التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الثالث )
من يحضر جلسات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم، يسر كثيرا ـ لأن المجتمعين يناقشون أفكارا في غاية الأهمية والجودة ، وعندما تلتفت إلى الميدان لاتجد شيئا مما قيل قد نفذ ، لماذا ؟، وعندما تقرأ بحثا تقدم به أحد المختصين في التوجيه والإرشاد تسر كذلك لما اشتمل عليه هذا البحث من أفكار تطويرية للتوجيه والإرشاد ، ولكن مع الأسف الشديد تبقى هذه الأفكار وهذه التوصيات مطمورة في ثنايا صفحات هذا البحث ، لقاءات تربوية وزيارات ميدانية واجتماعات وتعاميم لم أر في حياتي أكثر من اجتماعات وتعاميم وزارة التربية والتعليم ، ولكن أثرها ضعيف جدا ولا يصل للطالب منه شيئا ، لأن الميدان التربوي بوضعه الحالي لايخدم نجاح هذه البرامج 0
انبثق الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد من أحد اجتماعات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد ،بوزارة التربية والتعليم ،وهو من أبرز البرامج التي أنتجتها هذه الأسرة التي لم يستفد التوجيه والإرشاد من توصياتها شيئا، على الرغم مما تنفقه الوزارة على من يرشح لحضور اجتماعاتها من مختصين في الإرشاد مشرفين وأساتذة من الجامعات إلا أن هذه الاجتماعات لاتعدو أن تكون حبرا على ورق تحفظ في الأدراج ويعلوها الغبار شان الأبحاث المفيدة التي تتراكم في المكتبات دون أن يستفاد منها شيئا، من الغريب أن هناك توصيات جميلة تنبثق عن هذه الأسرة ولكنها لاتنفذ من بينها الميثاق الأخلاقي للمرشد الطلابي، فالذي قرأ هذا الميثاق يلاحظ أن ما يطبق في الميدان شيء وما يشتمل عليه هذا الميثاق شيء آخر ، لا أدري لماذا لانستفيد من خبرات غيرنا للتطوير والنهوض بالإرشاد ؟؟لاأريد أن أسرد ما أشتمل عليه هذا الميثاق فهو مطبوع طباعة جيدة ووزع على المدارس ولكني سوف أوضح حقيقة مهمة وهي التناقض العجيب بين ما أشتمل عليه هذا الميثاق وما يطبق في الواقع ولا أحد يناقش ذلك أو ينتبه إليه 0
من الذكريات الأليمة والعواصف الشديدة أن أحد المسئولين الكبار لما زار الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ، وزار وحدة الخدمات الإرشادية التي كانت في دور الإنشاء في الوزارة عام 1421ه ، وكانت هذه الوحدة قدمت خدمات جليلة في الميدان التربوي وهي أول مكان يمارس فيه الإرشاد بشكل عملي حقيقي ، فبدل أن يقدم لنا هذا المسئول الكبير التشجيع والدعم أو على الأقل السكوت إذا كان هذا الأمر لم يعجبه بل بالعكس دخل رافع الرأس ينظر إلى السماء وكأنه يحتقر من حوله ، ثم صب جام غضبه علينا في الوحدة وكأننا إرتكبنا جريمة كبرى لاتغتفر وكل ما فعلناه أننا كتبنا تقريرا عن الخدمات التي تقدمها الوحدات الإرشادية ورفعناه إلى معالي الوزير السابق ولم نمر عليه في مكتبه نطلب من سيادته الإذن بالدخول على معالي الوزير ، حتى أن احد الزملاء قال لهذا المسئول : الأفضل لك أن تضع على أفواهنا أقفالا حتى لانتكلم ،ونعبر عن رأينا طريقتك ليست بطريقة حوارية سليمة ، إنما هي طريقة تهجمية هدامة، فاستشاط غضبا ولم يستطع أن يدير الحوار في الاجتماع الذي عقد فيما بعد في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ،فوا لله مكنت سأذكر هذا الموقف المحبط ، ولكني أردت أنفس عما في نفسي على الأقل بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة ، وكانت عالقة في ذهني إلى اليوم وحتى أوضح للملأ بعض ما يحيط بالإرشاد من صعوبات الله بها عليم ، وحتى لايلوم الناس الزملاء في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد 0، ويعتقدون أن التقصير في الإرشاد منهم ، كما أني تمثلت بقول الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ######## فخير من إجابته السكوت 0
وقال آخر : إذا بليت بشخص لاخلاق له ###فكن كأن لم تسمع ولم يقل 0
القواعد التنظيمية وما أدراك ما القواعد التنظيمية الصادرة عام 1421ه ، عمل عليها أناس لايعرفون عن الإرشاد شيئا ولم يشارك فيها بعض مشرفي الإرشاد في الوزارة ، وكأن المرشد موظفا في المدرسة لاعمل له أو كما قالوا الإرشاد عمل من لاعمل أو وظيفة من لاوظيفة له ،أو أنه ترف مادي، فجعلوا المرشد في هذه القواعد ، يدرس حصص الانتظار ، ويراقب على التلاميذ في الاختبارات ، ويمتثل لأوامر مدير المدرسة حتى لوقال له المدير احضر الشاي فلا مانع وإذا امتنع قامت قيامة مدير المدرسة لأنه لم يتبع النظام وليس متعاونا مع إدارة المدرسة ، مع أن هذه الأعمال السابقة تتناقض مع عمله المهني ، بل إنها سوف تضع حاجزا متينا بين المرشد والطلاب ، والمرشد في أشد الحاجة ليثق فيه طلابه ليصارحوه بما يعتمل في نفوسهم 0
المرشد الطلابي يفترض فيه أنه لايعاقب الطلاب فما شأن الوزارة تضع لائحة للسلوك كلها عقاب ، بل والأدهى من ذلك كله أنها نسبت للإرشاد والإرشاد منها براء، مشرفو الإرشاد بالوزارة الآن يحاولون تعديل لائحة السلوك لتتمشى مع أخلاقيات الإرشاد ومع الميثاق الأخلاقي للإرشاد ومع ما يخدم الجوانب الإرشادية فيها0
كنت أقول أكثر من مرة أن الإرشاد لن يتطور مالم تتطور العملية التربوية كاملة ، وأن أي خلل في المدرسة سوف ينسحب على الإرشاد ، ومثال ذلك كثرة أعداد الطلاب بالمدرسة والمدرسة لايوجد بها إلا مرشد واحد ، فكيف يتصرف هذا المرشد مع المشكلات الكثيرة الصادرة من الطلاب ، علما بأن أغلب المعلمين منهكون من كثرة الحصص وتصحيح دفاتر الطلاب والإشراف اليومي ، فلا يوجد لديهم متسع من الوقت للتعاون مع المرشد ، كما أن المرشد بل المدرسة تعاني من ضعف الصلة بين المنزل والمدرسة ، هذا الضعف الذي يضاعف المشكلات السلوكية في المدرسة ويفاقمها ،و إذا كان المرشد لديه مجموعة من الطلاب يريد أن يعالجهم عن طريق جماعات النشاط ولكن النشاط المدرسي لايجد الدعم الكافي أو أن مبني المدرسة مستأجر لاملاعب ولا غرف كافية وزحمة الفصول الدراسية بالطلاب ، دخلت فصلا دراسيا في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض مكتظا بالطلاب حتى أن المعلم لايستطيع أن يتحرك داخل الفصل 0،ولا يوجد مختبرات ، والمكتبة لايوجد بها إلا النزر اليسير من الكتب أو أن الكتب لاتناسب المرحلة العمرية للطلاب ووو0000الخ 0
زرت انا وبعض زملائي في الإرشاد المدرسة الألمانية ، والذي لفت انتباهي في هذه المدرسة، الهدوء الذي يسود أجواءها وكأنه لايوجد بها طلاب ، كما لفت انتباهي أن أحد التلاميذ كان يقف منزويا حول الحائط ، فسألت احد المعلمين ؟ ما شأن هذا الطالب؟ فقال : إنه معاقب من قبل المعلم ، قلت ومذنبه؟ قال إنه نسي أن يحضر كتابه المدرسي ، قلت وما عقابه ؟ قال حرمناه هذا اليوم من دخول المكتبة ، فقلت في نفسي محروم من دخول المكتبة ، طلابنا يفرحون لو حرمناهم من دخول المكتبة ، شوفوا ياجماعة الفرق
0!!!
زرت أنا وأحد الزملاء المرشدين اللامعين المدرسة العالمية الأمريكية بالرياض ، لنرى كيف يقدم الإرشاد في المدرسة ونقارن بينه وبين ما لدينا ،وعندما دخلنا المدرسة عقدنا اجتماعا مع مرشدة المرحلة الأولية primary school وهي تحمل شهادة الماجستير في الإرشاد النفسي للأطفال، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها علينا ، كيف الإرشاد عندكم في المدارس السعودية ، فأخذ زميلي يتكلم عن الإرشاد في مدارسنا وأسهب في ذلك ، حتى أنها وضعت يديها على رأسها وقالت هذا كثير جدا ،وهل يستطيع المرشد أن يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ فقال زميلي: وماذا عن الإرشاد في المدارس الأمريكية؟ فقالت : عمل المرشد يتركز في ثلاثة أمور 1 -مع الطالب 2- مع المعلم 3- مع ولي أمر الطالب كما أن هناك حصة (إرشادية ) التدريس فيها عن طريق الفيديو في فصل دراسي خاص تعليم السلوك الجيد ، أما عملي مع أولياء أمور الطلاب فأنا أعلمهم كيف يتعاملون مع أطفالهم يشكل صحيح ، وأساعدهم في حل مشكلات أبنائهم أما عملي مع المعلمين ، فإنه عندما يحيل المعلم إلي طالبا ما ( مخالفا) أرسل للمعلم فيحضر فأعطيه بعض التعليمات التي يطبقها في الفصل للقضاء على مشكلة عدم الانضباط من ناحية وكيفية التغلب على المشكلات البسيطة التي تحدث من التلاميذ من ناحية أخرى، هذه مقارنة بسيطة بين الإرشاد في الولايات المتحدة وبين الإرشاد في مدارسنا السعودية التي فيها المرشد يراد منه أن يعمل كل شيء دون أن يجد أحدا يساعده ويأخذ بيده ، ومع هذا نحمله كثيرا مغبة فشل الإرشاد في مدرسته 0 والله أعلم 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

