الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فقد وفقني الله وعملت عشر سنوات من عام (1419هـ) إلى عام (1429هـ) مديرًا في أربع مدارس، ثلاث منها: مجمع متوسط وثانوي، وواحدة مرحلة متوسطة فقط، سرت في إدارتي على منهج واضح رسمته لعملي بناءً على قناعات ومنطلقات في نفسي، وسرت بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف واضحة.
جعلني هذا المنهج وهذه المنطلقات والأهداف أسعد بعملي كمدير، وأنتظر بفارغ الصبر الصباح لكي أذهب إلى المدرسة، وأباشر عملي وأستمتع به، وكم عكفت مستمتعًا للبحث عن حل لمشكلة فنية، أو تربوية، أو سلوكية…، فكان المهم عندي تحقيق الهدف، ويهون في سبيل تحقيقه كل جهد وتعب.
ولذا كنت (سابحًا ضد تيار)، وأخالف الكثير من زملائي مديري المدارس ممن يتضجرون من الإدارة وهمومها ومشاكلها، فمهما كانت المسؤولية، وكثرت الأعباء، وشدة المعاناة وكثرة المشاكل والعقبات إلا أن سعادتي لا توصف حينما أقف على نتائج إيجابية تم تحقيقها، أو أكون قد خففتُ معاناة، أو فرجت كربة، أو ساهمت في إنهاء مشكلة كانت تعيق مصالح الطلاب والمدرسة عمومًا، أو ابتكرت فكرةً أو مشروعًا استفاد منه غيري في عمله، وكان سببًا في التطوير ونفع الآخرين.
وظللت طيلة هذه السنوات العشر وأنا أراجع منهجي وقناعاتي وأهدافي، وأعدل وأغير فيها، مستفيدًا من تجارب الأيام والسنين، حيث إن مضي الأيام كان يزيد من تجربتي وخبرتي ومعرفتي بعملي وبالإدارة، وكنت أقارن نفسي بغيري فأكتشف أني بحاجة إلى إعادة نظر في كثير من الأمور، فمنها ما أتخلى عنه، ومنها ما أطوره، ومنها ما أستمر عليه، فكم من الأفكار فشلت في مكان ونجحت في مكان آخر! وكم من الطرق الناجحة في مدرسة أصبحت مصدر قلق ومشاكل في مدرسة أخرى! والمدير هو من يقيم ذلك، فالإدارة علمتني الكثير في حياتي.
ولا يعني ذلك أن منهجي صواب، وغيره خطأ، بل هو اجتهاد شخصي، ولكل إنسان طريقته الخاصة في إدارته للعمل، فهذا المنهج تمثل بعنوان : ( هكذا إدارتي ) وهو كما يلي:
وأعتبر أني في عبادة، وأسعى إلى أن يكون عملي في المدرسة طريقًا إلى مرضاة الله، والحصول على الجنة إن شاء الله، وعليه لم يكن عملي مجرد خطابات، ورمي للمسئولية، والوقوف موقف المتفرج على معاناة الطلاب والمعلمين، بل أبذل كل ما بوسعي لتهيئة المدرسة من جميع الجوانب، وهذا حال الكثير من مديري ومديرات المدارس ممن تعبوا وبذلوا من أموالهم الخاصة لأجل مدارسهم، ويرغبون في الأجر والجزاء من الله .
وهذا من الدوافع التي تعينني على نفسي في وقت ربما يمل الإنسان، أو يتضجر من المسؤولية، أو ضغوط العمل، خاصة أنه لا حوافز ولا مميزات تفرق بين المدير وغيره ممن هم في مجالات أخرى أقل عملاً ومسؤوليةً وبنفس المزايا .
يتبع
2- أعمل في المدرسة من باب أنها أمانة، وأنا مسئول عنها،
ولذا أجتهد بكل وسيلة، وأسعى لأداء العمل على أفضل وجه، لأن المحاسب عن هذه الأمانة هو الله، ولن ينفعني إذا وقفت أمام الله إلا عملي واجتهادي، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (( مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَّا أَتَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ بِرُّهُ، أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ، أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ، وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) ( ). وهذا هو حال الكثير من مديري ومديرات المدارس.
