلك تنقية للأفكار و الخطوات و المظاهر بهدف الوصول إلى صورة يرضى عنها المبدع.
علاقة التفكير الإبداعي بعدد من المفاهيم
علاقة التفكير الإبداعي بعدد من المتغيرات
علاقة التفكير الإبداعي بالذكاء :
– الذكاء قدرة عامة ناتجة عن التفاعل بين الوراثة و البيئة و تساعد الفرد على التعلم و حل المشكلات . أما التفكير فهو عبارة عن المهارة التي يُمارس الذكاء من خلالها .
– هناك اتفاق بين غالبية العلماء : أن الأفراد الذين ينخفض ذكائهم عن المتوسط لن يكونوا مبدعين ، أما الأفراد الذين هم في مستوى الذكاء العادي أو العالي فيمكن أن يكونوا مبدعين أو لا يكونوا كذلك ، و الذي يقرر إبداعهم أو عدمه هو توافر عوامل شخصية و انفعالية أخرى إضافة إلى الذكاء و قدرات التفكير المتباعد .
علاقة التفكير الإبداعي بالموهبة :
عرف مكتب التربية في الولايات المتحدة الأمريكية الشخص الموهوب هو القادر على الأداء المرتفع في واحدة أو أكثر من السمات التالية :
1. قدرات عقلية عالية . 4. سمات قيادية .
2. تحصيل أكاديمي عال . 5. قدرات فنية .
3. تفكير إبداعي . 6. مهارات حس حركية .
العوامل المؤثرة في التفكير الإبداعي
1. الوراثة و الإبداع
2. البيئة والإبداع
3 . الأسرة كأحد متغيرات البيئة المؤثرة في الإبداع
طرق التدريب على التفكير الإبداعي
أولا : الطرق الفردية في التدريب على التفكير الإبداعي :
1. تمثيل الأدوار ( Role Playing )
يقوم الطالب باختيار دور ما لشخصية معينة تتفق وقدراته وميوله الإبداعية و يترك للطالب الحرية التامة في التعبير عن آرائه و أفكاره حول تلك الشخصية . وميزات هذه الطريقة :
* تكسب الفرد مهارة البحث المنظم والتفكير الناقد و القراءة الناقدة .
* تنمي لدى الفرد مهارات الاتصال الفعال من خلال قدرته على التعبير عن آرائه .
* تدرب الفرد على التعبير عن آرائه بحرية و تلقائية دون خوف أو رهبة .
2. حصر الصفات أو ذكر الصفات ( Attributes Listing )
تعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق ، ابتكرها كرفوود 1954 ، و تهدف إلى تدريب الطلاب على تعديل الأشياء وتطويرها و الخروج بنتاجات جديدة ، و إجراءات هذه الطريقة :
* اختبار الشيء أو الموضوع أو الفكرة المراد تطويرها من قبل المعلم مع تحديد كافة صفاتها و عناصرها و العلاقات بينها ثم يطلب من الطالب تحديد جميع الاقتراحات أو الاحتمالات أو البدائل اللازمة لتعديل أو تطوير ذلك الموضوع .
* إعطاء الطالب حرية كاملة في طرح كافة أفكاره و لا يُسمح لمعلمه أو زملائه بنقده أو تقييمه إلا بعد أن ينتهي من سرد جميع أفكاره .
3. طريقة القوائم ( Checklists )
تقوم هذه الطريقة على طرح مجموعة من الأسئلة بحيث يتطلب كل سؤال منها إجراء تعديل أو تغيير من نوع معين في موضوع أو شيء أو فكرة ما ، كإحداث تغيير في الشكل أو اللون أو الحركة أو المعنى أو الرائحة أو التركيب أو الترتيب وغيرها .
4. التحليل الشكلي ( المظهري ) ( Morphological Analysis )
ثانيــا : الطرق الجماعية في التدريب على التفكير الإبداعي :
1. طريقة العصف الذهني ( Brain Storm )
مميزات العصف الذهني :
1. تشجيع الأفراد على طرح أفكار وحلول عديدة للمشكلة الواحدة .
2. تزويد الأفراد ببيئة آمنة لا يوجد فيها أي عقاب أو استهزاء بأفكارهم و آرائهم .
3. تنمي القدرة على التخيل العقلي و التفكير باحتمالات عديدة .
2. طريقة تآلف الأشتات ( Synectics ) :
مبتكر هذه الطريقة جور دون (ordon) و تقوم هذه الطريقة على عمليتين أساسيتين هما :
* جعل الغريب مألوفاً . * جعل المألوف غريباً .
و تضمن العملية الأولى فهم المشكلة و تحليلها ، و تتضمن العملية الثانية تناول المشكلة و معالجتها معالجة جديدة بهدف الوصول إلى نظرية جديدة على أشياء و أشخاص و مشاعر وجدت في القديم .
