أولياء الأمور يناشدون إنقاذ مركز يعالج أطفالهم من الشلل الدماغي
أبوظبي – شيرين الشامسي:
ناشد أولياء أمور عدد من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المسؤولين التدخل لمد يد المساعدة للحيلولة دون إغلاق مركز الضياء لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة المشرف بأبوظبي الذي يضم أطفالهم ويتلقون فيه الرعاية الخاصة لعلاج الشلل الدماغي.
وأوضح أولياء الأمور ل “الخليج” الأسباب الأولية لتمسكهم بالمركز الذي يضم 150 طفلاً من المواطنين والوافدين وأهميته ومدى استفادة أطفالهم منه حيث إنهم يتلقون العلاج به لسنوات طويلة، مشيرين إلى أنه في حال إغلاقه لن يجدوا مركزاً آخر يضمهم ويقدم العلاج لهم، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم وبقائهم عاجزين ومعزولين عن المجتمع، مطالبين مساعدة المسؤولين لإبقاء المركز مفتوحاً حتى لا يفقدوا الأمل الذي كان يراودهم بشفاء أطفالهم وتحسن حالاتهم.
وأكدت والدة الطفل (راشد 7 أعوام) أن المركز يقدم خدمات غير محدودة لأطفال الشلل الدماغي، وأن ابنها الذي أصيب نتيجة لخطأ طبي أجريت له عملية أوتار، حيث استطاع المشي في فترة وجيزة بمساعدة خبراء المركز، كما يحتاج حالياً لعلاج طبي مكثف بعدها، مشيرة إلى أن العملية صعبة جداً، وتحتاج لعلاج مباشر، وأن توقف العلاج سيؤدي إلى تدهور حالته، مشيدة بالدور الذي لعبه المركز في تحسن حالته الصحية، الذي أدى إلى تمكنه من النطق والكلام.
وترى والدة الطفلة المصابة بشلل نصفي (ديمة) أن إغلاق المركز سيسبب انتكاساً لحالة ابنتها التي تحتاج إلى مساج وعلاج طبيعي يومياً، مشيرة إلى أن المركز ساعد في تحسن حالة ابنها بشكل كبير.
وتشاركها الرأي والدة الطفل (يوسف) الذي يعاني من حالة شلل دماغي رباعي، انه بدأ العلاج في المركز منذ عشرة أشهر وقد لمست تقدماً ايجابياً لحالته الصحية، حيث يخضع لعلاج طبيعي ووظيفي وحراري ومائي ولغوي، إلى جانب اهتمام المركز بالناحيتين الاجتماعية والإبداعية لدى الطفل ليشعر بأهميته في المجتمع وبأنه لم يعد مهملاً بسبب إعاقته.
وأشارت والدة الطفل (ثائر) إلى أن حالة ابنها تحسنت منذ أربع سنوات بعد ارتياد المركز والعلاج فيه، حيث أصبح يمشي بضع خطوات بعد أن كان عاجزاً تماماً عن الحركة.
وقالت والدة الطفل (أحمد 16 عاماً) ان ابنها يعاني من ضعف في العضلات، وإذا لم يستمر في العلاج الخاص الذي يتلقاه في المركز الذي يشمل العلاج الطبيعي والحراري والمساج سيبصح معاقاً وعاجزاً عن الحركة، موضحة أن ابنها يذهب بصفة دورية وبشكل يومي إلى المركز.
وأشادت والدة الطفل (مهدي) بأن المركز متكامل وذو مستوى راق بغض النظر أنه يقدم خدماته بالمجان، مؤكدة أن الأطفال بحاجة لوجود مثل هذا المركز لما يقدمه من علاج فسيولوجي ونفسي ورعاية شاملة، لم توجد في مراكز أخرى في الدولة.
وأضاف الأب خالد موسى عوض والد طفلين يتعالجان في المركز حيث ان ابنه الأكبر (6 أعوام) يعاني من شلل دماغي، ويخضع لعلاج طبيعي وجلسات للنطق، أما ابنته البالغة من العمر 3 سنوات فتعاني من ضمور في المخ وتحتاج علاجاً طبيعياً حتى تستطيع تحريك يدها وتقوية عضلاتها، وأن المركز ساهم كثيراً في تحسن حالة ولديه، وإغلاقه سيسبب مشكلة كبيرة في حياتهم الأسرية.
وتطالب والدة الطفل (جواد) المسؤولين بتقديم الدعم الكامل والمساعدة في ابقاء أبواب المركز مفتوحة أمام الأطفال المعاقين الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع .
وقالت والدة الطفل (عبدالله) إنها ذهبت إلى أكثر من مكان من أجل ايجاد علاج مناسب، ووجدت أن المركز يتوافر فيه نوعان من العلاج يشمل الناحية الفسيولوجية والنفسية، مشيرة إلى تحسن حالة ابنها بنسبة 80%، مع اهتمام ورعاية المعالجين والمشرفين في المركز واستخدامهم تجارب الدول المتقدمة في العلاج وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الأطفال بالمجان.
وتعود تفاصيل أسباب إغلاق المركز كما شرحها المالك جابر عبيد إلى عدم توفر ميزانية تساهم في دعم المركز واستمرار العمل فيه بعد التطور الحركي والذهني الذي طرأ على هؤلاء الأطفال خلال التحاقهم بالمركز، حيث استطاع بعضهم أن يمشي على رجليه بعد أن كان مصاباً بشلل تام ليقهر المستحيل بهذا التقدم، كما تمكن آخرون من الكلام بسلاسة بعد أن كانوا عاجزين كلياً عن النطق، موضحاً أن المركز لا يهدف إلى الربح وأعماله تقوم في نطاق خيري.
وقال إن العلاج الذي يقدمه المركز بالمجان يوازي العلاج الذي يتم بالخارج، كما اقترح على هيئة الصحة بأبوظبي أن يكون هناك تعاون بينهم بدلاً من سفر الأطفال إلى الخارج لعلاجهم عدة شهور، على الرغم من أنه يمكن الحصول على نفس النتيجة داخل المركز، مشيراً إلى أنه كان هناك دعم في فترة سابقة ولكنه لم يستمر ما أدى إلى عجز الميزانية، كما قامت إحدى الهيئات الخيرية بالتبرع بمبلغ 250 ألف درهم لكنه لا يسد مصاريف المركز التي تقدر بنحو 4 ملايين في السنة.
وأضاف عبيد أن فكرة إنشاء المركز جاءت رغبة في توفير عناء المشقة وايجاد متخصصين لعلاج أطفال الشلل الدماغي وايماناً منا بدور الأطفال في مجتمع لا يختلف فيه الأسوياء عن غيره، وأن الفئة المصابة بشلل دماغي هم من حديثي الولادة وحتى سن الرابعة عشرة، يشرف عليهم اخصائيون من ذوي الخبرة والمؤهلين علمياً في مجالات العلاج الحركي والوظيفي والنطقي.