هل هناك فرق بين الخدمة الاجتماعية والإرشاد المدرسي ؟

<div tag="2|80|” >هل هناك فرق بين الخدمة الاجتماعية والإرشاد المدرسي ؟
هناك بعض الناس يعتقدون أن الخدمة الاجتماعية هي نفس الإرشاد المدرسي وأنه لافرق بينهما ، فكل منها خدمة تقدم للفرد للتغلب على ما يواجهه من مشكلات تكيفيه فالمرشد المدرسي يعمل في المدرسة كذلك الاختصاصي الاجتماعي يعمل في المدرسة أيضا فهما في نظر البعض وجهان لعملة واحدة ، غير أن البعض يرى غير ذلك فالاختصاصي الاجتماعي يختلف عن المرشد المدرسي ، ونحن في هذا المقال سوف نحاول أن نبين الفروق بينهما ، مع أننا سوف ننتهي إلى أن كلا منهما مكمل للآخر وهي نظرة تكاملية بعيدة عن التفريع والتقسيم، المهم خدمة الفرد أولا بغض النظر عن الأسلوب المتبع في ذلك 0
تقول الدكتورة سهام أبو عيطة في كتابها مبادئ الإرشاد النفسي الشارقة ص 328- ( بتصرف) (إن الخدمة الاجتماعية هي قلب المجتمع النابض وهي ضمير الأمة الذي يساعد الأفراد على التوافق بين الفرد و مجتمعه وهي تعنى بتقديم المساعدة الاجتماعية للفرد أو مساعدة الفقراء والمحتاجين ومن يتعرضون للكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات وحوادث الطائرات والغرقى وغيرهم كما أنها تسعى لتقديم مساعدات مختلفة على شكل مؤسسات خدمات الأسرة والطفولة ومؤسسات المساعدات الاقتصادية والمعونة على الزواج ومساعدة المسنين والعمل في المدارس والمصحات ودور الأحداث والسجون)0
إن دور الاختصاصي الاجتماعي في الولايات المتحدة واضح لاغبار عليه فهو منفصل تماما عن الخدمة الإرشادية التي تقدم في المدارس وليس للخدمة الاجتماعية علاقة بخدمات الإرشاد مثل علاقة الإرشاد بالتوجيه والطب النفسي 0
وتقول الدكتورة /سهام في كتابها المذكور آنفا ص328إن الخدمة الاجتماعية المدرسية خدمة متخصصة تشتمل على دراسة الحالة في مجال المنزل والمدرسة لمجموعة التلاميذ الذين لديهم مشكلات ترجع لظروف الأسرة والبيئة المحيطة بهم أما كدوشن 1972kadushinد ذكر أن الخدمة الاجتماعية تستخدم أسلوب دراسة الحالة الفردية لجمع المعلومات وتشخيص الحالة وأنها تقدم العلاج الذي يتعلق بالمساعدات الأسرية أو المالية أو الإيواء في مؤسسة ما، أما إذا كانت الحالة تحتاج إلى علاقة مباشرة مع الحالة بهدف تغيير أو تعديل سلوك أو شعور أو اتجاه فهنا تحول الحالة إلى المرشد المدرسي ، وهذا معناه وجود تكامل في الخدمة المقدمة للطالب أو الطالبة بين الخدمة الإرشادية و الخدمة الاجتماعية ، وتستطرد د0 سهام فتقول : يظهر الفرق بين الخدمة الاجتماعية المدرسية والإرشاد المدرسي في أسلوب خدمة الفرد وخدمة الجماعة وفي برامج إعداد العاملين في تقديم هذه الخدمات فيما نجد برامج المرشد المدرسي تؤكد على نظريات وأساليب وطرق تغيير وتعديل السلوك ، بهدف تنمية القدرات والميول والقيم والاتجاهات وبناء الشخصية وتكوينها والاستفادة من مصادر البيئة ، فإننا نجد في المقابل أن برامج إعداد الاختصاصي الاجتماعي المدرسي ، تركز على كيفية الاستفادة من مصادر البيئة في تسهيل عملية نمو الفرد وكيفية التعاون مع القائمين على إدارة مصادر البيئة في معالجة مشكلة الفرد )0
وعلى الرغم من تغيير مسمى المشرف الاجتماعي إلى المرشد الطلابي في مدارس المملكة العربية السعودية عام 1401إلا أن الخلط واضح بين الخدمات التي يقدمها المرشد الطلابي والخدمات التي يقدمما الاختصاصي الاجتماعي إذ أن البرامج التي تطبق الآن لاتزال تحمل سمات وملامح الخدمة الاجتماعية ، لأن الذين وضعوا الخدمات الإرشادية في المملكة أصلا متخصصون في الخدمة الاجتماعية واستمرت هذه الخدمات على ماهي عليه حتى يومنا هذا على الرغم أن مشرفي الإرشاد بالوزارة يحملون مؤهلات عالية في الإرشاد التربوي والنفسي ، أنا لااقول كل الخدمات ولكن أغلبها ، وقدم المشرفون على الإرشاد بالوزارة الموقرة تحسينات جميلة ، لكن لايزال الخلط واضحا والرؤية غير واضحة ، حتى يومنا هذا ، بسبب صعوبة تطبيق الخدمات الإرشادية كما هو معروف في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة ، أما في الكويت فلا يزال المشرف الاجتماعي يعمل في مدارس الكويت ولم يطبق الإرشاد إلا في نظام المقررا ت عندما وجد المختص في الإرشاد وأعتقد أن البحرين والأمارات العربية المتحدة وقطر تسير في نفس الخط الذي تسير فيه دولة الكويت ، أما السعودية فجميع المرشدين في المدارس يطبقون خططا في أصلها من إعداد أساتذة كانوا يعملون في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد وهم مختصون في الخدمة الاجتماعية 0
كنت قد حضرت محاضرة للدكتور / سامي الدامغ أستاذ الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود تحدث فيها عن عناصر خدمة الفرد وما لفت نظري في محاضرته أنه قال إن علماء الخدمة الاجتماعية يركزون على مرحلتي جمع المعلومات والتشخيص في دراسة الحالة بينما العلاج لاينال الاهتمام الذي يناله التشخيص وجمع المعلومات ، وبعد ذلك حصلت مداخلة للدكتور / عبدا لمجيد طاش أستاذ في جامعة الإمام /كلية العلوم الاجتماعية إذقال : إن الخدمة الاجتماعية يمكن أن تستعين بمفاهيم الإرشاد النفسي فيما يتعلق بالعلاج ، فهناك نظريات عدة مفيدة في هذا المجال مثل النظرية السلوكية ونظرية الذات ونظرية السمات والعوامل والنظرية الإنسانية وغيرها ، وأنا أقول : إن الإرشاد النفسي استعار من الخدمة الاجتماعية دراسة الحالة كما استعار الإرشاد النفسي من الطب العام كلمة ( التشخيص) 0
أنا أرى وهذا رأيي الخاص أن العلاج الاجتماعي من أهم طرق العلاج ولعل مصداق ما أقول أن الحدث إذا خرج من دار الملاحظة الاجتماعية وعاد لبيئته الأولى ينتكس ، والمريض إذا خرج من المستشفى أيضا ينتكس ويعود إليه المرض لأنه عاد إلى البيئة التي كانت من أهم الأسباب التي أدت به إلى المرض النفسي ، معنى ذلك أن الاختصاصي الاجتماعي دوره مهم جدا في العلاج النفسي ، فالأدوية النفسية لانتفع إذا لم يصاحبها علاج اجتماعي ، والله ولي التوفيق 0

بارك الله لك على الموضوع القيم …و الشرح المفصل و التوضيح المميز ..
أسوار ——– تشرفت بدخولك إلى متصفحي ، الله يعطيك العافية 0
الاستاذ ابراهيم
من زمن طويل وانا استفيد من كتاباتك في منتديات سعودية
ونشاطك الكبير ملحوظ للقاصي والداني
اشكرك جزيلا
أخي الكريم / جمال فيصل —————– شكرا لك على شعورك الطيب وانا سعيد جدا باستفادتك وغيرك مما أكتب وأسعد اكثر بمشاركتي في مدونة الشارقة بلدي الثاني / لك من اخيك اطيب تحية 0
موضوعك جميل ومفيد..ربما لو تغير المسمى… تتغير نظرة الناس إلى المهنه…لإن مسمى المرشد المدرسي أكثر وضوحا وتحديدا…
ولد الولد ——————— سلمه الله —-اسعدني حضورك ، وأنا أتفق معك لو تغير المسمى لكان أشمل ففي المملكة العربية السعودية يوجد مرشد طلابي ومرشده طلابية في المدارس ولايوجد إختصاصي أجتماعي إلا في وزارة الصحة ومركز الأمير سلمان الاجتماعي ووزارة الشئون الاجتماعية ودا ر الملاحظة الاجتماعية ودار التوجيه الاجتماعي 000تقبل تحياتي وتقديري 0
مشششششششششكووور وجزاك الله خيرا
مشششششششششكوووووووووووورررررررررر
مشششششششششششششششششششكككككككككككككككككككككووووووووو ووووووررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مششششششششششششششككووووووووووووررررررررررر
مشكوووووووررررررررررررر
أخي الكريم / الغامر العنيد ——————– سلمه الله
أشكرك بالغ الشكر على تفضلك بالرد على مقالي ، الله يعطيك العافية ودمت في حفظ الله 0
جزاك الله خير

انا اشهد بان جميع موضوعاتك فيها الكثير من الفائدة و انصح الجميع بالتطلع عليها

حتى ان تطلع على موضوع من موضوعاتك تاتي له الفضوليه لمتابعة جميع مواضيعك

مع التحيات ( فيلسوفة زماني)