3- أحرص أن أكون قدوة لزملائي في عملي، وسلوكي،
ودائمًا في المقدمة في كل شيء، وخاصة في الحضور والانصراف، وإنجاز أعمالي، والتي يتعلق بها سير عمل المدرسة، وذلك ليعظم الأثر، وتسهل استجابة الغير للتوجيهات، وسدًّا على من يبحث عن الأعذار ليبرر تقصيره في عمله.
وأيضًا كنت أحاول أن أكون قدوة في سلوكي، وخاصة لطلابي، فأحرص أشد الحرص على أن لا يأخذ مني طلابي عادات سيئة يكون علي وزرها ووز من عمل بها إلى يوم القيامة، وهذا من باب الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وحسن تعامله مع الناس، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ( ).
، فبحكم أن جميع الأعمال في المدرسة مفوضة وموزعة، ودوري هو الإشراف فقط، ويكون لدي فراغ في المدرسة، وذلك في غير السنة الأولى والتي تُعتبر تأسيسًا، ففي ثلاث مدارس درست مادة التفسير لثالث ثانوي وأنا مدير رغبةً مني، وكانت لي كلمة في الإذاعة الصباحية في الشهر مرتين باسم صوت الإدارة، وكنت أشارك في حصص الانتظار والمناوبة بعد الدوام، وأشارك أحيانًا في التصحيح والمراجعة والمراقبة في اللجان في الاختبارات، كل ذلك من باب معايشة العمل، ودفع الآخرين للجدِّ، ورسالة غير مباشرة للمقصر، ولكن دون أن يتعارض مع عملي كمدير.
5 – أضحي بالعمل من أجل الزميل لما يمر بظروف صعبة،
ونبين له ذلك حتى يقدّر، ويضاعف الجهد والعطاء، وهذه النقطة نأخذها من عظمة هذا الدين، فلقد أمرنا الله تعالى بأوامر، وعند ظروف معينة تترك هذه الأوامر مراعاة لمصلحة الإنسان، فلو أكره إنسان واضطر إلى أن يسب الله فلا حرج إذا كان قلبه مطمئنًّا بالإيمان، وكل ذلك راجع لمصلحة الإنسان والتي قُدمت على دين الله تعالى.
6- أدير النظام بما يخدم المصلحة العامة للجميع،
ولا أدع من حولي يشعرون أن دوري بالمدرسة مجرد تطبيق لوائح وأنظمة حتى لو صارت في غير المصلحة ولا يكون همي حماية نفسي وعدم المبالاة بأحوال الآخرين وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ..
7- أقف مع زميلي في أي تجاوز حصل منه،
لمساعدته في الخلاص من تبعات هذا الموقف، ويكون بيننا وبينه جلسة خاصة للتنبيه على الخطأ، ولذا قيل: امدح صديقك علنًا… عاتبه سرًّا !!!! وقد أتخلى عنه إذا تكررت منه الأخطاء، ولم يعتبر بتوجيهي له وربما أكون أنا من يحاسبه على كثرة تجاوزه.
والجمع بين الصفتين من أصعب الأمور، ففي جلوسي مع المعلمين خارج العمل أو الجلسات الجانبية بالمدرسة لا أتكلم عن العمل، ووجوب الانضباط والجدية، سواء في المدرسة أو خارجها، وإنما يكون ذلك في الاجتماعات فقط، أو عند الحاجة، فالعمل وهمومه في جانب، والتعامل خارج العمل يكون في جو مختلف، حتى لا يكون الجلوس مع المعلمين ثقيلاً غير مرغوب فيه،
ولذا قيل: التعامل مع الناس بنجاح صعب، لكنه ليس مستحيل، وهذه الصفة رايتها في الأستاذ سليمان محمد المبارك مدير مدارس مغيرا بالعلا
9- أسعى لإيجاد جوٍّ عمليا مريحا لزملائي المعلمين (وخاصة الجادين)
فا لإجازة الاضطرارية أمنحها للجميع بلا نقاش، بشرط عدم غياب أكثر من المعلم، ولا أرفض الاستئذان إلا بظروف خاصة، وأجعل حصانة لشخصية المعلم أمام الطلاب وأولياء الأمور، ولا أسمح لأحد في التدخل بشؤون المعلم أو عدم احترامه سواء من الطلاب أو أولياء الأمور ، كل ذلك تكريْمًا للجادين، وإقامة للحجة على المقصرين
10- أحرص على الصراحة والوضوح مع الجميع،