تنمية التفكير الإبداعي
عوامل تنمية التفكير الإبداعي
1..البيئة الغنية ثقافياً و علميا ً و تقنياً:
و المقصود أن تكون بيئة الأسرة مليئة بالميزات البيئية التي تقود الفرد إلى خبرات معرفية يراكم عليها الفرد في مراحل حياته اللاحقة ، و هذا لا ينفي خروج مبدعين من أسر غير غنية ثقافيا و علميا و تقنيا فالمجتمع يعوض النقص في الأسرة .
2. الدافعية
المقصود هنا دافعية الفرد نحو التعلم و هي محركات داخلية للسلوك وظيفتها تحريك السلوك نحو الهدف حتى تحقيقه .
3. مخزون الذاكرة
سعة المخزون اللغوي يزيد من عمليات التفكير ، ناقش العبارة :
قد نستطيع الحصول على حقائق دون التفكير و لكن لا نستطيع التفكير دون حقائق .
4. طبيعة التفاعل الاجتماعي الذي يعيشه الفرد
التفاعل الاجتماعي قد يكون عامل تنمية أو معيق فهناك أثر لبيئة العمل أو المدرسة و رفاق العمل و المدرسة و الضغوطات الاجتماعية المتمثلة في العادات و التقاليد .
5. ممارسة النقد البناء
إذا امتلك الفرد مخزوناً كبيراً من المعارف و الخبرات و امتلك مهارات و استراتيجيات التفكير و حل المشكلات سيكون قادراً على ممارسة النقد البناء و بالتالي يوجه هذا النقد باتجاه مسائله لإبراز نقاط الضعف فيها و تقديم البدائل .
أثر وسائل الإعلام في تنمية التفكير الإبداعي :
1. عرض أعمال و أفكار الشخصية المبدعة .
2. وجود معارض للأعمال الإبداعية .
3. عرض نماذج من حياة المبدعين .
4. وجود برامج تدرب على التفكير الإبداعي .
5. التلاحم بين الثقافات .
* تنمية التفكير الإبداعي في المدرسة
أولا: دور المعلم
* مهارات التعليم الإبداعي ( Skills of Creative Thinking )
1. الإدارة ( Managing ) : فالمعلم يضبط البيئة الصفية و يحترم أفكار الآخرين .
2. العرض ( Presenting ) : عرض المادة التعليمية بطريقة منظمة تستدعي استجابة المتعلمين .
3. الأسئلة ( Questioning ) : طرح أسئلة تثير تفكير المتعلمين و تمكنهم من رصد البدائل .
4. التصميم ( Designing ) : التصميم الشامل و المتنوع للدرس يجعل التعلم منتبها
5. إجراء الأنشطة ( Running Activities ) : تزويد المتعلم بأنشطة تجعله يطور إبداعه .
6. الربط ( Relating ) : معالجة اهتمامات الطلبة بطريقة أصيلة إبداعية .
* إجراءات في التعليم الإبداعي
1. عرض نماذج لمبدعين قديما و حديثا .
2. إعطاء المتعلم الوقت الكافي للاستجابة .
3. الإعداد الجيد للأنشطة .
4. الاهتمام بالأفكار غير المألوفة و ليس بجودتها و عدم التعليق عليها .
5. قدم نفسك نموذجا للإبداع ، كأن ترتدي لباس غير مألوف أو تقوم بعمل غير اعتيادي مثلا .
6. التحدث عن الإبداع كأنه شيء جيد و سرد القصص الشيقة عنه .
ثانيا : الجو المدرسي
[COLOR="Sienna"]لتكون مدرسة للمبدعين يجب أن توفر ما يلي :
1. توفير مواد و معلومات دراسية تتصف بالتنوع و الدقة و سلامة العرض و الأسلوب لأنها تشكل أساس الإبداع .
2. توفير جو مدرسي يسوده الحب و التشجيع و الحرية بين الطلبة المعلمين و العاملين في المدرسة .
3. توفر جو تفاعل بين المدرسة و المجتمع من أجل تطوير معارف و قدرات الطلبة و خاصة فيما يتعلق بميول الطلبة و اتجاهاتهم .
4. أن تتحول اللجان المدرسية من لجان مظهرية إلى لجان عملية و اجتماعية وعلمية و واقعية فاعلة تظهر إبداعات الطلبة .
5. أن تتيح المدرسة للطلبة فرص التحول من أفكار تقليدية إلى أفكار إبداعية مثيرة
الخاتمة
كن شخصاً مبدعاً ولا تلتفت إلى ما يقوله غيرك من تعليقات سلبية ومثبطة، وحاول أن تنمي مهارة الإبداع لديك
واعلم أنها مهارة تستطيع أن تكتسبها، والإبداع ضروري لحياة الفرد لكسر الروتين والملل، ولتطوير مهاراته ومعارفه،
ولإثراء حياته بالتجارب والمواقف الجميلة، لذلك فكر في كل حياتك الشخصية وحاول أن تبدع ولو قليلاً في كل
مجال.