فيلسووفة زماني ——————-سلمها الله —تشرفت بحضورك ، وشكرا لك على تعليقك الجميل ،لك مني أطيب المنى وأزكى تحية 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >
رحلتي مع الإرشاد ( 32)
لايزال اللبس يسيطر على البعض حول الفرق بين عمل المرشد الطلابي والاختصاصي الاجتماعي وهل عملهما واحد ؟ طبعا هناك فرق بين الاختصاصي الاجتماعي والمرشد الطلابي ، مع أن الإرشاد استعار دراسة الحالة من الخدمة الاجتماعية ، هما يتفقان بأن كلا منهما خدمة للفرد وموضوعهما دراسة السلوك الإنساني ولكن الاختصاصي الاجتماعي يرى أن علاج مشكلة الفرد تكون بالتأثير في بيئة الفرد ، فمتى ما تحسنت بيئة الفرد زالت مشكلته أو خفت معاناته ، أما المرشد الطلابي فهو يرى أن المشكلة في ذات الفرد وأنه يتعرض إلى ضغوط نفسية ، تؤدي به إلى أنه ينظر إلى ذاته بدونية وشعور بالذنب وعدم ثقة في النفس ، وأن مسئولية المرشد إعادة بناء شخصية الفرد ولكن الذي يقوم بإعادة بناء شخصية الفرد المسترشد نفسه بمساعدة المرشد ، إذا الاختلاف بينهما اختلاف في التوجه اختلاف في التأهيل وأنا في نظري أن كلا منهما مكمل للآخر ، مع أن الاختصاصي الاجتماعي في أمريكا مختلف تماما في عمله عن المرشد المدرسي وأنا قلت المرشد المدرسي لأنه لايوجد مسمى مرشد طلابي إلا لدينا في المملكة العربية السعودية ، أما الاختصاصيون الاجتماعيون في أمريكا فيعملون في دور الأحداث والسجون ودور العجزة وتتجسد مهامهم عند نزول الكوارث والأحداث والحروب ومساعدة المحتاجين والمعوزين والمسنين والأحداث وأسر المسجونين 0
في الحقيقة لايزال مفهوم الإرشاد فيه غموض ، مع أنه عمل إنساني ، إلا أن الخلاف من يقوم بهذا العمل ؟ وأنا في نظري أن أقرب التخصصات لعمل المرشد الطلابي في المدرسة تخصص علم النفس والخدمة الاجتماعية ، على أن يدرب الاختصاصي الاجتماعي على كيفية تطبيق الاختيارات النفسية على الطلاب وعلى كيفية الاستفادة من نظريات الإرشاد التي تفسر السلوك الإنساني ، اعتقد أن الاختصاصي الاجتماعي بحاجة إلى دورات تركز على تقنيات الإرشاد ، ولقد نظمت بعض الجامعات دبلوما في الإرشاد للمرشدين في المدارس ، ولكن هذا الدبلوم تعثر كثيرا لعدة أسباب ، السبب الأول أن الجامعة اشترطت للالتحاق بهذا الدبلوم أن يكون المتقد م ممن حصل على شهادة البيكالريوس في علم النفس أو الخدمة الاجتماعية ، ولكن وزارة التربية والتعليم لم تلتزم بهذا الشرط فتوقفت الجامعات عن العمل بهذا الدبلوم ، المشكلة الأخرى في هذا الدبلوم ، أن من درسوا في هذا الدبلوم وحصلوا على شهادته كانت دراستهم نظرية فالجانب الميداني والتطبيقي فيه ضعيف جدا والمرشد بحاجة ماسة إلى التدريب الميداني أكثر من حاجته إلى التنظير ، كما أن عددا كبيرا ممن حصلوا على هذا الدبلوم لم يمارسوا الإرشاد في المدراس بل عادوا إلى مدارسهم وكلاء أو مديرين ، كأن هذا الدبلوم هو الأمل الوحيد للمرشدين لكي يستفيدوا منه في مجال عملهم ولكن مع الأسف كانت النتيجة غير طيبة 0
أتذكر أن هناك اقتراح بفتح قسم خاص بكليات المعلمين يلتحق به الدارسون من المعلمين الذين لم يكملوا أربع سنوات في دراستهم بكلية المعلمين وتكون مدة الدراسة في مجال الإرشاد سنتين يحصل بعدها الدارس على البيكالريوس في الإرشاد من كلية المعلمين ، وحصل أخذ ورد حول هذا الموضوع ، ولكن كالعادة الموضوعات المهمة والهادفة تقبر في التراب ولا ترى النور مثل اختبار وكسلر للأطفال والبالغين الذي تبنته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، وأشرفت عليه جامعة الملك سعود /قسم علم النفس وخسر عليه مبالغ طائلة ولكن ما النتيجة؟ 0
طرح أحد الإخوة المرشدين في المنتدى فكرة مناقشة حالة ما حدثت في مدرسته وطريقته في علاجها وأحب هو أن يعرف رأي الزملاء من مختصين وغيرهم في طريقة علاجه لهذه المشكلة ، وقد قمت بالردعليه كالتالي :

الأخ الكريم / مرشد طموح —————– أشكرك من الأعماق على هذه الفكرة الرائعة وهي استعراض بعض الحالات والمواقف التي تحدث في المدرسة وكيفية تصرف المرشد معها ، ربما أحد الإخوان يطرح فكرة تساعد في حل بعض مشكلات الطلاب ، أرجو من الإخوان المرشدين والأخوات المرشدات المبادرة بعرض بعض ما يواجههم في المدرسة من مشكلات ، لإمكانية مناقشتها في هذا المنتدى العملاق ، لكني أرجو من المرشد الذي يطرح المشكلة ويبين طريقة علاجه لها الا يتسرع في العلاج قبل فهم المشكلة تماما ففهم مشكلة الطالب أهم من العلاج نفسه ، ربما يبدأ أحد المرشدين أو المرشدات بعلاج مشكلة خطأ فيكون مثل الذي أراد طبه فأعماه ، ربما تصرف الوكيل أو المرشد تصرفا يؤدي إل تفاقم المشكلة ، فالمشكلات التي تحدث بين الطلاب أو الطالبات حساسة جدا ينبغي التريث في علاجها ، كما أنه يجب على المرشد الذي يطرح مشكلة ما ويوضح طريقته في علاجها ألايزعل حينما يوجه له بعض النقد في أسلوبه أو طريقته يجب أن تكون الروح التي نناقش بها مشكلاتنا روحا علمية تقبل النقد والنقاش الهادف،وتقبل مني خالص الود والتقدير 0
أعظم معاناة كنت قد عانيتها عندما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض ، شعوري أنني رئيس لقسم القبول والتسجيل وليس لقسم التوجيه والإرشاد ، فكنا نعاني أنا زملائي من وضعنا السيئ في القسم ، فالمشرفون في القسم لايمارسون عملهم الفني الإرشادي الصحيح مع المرشدين لقلتهم وعدم تفرغهم ، فعملهم في القسم عمل إداري بحت ، المشكلة الحقيقية عندما يحيل إلينا مدير شئون الطلاب مشكلة طالب ويطالب دراستها بدقة والجو الإرشادي معتم والمشرف لايستطيع دراسة حالة طالب ما فالطلاب المعيدون يحتاجون لدراسة أسباب إعاد تهم ألا يوجد لديهم مشاكل لم تحل فأثرت على دراستهم فلم يستطيعوا النجاح ؟، ألا يوجد بين الطلاب من يعاني من مشكلات نفسية واجتماعية تحتاج إلى دراسة؟ ، أعمال القسم لاتخرج عن إرسال تعاميم للمدارس ونقل المرشدين وتوجيههم للمدارس وتنظيم زيارات المشرفين للمدارس وتقويم المرشدين وتلقي ما يرسل للقسم مثل إعطاء فرصة ثالثة لطالب معيد سنتين ، وتوزيع النسبة نسبة غير السعوديين ،وتلقي سيل من التعاميم من الوزارة والتي تأمر بالتنفيذ ( الوزارة تخطط وا لإدارات التعليمية تشرف والمدارس تنفذ) فمشاكل شئون الطلاب تصب في قسم التوجيه والإرشاد مع قلة الإمكانات والصلاحيات ، هذا وضع قسم التوجيه والإرشاد عندما كنت رئيسا له ، أما اليوم فلا علم لي بظروف القسم ولعل الحال قد تغيرت يامغير الأحوال ، والله المستعان 0

شكرا عالموضوع الطيب

والسموحة

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

مفهوم الإرشاد الوقائي

<div tag="7|80|” >مفهوم الإرشاد الوقائي
الإرشاد المعمول به في مدارسنا في التعليم العام هو من قبيل الإرشاد الوقائي ، لكن ماهو تعريف الإرشاد الوقائي ؟, وهل هوأفضل من الإرشاد العلاجي أ والإرشاد الإنمائي؟ أم أن بينهما صلة وثيقة ؟، هذا ما سأوضحه الآن في هذا المقال- بإذن الله الله – الإرشاد الوقائي:مشتق من مقولة معروفة هي الشارقة الوقاية خير من العلاج )وقولهم : ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) وقول الله تبارك وتعالى: ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) التحريم (6)،وعلى هذا فإن الإرشاد الوقائي هو: منع المشكلة قبل أن تحدث أما إذا حدثت فالوضع يتغير إلى إرشاد علاجي ، معنى هذا أن الإرشاد الوقائي يسبق الإرشاد العلاجي والمشكلة لاتحدث إلا بانعدام الوقاية منها لذا فأيهما أفضل أن أقي مجموعة كبيرة من الطلاب من الوقوع في المشكلات مثل مشكلتي التدخين والمخدرات من أن أعالج شخصا يمارس التدخين أ ويتعاطى المخدرات ،وربما علاجي لهذه المشكلة لاينجح أو ينجح بعد جهد وتعب وضياع للوقت والمشاكل لاتكون في المدرسة إلا بضعف الإرشاد الوقائي المتمثل في وجود ندوات ومحاضرات وبرشورات وبنرات وصحف ومجلات تثقف الطلاب وتوعيهم بالأخطار المحدقه بهم ، بممارسة أسلوب الحوار والنقاش من خلال الندوات وورش العمل كما أن ممارسة المعلمين للأساليب التربوية الصحيحة مع الطلاب نوع من الوقاية لهم من الوقوع في برائن الرذيلة أو الأمراض النفسية لذا فيجب أن ندرك المعنى الذي أراده الشاعر العربي بقوله :
جروح السيف تدملها فتبرى *** وجرح القلب ماجرح اللسان
الكلمة النابية والسخرية والتلفظ بألفاظ جارحه على الطلاب ينفذ سمومها إلى قلوبهم وتجرح مشاعرهم فلاينسوها مع الزمن لذا فإن على المعلم أوالمعلمة أن يحفظوا ألسنتهم من التلفظ بألفاظ نابية اقل مافيها أنها تعمل على رفض الطالب أو الطالبة للمدرسة ، ومن ثم يضيع بسببها مستقبل الطالب أو الطالبة .
الإرشاد الوقائي أنواعه ثلاثة .:
1. إرشاد قبل حدوث المشكلة ، للحيلولة دون وقوعها وهذا النوع أفضل أنواع الإرشاد الوقائي ..
2. إرشاد أثناء وقوع المشكلة أو في بدايتها لئلا تتطور وطبعا هذاالنوع يأتي في الدرجة الثانية .
3. إرشاد بعد علاج المشكلة للتخفيف من آثارها السيئة على نفسية الطالب أو الطالبه مساعدة الطالب أو الطالبة على التكيف مع وضعه الاجتماعي .
أما الإرشاد الإنمائي ( الإنشائي ) فهو رعاية النمو السليم لئلا تعترضه مشكلة من مشاكل النمو فتحد من نمو الطفل النفسي والاجتماعي ( الحصانة النفسية)، كماأنه يدخل من ضمن الإرشاد الإنمائي تنمية مهارات الطلاب وهواياتهم بإتاحة الفرصة لهم للتحدث والحوار والمناقشة وتنمية ثقتهم بأنفسهم بتكليفهم بأعمال هادفه تعودهم على المسئولية وتزيل الخوف من نفوسهم ، كما أن للتشجيع والمنافسة وإقامة المعارض التي بعرض فيها انتاج الطلاب دوراها ما في رعاية مواهبهم .
سأضرب لك أخي القارئ العزيز أختي القارئة العزيزة مثالا تتجمع فيه المناهج الثلاثة للإرشاد ( المنهج الوقائي –المنهج العلاجي –المنهج الإنمائي) زيادة في توضح مفهوم الإرشاد الوقائي ، سمير ابن العاشرة شمت والدته رائحة الدخان في ثيابه ، ولكنها لم تتسرع في اتهامه بأنه مدخن بل صبرت حتى شاهدته مرة يدخن ، فسمير يبدو أنه لم يتلق من والديه ولامن معلميه توجيات تحذيرية تبين أضرار الدخان على الصحة ووالده كان مهملا له فقد تركه يصاحب من يشاء دون تمحيص وتدقيق بمن يصاحبهم ولم يتأكد من أخلاقياتهم وسلوكياتهم ربما هم الذين جروه إلى تعاطي التدخين إذن ألأساليب الوقائية مفقوده ولم يستفد منها سمير شيئا( فالصاحب ساحب) كما يقولون ، علاوة إلى أنه يشاهد والده يدخن ، ووالده هو قدوته ومثله الأعلى عندها فكر سمير وقال مادام والدي يدخن فالدخان شيء عادي وطبيعي فلم لاأدخن ؟مثل أصدقائي لأثبت للناس أنني رجل ، بعد أن لاحظ المرشد بمدرسة سمير أن سمير أصبح من المدخنين حاول مساعدته ليخفف من تعاطيه للتدخين قبل أن يستفحل الأمر ويصبح من الصعب عليه التوقف عن التدخين بعد أن كون عاده وهذا طبعا جانب وقائي ، ثم تبدأ مرحلة العلاج يمكن أن يستخدم مع سمير طريقة العلاج بالإكراه وهو أنه كلما شرع سمير بتدخين سيجاره أسقي مادة تسبب له القيء ولكنها لاتؤذيه بل تكرهه بالتدخين .
وكما تلاحظ أخي القارئ أختي القارئة أن مناهج واستراتيجيات الإرشاد متداخلة ، يخدم أولها ثانيها ويتصل ثالثها بثانيها ، وأستطيع أرتبها ترتيبا منطقيا كالتالي 1- إرشاد وقائي 2-إرشاد علاجي 3- إرشاد نمائي ،مثل الطالب الذي يعاني من فقدان الثقة في النفس فإن على المرشد أن ينمي ويزع الثقة في نفس الطالب وكأن تنمية الشخصية وتطوير الثقة بالنفس جانبا علاجيا كما أنه يجب ألا يغيب عن البال أن الإرشاد الإنمائي ليس مرتبطا ارتباطا تاما بالإرشاد العلاجي بمقدار ارتباطه بالطالب نفسه فكل طالب أو طالبه لديهما مواهب تحتاج هذه المواهب إلى اكتشاف وتحتاج إلى صقل ورعاية وتشجيع ، وأن إهمال مثل هذه المواهب إنماهو إهمال للذهب في باطن الأرض ، وعدم الاستفادة منه والله الموفق إلى سواء السبيل .

