ومن هذا المنطلق أنشئت المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة لإثراء حياة الإنسان وبرز العلم كقاطرة لمجتمعات المدنية والحداثة وظهر رجال مفكرون ومبدعون ستظل سيرتهم الطيبة تتناقل على مر الأزمان، ولا عجب عندما نقف هنا على رمز من رموز العطاء والفكر الخلاق على أرض الإمارات الذي أثر في حياة مجتمعه وحياة الشعوب من حوله وقدم الكثير من الإنجازات في مجالات الحياة كافة التي أسهمت وتسهم في تقدم الحياة ورقيها إنه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا الرجل الذي اتسم بالحكمة قدم أساسيات ثابتة بمثابة منهج يتيح الانطلاق والتميز في أي مجال من مجالات الحياة الإنسانية، وفي هذا المجال نجد أفراداً أقوياء يؤمنون بمنهج السلف وسنة التطور من أجل بناء أفراد أصحاء جسمانياً وعقلياً وعلمياً يقودون المجتمع نحو الانطلاق والرقي وقد نجد في واقعنا العكس، فمدير المدرسة الذي لا يجلس على الكرسي ويتجول في الميدان المدرسي منذ بداية اليوم حتى نهايته ويذوب وسط الطلاب والمعلمين من أجل تأدية رسالة وزارة التربية والتعليم لا شك أنه يختلف اختلافا كبيرا عن مدير المدرسة الروتيني الذي يفرح بكرسي الإدارة ويعزل نفسه عن الميدان وعن الأساليب الحديثة كافة، ولذا بات على كل مسؤول تحري الموضوعية في تقدير تلك الكفاءات المخلصة التي تتفانى في أداء رسالتها، وكم أعجبتني رسالة من أحد أولياء الأمور بعد زيارته للمدرسة قائلاً فيها:تعجبني المدرسة لأنني وجدت فيها نموذج الإدارة الناجحة التي تعمل بروح الفريق الواحد والتي أسهمت في حصد ابني للعديد من الجوائز على مستوى الدولة وكم أعجبتني البساطة في التعامل والحكمة في معالجة الأمور وبث روح الأسرة الواحدة بين المعلمين والطلاب كما أن وجود مدير المدرسة في ساحة الميدان التربوي وحث الطلاب على القيم النبيلة من شأنه مواصلة السير على طريق التميز، ولعل ملامسة أولياء الأمور للواقع التعليمي تجسد حالة وعي الأفراد بدور المدرسة الحيوي في بناء أجيال قوية متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على مسايرة كل المتغيرات العالمية .
محمد حسيني المهم
مسؤول المركز الإعلامي في مدرسة ابن حزم- عجمان
معلم علم النفس – مسؤول الدعم النفسي
المقال منشور بجريدة الخليج (رسالة اليوم) ، الأحد10-10-2012
http://www.uaes.ae/vb/attachment.php…8&d=1339282517