ولا أقول كلمة لا، ولا أرفض أي طلب إلا بمبرر واضح ومعلوم سواء من معلم أو طالب، حتى يكون صاحب الطلب على بينة، وحتى لا يظن بي ظن السوء، فالكريم يعذرنا، وهذا هو المهم. ولا أدع مجالاً للشك والشيطان، فما كان في نفسي أقوله، وقد عودت زملائي على ذلك، وقد وجدت الترحيب والارتياح بسبب المصارحة علمًا بأن قبولها صعب في بعض الأحيان
وأدعمهم، وأرفع من شأنهم، وأقف معهم في كل صغيرة وكبيرة، وأبالغ بشكرهـم، وأثني عليهم أمام الآخرين، وفي تقارير المدرسة بالانترنت، وبيني وبينهم عبر رسائل الجوال، وخطابات الشكر التي توضع في ملفاتهم، كل ذلك تحفيزًا لهم، وترغيبًا لغيرهم، سواء من الطلاب أو المعلمين
12 – المعلمون الحييون، الذين يمنعهم الحياء والخجل من التعبير عن رأيهم، أو الدفاع عن حقوقهم بين زملائهم،
فهؤلاء أقف معهم، وأطالب بحقوقهم، ولا أسمح برمي الأعمال عليهم، وتحمليهم أعباء الآخرين، وهذا الأمر كلفني الكثير الكثير؛ لأنه صدام مع فئة متسلطة تسعى لنفسها، وتجيد رمي الأعمال على غيرها.
أيضًا أقف معهم في ضبط الفصل، وتوجيههم إلى طرق تدريس، وكيفية التعامل مع المراهقين في ذلك، ونحاسب من يستغل ضعفهم من الطلاب، فالطالب يعرف أن وراء المعلم الحيي إدارة تقف معه، كل ذلك من منطلق أني مسئول عنهم، ومن باب كسب ودهم، وأطمع بدعواتهم فقط، ومستندًا في ذلك على قوف النبي – صلى الله عليه وسلم – مع بلال يوم أن قال له أبو ذر: يا ابن السوداء ( ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ففي شعب الإيمان للبيهقي وغيره عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: عَيَّرَ أَبُو ذَرٍّ بِلَالًا بِأُمِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ، وَإِنَّ بِلَالًا أَتَى رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَأَخْبَرَهُ فَغَضِبَ، فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ وَلَمْ يَشْعُرْ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: مَا أَعْرَضَكَ عَنِّي إِلَّا شَيْءٌ بَلَغَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَنْتَ الَّذِي تُعَيِّرُ بِلَالًا بِأُمِّهِ ؟ " قَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : " وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ – أَوْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَحْلِفَ – مَا لِأَحَدٍ عَلَيَّ فَضْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا كَطَفِّ الصَّاعِ)).
بارك الله بك وبعطائك وبحسن ادارتك
ولو لم تكن تضع مخافة الله ومصلحةموظفيك وطلابك في المقدمة
لما كنت في هذا الرضا عن نفسك وعملك
الذي يظهر انه خالص لوجه الله تعالى
واكثر الله من امثالك
تقبل مروري
تحياتي وتقديري لك
والمتشائمون الذين يضعون مشكلة في كل حل، هم موجودون في أغلب المدارس، هؤلاء لا ألتفت لحكمهم وتقييمهم للعمل، فقط أستمع لهم، وأعرض ملاحظاتهم في اجتماعات المدرسة ليحكم عليها الجميع، ولهم حق العدل والاحترام، ولا يكونون سببًا في توقفي عن التنفيذ والتطوير والمتابعة، ولا أعتبر أني خاسر إذا لم أعجبهم، لأنهم غالبًا لا يعجبهم العجب، وهم قليلو الفائدة، ومصدر من مصادر التثبيط بالمدارس، ولا يعني ذلك أني أغض الطرف عن تقصيرهم وتملصهم عن العمل، بل أطالبهم بالانضباط والسير على تنفيذ العمل كما هو مخطط له.