أشكرك على المعلومات القيمة
في انتظار جديدك

أم غلاتي ——————-شكرا على حضورك ، الله يعطيك العافية تقبلي خالص تحياتي وتقديري.
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الرابع )
كنت في زيارة توجيهية لإحدى ضواحي مدينة الرياض ( تبراك ) وزرت مدرسة تبراك الابتدائية وفي أثناء زيارتي وقفت على أحد الفصول أعتقد أنه الصف الثالث ابتدائي وكان المعلم يدرس مادة العلوم وكان يشرح للتلاميذ أجزاء النبتة: الجذور والساق والأوراق وبعد انتهاء هذا المعلم من الشرح داخل الفصل أخذ التلاميذ إلى حديقة المدرسة ثم أخذ يكرر عليهم ما سبق له شرحه بالفصل ولكن على الطبيعة وبشكل عملي فشاهد التلاميذ أجزاء النبتة ، وفي نهاية الحصة طالبهم باستزراع نبتة في منازلهم ، أنا شخصيا أعجبتني طريقة هذا المعلم الذي لم يقصر شرحه على السبورة والطباشير كغيره من بعض المعلمين ، الذين لاتدري من أي باب ولجوا إلى مهنة التعليم، للمعلومية هذا المعلم جنسيته ( تونسي) وقد عين في مدرسة تبراك على زعم من إدارة التربية التعليم أنه لايوجد له مكان داخل مدينة الرياض ، لماذا لاينظر إلى الكفاءات ويتم تشجيعها لتخلص في عملها ؟ سيقول قائل وما علاقة ذلك برحلتك في عالم الإرشاد؟ أقول: إن هناك علاقة قوية جدا بين ما يفعله المعلم داخل الفصل وما يقوم به المرشد داخل المدرسة إن عملهما واحد/ المعلم يعلم المواد والمرشد يعلم السلوك الجيد هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن أمثال هذا المعلم المخلص يعين المرشد في عملة بشكل غير مباشر ، لأن مثل هذا المعلم تقل لديه نسبة الرسوب من الطلاب لذا لن يجد المرشد عناء ومشقة في دراسة أسباب ضعف طلاب أمثال هذا المعلم، أما الطلاب الذين يعانون من صعوبة تكيف مع بعض المعلمين إما من تقصير في المادة العلمية أو ضعف في شخصية المعلم أو عدم قدرة على توصيل المادة العلمية للطلاب أو عدم رغبة في مهنة التدريس فإن المرشد الطلابي سيعاني كثيرا مع أمثال هؤلاء –أعانه الله- 0
الزيارة الثانية كانت لمدرسة حضار الابتدائية ، هذه المدرسة لاتزال ذكراها الطيبة عالقة في ذهني إلى اليوم على الرغم أنه مضي على هذه الزيارة أكثر من 12 عاما ، لكن الأثر الطيب يبقي دائما محفورا في الذاكرة، فمن أجمل مالاحظته في هذا المدرسة تعاون معلميها مع الإدارة المدرسية وإحساس الزائر أنه يعيش مع أهله وأحبابه ومما لفت نظري في الواقع عندما زرت تلاميذ الصف الأول في الفصل الدراسي الأول ، فوجدت مدرسا في غاية الروعة ، كيف ؟ لاحظت أن طلبة الصف الأول يقرؤون الكلمات والحروف على الرغم من أنه لم يمض من العام الدراسي إلا شهران ، كان المعلم يقيم التلاميذ واحداواحدا أمام السبورة فيقرأ الطالب مما كتب على ورقة مقواة ،ويشير إلى بعض الكلمات التي يقرأها بعصا في يده، قلت في نفسي لماذا لاأختار أنا عددا من التلاميذ للتحقق من أنهم فعلا يستطيعون القراءة؟ ففعلت ، فصاروا فعلا يستطيعون القراءة في هذا الوقت المبكر من العام الدراسي ، فأدهشني ذلك!! فتمنيت لو أن هذه المدرسة قريبة من منزلي لأدخلت ابني فيها ، فلن أجد أفضل منها علما بأنها مدرسة حكومية، المحير في الأمر أن هذا المعلم تخصصه أساسا تربية فنية ، وقد نقل من وسط مدينة الرياض إلى ضواحي الرياض ، إذ أشترط عليه الإشراف التربوي إما أن ينقل خارج الرياَض أو يلغى عقده لأنه غير سعودي فصار من حظ مدرسة حضار الابتدائية خارج مدينة الرياض، هكذا في عالمنا العربي تشجع المواهب ، في الولايات المتحدة لا يهتمون بالشهادات إنما يهتمون بالكفاءات ، أما نحن في العالم العربي فنهتم بكلمة (د) حتى ولو كان حاملها لايفقه شيئا في مادة تخصصه لا أعمم ذلك بل إن هناك من يحمل شهادة الدكتوراه حقا وحقيقة، ولكن البعض مع الأسف لاأدري كيف حصل عليها 0
مما يضايقني كثيرا ما أسمعه من بعض الزملاء المشرفين مثلي ممن يشتركون معي في المعاناة أن أحد المشرفين قال لي يوما ما ، إن المرشد الطلابي بمدرسة ما ، حول إليه مدير المدرسة طالبا يلاحظ عليه شيئا من عدم الانضباط السلوكي ، يقول المرشد ، فدخلت أنا والطالب في غرفة الإرشاد والمدير جلس خارج الغرفة ، ينتظر نتيجة المقابلة ، يقول والكلام للمرشد لما انتهيت من مقابلة الطالب وخرج الطالب من عندي وذهب لفصله ، دخل علي المدير وقال : هاه بشر عسى مشكلة الطالب انحلت !!!! هذه يا أخي أمية الإرشاد المرشد لايحل المشكلات وليس لديه يد سحرية يستطيع أن يمسح بها على الطالب وتنتهي مشكلته ، الإرشاد يساعد الطالب في التغلب على مشكلته يفتح أمامه الباب ليفكر في واقعه ، المرشد بساعد الطالب ليقترح الحلول المناسبة لمشكلته ، المرشد ليس لديه حلول جاهزة يقدمها لطلابه ، يجب أن نفهم جيدا ماهو الإرشاد ؟ لكن مع الأسف الشديد من يقرأ عن الإرشاد وغيره قليل وهذه آفة مجتمعاتنا العربية 0
كنت في زيارة لمدرسة متوسطة في جنوب الرياض ، وقد قمت بمقابلة المرشد كالعادة في مكتبه، ومن عادتي أن أسأل المرشد عن المعوقات التي تنتاب عمله الإرشادي في بداية المقابلة، فقال لي كما تشاهد يا أستاذ إبراهيم أنا ليس لي غرفة مستقلة ، لذا ليس لدي خصوصية ، قلت : ولم ؟ قال : المدير يقول لي لاتغلق الباب عندما يدخل عندك الطالب ، كما أن الوكيل يشترك معي في نفس الغرفة ، فالطالب عندما يراجعني في مكتبي لا يملك الجرأة للحديث معي إلا إذا كنت منفردا ، طبعا هذه عقبة يواجهها كثير من المرشدين في المدارس وهي فقدان الثقة والاشتراك معه في غرفة واحدة ، يشتكي بعض مديري المدارس بأن غرف المدرسة قليلة ، ولكن أنا في نظري ليس هذا هوا لسبب ، إنما السبب هو عد م الثقة في المرشد ، فأقول لمثل هذا المدير إذا كنت لاتثق في مثل هذا المرشد فمن الأفضل نقله عنك إلى مدرسة أخرى ، أما أن يكون الوضع بهذه الحالة فهذا إعاقة للعملية الإرشادية 0
من أسوأ ما يواجهه المشرفين في زياراتهم للمدارس أن ينفذ المشرف أمورا هو عير مقتنع بها مثال ذلك ، كنت مشرفا للإرشاد في أحد مراكز الإشراف بمدينة الرياض، فأعطيت استمارة لتدوين المعلومات التي ترغبها إدارة المركز ، نظرت لهذه الاستمارة ، فوجدت هذه الاستمارة عبارة عن طلب معلومات لأمور لاعلاقة لها بتخصص الإرشاد إنما هي أمور إدارية تتعلق بالصيانة والتأكد من سلامة الحمامات – أكرمكم الله – وليس فيها ما يشير إلى إبداعات المدرسة ونشاطها ، المهم ليست هذه المشكلة، المشكلة شعور كثير من مديري المدارس أننا نأتي للمدرسة لننقب عن الأخطاء نأخذ السلبيات ليطلع عليها مدير المركز ولا نأبه بالحسنات أو الإيجابيات ، أحد الزملاء لما سلمه مدير المركز مثل هذه الاستمارة قال له أي المشرف تريدني أن أحضر لك الإيجابيات أيضا قال (لا) بل أحضر السلبيات فقط ، فرد على مدير المركز الاستمارة وقال له هذا ليس بإنصاف ،وليس هذا عملي فزعل مدير المركز 0
وفي ختام جولتي هذه كان بودي أن أتحدث عن ذكرياتي الجميلة أثناء عملي في الإشراف ، ولكن الذكريات غير السارة هي التي تتغلب وتحاول أن تبرز دائما ، وهذا هو الشيء الذي يزعجني ويزعج كل غيور على التعليم ، فالبيئة الإرشادية في أغلب مدارسنا اليوم معدومة ، وكل يفسر عمل المرشد كما يريد، والله المستعان و الموفق إلى سواء السبيل 0

