في حالة الالتهاب الكبدي الحاد يحدث الالتهاب بشكل فجائي ويمكن أن يسبب أعراضا شديدة.
توجد أسباب عديدة تتضمن شرب الخمور وتعاطي الأدوية ولكن أكثر حالات الالتهاب الكبدي الحاد يكون سببها فيروسات الالتهاب الكبدي المذكورة أدناه.
كل من فيروسي الالتهاب الكبدي “ب” و ” ج ” يمكن أن يؤدي إلى مرض كبدي أكثر إزماناً وأحيانا ما يؤدي إلى الفشل الكبدي، وإلا فإن الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد عادة ما يذهب من تلقاء نفسه
.
فيروس الالتهاب الكبدي “أ” :
هو أكثر فيروسات الالتهاب الكبدي شيوعا واقلها خطورة .
كانت نسبة من أصيبوا بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي أ في الولايات المتحدة قد وصلت في وقت ما في الماضي إلى 50% وبالتالي فلديهم مناعة من الفيروس، ويحملون في دمائهم أجساماً مضادة له.
هذا الفيروس يكون أكثر شيوعا في المناطق التي تنخفض فيها مستويات الخدمات الصحية والنظافة الشخصية والأشخاص المصابون بعدوى الفيروس يحملون الفيروس في دمائهم ويخرجونه من فضلاتهم.
في أثناء الفترة المعدية القصيرة ( التي تستمر من 6 أيام إلى 6 أسابيع ) يمكن أن ينتشر الفيروس.
يتم انتقال العدوى عادة من خلال تناول الطعام أو الماء الملوث بالمادة البرازية المعدية. يمكن أن ينتشر أيضا بتناول المحار الملوث الذي لم يتم طهيه جيدا.
يحدث التعافي عادة بعد شهر أو شهرين.
في حالات نادرة (عادة الأشخاص الذين تجاوزا سن الأربعين) يمكن أن يؤدي العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي أ إلى فشل كبدي حاد , وحتى إلى الوفاة. مع ذلك ففي اغلب الناس يكون التعافي كاملا
فيروس الالتهاب الكبدي ” ب ” :
يتم انتقاله عن طريق الدم الملوث (عادة عن طريق عمليات نقل الدم والمشاركة في استخدام إبر الحقن بين مدمني المخدرات بالحقن الوريدي)، كما يمكن انتقاله باللقاء الجنسي عن طريق السائل المنوي الملوث , ويحتمل إمكان انتقاله عن طريق اللعاب الملوث, يمكن أن تنتقل العدوى إلى الأطفال أثناء الولادة إذا كانت الأم معدية , كما أن العاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في المؤسسات التي تؤوي الأشخاص المعرضين للعدوى بدرجة عالية هم أيضا فريسة سهلة لهذا الفيروس الخطر.
بعض الأشخاص الذين تنتقل إليهم عدوى الفيروس لا يصابون بالالتهاب الكبدي أبداً ولا يصيرون مرضى بعد ذلك, بينما يصاب أشخاص آخرون بحالات طفيفة إلى شديدة.
في أحوال قليلة يمكن أن تسبب العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي ” ب” حدوث فشل كبدي حاد.
تستغرق الحالة من شهر إلى أربعة أشهر ليتعافى المريض من النوبة الأولى من الالتهاب الكبدي.
ثمة عدد جوهري من الناس يصيرون حاملين للفيروس أو تتحول حالتهم إلى الالتهاب الكبدي المزمن , وبعض من هؤلاء الناس يصابون بتلف الكبد والفشل الكبدي المزمن.
وعندما يصاب الأطفال بفيروس ” ب ” أثناء الولادة يكون هناك احتمال 90 % أن يصابوا بالتهاب الكبدي المزمن فيما بعد, وعلى النقيض من ذلك, إذا أصيب الصغار البالغين الأصحاء بفيروس ” ب ” يكون هناك احتمال بنسبة 1% فقط أن يصابوا فيما بعد بالالتهاب الكبدي المزمن.
فيروس الالتهاب الكبدي ” ج ” :
كان فيما مضى يسمى فيروس الالتهاب الكبدي لا “أ” ولا “ب”.
ينتشر بنفس طريقة انتشار فيروس الالتهاب الكبدي ” ب ” , رغم وجود خلاف حول درجة سهولة انتشاره عن طريق اللقاء الجنسي.
كثير ممن أصيبوا بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي ” ج ” لا يصابون بالالتهاب الكبدي الحاد , وآخرون غيرهم يصابون بالالتهاب الكبدي الذي يمكن أن يكون شديدا جدا ولكنه نادرا ما يؤدي إلى الفشل الكبدي الحاد.
ويتعافى الأشخاص المصابون بالصورة الحادة من المرض في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
أكثر من 50% من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس ” ج ” تتحول حالتهم إلى الالتهاب الكبدي المزمن , وبعضهم يصاب بتلف الكبد والفشل الكبدي المزمن و/أو سرطان الكبد .