14- أعمل بروح عالية، ودائمًا متفاؤل،
و أركز بنظري على الإيجابيات، ولا أكون بائسًا متذمراً، وأتعامل مع العقبات والمشاكل بنظرة الباحث عن الحل بقدر المستطاع، ولا أستسلم ، وأحث على التحلي بهذه الصفات لمن أعمل معهم؛ من منطلق البحث عن الأجر، والتوكل على الله، والرغبة بتحقيق النجاح*
15- أحدد المشكلة، ثم أبحث
عن حلٍّ، مستعيناً بالله ثم بالزملاء داخل المدرسة أو خارجها، وأحيانا أطرح حلولاً وطرقًا علاجيةً غير موجودة بالنظام، المهم هو النتيجة الإيجابية للجميع بغض النظر عن الطريقة، وهذه أخذتها من فتح باب الاجتهاد والقياس للأمة في الأمور التي لم يرد بها نص. ولذا قيل في علم الإدارة: يجب أن تثق بنفسك..، وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك؟؟!!! وقيل: إن الخصال التي تجعل المدير ناجحًا هي الجرأة على التفكير، والجرأة على العمل، والجرأة على توقع الفشل..!! وقد ينجح الحل في مكان ولا ينجح في مكان آخر، وبعض المشاكل نصل فيها إلى طريق مسدود
ونعلن ذلك للجميع، كل ذلك حتى يكون للمدرسة منهج واضح ومعروف للجميع، ولا نكون مذبذبين كل يوم لنا طريقة، وحتى يعرف مصدر الخلل في أي مشكلة تقع، ومن ذلك ما يلي:
1- أخطط لجدول المدرسة لأهميته
، بحيث أضع له قاعدة لا تتغير، ومثال ذلك أن كل معلم سيأخذ ثلاثة أسابيع وسادسة ورابعة، ثم أطلب من المعلمين أن يبدوا رغباتهم في الجدول داخل إطار القاعدة العامة، ثم أنزل الجدول وأترك فرصة للتغيير والتبديل بقدر الإمكان، وداخل أطار الخطة العامة، ثم بعد ذلك يتم اعتماد الجدول مراعيًا فيه العدل بين الزملاء، سواء كانوا وطنيين أو من الإخوة الوافدين والمتعاقدين، بعدها أعتمد الجدول مع حصص الانتظار، والتي تكون على حسب نصاب المعلم، ولا أسمح بالتغيير مهما كانت المطالبات إلا لظرف طارئ، وداخل إطار القاعدة المتفق عليه من قبل.
– خطة لمتابعة الإشراف اليومي
، وفي الاختبارات بين الفترات، ونؤكد عليه كثيرًا، ونضع جدولاً يوقع المعلم على موعد الإشراف، سواء كان أسبوعيًّا، أو في الاختبارات، ونتابعه بشكل يومي لما فيه من مبدأ الوقاية وحفظ الطلاب وسلامتهم، وفي آخر الأسبوع يقوم المسئول عن الأشراف برفع تقرير عن الإشراف لإدارة المدرسة، بحيث يتم متابعة من تكرر تخلفه أو تأخره عن الأشراف
3 – خطة لمتابعة المناوبة بعد الدوام
لما فيها من المحافظة على سلامة الطلاب، ونضع جدولاً يوقع عليه المعلمون، ويكون مع المعلم المناوب جوالاً لكي يتصل الطلاب بأهليهم، ومن يتأخر من أولياء الأمور يتم تسجيل اسم الطالب من قبل المناوب عبر نموذج مخصص لهذا الأمر، لكي يتم الاتصال من قبل إدارة المدرسة على ولي الأمر ومطالبته بعدم التأخر، وأحيانًا في بعض المدارس ننسق مع الجهات الأمنية ليتواجدوا عند المدرسة وقت خروج الطلاب
4 – خطة لمتابعة المقصف
، ونضع سجلاً خاصا به، ويتم تكليف أحد منسوبي المدرسة مسئولاً عنه، بحيث يتم زيارته شبه يومي، وتسجيل الملاحظات ورفعها لإدارة المدرسة عبر التقرير الأسبوعي واستلام الإيجار، كما يتم الإعلان للطلاب أن المدرسة تستقبل أي ملاحظة عن المقصف بشرط أن تكون الملاحظة مباشرة بوقتها .