جزاك الله خيرا
وكل عام وانتم بخير
موضوع قيّم وجزيت الخير
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="6|80|” >رحلتي مع الإرشاد (18)
كانت الحاجة ملحة لتطوير برامج التوجيه والإرشاد العملي ، وكنا مع زملائي في الإرشاد نحاول قدر المستطاع تطوير هذا العمل البناء ، وقد استبشرنا خيرا عندما تبنت مدينة الملك عبد العزيز تقنين أحد الاختبارات المشهورة في علم النفس وهو اختبار وكسلر للأطفال والراشدين ،تبنت المدينة تمويل هذا البرنامج الجميل الذي سيدعم ويحقق أهم أهداف التوجيه والإرشاد هذا الهدف هو : اكتشاف قدرات واستعدادات الطلاب وتوجيههم إلى الدراسة التي تتناسب مع قدراتهم وميلهم ،لأن المرشدين والمرشدات في المدارس بحاجة ماسة لمن يساعدهم في تحقيق هذا الهدف ، لكي يبتعدوا عن الحدس والتخمين في توزيع الطلاب على التخصصات العلمية والإنسانية ، إذ الاعتماد كله ينصب على درجات الطلاب في الصف الأول ثانوي مع أن هذا المحك غير سليم لفقدانه المصداقية والموضوعية والثبات ، على أي حال كلفت المدينة جامعة الملك سعود ممثلة في قسم علم النفس برئاسة الدكتور عبد الله النافع (الباحث الرئيسي ) ومعه زميل في نفس التخصص (القياس النفسي ) الدكتور /عبدا لله القاطعي ، ورشح لهذا العمل 10 مرشدين و10مرشدات وفرغوا لمدة 4سنوات وتم العمل على هذا المشروع ، ولكننا إلى هذه الساعة لاندري مامصير هذا الاختبار ؟ فلم يستفد الإرشاد منه شيئا مع أنه يمكن الاستفادة من هؤلاء الذين عملوا على هذا الاختبار بتدريب غيرهم من المرشدين والمرشدات ولكن =مع الأسف الشديد – أموال تنفق وجهود تبذل بدون فائدة الدول المتقدمة تشكل هناك لجان يبدأ عملها بانتهاء مثل هذه المشاريع والأبحاث فتعمل على تحقيق وتنفيذ توصياتها أما نحن في العالم الثالث فيأكل جهودنا وأموالنا التراب على رفوف المكتبات !!!!0
لماذا لانستفيد من الأبحاث والاختبارات النفسية المعدة من قبل الباحثين والدارسين في مجال علم النفس ؟، ما دمنا نقول إن الإرشاد تطبيق لمبادئ علم النفس كان من أهدافنا عندما هممنا بإنشاء وحدات الخدمات الإرشادية أن نركز على هذا الجانب ، ويوجد والحمد لله في بعض الوحدات الإرشادية مختصون في القياس النفسي لديهم اختبارات في الذكاء يطبقونها على بعض الحالات التي تردهم من المدارس ، لكني لاأزال أقول : إن الاستفادة من هذه الاختبارات لايزال محدودا ، وإني لأرجو أن يتنبه لهذه النقطة عدد من المختصين في القياس النفسي ويولوها اهتمامهم 0
فيه مرة من المرات زرت مستشفى الملك عبد العزيز بالرياض ( المستشفى الجامعي) عيادة النطق والتخاطب وزرت الاختصاصي النفسي في المستشفى ، وبالصدفة كان يطبق اختبار بينيه على أحد الأطفال ، فلا حظت أن أحد كروت الاختبار رسم عليه رجل صعيدي بعمامته ، وكرت آخر رسم عليه أهرام الجيزة الثلاثة فأدركت أن هذا الاختبار مترجم ولكن بلهجة مصرية ، والسؤال ، هل سيفهم هذا الطفل اللجة المصرية وهو سعودي ؟، الشيء الآخر هل يعرف هذا الصبي أهرام الجيزة الثلاثة وهل شاهدها من قبل ؟ طبعا لا فأين المصداقية لهذا ؟الاختبار، وهل سيقيس ما وضع له أم سيكون مضللا ؟، هذه هي نوعية الاختبارات التي تطبق الآن في العيادات النفسية 0
الاختيار النفسي لابد أن يكون نابعا من البيئة التي عاش فيها من تطبق عليه ، وإلا لن يكون صادقا ، بالمناسبة هناك قصة طريفة حدثت لمدرس تربية فنية تخرج من جامعة الملك سعود قسم التربية الفنية وعين مدرسا للتربية الفنية في قرية في شمال المملكة قرية اسمها (قبة) شمال الأرطاوية ، دخل هذا المدرس على طلاب الصف الأول متوسط وكان معه صورة لبرج الرياض وقبل أن يطلب منهم رسمه سألهم عنه ، فقال أحد الطلاب ( أبك يا أستاذ هذا محقان اللبن ) أبك لهجة البادية ومحقان اللبن عبارة عن أداة تحقن بها المرأة اللبن في القربة أو الصميل الذي يوضع فيه اللبن ، الطالب لم ير برج مياه الرياض ، ولكنه لايعرف إلا ماهوموجود في بيئته وعلى ذلك قس 00 والله اعلم 0

عرض رائع ومتميز
جزاك الله خيراً أخي الفاضل إبراهيم
وبارك الله فيك
(الساعة لاندري مامصير هذا الاختبار ؟ فلم يستفد الإرشاد منه شيئا مع أنه يمكن الاستفادة من هؤلاء الذين عملوا على هذا الاختبار بتدريب غيرهم من المرشدين والمرشدات ولكن =مع الأسف الشديد – أموال تنفق وجهود تبذل بدون فائدة الدول المتقدمة تشكل هناك لجان يبدأ عملها بانتهاء مثل هذه المشاريع والأبحاث فتعمل على تحقيق وتنفيذ توصياتها أما نحن في العالم الثالث فيأكل جهودنا وأموالنا التراب على رفوف المكتبات !!!!0)

وما خفي كان اعظم . ولكن يجب علينا ان نوصل صوتنا للمسئولين لعل وعسى ان يرى هذا المشروع النور .
جزاك الله خيرا اخي ابراهيم

معتز غباشي ———– النبض الصادق —————- سلمهما الله 0
أشكركما على المداخلة ، الله يعطيكما العافية أسعدني حضوركما0
جزيت خيرا على هذا الطرح الجميل
<div tag="8|80|” >

بارك الله فيك أخي إبراهيم وجعله في ميزان حسناتك
نبيل—————-محمد النادي ————— سلمهما الله
أشكركما على حضوركما وتعليقاتكما الطيبة دمتما في حفظ الله 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد (33)

الله يذكرك بالخير ياستاذ إبراهيم
فليتك ترى تعامل المشرفين مع المرشدين هذه الأيام
فهم أصبحوا مفتشين لتصيد الأخطاء
ولا توجد أي فائدة من زيارتهم للمدارس
فبسببهم أصيب المرشدون بالإحباط وكرهوا الإرشادوفروا منه
في بداية هذه الرحلة أتقل لكم رد أحد المرشدين على إحدى رحلاتي مع الإرشاد يصف فيه موقفه من بعض مشرفي الإرشاد الذين كما يرى لايستفيد منهم المرشد شيئا غير تصيد الأخطاء ، فكانوا وبالا على الإرشاد وعلى المرشدين المتميزين ، فقد كره بسببهم كثير من المرشدين الإرشاد وفتح الباب على مصراعيه للعرجاء والمنكسرة وما عاف السبع ، بسبب هذه التصرفات الهوجاء من بعض المشرفين، وعلى الرغم مما قاله هذا المرشد فإنا أعتقد أنه بالغ في هذا الأمر صحيح أنه يوجد بعض المشرفين ليسوا على مستوى الإرشاد وفي ميادين أخرى يوجد مثلهم كثير ، فالتقصير وتصيد الأخطاء ليس خاصا بمشرفي الإرشاد فقط 0
أتذكر أنني لما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض و كنت في مكتبي صباحا ولا أحد معي في المكتب من الأخوة الزملاء فدخل علي شابا عمره 18 سنه أعتقد أنا يتحين الفرصة ليجدني وحدي ، وبعد أن سلم علي قال : تسمح لي يا أستاذ إبراهيم أن أتحدث معك ، فقلت له تفضل ، فقال لي أنا مشكلتي ياأسناذ إبراهيم أني ماعندي واسطة !!!، فقلت له أنا واسطتك ولو أني لاأعرفك ، فقال : إن ظني لم يخني ، فقلت كيف ؟: فقال دخلت إلى مكتبك منذ أسبوع فوجدته مكتظا بالمراجعين ورأيت وجهك مبتسما بشوشا هادئا ، فقلت في نفسي إن هذا الشخص هو الذي سوف يساعدني ، ولكني لاأستطيع الحديث معه في هذا الوقت وسوف آتيه في وقت آخر ، قلت له : وماهي مشكلتك فقال ، أنا يا أستاذ إبراهيم عمري الآن 18 سنه ولم يخرج الشعر في وجهي ولم أبلغ مبلغ الرجال وقد سبب لي هذا الموقف حرجا كبيرا عند زملائي ، فذهبت إلى طبيب باطني وشخص حالتي بأن لدي مشكلة في الغدد ووصف لي الدواء وشفيت والحمدلله والآن أنا أريد أن ارجع للدراسة بعد إنفطاع، إن مشكلتي هذه لايعلم عنها أحد غير ك والطبيب الذي شخص حالتي ووصف لي الدواء، فقلت له المسألة بسيطة ولا يكون في خاطرك إلا الزين، وقمت واتصلت بمدير مدرسة ثانوية شمال الرياض وتحدثت معه حول وضع هذا الطالب فقبله في المدرسة، بعد ذلك أرسلته للمدرسة ،وبعد فترة اتصل بي وشكرني فقلت له لاشكر على واجب يابني والذي أريده منك فقط أن تجتهد في دروسك وتعوض ما فات عليك فقال أعدك بذلك – إن شاء الله- والآن أصبح مهندسا لامعا و-الحمد لله- ، شعرت في تفسي سعادة غامرة لاتعادلها سعادة لأنني أستطعت أن أقدم خدمة لشاب ربما أنه إذا لم يجد من يساعده ينهار أو ينحرف أرجو الا يعتقد القاريء العزيز أنني أمح نفسي ، فأنا أكره كلمة أنا ولكني أوضح موقفا ساعدت فيه من يحتاج للمساعده ونجحت في ذلك ، نحن لانريد من المرشد في المدرسة إلا أن يحتوي أمثال هؤلاء الطلاب الذين يتعرضون في حياتهم لمشاكل نقسية أو صحية أو اجتماعية ولكنهم لايجدون من يأخذ بأيديهم ويدلونهم على الطريق الصحيح 0
أحببت أن أضمن هذه الرحلة ردا وردني من أحد المرشدين الذين تعاملت معهم ليس افتخارا بطريقتي في التعامل مع الناس ولكن أنقلها للفائدة كموقف مر معي أثناء تعاملي مع الغير ولكم أن تحكموا هل هذا المرشد مصيب في كلامه أم لا؟ هذا هو الرد :
رد جرئي عن الجميل
________________________________________
أشكرك على نقل انطباعاتك الجميلة عن جزء غالي من بلادنا الحبيبة … وحبذا لو أطنبت عن ذكر الرحلة وظروفها … وتركت تساؤلك المحير حقا كموضوع جديد تزين به صفحات المنتدي [ هذا رأيي المتواضع ]
……………..
عرفتك [عن كثب ] هاشا باشا معي في تجمهر مرشدين حتى تخيلت في نفسي الضعيفة أنك تعرفتي من زمان وتكررت اللقاءات معك وبنفس الأسلوب والصورة تكررها معي !!!
قلت في نفسي لعله وصفت له أعجبه…؟ او لعله يريد أن أحقق له أمرا ما ؟ ! والعجب كل العجب في المرات أنك تذكر اسمي بالفصيح !!!
………!!! ولكن زال العجب مني حينما رايتك هذا ديد نك مع الآخرين من عرفت ، ومن لم تعرف ، تلقاهم بوجه متهللا مما يعطي للآخر انطباعا جميلا ، يقبل عليك لو تكرر اللقاء 0
من قال أن الناس لايحفظون إلا المواقف السيئة ؟؟ !! لالا إن الناسَ يحفظون المواقف المؤثرة على النفس
… ها أنا أقدم نتاج معروفك على الصفحة شاكرا… الأحد 6/5/1429هـ