يقدر عدد الأمريكيين الذين أصيبوا بالالتهاب الكبدي المزمن بسبب فيروس ´´ج´´ بـ 3.9 ملايين نسمة (بينما العدد العالمي لحالات العدوى هو 70 مليون نسمة).
في الولايات المتحدة يموت 10 ألاف شخص سنويا بمرض الكبد المزمن بسبب فيروس الالتهاب الكبدي ´´ج´´. بعضهم من مدمني تعاطي المخدرات بالحقن الوريدي أو كانوا كذلك، والبعض الآخر أصيبوا بالعدوى بسبب نقل الدم الذي تلقوه قبل عام 1990م (أي قبل أن يكتشف الفيروس ´´ج´´ وقبل بدء اختبارات الدم للكشف عن الفيروس).
يبدو أن خطر الإصابة بفيروس ج يكون أكبر بين من يعانون من نقصا في المناعة مثل الأشخاص الذين أجريت لهم عمليات زرع الأعضاء ومن أصيبوا بمتلازمة النقص المناعي المكتسب (الإيدز).
فيروس الالتهاب الكبدي ” د ” :هو فيروس لا يسبب من تلقاء نفسه الالتهاب الكبدي ولا يسبب غيره من الأمراض , ولكن إذا أصيب شخص ما بهذا الفيروس وفيروس ” ب ” معاً فإنه يصاب بحالة شديدة من الالتهاب الكبدي الحاد.
يبدو ان فيروس “د” يتم انتقاله من خلال الملامسة الشخصية أكثر من أن يتم انتقاله بالتعرض للدم .
فيروس الالتهاب الكبدي ” هـ”:هو فيروس يشبه فيروس الالتهاب الكبدي ” ا ” ولكنه شديد الندرة في الولايات المتحدة .
يمكن أن يكون شديد الخطورة للنساء الحوامل. وحوالي 20 % منهم يصبن بتدمير للكبد قد يودي بحياتهن بسبب فيروس الالتهاب الكبدي “هـ”.
الأعراضتوجد فترة احتضان بين وقت حدوث العدوى وبين وقت أول ظهور لأعراض الالتهاب.
تتفاوت فترة الاحتضان حسب نوع الفيروس , فهي بالنسبة للفيروس ” ا ” : 6 أيام إلى 6 أسابيع , وللفيروس ” ب ” : 4 أسابيع إلى 12 أسبوعا , وبالنسبة للفيروس ” ج ” : 7 أسابيع في المتوسط.
أعراض التهاب الكبدي الحاد هي أعراض عامة ومن السهل أن يلتبس الأمر بينها وبين حالات أخرى , وهي تشمل الشعور بالإعياء وفقدان الشهية والغثيان والقيء وحكة بالجلد وألماً بالبطن (في الجزء العلوي الأيمن من البطن) وحمى وبولاً لونه مثل الشاي.
هذه الأعراض يتبعها حدوث اليرقان (وهو اصفرار الجلد واصفرار بياض العينين). يحدث أحيانا نقصان في الوزن. في حالات نادرة تكون الأعراض شديدة جدا ومهددة الحياة.
بعض المصابين بعدوى فيروس ” ب ” أو فيروس ” ج ” لا يعانون أية أعراض أو يعانون أعراضا طفيفة جدا للالتهاب الكبدي الحاد في بادئ الأمر , ولكن بعد ذلك بسنوات قد تظهر عليهم أعراض الالتهاب الكبدي المزمن .
خيارات العلاجإن الأعراض المذكورة سابقا ( وخاصة اليرقان المفاجئ) تجعل تشخيص الالتهاب الكبدي مرجحا للغاية , ولكن إجراء اختبارات للدم تعد ضرورية لتأكيد هذا التشخيص.
اختبارات الدم الخاصة بإنزيمات الكبد يمكن أن تكشف عن موت الخلايا الكبدية على نطاق واسع , وهي صورة أساسية في أي نوع من الالتهاب الكبدي، أما اختبارات الدم الأخرى فيمكن أن تكشف عن الفيروسات المعروفة المسببة للالتهاب الكبدي، ويمكن أن تساعد طبيبك على تحديد التوقعات المستقبلية للمرض.
لا يوجد علاج متخصص للالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد. يهدف العلاج إلى مساعدتك أن تشعر بارتياح أكثر.
قد تشعر بتحسن إذا رقدت بالفراش رغم أن هذا غير ضروري للشفاء.
قد يصف لك الطبيب غذاء مرتفع السعرات على أن يكون معظم ما يتم تناوله من الطعام في الصباح منعا لحدوث الغثيان في خلال اليوم. إذا كانت تعاني قيئا متكررا فقد تحتاج إلى تغذية عن طريق الوريد .