5- خطة لمتابعة النظافة
، أولاً يتم تكليف أحد الموظفين بمتابعة العمال واستلام مواد النظافة من المتعهد، ويتم تقسيم مقرات المدرسة إلى ثلاثة أقسام، فقسم يُنظف يوميًّا، وقسم يُنظف كل ثلاثة أيام، وقسم يُنظف مرة في الفصل الدراسي، ووضعنا نموذجًا لمتابعة النظافة، وفي نهاية الدوام يتم اطلاع إدارة المدرسة على تنفيذ النظافة، ويتم تكريم العمال ماديًّا في نهاية كل شهر إذا لم يصدر منهم تقصير
6- خطة لمتابعة الشؤون الإدارية
، والمستحقات المالية، وذلك عبر متابعة موظف الشؤون الإدارية في المدرسة من خلال رفع تقرير أسبوعي لمدير المدرسة عن إكمال التعاميم الناقصة وتوقيع المعنيين علي التعاميم الداخلية، ورفع مستحقات النظافة، ويوقع على مسؤولية ذلك
7- خطة لتفعيل زيارة المعلمين لمصادر التعلم
بحيث نؤكد على أهمية زيارة المركز في الاجتماع الأول للمعلمين في بداية العام الدراسي، ونضع جدولاً لتسجيل زيارات المعلمين، ويتم حصر الزيارات من قبل أمين المركز ورفعها لإدارة المدرسة أسبوعيًّا عبر التقرير الأسبوعي للمدرسة للإطلاع عليه، بحيث يُشكر المعلم الزائر، ويُنبه من تخلف، وذلك عبر رسائل الجوال، وعليه يصل نصاب المركز أحيانا إلى تسع وعشرين زيارة في الأسبوع، ولعل بعض المعلمين لم يقوموا بزيارة المركز إلا بعد تطبيق هذه الخطة.
8- ج- خطة لمشاركة جميع الطلاب بالإذاعة
، ووضعنا خطة لتحقيق هذا الهدف، وذلك عن طريق مشرف الإذاعة بالمدرسة، حيث تم وضع سجل خاص بالإذاعة يوقع عليه الطالب الذي سيشارك بالإذاعة، ويكون فيه إذاعة احتياطية، وبعد الطابور يوقع عليه مشرف الإذاعة، ويتم التفاهم مع من لم يخرج من الطلاب، ودعمًا لهذا الهدف كان من شروط تحسين الدرجات وإعادة الاختبار ومسح المخالفات: المشاركة بالإذاعة الصباحية، هذا للمرحلة الثانوية، والمرحلة المتوسطة يتم تحديد الطلاب بدون خيار، ولا يُعذر أحد عن المشاركة بالإذاعة إلا بورقة من المرشد الطلابي، وجميع المدارس التي عملت فيها خرج أغلب الطلاب في الإذاعة رغبة في تحسين الدرجات، أو استجابة لأمر المدرسة
9- خطة لتفعيل دور المكتبة، ونشجع القراءة والبحوث في المدرسة
، ونضع خطة متكاملة ينفذها أمين المكتبة، من حيث استعارة الكتب والأشرطة واختصارها، فمن يستعير خمس مرات من المكتبة ويختصرها يأخذ جائزة بالطابور، أو تُمسح عنه مخالفة، وأقمنا مسابقة على كتاب (الجواب الكافي) في ثلاث مدارس، وكتاب (الرحيق المختوم) ونقيم معرضًا للكتاب والشريط في كل مدرسة، ومن شروط المشاركة في المنافسة عبر مشروع (التميز) ومشروع (الهمة العالية) ومشروع (أنا سعيد في مدرستي): زيارة المكتبة، فعبر مشروع (أنا سعيد في مدرستي) فقط تم اختصار أكثر من مائتي (200) كتاب في فصل دراسي واحد
10- خطة لتفعيل دور رائد النشاط في المدرسة
، فيتم منحه صلاحيات بحيث لا يتم مساعدة الطالب في أي مادة إلا بعد موافقة رائد النشاط، ورائد النشاط بدوره يضع برنامجًا من الأعمال، ويطلب من الطلاب المشاركة فيها، فعبر مشروع (التميز) في ثانوية النبهانية وفي سنة واحدة طرح الطلاب مائتي (200) بحث، وكان عددهم (250) طالبًا، وعن طريق (الهمة العالية) في متوسطة وثانوية قصر ابن عقيل قدم الطلاب في عام واحد ألف مشاركة، وكان عددهم (300) طالب، وعبر مشروع (أنا سعيد في مدرستي) في متوسطة علي بن أبي طالب وفي فصل دراسي واحد اختصر الطلاب مائتين وعشر كتاب.
