3. مدمن العمل ( البطل)(workaholic):
هذه الشخصية من الناس هي التي يجد فيها الشخص حياته كلها عملاً. هذا النمط من الناس هو الذي يتحمل مسؤوليات كثيرة ويعمل بدأب أكثر من الآخرين وهو كما يسميه المؤلفان " البطل".. أو " one man show " وفي الغالب يكون هؤلاء الناس غير مرتبطين اجتماعياً أو غير سعيدين في حياتهم الأسرية.
إن هذا النمط يقدم دائماً على تحقيق المستحيلات، وهو كذلك بطبعه كمالي لا يرضى إلا بالـ 99% نجاح ( من وجهة نظري قد لا ترضيه حتى المئة؟؟؟!!!)… هذه النوعية تعمل تحت شعار 24/7 ( تعرفونها؟؟؟!!!..)..
عمل هذا النمط غير ممتع ولا يجد فيه البهجة ولا تحب الناس العمل معه ولا معاشرته حتى، ويرى المؤلفان أن هذا النمط الذي يحقق نجاحات مبكرة لا يحقق أو يحرز نجاحات فيما بعد في حياته..
صاحب هذا النمط شديد القسوة في تعامله ويبدو خاليا من المشاعر في تعامله..
هو يعمل كالانتحاري ماض في عمله لا يرده شيء، أو بتعبير النبي – صلى الله عليه وسلم- : المنبت، ففي الحديث الشريف: " المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".. ( لا يكون تكونون منهم!!..)
في الغالب إن هذا النوع يتعدى الكمالي… بدرجة .. بحيث إنه ليس فقط يعمل في مجال واحد بل يستمر في توسيع عمله وفرض التزامات أكبر من نفسه، وغالباً ما يكون جاذباً للجماهير وصاحب رؤى ( ياليت استغلها في الخير!!) ويقود الناس بالدافعية والتشجيع وتحت جملة " إنك تستطيع" ، أو " أنتم مؤهلون لذلك"، وهكذا… ( بقول لكم شي بعدين تعليق يا ينكم)..
إن صاحب هذا النمط يقيني في اعتقاداته لا يدرك ولا يلتفت لمدى تأثيره السلبي على الآخرين.. ويقال أن هؤلاء الأبطال لا يعرفون معنى الهزيمة ، لكن في حقيقة الأمر هم لا يعرفون حقيقة النصر لأنهم لا يتمتعون به ولا يشعرونه!! .. ومن الصعب جدا الاتفاق مع هذه النوعية أو الاستمرارية بالاتفاق معهم، فهو وراء من يعمل أكثر ووراء من يعمل أكثر، فالعمل هو المقياس عنده..
هذا النمط يحقق كثيراً ولكنه يضر كثيراً أيضاً.. والدوافع الداخلية عنده قوية جدا فهو لا يسمع غيره ( إلا في ظني أولئك الذين يتوافقون معه في الطبع والنمط.. أو أولئك الذين يحققون آليات تنفيذه للخطة التي يرسمها أو يذللون له صعاب مهماته لكي يصل هو للنجاح..)… ويتضايق إن نجح أقرانه دون أن يكون له ضلع في الموضوع( ماقلت لكم حقود وحسود..؟؟؟!!).. وبسبب هذه النفسية فإن هذا النمط يتعرض للكثير من الحسد والكراهية والنقد الشديد من الآخرين والمنافسين، وفي الغالب من الصعب أن تجد البطل في المؤسسة؛ لأنه من الصعب على المؤسسة أن تتحمله "( ما قلت لكم؟؟!!).
يرى النفسانيون أن الطفولة قد تكون تلعب دوراً رئيسياً في ذلك؛ فطفولتهم كانت ضاغطة ولم يكن آباؤهم أو أمهاتهم يرضون عن الإنجاز بسهولة؟؟!!…وقد يكون الدافع وراء ذلك شعوره بالاكتئاب الذي يخفيه عن طريق العمل للتخلص منه وعدم التفكير به..
4. ( المسالم) تجنب الصدام بأي ثمن:
هذا النوع من الناس يتجنب الصدام بأي ثمن، وخوفه الحقيقي أن يفلت مدى المواجهات إلى شيء غير متوقع ويعتقد صاحب هذا النمط أنه بذلك يحمي ذاته أو مؤسسته أو عائلته، لكنه في العمق أسلوب مدمر ومخرب.
ولأن الدنيا مبنية على الصدمات كما في قوله تعالى:" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"، ففي الدنيا تحدي وتدافع ومنافسات، وقد تكون أمراً طبيعيا وجميلا أيضا، لكن الشخص هذا يحمي فقط أمنه أو أمن بيئته.
ويرى النفسانيون أن مصدر هذا السلوك من جراء عناصر منها:
1- ضعف الشعور بالذات، وبالتالي الخوف من أن يعرض أفكاره أمام المعارضة فيخرج على حقيقته.
2- طفولة هامشية مهملة لم يشعر فيها بالأهمية.
3- تربية خاطئة غير طبيعية مثل التي تعلم كبت المشاعر أو المحاطة بالغضب والسخط، وغير ذلك.
ويستشهد الكاتبان بمقولة الشاعر الأمريكي جيمس راسل لويل:" إذا كنت تريد السلام، فإن الشيء الذي يتعين عليك عمله هو أن تظهر بأنك مستعد للقتال"..
في النهاية.. ( باقي التكملة.. أقصد نهاية حلقة اليوم..):
رأيت كيف جميل أن تكون الثقة والتنافس والنجاح في العمل.. ولكن أن يزيد كما في النمط الأول.. أو يقل لدرجة التساهل والهروب فهو أمر مرفوض تماماً.. المصيبة أنهم لا يسمعونك.. الاثنان.. إما لأنك تصغرهم سنا أو درجة.. أو لأنك ناجح مثلهم.. أو لأنك لا تنتمي لأي من النمطين وهو الأمر الأرجح.. فهم يتآلفون مع من يشبههم أو مع من يقدم لهم ما يرغبونه.. في قراءاتي حول تطويع أسلوب العمل.. وفي كيفية التعامل مع الناس وأساليب العمل.. هناك ما يسمى التطويع .. أي أن تطوع أسلوبك كي تتماشى مع العاملين في العمل… ولكنني أتساءل كيف نقوم بتطويع وتذليل أساليبنا إن كنا لا نوافق أصلا على ما يطلبونه من العمل.. أتركها لكم.. مع أمل اللقاء بكم في الحلقة القادمة..