كنت في أحد الاجتماعات التي يحضرها عادة تربويون ومشرفون ويكون الاجتماع برئاسة مدير القسم أو من ينيبه وما أكثر الاجتماعات في الإدارات التعليمية وفي الوزارة ولكن نتائجها قليليه- مع الأسف- ، تحدث المجتمعون عن المشكلات التي تعترض قسم القبول ، حيث يراجع هذا القسم أعداد كثيرة من الطلاب منقطعون عن الدراسة ، ويرغبون العودة للدراسة، فقلت : ياترى الطالب الذي انقطع عن المدرسة وفصلتموه إلى أين يذهب ، هل تعتقدون أنه سيجد عملا ينتفع به مع أسرته وهو لم يكمل دراسته ، المشكلة أن الطالب بين نارين نار المدرسة ونار الأسرة المدرسة تشدد على الطالب وتطرده دون أن تفهم ظروفه والمنزل يطرد الطالب من البيت لأنه لايدرس ، فيهيم الطالب على وجهه إلى أين ؟؟ إلى أصدقائه إذا كانوا سيئين انحرف مثلهم وإذا كانوا صالحين فمن حظه ، ربما الطالب الذي لاتحتظنه المدرسة والمنزل ويكون خارجهما يتصل بجماعات مشبوهة تغير أفكاره وتدمر حياته وحياة أسرته ووطنه ، فلنحذر يا أخوان ونحاول قدر الإمكان إعادة الطالب للمدرسة والنظر في ظروفه ودراسة وضعه من لدن المرشد الطلابي بالمدرسة ، لابد أن نهتم بالمرشد الطلابي بالمدرسة فهو بلسم الجراح ومنقذ من يتعرض للمشكلات والمصائب من طلاب مدرسته فتدريبه والاهتمام به معناه اهتمام بالطالب نفسه وكذلك المرشدة الطلابية بالمدرسة فعملها وجهودها لاتقل عن عمل مرشد الطلاب ، البنات لهن مشاكل حساسة جدا لايساعدهن في التغلب عليها إلا مرشدة مؤهلة فطنة ، وكم مرشدة قديرة في المدرسة أنقذت مئات الطالبات ،0
أختم رحلتي هذه بموقف قرأته في أحد المنتديات عن بعض ما يشكوا منه بعض المرشدين من التعامل الفض من قبل بعض المشرفين الذين لايراعون ظروف المرشد الطلابي بالمدرسةولا يتعاملون معهم بانسانية تجعل المرشد يخلص في عمله ويتفانى فيه ومن هذه الظروف أن بعض المرشدين يتعاملون مع ما يزيد على 800طالب وهذا العدد كثير جدا وعلى حد علمي أن الوزارة خصصت لكل مرشد عدد250ظالب، والله ولي التوفيق 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد(54)
لقد رست سفينتي على جزيرة خضراء ، فيها أشجار وارفه وظل ظليل ،وماء سلسبيل، لقد نزلت إلى هذه الأرض الجميلة ، فوجدت فيها ضالتي ، وأنني ممكن أن أفعل شيئا لأنفخ في روح الإرشاد من جد يد،إن هذه الجزيرة الجميلة هي السنة التحضيرية التابعة لجامعة الملك سعود ، هذه الكلية الجديدة التى هدف المسئولون في جامعة الملك سعود إلى ضرورة وجود الطلاب فيها لتهيئتهم للالتحاق بالتخصص الذي اختاروه ويكون أمامهم سنة كاملة ليفكروا ويتلمسوا قدراتهم وميولهم هل سيستطيعون مواصلة الدراسة في الكليات التي اختاروها أم لا ؟ لقد زودت هذه السنة بكل مايحتاجه الطالب من أجهزة علمية حديثه وبمدربين مهرة ، ليدربوا الطلاب ويكسبوهم مهارة التفكير ومهارة الاتصال فيكونون قادرين بإذن على أن يسلكوا طريق ممهدا يتيح لهم النجاح في حياتهم العملية، هذه السنة بمافيها من إمكانات رائعة كأنها تقول للطالب ليس لك عذر فهذا الطريق ممهد أمامك ونحن جميعا في خدمتك فأنت ثمرة الوطن ولا بد من الاهتمام بك لتنجح في حياتك وتحقق أقصى ما تمكنك به قدراتك واستعداداتك ، لقد رأيت في هذه السنة التحضيرية طلابا يتدفقون حيوية وذكاءونشاطا ، فهم سادة وقادة هذا الوطن سيكون منهم المهندس والطبيب وأستاذ الجامعة وعالم الفلك والذرة ، هؤلاء هم مستقبل الوطن وعماده، رأيت في السنة التحضيرية طاقات شبابية وبرامج جميله وبمعنى آخر رأيت التوجيه والإرشاد يطبق في الأنشطة الطلابية داخل القاعات وخارجها من خلال اللقاءت والندوات والحفلات والمشاريع والانجازات ، رأيت التوجيه والإرشاد يطبق من خلال التعلم الذاتي الذي يتيح للطالب أن يرى نفسه ويدرك إمكاناته ويعبر عن مشاعره رأيت الجانب العملي في التوجيه والإرشاد ، فشكرا من الأعماق لمن فكر في إيجاد مثل هذا الصرح العالي الذي سنرى نتائجه المثمرة بعد مضي سنوات من التطبيق الفعلي لهذا المشروع ، بقي أن أهمس في أذن المسئولين أن يقوموا بتقييم هذه التجربة لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها ولو أنهم يعلمون ذلك ولكن من باب التذكيربالشيء فقط .
مع أنني غير مقتنع- تماما- بالبرمجة اللغوية العصبية وكوني أخذت دورة فيها ، إلا أن مبادئها الجميلة مثل الخارطة ليست هي الطريق ، وتعني أننا نحكم على الأشياء بداية ثم يظهر لنا خلاف ماكنا نعتقد مثل الإنسان العطشان وهو في الصحراء يرى السراب فيظنه ماء وعندما يصل إليه يجده سرابا ، سوف أطرح مشكلة حدثت في مدرسة ما ، وهي تشير إلى أن بعض المعلمين- هداهم الله- قد يظلمون بعض الطلاب وهم لايدركون ذلك ، كما أنها توضح سعة صدر المرشد وحكمته في معالجة الأمور وحسن تصرفه ، وهذه صفات مطلوبه في المرشدين والمرشدات وإليكم هذه الحادثة استقيتها من أحد المنتديات:

على هامش أحد المؤتمرات كنت أجلس مع الزميل شريف محمد شوقي الأخصائي الاجتماعي بمدرسة المعهد الديني في دبي فطلبت منه أن يحكي لنا عن أحد مواقفه مع الطلاب فقال: ما أكثر المواقف التي
تحول للأخصائي الاجتماعي من المعلمين لطلاب يقومون بتعطيل الحصة الدراسية بأي شكل من أشكال الفوضى المعهودة كإصدار أصوات أثناء الشرح أو التحدث
دون استئذان أو الرد على المعلم بشكل غير لائق.. الخ.

من هذه المواقف ما يمكن معالجة بعضها في الوقت نفسه والتي تصنف كمواقف
عارضة مؤقتة.
والحقيقة في أغلب الأحيان يكون المعلم على حق ولكن في بعض الأحيان يكون
الطالب مظلوما، وقد وضع في موقف جعله متمردا على كل شيء أمام معلمه رغم انه بريء.
وذات يوم مضى قبل سنوات حوّل إلي مدرس الرياضيات بالمدرسة أحد طلاب
الصف التاسع ومعه ورقة مكتوب عليها ((الرجاء اتخاذ اللازم مع هذا
الطالب وعدم السماح بدخوله الحصة مرة أخرى لأنه يعطل زملاءه عن الدراسة
ولا يمكنني من الشرح)).. كان هذا الموقف متكررا لنفس الطالب ومع نفس المعلم.
ومن خلال مناقشتي له في الأمر وسماع تعليقاته اتضح لي صدق ما قاله حيث أن
المعلم لا يطيقه لأنه راسب من العام الماضي وهذا كاف لأن يجعل صورته سلبية
أمام هذا المعلم وغيره وأن كل ما يحدث داخل الصف ينسب له دون أن يكون هو
السبب. فقط لأنه الراسب الوحيد في هذا الصف، وأن صورته في ذهن المعلم
مظلمه،
طمأنته أنني أصدقه ووعدته بإنهاء هذا الموقف مع المعلم، وطلبت منه أن يكمل هذه الحصة بالجلوس في المكتبة بعد كتابة تصريح له بذلك حتى لا يصطدم مع المعلم
مرة أخرى.
وخلال الفسحة ذهبت إلى حجرة المعلمين وطلبت من المعلم أن أحدثه في موضوع
الطالب … والذي حوله لي خلال الحصة الثالثة هذا اليوم، فإذا بالمعلم فور سماع
اسم الطالب يثور ويعلو صوته متهما الطالب بأنه مستهتر وليس طالب علم بل
الأفضل له أن يبحث عن عمل أخر غير أن يكون طالبا بالمدرسة، فقد جاء إلى
المدرسة ليضيع الوقت على نفسه وعلى غيره من الطلاب.
حاولت جاهدا تهدئته وامتصاص غضبه الملحوظ تجاه الطالب وسألته: ماذا فعل
الطالب في هذا اليوم؟
تردد كثيرا قبل الإجابة ثم قال:أصدر أصواتا أثناء قيامي بالشرح، فقلت له: وهل
رأيته بنفسك؟ فقال: لا يجرؤ أحد على فعل ذلك إلا هو لأنه الراسب الوحيد في
الصف، فقلت له: وهل مجرد رسوب الطالب مبرر لاتهامه كل هذه الاتهامات حتى لو كان بريئا؟، فنظر إليّ مندهشا وهو يقول: إذن أنت معه وليس معي يا أستاذ
شريف..،،
فقلت له: لا والله أنا مع الحق، فقد ذهبت إلى الصف قبل حضوري إليك
وطلبت من جميع الطالب بطريقة ذكية، أن يخرج كل طالب منهم ورقة ويكتب
عليها اسم الطالب الذي اصدر الصوت بالصف أثناء شرحك للدرس، وبالفعل
اجتمعت
الآراء حول اسم شخص أخر غير هذا الطالب، واعترف الطالب بفعلته وطلب مني أن أسامحه وسامحته ووعدت بعدم ذكر اسمه للمعلمين على إلا يعيدها مرة أخرى.
نظر إلي المعلم قائلا: إذن من هو حتى أعاقبه؟ فقلت له: قد وعدته بعدم ذكر اسمه، وهذا وعد، ولكن إذا تكرر منه ذلك فسأكون أول من يعاقبه بالطرق التي تقرها
لائحة توجيه السلوك الطلابي، ولكنني الآن في موضوع الطالب الراسب الذي اتهم دون وجه حق، ماذا ستفعل معه؟
قال: احضره لي ليعتذر وسوف أعالج أنا الموضوع معه فيما بعد، فقلت على أي
شيء يعتذر؟ فقال: يعتذر فقط وخلاص.
تيقنت انه للحفاظ على ماء الوجه وللشعور بالخجل، فهو يرغب في إلا يفقد هيبته
أمام الطالب فذهبت وأحضرت الطالب وأفهمته أن يذهب لمعلمه ويصافحه ويبدأ
معه صفحة جديدة دون الرجوع للمواقف السابقة وقد كان.
وبالمتابعة تحسن وضع الطالب بشكل ملحوظ وارتفعت علاماته، وأصبح معلمنا لا يحول
إليّ أي طالب دون تحري الدقة خوفا من أن يكون ظالما في حكمه على الطلاب.
وفي نهاية العام نجح الطالب وحضر إلى مكتبي ومعه شهادة الدرجات التي وضعها
أمامي وهو يقول: لولاك يا أستاذ شريف لكنت رسبت للعام التالي، لمجرد نظرة
المعلم السلبية للطالب الراسب.
ذكر لي زميلي الأستاذ /إبراهيم المفدى كان مديرا لثانوية الجزيرة في الرياض عبارة لاتزال عالقة في ذهني إلى اليوم وهي ( أنت صديقي والحق صديقي فإذا تعارضتما فالحق أولى بالصداقة ) لاشك أن هذه العبارة تنطبق على الحادثة السابقة بين الطالب والمعلم والمرشد الطلابي ويسمونه في الأمارات بالاختصاصي الاجتماعي .
مارأيكم فيما حدث وهل تؤيدون المرشد في تصرفه مع هذا الموقف ؟أرجو أن أرى استجاباتكم وردودكم على هذه الرحلة، والله الموفق.

