التربويون في "الغربية" يشيدون بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس
المنطقة الغربية – صديق عبدالنبي:
جاء القانون الاتحادي رقم 26 لسنة 2022 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بشأن حفظ كافة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ليوفر رعاية وتأهيل هذه الفئات في جميع الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية التي تؤكد على تعليمهم ضمن الصفوف النظامية أو صفوف التربية الخاصة. وقد بدأت المنطقة الغربية التعليمية في مشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس، وتم دمج 6 من الطلاب والطالبات من مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة مع طلبة المدارس.
وقد أشاد التربويون بهذا المشروع حيث يقول خلفان عيسى المنصوري مدير المنطقة الغربية التعليمية ان هذا المشروع جاء بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لإزاحة العوائق النفسية وتفعيل هذه العناصر وإعطائهم دور يتناسب مع قدراتهم العقلية والبدنية وبث الأمل في نفوسهم بأنهم عناصر فعالة في مجتمعنا، مشيرا إلى اهتمام الدولة بهذه الفئة وتوفير الوظائف المناسبة إلى جانب توفير أماكن مخصصة لهم وذلك إيمانا من قيادتنا وحرصها على توفير كل ما يخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدا ان إدارة المنطقة الغربية التعليمية سارت على هذا النهج لإحساسها وإدراكها بالأثر الايجابي لمشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف ان طلاب وطالبات هذه الفئة لديهم مواهب وإبداعات وهم في حاجة لاكتشاف هذه المواهب وتشجيعهم، وذكر أنه يوجد بالمنطقة الغربية أربعة مراكز لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة منها ثلاثة حكومية وواحد خاص.
وأوضحت قدرية محمد البشري رئيسة قسم الإدارة التربوية وتخطيط الموارد البشرية بالمنطقة الغربية التعليمية ان المشروع بدأ منذ العام الماضي وكان هناك ملتقي لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضافت لقد بدأنا في هذا العام وبالتعاون والتنسيق مع المدارس ومؤسسة التنمية الأسرية بالمنطقة لمتابعة الطلاب والطالبات وتقديم تقارير شهرية عنهم، مؤكدة ان المشروع ممتاز وأوضاع الطلبة مطمئن واستطاعوا الاندماج مع المدارس بسهولة وان النتائج ستتضح أكثر بعد الفصل الدراسي الأول.
وتشدد فاطمة مصطفى مديرة مدرسة عقبة بن نافع للتعليم الأساسي بالمرفأ على ان الدمج ضروري لأن المدرسة هي البيئة الطبيعية للتعلم، كما ان الدمج يستطيع توفير استراتيجيات تعمل على تطوير الخدمات التربوية لهذه الفئات وإتاحة الفرصة لها للتفاعل الايجابي وإتاحة الفرصة للأطفال العاديين لتقبل هذه الفئات وتحسين الاتجاهات نحوهم وتحفيزهم على التنافس الأكاديمي وسد الفجوة في الخدمات بين المدن الكبيرة والمناطق الفقيرة.
من جانبها تقول حمامة المنصوري مديرة مركز السلع لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ان هناك عدة أنواع للدمج منها الدمج الكلي ويقصد به ان يلحق الطالب في الفصل العادي داخل المدرسة معظم الوقت ويشرف عليه معلم الفصل العادي والذي يتلقى الاستشارة الأكاديمية من معلمين متخصصين واستشاريين زائرين للمدرسة لهذا الغرض. ثم الدمج الجزئي وفي هذا النوع من الدمج يوضع الأطفال مع أقرانهم العاديين في الفصل العادي لعدد معين من أيام الأسبوع أو لساعات معينة لتلقي المساعدات التربوية والتعليمية في موضوعات تحدد حسب احتياجاتهم على يد استشاريين في التربية الخاصة. إضافة إلى الدمج المكاني وهنا يتم تجميع الأطفال المتجانسين من حيث التحدي أو الصعوبة في فصول خاصة بهم داخل المدرسة ويكون التفاعل بينهم وبين أقرانهم من خلال الفسحة والأنشطة الفنية والرياضية والرحلات.
