أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمباشرة بناء 66 دار حضانة على مستوى الإمارة، بحسب احتياج كل منطقة، حفاظاً على الأطفال الذين تتركهم أمهاتهم عند الخادمات من الإهمال وتوفير بيئة تربوية سليمة لهم، وتوظيف المواطنات الخريجات في إدارات الحضانات التي قرر سموه بناءها بعد تأثره الشديد بالمادة المصورة التي عرضتها نشرة أخبار الإمارات على قناة دبي تظهر فيها خادمة تضرب طفلاً رضيعاً لم يتجاوز عمره الـ 6 أشهر .
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة خلال مداخلته الهاتفية مع برنامج الخط المباشر عبر إذاعة وقناة الشارقة: »تأثرت كثيراً عندما شاهدت الفيلم الذي بثته أخبار الإمارات على قناة دبي، متمنياً لو أوقف التلفاز، لسوء منظر الخادمة وهي تضرب الرضيع الذي لم يتجاوز عمره الـ 6 أشهر بكل الوسائل الوحشية من رفس، ونتف شعره، وقرصه، وركله بقدمها« .
وأوضح سموه أن الموقف لم ينته بالنسبة له بمجرد انتهاء الفيلم، كأي فرد عادي، وإنما انطلاقاً من إحساسه بالمسؤولية كراع تجاه رعيته شعر بهم كبير لما شاهده من دون أن ينظر إلى ابن من هذا، وفي أي مكان حدث، ومن هذه الخادمة، ولكنه قرر بناء 66 دار حضانة لأبناء الموظفات غير القادرات على تربيتهم من دون الاستعانة بخادمة بهدف الحفاظ عليهم من الإهمال، وتوفير نمط التربية الصحيحة لهم من خلال تربيتهم وتعليمهم على أيادي خريجات مواطنات سيتم توظيفهن، لإدارة هذه الحضانات حتى يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع .
وأشار سموه إلى أن هناك نقصاً في دور الحضانة التي يحتاجها الطفل في ضوء غياب الأهل وعدم إعطائه الرعاية وتحمل المسؤولية، لافتاً إلى أنه سيجري العمل على إعطاء الحضانات العناية الكاملة .
وذكر سموه أمضى يوم أمس الأول الثلاثاء وأمس الأربعاء في بحث فكرة إنشاء الحضانات والميزانية التي تتطلبها، وأوقف العمل لما لهذا الموضوع من أهميته البالغة والأولوية وتأثيره على مستقبل الجيل القادم .
وأضاف سموه: »سنقوم بتوظيف المواطنات الخريجات في إدارات الحضانات التي تقرر بنائها، نريد تربية أجيالنا بأيدينا، فهؤلاء أبناؤنا نحن سنربيهم، ونعلمهم، ولن نأتي بمن يديرها من الخارج« .
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن دولة الإمارات من أفضل دول العالم في العناية بحقوق المرأة العامة، لذا يجب عليهن الاستفادة من فرص الإجازات وساعات الحضانة، باحتواء أبنائهن والاهتمام بهم كونهم هم المستقبل، لافتاً سموه إلى المسؤولية التي تقع على عاتق الأمهات كونهن المسؤولات عن تكوين مجتمع مقبل .
وقال سموه: »إن الإمارات من أفضل الدولة في المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف النواحي، بل بالعكس، المرأة مميزة ولديها امتيازات مثل سنة الرضاعة، وإجازة الوضع، فمن فضلك استغلي هذه الإجازة وربي طفلك« .
وأوصى صاحب السمو حاكم الشارقة الأمهات والآباء العناية بأطفالهم منذ الولادة والاكتراث لأمرهم والاهتمام بشؤونهم ومتابعتها، وغمرهم بالحب والحنان والإحساس المتدفق تجاههم، وضرورة اختيار الأسماء لهم حتى يفاخروا بها أمام الناس عند كبرهم .
وقال سموه: »يا ابنتي إن أردت أن تكوني أمّاً اهتمي واكترثي لأمره، ولا تتناولي الأدوية أثناء حملك، مما يؤثر عليه سلباً، ويتسبب له في إعاقة، وبعد ولادته امنحيه الحب والحنان من خلال التلامس الجسدي الأولي وتقبيله، لأن هذا الطفل الذي بين يديكِ هو الغد، وعلى الأب أن يذهب لرؤية المولود وحمله، ومن ثم يؤذن له في أذنه« .
وأشار سموه إلى ضرورة الرضاعة الطبيعية، لما لها من أهمية خاصة لحديثي الولادة، لما تحتويه من فيتامينات وإنزيمات تمنع الأمراض وتمنحه تحصيناً كاملاً .
وانطلاقاً من حرص سموه على مصلحة أبنائه المواطنين وهدايتهم على الطريق الصحيح أمر بمباشرة إنشاء 66 دار حضانة على أرقى المستويات موزعة على مستوى إمارة الشارقة بحسب احتياج كل منطقة، وتعيين عدد من الخريجات المواطنات كمربيات لتولي مهام إدارة هذه الحضانات بعد تدريبهن من دون الاستعانة بكوادر من الخارج .
وأكد سموه أن صلاح المجتمع يأتي من التعاون ما بين المسؤول والأب والأم، حيث تكون هذه العلاقة السلطة في المجتمع للوصول به إلى أرقى المستويات، لافتاً سموه إلى ضرورة أهمية رياض أطفال في الفترة ما بين دور الحضانة والمدارس وتأثيرها في شخصيات الأطفال .
وأعرب صاحب السمو الحاكم عن شكره لتلفزيون دبي على بثه حادثة تعذيب الخادمة للطفل الرضيع، متمنياً السلامة للجميع، وتربية الأطفال التربية الحسنة والقويمة داعياً الأمهات إلى التمسك في الدين، وأن تكون قدوم لأبنائها .
وختم سموه اتصاله الهاتفي مع البرنامج مطالباً بعدم المبالغة في المدح والثناء أو التطبيل على ما يقوم به سموه مبيناً أنذلك واجبه ومسؤوليته كراعٍ تجاه رعيته .