بارك الله فيج اخوي يعطيك العافية
نصري الشعبي ——————————-شكرا على مرورك ، ربي يعطيك ألف عافيه ، تقبل خالص تحياتي وتقديري.
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد ( الجزء الخامس )
لقد كانت هناك وقفات جميلة أثناء مروري ، بالجزر الهادئة في عباب البحر وما أشاهده من جمال الكون جزر خضراء زرقة السماء الصافية وهدوء البحر بعد انحسار الموج العاتي و عندما لاتنتابه الأعاصير والعواصف والزوابع ، أو ارتفاع الموج للحد الذي يخشى منه الركاب الغرق ، كانت هناك وقفات جميلة أثناء زيارتي للمدارس وبالمقابل كانت هناك زيارات محزنه ، هذه الزيارات الجميلة هي جمال البحر وصفائه أما الزيارات المؤلمة فهي ارتفاع الأمواج وشدة الرياح والأعاصير 0
يسوؤني كثيرا تصرف بعض إدارات المدارس في علاج بعض المشكلات المدرسية ، أتذكر أنني مرة مع بعض زملائي في زيارة لمدرسة ثانوية في شرق الرياض كان الهدف من الزيارة إلقاء محاضرة على الطالب عن اختيار المهنة ، عندما أقبلنا على المدرسة أثناء تأدية التمارين الصباحية ، وإذا بإدارة المدرسة قد أغلقت الباب أمام بعض التلاميذ لأنهم تأخروا عن الطابور الصباحي مدة خمس دقائق ، لاحظنا أن الطلاب في الشارع ، وإذا بنا نشاهد اثنين من الشباب الذين لاتدل سماتهم على أنهم من طلاب المدرسة ، بل إن شكلهم مخيف ومريب، وقد اندسوا بين الطلاب المتأخرين صباحا يتحدثون معهم ، نحن قمنا فورا بإدخال الطلاب المتأخرين للمدرسة خوفا عليهم من هذه النوعيات التي قد تؤثر على سلوكياتهم سلبا ، ثم سألنا مدير المدرسة عن سبب إغلاق الباب فقال : لابد أن يكون الطلاب متكاملين قبل ا لساعة السابعة إلا ربع صباحا لحضور طابور الصباح فقلنا له: نحن نرغب في الحزم مع الطلاب ، لكن ليس إلى حد أن يصل بنا الأمر إلى أن يؤدي هذا الحزم إلى نتائج عكسية وعلاج الخطأ بالخطأ،هم صحيح تأخروا وهذا خطأ ولكن أيضا منعهم من الدخول خطأ –أيضا- كان المفروض أن يدخل الطلاب المدرسة ويناقشون واحدواحدا عن أسباب تأخرهم ( لعل له عذرا وأنت تلوم ) وهل كلهم تكرر تأخرهم أم أن بعضهم تأخر للمرة الأولى ، على أي حال قديكون علاج بعض مديري المدارس لمشكلات بعض الطلاب علاجا يؤدي إلى تفاقم المشكلة وأكثر ، أنا متأكد أن بعض الطلاب سيفرح عندما يجد باب المدرسة مغلقا وسيعود للبيت ويقول لأهلة وجدت باب المدرسة مغلقا ، ثم ينام ، والبعض سوف يستغلها فرصه ويركب سيارته إذا كان لديه سيارة ويفحط وربما يحل به مكروه أو يؤذي عباد الله ، والبعض قد يجره رفقاء السوء إلى الرذيلة ، والسبب في ذلك كله المدرسة أو إغلاق باب المدرسة 0
كنت مرة في زيارة لمدرسة متوسطة غرب الرياض ، وعندما حضرت للمدرسة الساعة السابعة صباحا ، وبعد دخول الطلاب للحصص لاحظت بعض الطلاب المتأخرين مع مدرب الرياضة يكلفهم بتمارين رياضية قاسية عقابا لهم على تأخرهم الصباحي ، مثل (نطة البطة ) هذا التمرين قاس جدا ومرهق للأعصاب، أخذت أحد الطلاب وسألته عن سبب تأخره ، فقال لي : إن والدي يلزمني بمرافقة أخواتي وإخواني لمدارسهم ، ومن ثم أتأخر وأعاقب على تأخري ، وأسأل نفسي هل يتناسب هذا العقاب مع ما فعله هذا الطالب ، إن تأخره ليس كسلا منه ولبس بمحض إرادته إنما الذي أجبره على فعل ذلك والده ، فمن الذي يستحق هذا العقاب ؟، المشكلة أن بعض المدارس تعاقب الطلاب دون أن تبحث عن سبب مخالفاتهم 0، وأنا قلت في حديث سابق لي كلما كانت صلة البيت بالمدرسة قوية كلما خفت المشكلات المدرسية التي من بينها مشكلة تأخر الطلاب صباحا ، كل طالب يتأخر صباحا لتأخره سبب يختلف عن غيره فأين المرشد الطلابي ؟عن البحث عن هذه الأسباب؟ أم أن المرشد الطلابي حاضر بجسمه غائب بفعله ، هذا هو الأثر الإيجابي الذي أريد أن أراه ماثلا أمامي في كل مدرسة أزورها ، أما أن الإرشاد مجرد أوراق وسجلات لاتسمن ولا تغني من جوع فهذا ضياع للوقت والجهد0
من الزيارات التي قمت بها زيارة لمدرسة الناصرية المتوسطة بالرياض، هذه المدرسة يدرس بها طلاب من المؤسسة النموذجية ( الطلاب مجهولو النسب) ،وعندما قابلت المرشد الطلابي في مكتبه ، وكان من الشباب الخلوق الذي يهتم بالأعمال الميدانية أكثر من اهتمامه بالورق ، أحضر لي في مكتبه أحد الطلاب وطلب مني أن أستمع إليه وهو يتحدث عن مشكلته في المؤسسة ، يقول هذا الطالب : كنت أدخن ، فجاء لي مدير المؤسسة وألقى القبض علي ، وقال لابد من عقابك ، وكان قد قطع أربعة عسبان من سعف النخل خضر ووضعها في الماء حتى تشبعت تماما بالماء لتكون قوية لاتنكسر ،وتكون أشد إيلاما عندما يضرب بها الطالب، قلت له أنا صحيح أتعاطي التدخين وأنا الآن عازم – إن شاء الله- على تركه ولكن بالتدريج فصرخ في وجهي وقال أنت مجرم اضحك على غيري ولم يسمع كلامي ولا توسلاتي بل أمر اثنين من الخدم وسحباني بغترتي والقياني على الأرض وربطا رجلاي يبعضهما وأدخلا بينها (الفلكة) وصار المدير يضربني حتى أغمي علي ، ثم تركني وشأني حتى أفقت ، بعدها قلت في نفسي أنا كنت ناويا أن أترك التدخين وأما الآن فلن أتركه وقد أنجر لغيره ، أنا الآن حياتي تعيسة لاأم ولاأب أشكو إليه ضعفي وهواني على الناس ، لقد فقدت الحب والحنان فليس لدي شيء أخسره / سأعمل ما بدالي ، أصبح هذا الحدث ينظر للحياة بمنظار أسود قلبه مليء بالحقد والكراهية لكل من يعرف ومن لا يعرف ( قال لي المرشد انظر يا أستاذ/ إبراهيم ، نحن إن تركنا هؤلاء فمعناه أننا سوف نضيف أعدادا هائلة من المجرمين على المجتمع وسينتقمون ممن تعامل معهم بسوء ولن يقتصروا على ذلك بل سيسرقون ويقتلون ويشعلون الحرائق ويقطعون الطرق ، وضعف الإرشاد سيفا قم هذه المشاكل ، هؤلاء الأحداث إذا لم يجدوا من يحتضنهم ويعاملهم برحمة وبعطف وحنان وحب قد فقدوه بفقدان آبائهم، سيكونون نواة للفساد والشر وسوف يلحقك ويلحقني أذاهم 0، أنا أسأل نفسي سؤالا ؟ كيف يحدث ذلك في مؤسسة اجتماعية يفترض فيها أن يكون من بداخلها من المشرفين والمرين عوضا عن آباء هؤلاء الطلاب ، فإذا كانت الحياة قد قست عليهم نقسوا عليهم نحن –أيضا- شيء عجيب حقا0
لقد قص علي أحد الزملاء في قسم الإرشاد هذه القصة المؤلمة حقا ، فقال كنت عند مدير مدرسة ما فقال لي المدير إن أغرب قصة حدثت لي عندما لاحظت أن أحد الطلاب يدخن وهو في الصف الأول ثانوي ، فأمسكت به في الصباح أمام زملائه ووضعت الفلكة في رجليه وضربته ضربا مبرحا ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة بل كان ينظر إلي نظرات مريبة فلم اهتم لذلك ، وفي المساء عندما كنت نائما في سريري وبجانبي زوجتي إذا بي أفاجأ بهذا الطالب وقد دخل علي الغرفة إذ أنه تسلق سور الفيلا ودخل البيت، وقد وقف على رأسي ومعه سكين وقال لي ، أنا وصلت إليك فما الذي يمنعني منك الأن ، فدهشت للموقف ، وسالت زوجتي هل أنا في حلم أو علم ، فقالت لا أنت في علم أنا أشاهد هذا الشاب ، بعد ذلك تركني وذهب من حيث أتى بعدها تسأل عني فلا تجدني أنا في حالة لاأحسد عليها فلم يدخل عيني النوم طوال الليل، وفي الصباح ذهبت للمدرسة ، ولم أدخل الإدارة بل ذهبت مباشرة إلى الفصل الذي يدرس فيه ذلك الطالب فرأيته في الفصل يدرس مع زملائه وكأن شيئا لم يكن ، وبقيت على هذه الحالة من الكدر وضيق النفس لمدة أسبوع كامل ويعد مضي أسبوع ذهبت إلى فصل هذا الطالب واستدعيته ودخلت ، به إلى الإدارة وأغلقت الباب ، وقلت له ما الذي حملك أن تفعل ما فعلت فقال : أنت السبب في ذلك يا أستاذ لقد أحرجتني أمام زملائي وما جئت إليك في منزلك إلا لأنتقم منك ، لكني امتنعت (ريك ستر ) ، يقول فقال المدير أنا حريص على مصلحتك والتدخين يضرك وهو حرام فقال أعلم ذلك لكنك لم تعرف الطريقة التي تعالج بها مشكلتي ، كان المفروض أنك فعلت معي ما فعلته الآن من الحوار والمناقشة ، لاأن تضعني قي موقف محرج وتقول أنا حريص على مصلحتك ، عندها أخرج الطالب بكت الدخان من جيبه ومزقه ورماه في الزبالة وقام وقبل رأسي وقال لي:والله لن أعود للتدخين مرة أخرى 0