11- خطة لمتابعة إقامة الصلاة
، حيث قمنا بحثِّ المعلمين على الإشراف على المواضئ والمغاسل، وضبط الطلاب بالحضور للمصلى، وتنظيم الجلوس في الصفوف الأولى قبل الصلاة، وعدم ترك مكان خال، كما نحث على السنة الراتبة، والهدوء قبل الصلاة، ونحدد وقت الإقامة، ونحاسب المتأخر، والانصراف يكون بانتظام، وأحيانًا نضع لجنة خاصة للمصلى من الطلاب برئاسة أحد المعلمين، وإذا كانت الصلاة بعد السابعة نحدد مكان وضع الأحذية، ومكانًا آخر للكتب حتى لا تهان الكتب، ولذا كانت الصلاة عندنا مضرب المثل في الانضباط والهدوء
17- خطة كاملة للاختبارات
، حيث أعقد اجتماعًا خاصًّا يتم فيه شرح كل صغيرة وكبيرة في الاختبارات، وطباعة النماذج التي تنظم العمل، واختيار طاقم الكنترول، إلى غير ذلك، واعتبارها حالة تأهب قصوى في المدرسة من جميع الجوانب.
وقد قيل: كل الأمور يتوقف النجاح فيها على تحضير سابق، وبدون مثل هذا التحضير لا بد أن يكون هناك فشل.
وقيل أيضًا: إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبعة أيام بدون توجيه أو هدف
، ولا أعذر أحدًا في التقصير غير المبرر، وذلك من خلال الإشراف الميداني، ومن خلال التقرير الأسبوعي الشامل لكل مرافق المدرسة، بحيث يكون لدي (كمدير) إلمام بسير عمل جميع العاملين في المدرسة، ومن خلالها يكون الحكم على العمل صحيحًا وواقعيًّا لا يقبل الشك أو التخمين، ومن خلال التقارير يتم شكر المتميز وتنبيه المقصر، وهذا سر من أسرار توقد العمل ونجاحه، وسبب من أسباب تذمر بعض الفئات غير العملية، والتي تهرب من المدرسة بسبب هذه المتابعة، وأيضًا لها دور كبير في صناعة أجواء جدية لا تسمح بظهور الفوضى والمشاكل.
19- أحرص جدًّا على إنهاء أي عمل
، ولا أتركه معلقًا، ولا يخرج من عندي من كان له عمل أو طلب إلا وقد أنهيت عمله، سواء بالتنفيذ أو التوجيه، ولدي مذكرة خاصة على مكتبي لمتابعة الأعمال؛ لأن عدم التنفيذ يُفقد الثقة بك، وهذا من منطلق قول النبي : ((إنّ الله يُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُكُم عَمَلاً أنْ يُتْقِنَهُ)) ( ). (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
*هذه النقطة استفدتها من خلال عملي مع الشيخ عبد العزيز حمين الحمين، فقد عملت مساعد مدير لجمعية البر بمحافظة الرس سنتين من عام (1422هـ) الى عام (1424هـ)، وكان الشيخ عبد العزيز الحمين يرأس مجلس الإدارة بجمعية البر، فلم أرَ مثله في توقده وحماسه وجديته، ومن أهم صفاته: الانجاز السريع للأعمال، فإذا أتيته بحاجة لا تخرج منه إلا وقد أنهى طلبك، أو أعطاك توجيهًا، والشيخ عبد العزيز الحمين رجل لا يمكن أن تنساه الرس مهما طال الزمن، فقد ترك بصمة بيضاء على المحافظة من خلال اثنتي عشرة سنة مكثها في الرس، فالصغير والكبير يذكرونه بخير بسبب مشاريعه الخيرية التي جلبها للرس من منطلق حب الخير فقط، فنسأل الله أن يكون في موازين أعماله، فقد رأس جمعية البر الخيرية وجمعية التحفيظ ودار المسنين ومحكمة الرس، وكلها تطورت تطورًا هائلاً، وقفزت قفزات سريعة بسبب نجاح الشيخ وحماسه وجديته، كل ذلك بفضل الله ثم بفضله، فهو من أهل الزلفي، ومع ذلك يعمل للمحافظة وكأنه أحد أبنائها، فمثله جدير بالإشادة، ومن عمل معه حتمًا سيستفيد منه. فالعمل مع الشيخ دورة تدريبية على الكثير مما كان يتمتع به من صفات ومزايا رائعة وجميلة جعلته إنسانًا ناجحًا ومنتجًا، وله أثر لا يُنسى
، ونحدد التوجيهات، ونعلن ذلك للجميع، ومن ذلك موضوع متابعة الطلاب، فالطالب يعرف أنه إذا فعل كذا سيكون جزاؤه كذا، وهذه الإجراءات تكون من لائحة السلوك أو اجتهاد من المدرسة . *
