أسباب رئيسية وراء المشكلة
حلقة لمناقشة ظاهرة التأخير الصباحي للطلبة في أبوظبي
يعد التأخير الصباحي عن الدوام المدرسي من أهم المظاهر السلبية المؤثرة في الطالب سلوكياً وأكاديمياً، وللوصول إلى علاج للحد من هذه الظاهرة أعدت الطالبة ميثاء مسعد سالمين العامري في الصف السابع الابتدائي بمدرسة المواهب النموذجية دراسة، خاصة حول تلك الظاهرة التي تشكو منها ادارات المدارس لما تسببه من هدر وتعطيل لسير العملية التربوية والتعليمية للطالب المتأخر وزملائه داخل الفصل الدراسي.
قالت الطالبة ميثاء العامري إن فكرة الدراسة حول موضوع التأخير الصباحي جاءت بعد أن لاحظت تفشي تلك الظاهرة بين أوساط طالبات المدرسة واستمرارها بالرغم من متابعة واهتمام إدارة المدرسة للطالبات وأولياء أمورهن واتخاذ الاجراءات التربوية بحق المتأخرات عن الطابور الصباحي ومعظمهن من الطالبات اللواتي يقوم أولياء امورهن بتوصيلهن بسياراتهم الخاصة، مشيرة إلى ان الدراسة اشرفت عليها معلمة التربية الاسلامية في المدرسة منال رفعت وبمساعدة وتشجيع والدتها.
وذكرت انها طرحت استبانة تم توزيعها على الطالبات اللواتي تكرر تأخيرهن عن الطابور الصباحي، بعد ان اجرت معهن لقاءات لمعرفة أبرز أسباب ذلك التأخير، حيث كشفت الطالبات عن (9) اسباب رئيسية تؤدي إلى تأخير الطالب عن الوصول إلى مدرسته مبكراً، منها بعد المسافة بين البيت والمدرسة والسهر لوقت متأخر من الليل واعتماد الاسرة على الخادمة في ايقاظ الطالب وتأجيل حل الواجبات المدرسية إلى وقت متأخر من الليل واشتراك اكثر من فرد من افراد الأسرة بوسيلة مواصلات خاصة واحدة، وعدم التنويع والحراك والمتعة والفائدة في الطابور الصباحي الذي وصفته الطالبات بأنه لا يشجع على الالتزام بحضوره مبكراً، وتغاضي بعض ادارات المدارس عن اتخاذ الاجراء اللازم مع الطلاب المتأخرين وانعدام دافعية الطلبة في المشاركة بالاذاعة المدرسية وأخيراً سوء الأحوال الجوية، والاعذار الصحية لدى البعض منهم.
وفي حلقة نقاشية نظمتها ادارة مدرسة المواهب النموذجية أمس حضرتها نحو (30) طالبة وعدد من مجلس الامهات بالمدرسة والمشرفة التربوية شعاع الرميثي، والاختصاصية الاجتماعية آمنة عبدالله الزعابي وفاطمة الحوسني مسؤولة العلاقات العامة ومنال رفعت معلمة التربية الاسلامية المشرفة على دراسة الظاهرة التي أعدتها الطالبة ميثاء العامري، كرست لمناقشة ظاهرة التأخير الصباحي – أسبابها والحلول الناجعة للحد منها، ولإثراء الدراسة المقدمة بالمعلومات القيمة والآراء قبل توزيعها على بقية مدارس أبوظبي.
وقالت منال رفعت معلمة التربية الاسلامية ان الطالبات المشاركات في اللقاء اجمعن على ان من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التأخير الصباحي للطالب السهر إلى وقت متأخر بسبب ضغط المنهاج ومراجعة دروسه الضخمة وحل الواجبات المدرسية وتنفيذ المشاريع التي تتطلب البحث عن المعلومة في المراجع الاخرى والانترنيت، وكذلك بعد المسافة بين المنزل والمدرسة وبخاصة الطلبة الذين يقطنون مناطق خارج مدينة أبوظبي، والازدحام المروري داخل مدينة أبوظبي.