أنا في نظري أن أسلم طريقة لعلاج المشكلات السلوكية الحوار والمناقشة لاسيما مع الطلاب الكبار طلاب المرحلة الثانوية أما الضرب والقسوة والاستهزاء والتوبيخ فهذه أساليب عقيمة أكل عليها الزمن وشرب ولم تعد صالحة للتعامل بها مع الطلاب اليوم ، بل إنها تفاقم المشكلات أكثر وأكثر ، فاحذر أخي المعلم أختي المعلمة من استخدام الضرب أو عقاب الطالب أمام زملائه أو الطالبة أمام زميلاتها ، وإلى اللقاء في الرحلة السادسة بإذن الله 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >
رحلتي مع الإرشاد (19
الجانب الإنساني في الإدارة مهم جدا ، فنحن نتعامل مع بشر لانتعامل مع حديد نتعامل مع مشاعر وأحاسيس فبمقدار ما يكون المدير متفاعلا مع العاملين مقدرا لظروفهم مراعيا لأوضاعهم الحياتيه والصحية ، بمقدار ما يكسب ودهم وتفانيهم في العمل ، أما إذا كان المدير يتعامل مع مرؤوسيه رسميا و لايهمه في الدرجة الأولى إلا أن يسير عمله على خير مايرام بغض النظر عن الجانب الإنساني ، فالناظر سيلحظ أن هناك انضباطا في العمل ولكنه انضباط زائف لخلوه من الروح الإنسانية، والتعامل التفاعلي، وفي ظل الإدارة التعسفية يقل الانتاج وتكثر المشاكل ويسود النفاق والتبرم من العمل والغياب وقلة الانضباط0
قدمت هذه المقدمة البسيطة لأطرح أمثلة للتعامل الإنساني الراقي مع المرؤوسين ، حدثني أحد الأقارب عن شخصية معروفة في مجتمعنا تتسم شخصيته بالهدوء والوقار والعقلانية والعلم والأدب ، هذا الرجل هو معالي الدكتور/ غازي القصيبي يقول قريبي إن الدكتور غازي يجبرك أن تعمل معه بصدق وتفان ، ويفرض عليك حبه واحترامه قلت: كيف ؟ قال : عندما كان يعمل رئيسا لسكة الحديد بالرياض دخل عليه في مكتبه أحد العاملين في سكة الحديد كان يعمل في الورشة لابسا بدلة زرقاء ملطخة بالزيت ، وكان الدكتور غازي يتكلم بالتلفون فأشار الدكتور إلى الرجل أن يجلس على الكنب ، ولكن الرجل لم يجلس وبعدما فرغ الدكتور من حديثه قال للرجل: لماذا أقول لك أجلس على الكنبة فلم تجلس؟ فقال الرجل : يا دكتور غازي أنا لبسي غير نظيف كيف أجلس على الكنب وأنا هكذا، فقال الدكتور غازي : لوكان هذه الكنب يتكلم لقال لك وبكل احترام اجلس علي ، فتعجب الرجل لأنه لم يسمع من قبل بمثل هذا الكلام الراقي!! ، ثم سأل الدكتور غازي الرجل ، لماذا جئت إلى هنا ؟، فقال : لقد طلبت من مدير الورشة إجازة 5أيام لأن زوجتي في حالة وضع فرفض فقال له الدكتور غازي : خذ هذه 5 آلاف ريال سماوة لولدك من غازي وخمسة الآف ريال هدية من المحطة واذ هب يا ابني حتي تصلح أمورك وتعود لعملك بسلام ، فبكى الرجل وقبل رأس الدكتور غازي لأنه حسسه بإنسانيته التي لاتوجد عند كثير من المديرين 0
واقرأوا معي هذه القصة لأحد المرشدين في مدارس مدينة الرياض ، ورد إلى مكتبي عندما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بإدارة التربية والتعليم ، معاملة لمرشد قدم استقالته عن العمل لأنه أصيب بمرض نفسي معروف اسمه ( انفصام الشخصية ) قدم استقالته لمدير مدرسته ففرح لذلك المدير ورفعها لمدير الشؤون الإدارية والمالية بمنطقة الرياض ، وقبل البت فيها اتصل بي مدير الشئون المالية ، وقال: هناك مرشد مقدم استقالته هل نوافق على ذلك وكنت اعرف هذا المرشد مريضا نفسيا ، يستخدم الأدوية النفسية فقلت لمدير الشئون المالية أرسل لي المعاملة ، وأخذت المعاملة وأغلقت عليها في مكتبي، وطلبت حضور أهل هذا المرشد وجاءوا لي ، وأخبرتهم بالقصة ، وإني غير راض عن تقديمه الاستقالة لأن حالته الصحية لاتخوله ليقرر قرارا سليما فلو فقد الوظيفة وقع في مشكلة أخرى غير مشكلته الصحية ، واقترحت على مديرا لشئون الإدارية أن تحور وظيفته إلى وظيفة إدارية ويكون في إحدى المدارس الابتدائية بعيدا عن الطلاب حتى يشفيه الله فوافق المدير على ذلك وكذلك والده وأخواه ، فكانوا يعرفون مديرا يمكن أن يتساعد معهم فنقل عنده ، انا أعتقد أن هذا موقف إنساني يجب أن يتسم به المدير الناجح في الإدارة 0
سفينة الإرشاد تمخر عباب البحر ، فتتعرض في طريقها إلى اللصوص والأعداء الذين يحاولون أن يسرقوا ما بداخلها من مجوهرات ثمينة أو على الأقل يعرقلوا سيرها ، ونحن بداخل هذه السفينة نتعرض للأذى والمخاوف فالبحر مخيف ، وفي نفس الوقت جميل ، فمن رواد هذه السفينة الخائف أو الساكت لأنه ليس لديه قدرة على المواجهة ومنهم الصامد المكافح الذي رد على كيد الأعداء ، بالقلم واللسان ، سفينة الإرشاد تسير بهدوء وببطء تراقب الأحداث ،وحالة البحر ، تنتظر الإغاثة من أصحاب الشأن وأهل الحل والعقد ، ومما يبشر بالخيرأنها هذه الأيام بدأت سفينة الإرشاد تشم طعم الراحة ، وبدأ الناس يعرفون ماهية الإرشاد 0
من القذائف التي أطلقت على الإرشاد أن مصدره غربي ونحن لاحاجة لنا بالغرب ، فلدينا من التراث ومن الكتاب والسنة ما يغنينا عن معتقدات الغرب وفساد أخلاقه ، هذا صحيح نحن لاحاجة لنا بمعتقدات الغربيين وأخلاقهم ، ولكننا في الإرشاد لانأخذ معتقداتهم ولا أخلاقهم إنما نستفيد من تجاربهم وأساليبهم في التعامل مع الكائن البشري والحكمة ضالة المؤمن يبحث عنها أنى وجدها ، أما كون الإرشاد مصدره من الغرب فنحن نأخذ من الغرب ما يتفق مع مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا ونرفض ما عداه ، ومع الأسف الشديد أننا نحتاج لغيرنا في أتفه الأشياء ، فهم يصنعون لنا ملبسنا ومركبنا ومأكلنا وكل شيء ونحن نأكل وننام فقط و لانعمل شيئا ، نحن أمة مستهلكة لاأقل ولا أكثر ، وهذا سبب تأخرنا عن غيرنا 0
الاختبارات التحصيلية لاتكشف عن المواهب والقدرات والإبداع لأنها تركز على الحفظ والاستيعاب للمادة المدروسة وتنتهي علاقة الطالب أو الطالبة بالمادة العلمية عند الانتهاء من الاختبار وهذه مصيبتنا في التعليم ، من ذكرياتي القديمة لما كنت وكيلا لثانوية الجزيرة بالرياض أن طلب منا المسئولون عن إذاعة الرياض ترشيح طالبين من طلاب المدرسة للمشاركة في برنامج اسمه طلابنا في الميدان هذا البرنامج كان يقدمه المذيع اللامع إبراهيم الذهبي –رحمه الله- قمت بترشيح طالبين كالعادة من القسم العلمي واحد من ثالث ثانوي والآخر من الصف الثاني ثانوي ، وقد اعترض بعض الزملاء على الطالب الذي من الصف الثاني لأنه غير متفوق دراسيا ، وأما الآخر فكان متفوقا ويحصل على الترتيب الأول دائما ، فأصريت على ترشيح الطالب الأخر على الرغم أنه غير متفوق ولكنه واسع الثقافة يقرأ دائما ولديه موهية شعرية لكنه لايركز على استذكار دروسه ، واختياري لهذا الطالب كان نابعا من إيماني أن الموهبة والإبداع شيء والتفوق الدراسي شيء آخر ، لذا فإن هناك فئات من الطلاب مظلومة في المدارس لايتلقون الرعاية والاهتمام مثل هذا الطالب ، لقد شارك هذان الطالبان في البرنامج المذكور وتفوق هذا الطالب على المشاركين جميعا بمن فيهم الطالب الأول بمدرستنا ، والله الموفق 0