ومن ذلك إتقان العمل على برنامج معارف، وتصميم النماذج الإدارية، وإلقاء الكلمات أمام الطابور …..الخ بحيث أكون جاهزًا للتدخل في الأزمات. وخاصة في أوقات الطوارئ
– البائسون والمتذمرون وأصحاب النظرات السوداء
والمتشائمون الذين يضعون مشكلة في كل حل، هم موجودون في أغلب المدارس، هؤلاء لا ألتفت لحكمهم وتقييمهم للعمل، فقط أستمع لهم، وأعرض ملاحظاتهم في اجتماعات المدرسة ليحكم عليها الجميع، ولهم حق العدل والاحترام، ولا يكونون سببًا في توقفي عن التنفيذ والتطوير والمتابعة، ولا أعتبر أني خاسر إذا لم أعجبهم، لأنهم غالبًا لا يعجبهم العجب، وهم قليلو الفائدة، ومصدر من مصادر التثبيط بالمدارس، ولا يعني ذلك أني أغض الطرف عن تقصيرهم وتملصهم عن العمل، بل أطالبهم بالانضباط والسير على تنفيذ العمل كما هو مخطط له. |
سابح ضد تيار
بصراحة هذه خبرات غنية جدا بتجارب عملية علمية واضحة ومحددة ونتائجها بالتأكيد مرضية
وأعجبتني هذه الفقرة التي تتحدث فيها عن هذا الصنف والموجود بالفعل في أغلب المدارس للأسف
وأعجبني أكثر كشفك كمدير لهذه الفئة وكيفية التعامل معها ………آملا أن يحذو هذا الحذو الطيب
جميع من يقرأ هذه التجربة الطيبة في الإدارة المدرسية الناجحة ، والتي تعتبر بمثابة مرجعا هاما
لجميع من يشغل هذه المهنة الحساسة في الميدان التربوي .
25- أحرص أن أكون متدربًا على جميع المجالات التي تحتاجها المدرسة،
ومن ذلك إتقان العمل على برنامج معارف، وتصميم النماذج الإدارية، وإلقاء الكلمات أمام الطابور …..الخ بحيث أكون جاهزًا للتدخل في الأزمات. وخاصة في أوقات الطوارئ |
(*) عملت مع الشيخ علي بن صالح العايد ثلاث سنوات في مكتب الدعوة في محافظة الرس من عام 1412هـ إلى عام 1415هـ فكان أعجوبة في عمله ومما يميزه أن لديه القدرة والاستعداد على سد أي ثغرة في المكتب مهما كانت فكان متدرب على الحاسب الآلي في وقت قل من يعمل عليه في ذلك الوقت ولديه القدرة على ألقاء المحاضرات وعلى الخطب فإذا تخلف احد الدعاة سواء في محاظرة أو درس علمي ألا ويسد مكانه ويجيد الشؤون الإدارية والعلاقات العامة فكثيرا ما كان ينقذ الموقف في أي طارئ وقد بلغ المكتب بمحافظة الرس في وقته أعلى درجات التميز بسبب هذه المزايا
فكان العمل مع الشيخ دورة تدريبية على الكثير مما كان يتمتع به من صفات ومزايا رائعة وجميلة
ولذا دائمًا أراجع نفسي حينما أسمع أن أحدًا يدعي الظلم وعدم العدل، وكثيرًا ما أطلب المسامحة والصفح والتماس العذر ممن أعمل معهم، سواء معلمين أو موظفين أو طلاب. وعليه فلا محاباة ولا بطانة خاصة تعيش بمزايا على حساب الآخرين، ولا نفرق بين المعلمين الوطنيين، أو الإخوة المتعاقدين والوافدين، وكلهم سواء في كل شيء وخاصة بالجدول، وهذا من أصعب الأمور في الإدارة، وقد كلفني العدل الكثير الكثير، لكني أبذل كل ما في وسعي لتنفيذه، فهو الخط الأحمر الذي لا يمكن أن أتنازل عنه مهما كانت النتائج، وربما أخسر بعض العلاقات الخاصة مع بعض الزملاء خارج العمل لأجل العدل بينه وبين غيره، وهذا من منطلق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – : {مَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ فِي رِضَا النَّاسِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وأَسْخَطَ عَلَيْهِ مَنْ أرضاهُ فِي سَخَطِهِ، وَمَنْ أَرْضَى اللَّهَ فِي سَخَطِ النَّاسِ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ مَنْ أَسْخَطَهُ فِي رِضَاهُ حَتَّى يُزَيِّنَهُ وَيُزَيِّنَ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ فِي عَيْنِهِ}( )، وإذا كان هناك تمييز لأحد أفراد المدرسة فبمقابل عمل يقدمه للمدرسة.