وطالبت الامهات الجهات المعنية في مجلس أبوظبي للتعليم والمنطقة التعليمية بافتتاح مدارس نموذجية أخرى لبناتهن في مناطق الشامخة والشوامخ وبني ياس والسمحة والشهامة، مشيرات إلى ان مدرسة نموذجية واحدة في أبوظبي لاتكفي لاستيعاب اكثر من (738) طالبة في المرحلتين الاعدادية والثانوية منهن (207) طالبات يأتين من خارج المدينة، فيما اشارت بعض الامهات إلى ان الطالبات يتأخرن في الوصول مبكراً إلى مدرستهن بسبب بعد المسافة، وعدم توافر حافلات لنقل طالبات منطقتي السمحة والشهامة بحجة قلة عددهن، الأمر الذي جعل اولياء الامور يتحملون مسؤولية توصيلهن إلى مدارسهن بسياراتهم الخاصة التي يشترك فيها معظم الاحيان أكثر من فرد في العائلة، منوهات إلى ان معظم المتأخرات عن حضور الطابور الصباحي هن من الطالبات اللواتي يستخدمن وسائل نقل اولياء امورهن لتوصيلهن إلى مدارسهن.
وأشارت الامهات إلى ان اعتماد بعض الأسر على الخادمات في ايقاظ الابناء من النوم أمر غير مجد ولا مستحب، حيث ان معظم الابناء لا يستجيبون للخادمة ويستهترون بأوامرها، مؤكدات ان مسؤولية ايقاظ الابناء يجب ان تتحملها الامهات كونها توطد العلاقة بينهم وتعزز الارتباط العاطفي الذي يؤثر نفسياً في الابناء وبخاصة صغار السن، لذلك يجب على الامهات عدم التهاون بهذا الواجب لتعويدهم النظام وتنمية الوازع الديني في نفوسهم بالمحافظة على اداء صلاة الفجر في وقتها وتعريفهم باهمية الوقت وفوائده.
وقالت الطالبات إن طول المسافة التي نقطعها يومياً في الذهاب والإياب من والى المدرسة يصيبنا بالارهاق والملل ويسبب لنا ضغوطاً نفسية خاصة مع اقتراب موسم الامتحانات، مشيرات إلى انهن يصلن إلى منازلهن مرهقات من الرحلة الطويلة في الثالثة والنصف واحياناً في الرابعة عصراً.
وأشارت الطالبات إلى ان الازدحام المروري يلعب دوراً أساسياً في وصولهن متأخرات إلى مدارسهن في معظم الاحيان، مطالبات الجهات المعنية في مجلس أبوظبي للتعليم والمنطقة التعليمية بضرورة تعديل ساعات الدوام خلال فصل الشتاء مراعاة للاحوال الجوية المتقلبة في هذا الموسم على أن يتم وضع توقيت شتوي لبدء الدراسة في الثامنة صباحاً بدلاً عن السابعة والثلث.
وقالت آمنة عبدالله الزعابي الاختصاصية الاجتماعية في المدرسة إن تأخير بعض الطالبات عن الطابور الصباحي يضر بها وبزميلاتها داخل الفصل حيث يضيع الوقت في مساءلتها من قبل ادارة المدرسة عن سبب التأخير والتنبيه والتوجيه وشغل وقت المشرفة التربوية في الاتصال بولي امرها، كما يؤدي إلى قطع انتباه وإنصات بقية الطالبات لشرح المعلمة للدرس بسبب دخول الطالبة المتأخرة وتوزيع ابتسامتها وتحيتها لزميلاتها، مشيرة إلى ان بعض الطالبات يتخذن من هذه الطالبة قدوة في ممارسة التأخير المتعمد خاصة اذا لمسن تجاهلاً في اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق المتأخرات عن الدوام والطابور الصباحي.
وأوصت الدراسة بتوعية اولياء الامور بالآثار السلبية المترتبة على التأخير الصباحي، وأكدت أن حضور الطالب للطابور الصباحي فيه فوائد عديدة أهمها تعزيز الهوية الوطنية والولاء والانتماء للوطن والقيادة من خلال تأدية تحية العلم، وتنشيط الدورة الدموية التي تؤدي إلى تنشيط الذاكرة وتنمي القدرة على التفكير والاستيعاب، والاستماع إلى بعض المواعظ والتعليمات والتوجيهات الارشادية من خلال الاذاعة المدرسية وتعويد الطالب على النظام والالتزام واستثمار الوقت فيما يعود عليه بالنفع والفائدة.
هذه المشكلة نعاني منها جميعا .. نحتاج لتوعية من قبل الوالدين
.
.
.
..نبيل حُزَيّن..
..مشكور اخوي على الموضوع..
..وربي يعطيك العافية..
..تسلم اخوي..
.
.
.
.