زميلات المهنة شجعوني ولا تحبطوني
كنت في السنة الثانية لي في مهنة التدريس و قد انتقلت من إمارة إلى إمارة..
وحدث نقلي إلى مدرسة تضم طالبات من بيئة فقيرة نوعا ما..
وبيئة غير ناطقه باللغة العربية في المنزل ليس كل الطالبات بالطبع ولكن الأكثرية..
قوبلت بكل ترحيب في هذه المدرسة الجديدة من الجميع وذهبت لأجلس مع زميلاتي
المعلمات في غرفة المعلمات.. بدأ حوار التعارف بيننا ما أسمك؟كم سنة عملت؟من أي مدرسة
أتيت؟ماذا تدرسين؟( طبع الحريم )..وبدأن يقلن لي ألم تجدي سوى هذه المدرسة التعيسة؟حقا
ستعانين كثيرا مثلما نعاني قلت ومما؟ قلن لي البيئة فقيرة والطالبات معظمهن لا يتكلمن
العربية ومهما تشرحين فما من فائدة قلة قليلة جدا سوف تفهمك..
فأصبح هذا الكلام يتردد علي كل يوم إلى أن تعمق في ذهني وذاكرتي..
فأصبحت فعلا أذهب إلى الفصل وكلي يقين تام أن الطالبات اللاتي أمامي لا يفهمن شيئا.
وكنت أبذل معهن الكثير الكثير كنت أشعر بالضياع أثناء شرحي للدرس أنتقل من نقطة لأخرى
بدون سابق ترتيب.. أتحدث اللغة العربية كثيرا كنوع من الترجمة كنت أخرج من الفصل
وأنا غير راضية تماما عما قدمت لطالباتي وأصبحت كالبغبغاء أردد دائما ما يقلنه زميلاتي
الطالبات ضعيفات لا يفهمن.. ومرت الأيام وأنافي هذا الضياع و التخبط إلى أن جاءتني
الموجهة التربوية لتدخل علي الزيارة الأولى ..وطلبت مني أن استعد لأنها سوف تحضر
لي حصة لمشاهدة مستوى الطالبات لتقييمي كمعلمة.. رحبت بها كثيرا وحينما دخلت شعرت
بشيء من الارتباك وبدأت أشرح الدرس ككل يوم أتخبط يمينا وشمالا..وأستخدم كل الطرق
لأفهم الطالبات تارة أتحدث العربية و تارة أستخدم الوسيلة و تارة استخدم البطاقات شعرت
بداخلي بعدم رضي الموجة عن الحصة بعدما خرجت من الحصة قلت لزميلاتي بذلت ما في
وسعي لأفهم الطالبات وما من جدوى الظاهر ما قلتموه لي صحيح
عن المستوى المتدني للطالبات..
جمعتنا الموجهة بعد الحصة وقالت لي لابد أن تخصصي وقتا لزيارة زميلاتك أثناء تدريسهن
لتتعلمي منهن كيفية التدريس الصحيح حتى تقوي نفسك في التدريس.. ترك هذا الكلام
أثرا عميقا في داخلي.. و شعرت بعدم الرضا والإحراج أمام زميلاتي..
عدت إلى المنزل بنفس غير راضية و قررت في صميم نفسي أن أضع لي خطة أسير عليها
وعلي ألا أستمع لكل من يريد تحبيطي بأي كلمة..
علي أن أنظر إلى الأمام و أتفاءل وعلي أن آمل خيرا كثيرا في طالباتي فالبيئة الفقيرة كثيرا
ما تصنع عظماء وضعت يدي على أذني وخطوت خطواتي الخاصة في التدريس بعيدا
عن التحبيط والقال والقيل..
ما كنت أراه صحيحا يفيد طالباتي و العملية التعليمية أفعله فوفقني الله لما أردت
وحققت نجاحا باهرا
والحمد لله فحينما دخلت الموجهة الزيارة الثانية عندي ذهلت و قالت: هل أنت نفس المعلمة
التي زرتها في المرة الأولى؟!! فجمعتني بزميلاتي للمرة الثانية..
وبدل من أن تنصحني بالدخول على زميلاتي أمرت زميلاتي بحضور حصة دراسية
لكي يرون روعة الطالبات ومستواهن ألتحصيلي الممتاز….
الهدف من هذه القصة أن التحبيط دائما يدفع بالإنسان إلى الوراء بينما التشجيع يدفع
الشخص ألف خطوة إلى الأمام.
والله الموفق