، وبيني وبينهم خلاف في بعض الأمور حتى لا تزداد الفجوة، أو تُفسر بتفسيرات أخرى، وربما تكون نواة لمشاكل في المدرسة، فكثيرًا ما أستعين بالوكيل بتوصيل ما أريد لهم، أو طلب بعض أعمالهم.
في كثير من زلات زملائي الشخصية ( وخاصة المتميزين ) العفوية والمتعمدة أحيانا، والتي لا تؤثر على العمل ولم تتجاوز الخطوط الحمراء؛ لأني أعلم أن زميلي سيرجع من نفسه، ولأن مكاني يحتم علي الصبر والاحتواء، وحتى لا تكون المدرسة مكانًا لتصفية الحسابات، والضحية في النهاية الطلاب.
وخاصة مع بداية العام الدراسي، وممن لم يحالفهم الحظ في النقل الخارجي، وأحاول التخفيف عنهم ومواساتهم، فبعضهم تكون نفسيته سيئة مع بداية العام، وأحاول خدمتهم بما لا يُخل بالعمل لأني عشت تلك المواقف يكون كنت معلما في العلا.
ومن الغد ألتقي بالجميع وأبادر بالسلام وكأن شيئًا لم يحصل، ولا أحفظ المواقف السلبية ولا أذكّر بها، ولا أدخلها في التعامل مع إخواني المعلمين[/center]
وابتغاء ما عند الله، والترغيب في ذلك، وأيضًا التخويف من الحساب والعقاب يوم القيامة.
وأن ما نقوم به واجب علينا، ولسنا محسنين، خاصة حينما نرى التنصل عن تأدية بعض الواجبات، والتي نص عليها النظام، أو نرى من يمن علينا بعمله الواجب.
سواء الطالب أو المعلم، أو المدرسة التي سوف أنتقل إليها، وكل هذا عملاً بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى ما فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}( )، وقيل: احكم على الشجرة من ثمارها، وليس من أوراقها.
__________________
وهذا من باب إيجاد أجواء جادة وممتعة في المدرسة، بحيث لا تكون الأجواء مهيأة للمشاكل والضعف، ومن باب الانشغال بالمفيد وبث روح التنافس بينهم، ومن باب تدريب الطلاب وكافة منسوبي المدرسة على مثل هذه الأفكار حتى يتم تطبيقها في المستقبل،
ففي متوسطة وثانوية النبهانية تم طرح مشروع (التّميز)،
وفي متوسطة وثانوية قصر ابن عقيل تم طرح مشروع (الهمة العالية)،
وفي متوسطة علي بن أبي طالب تم طرح مشروع (أنا سعيد في مدرستي)
وكلها مشاريع تعليمية وتربوية، وتعالج السلوكيات والضعف الدراسي والعلاقة مع المعلم.
وأدع غيري يكتشف التميز والخلل بنفسه، فربما ينجح في أمور لم أستطع النجاح فيها، سواء في المدرسة أو الزميل المنتقل من مدرستنا، خاصة إذا كان صاحب مشاكل. فقد يتهيأ له جو جميل هناك ويبدع