مؤتمر نجدة الطفل يواصل جلساته في أبوظبي
خبراء الرعاية الاجتماعية يؤكدون أهمية تكريس آليات حماية الطفل العربي
أبوظبي – نبيل عويدات:
أكد خبراء شؤون الأسرة ورعاية الطفل المشاركين في جلسات المؤتمر الاستشاري الاقليمي الثاني للشبكة الدولية لخطوط نجدة الطفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (CHI)، والذي تنظمه القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة بقسم الدعم الاجتماعي بإدارة الشرطة المجتمعية بالتنسيق مع الشبكة الدولية لخطوط نجدة الطفل، والذي يعقد جلساته بفندق انتركونتننتال في أبوظبي، بمشاركة 18 دولة عربية، أهمية تعزيز حقوق الطفل العربي، وتوفير كل السبل الكفيلة بحمايته من كل ما يتعرض له من أشكال الاساءة والمعاناة النفسية الناتجة من وجود كثير من مناطق الوطن العربي كبؤر للصراعات والحروب والنزاعات.
أكد الخبراء أهمية خطوط نجدة الطفل في الوصول إلى الأطفال المهمشين والذين يعانون مشاكل اجتماعية ونفسية.
وأشادوا ببعض التجارب العربية في إنشاء خطوط لنجدة الطفل، ودعوا إلى ضرورة تبادل الخبرات التي تتناول القضايا المشتركة حيث إنه ليس من الضرورة أن تعاني كل المجتمعات العربية من نفس المشاكل.
وكان المؤتمر قد طرح في جلساته أمس، بعضاً من التجارب العربية والتي تشخص واقع المشاكل التي يعاني منها الطفل في هذه المجتمعات، وكيف تم التعامل معها.
وألقى الدكتور خالد النقبي، رئيس قسم الدعم الاجتماعي بإدارة الشرطة المجتمعية في أبوظبي، ورقة بعنوان “دور الدعم الاجتماعي في حماية الأطفال بدولة الإمارات العربية المتحدة”، حدد من خلالها محاور العمل الرئيسية بمركز الدعم الاجتماعي، والتي تتمثل في المحور العلاجي (الاجرائي)، ومحور الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الجريمة والحوادث المأساوية، والمحور الوقائي، كما تطرق إلى محور الإيواء.
واستعرض الدكتور النقبي، في ورقته نماذج من القضايا التي وردت إلى مركز الدعم الاجتماعي بشرطة أبوظبي من العديد من الجهات، واستعراض بعض حالات الدعم النفسي والاجتماعي لحالات مثل حالات الانتحار والشروع في القتل والخطف والاغتصاب، كما قدم تعريفاً وتوصيفاً لمراكز الدعم الاجتماعي التابعة لوزارة الداخلية.
وتطرق إلى الاهتمام الذي يوليه المركز لتبادل الخبرات مع المراكز الأخرى داخلياً وخارجياً.
وحول التجربة القطرية أكدت مريم المالكي، المنسق الوطني لمكتب مكافحة الاتجار بالبشر، رئيسة الدار القطرية للإيواء والرعاية النفسية، على الاهتمام الذي توليه قطر بحقوق الطفل، وتحقيق احتياجاته في المراحل العمرية المختلفة، وذلك من خلال إنشاء العديد من المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات التي تعنى بالطفولة وعلى رأسها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والذي ترأسه الشيخة موزة بنت ناصر، وذلك من خلال منظومة متكاملة بإنشاء خطوط ساخنة بهذه المؤسسات لاستقبال مكالمات الأطفال وأولياء أمورهم، وتقديم الاستشارة النفسية والاجتماعية لهم، مشيرة إلى ان المؤسسة القطرية استقبلت خلال العام الماضي 190 مكالمة، واستقبلت خلال العام الحالي 84 مكالمة.
ومن جهتها، أكدت رحاب شيخ إبراهيم، مستشارة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا، على أهمية المؤتمر باعتباره ملتقى لتعزيز التعاون بين الدول العربية وتبادل الخبرات في آليات عمل خطوط نجدة الطفل، وذلك لتشابه مشكلات الطفل العربي، وأشارت إلى ان مشكلات الطفل السوري تتلخص في مشاكل التشرد والاستقلال في العمل ومشاكل التشرد، ولفتت إلى ان سوريا بدأت في الاعداد لإنشاء خط ساخن (خط الإرشاد الأسري)، وسيقوم خبير من اليونيسيف بتأهيل الكوادر لتشغيل هذا الخط.
إلى ذلك، أكدت الدكتورة منال شاهين، مدير خط نجدة الطفل في جمهورية مصر العربية، فعالية خط نجدة الطفل في مصر في حل الكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها الأطفال بجانب عملها كنظام وقائي لحماية الأسرة والطفل من كافة أشكال الاساءة التي يتعرضون لها، مشيرة إلى ان خطوط نجدة الطفل تلقت خلال سنتين وأربعة أشهر حوالي 635 ألف مكالمة منها حوالي 5 في المائة من هذه المكالمات تتعلق بأطفال الشوارع.