وذكرت منى رمضان مديرة مدرسة المرفأ التأسيسية للبنات ان من أهداف الدمج تعديل الاتجاهات ايجابيا نحو القدرات الخاصة عند هذه الفئات وإتاحة البدائل التربوية لتعليمهم وتدريبهم على الاستقلالية وتطوير القدرات الكامنة لديهم وإكسابهم أنماطا سلوكية تتيح لهم بناء علاقات اجتماعية متوازنة تساعد على خفض التوتر الذي قد يصاحبهم وتفعيل دورهم ومشاركتهم في المناسبات الوطنية ورفع كفايات المعلمين والمعلمات المشرفين على مشروع الدمج بصفة خاصة ومعلمات المدرسة بصفة عامة إلى جانب التوعية المجتمعية تجاه هذه الفئات في المدرسة والأسرة والمؤسسات المجتمعية.
وأوضحت فاطمة الفلاحي مديرة مركز غياثي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة أن هناك عدة احتياطات يجب مراعاتها أثناء عملية الدمج وهي ان لا يعتبر التحصيل الأكاديمي وحده المعيار الأساسي للحكم على نجاح أو فشل أي برنامج أو مشروع للدمج حتى تقل الفجوة بين الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين. كما يجب ان يستمر الاهتمام والرعاية الفردية للأطفال المدمجين مثلما كانت تتوفر لهم في المراكز وان تكون هناك أنشطة وأوراق عمل مشتركة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين حتي لا يصاب الطفل بالفشل أو الإحباط ويراعي إلى حد ما المستوى العمري وان تكون المدرسة التي يدمج فيها الطفل في نفس منطقته السكنية.
وتؤكد موزه ذيب المنصوري مديرة مؤسسة التنمية الأسرية بالسلع انه لابد ان يكون الدمج من مرحلة الروضة ولا ننتظر حتى المرحلة التأسيسية حيث تقدم الخدمات التربوية والنفسية في وقت مبكر لتكون الجدوى من الدمج أفضل ويألف الأطفال العاديون أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى ان من عيوب النظام العربي لذوي الاحتياجات الخاصة هو التركيز على جوانب الاختلاف بين الطلاب العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من التركيز على جوانب التشابه. وتضيف موزة ان أي برامج للدمج يجب ان تسبقها توعية كاملة للأسرة وتحديد مسؤوليات وواجبات الوالدين وان يشترك ولي الأمر مشاركة فاعلة مع فريق العمل الخاص بالدمج وإعداد الخطة التربوية الفردية بل ويحدد ولي الأمر ما يطمح إليه من أهداف ويلتزم بذلك من خلال توقيعه على الخطة العلاجية، وان يصاحب عملية الدمج توجيه جمعي وإرشادي فردي كما يجب ان يشارك الوالدان في أي دورة تدريبية تساعد على تعليم هؤلاء الأطفال أو التعريف بحقوقهم المدنية والشرعية.
وأكد احمد شعيب موجه برامج ذوي القدرات الخاصة بالمنطقة الغربية التعليمية ان مشروع الدمج بالمنطقة تم إعداده في العام الدراسي 2022/2007 ونفذ هذا العام حيث تم دمج 7 حالات بالمدارس ورياض الأطفال ومؤسسة التنمية الأسرية وهذه الحالات من فئات المكفوفين ومتلازمة داون والتأخر العقلي البسيط وقال شعيب كان لمدرسة عقبة بن نافع فضل السبق في دمج حالتين من ثلاثة أعوام الأولى حالة متلازمة داون والحالة الثانية إعاقة حركية دمجا كاملا طيلة العام الدراسي وان كان التقدم في التحصيل الأكاديمي ليس بنفس الدرجة التي تضع الحالتين في مصاف الطلاب العاديين إلا ان الأثر الاجتماعي والنفسي والتفاعل الايجابي والمشاركة في المناسبات الوطنية كان واضحاً جداً ووصل إلى درجة كبيرة من النجاح الاجتماعي. مشيرا إلى انه تم تشكيل لجنة من المراكز والمدارس المعنية والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين للتقييم وإعداد الخطة الفردية بإشراف مديرات المراكز والمدارس وتوجيه ذوي القدرات الخاصة بالمنطقة.
وأكد إبراهيم حسن ولي أمر نجاح مشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة وقال لقد انعكس هذا الاندماج بالإيجاب على ابني وكون اصدقاء له في المدرسة التي تم دمجه فيها بالصف الثالث الأساسي وبدأ ينمو عقليا وفكريا خاصة انه من فئة الإعاقة الحركية مشيرا إلى ان ابنه ألح على ان يتم توصيله إلى المدرسة بالباص بدلا من السيارة الخاصة لشدة اندماجه. وأوضح أن بعض الإعاقات البسيطة مثل الإعاقة الحركية في حالة اندماجها تكون نتائجها ايجابية.