التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الرابع )
كنت في زيارة توجيهية لإحدى ضواحي مدينة الرياض ( تبراك ) وزرت مدرسة تبراك الابتدائية وفي أثناء زيارتي وقفت على أحد الفصول أعتقد أنه الصف الثالث ابتدائي وكان المعلم يدرس مادة العلوم وكان يشرح للتلاميذ أجزاء النبتة: الجذور والساق والأوراق وبعد انتهاء هذا المعلم من الشرح داخل الفصل أخذ التلاميذ إلى حديقة المدرسة ثم أخذ يكرر عليهم ما سبق له شرحه بالفصل ولكن على الطبيعة وبشكل عملي فشاهد التلاميذ أجزاء النبتة ، وفي نهاية الحصة طالبهم باستزراع نبتة في منازلهم ، أنا شخصيا أعجبتني طريقة هذا المعلم الذي لم يقصر شرحه على السبورة والطباشير كغيره من بعض المعلمين ، الذين لاتدري من أي باب ولجوا إلى مهنة التعليم، للمعلومية هذا المعلم جنسيته ( تونسي) وقد عين في مدرسة تبراك على زعم من إدارة التربية التعليم أنه لايوجد له مكان داخل مدينة الرياض ، لماذا لاينظر إلى الكفاءات ويتم تشجيعها لتخلص في عملها ؟ سيقول قائل وما علاقة ذلك برحلتك في عالم الإرشاد؟ أقول: إن هناك علاقة قوية جدا بين ما يفعله المعلم داخل الفصل وما يقوم به المرشد داخل المدرسة إن عملهما واحد/ المعلم يعلم المواد والمرشد يعلم السلوك الجيد هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن أمثال هذا المعلم المخلص يعين المرشد في عملة بشكل غير مباشر ، لأن مثل هذا المعلم تقل لديه نسبة الرسوب من الطلاب لذا لن يجد المرشد عناء ومشقة في دراسة أسباب ضعف طلاب أمثال هذا المعلم، أما الطلاب الذين يعانون من صعوبة تكيف مع بعض المعلمين إما من تقصير في المادة العلمية أو ضعف في شخصية المعلم أو عدم قدرة على توصيل المادة العلمية للطلاب أو عدم رغبة في مهنة التدريس فإن المرشد الطلابي سيعاني كثيرا مع أمثال هؤلاء –أعانه الله- 0
الزيارة الثانية كانت لمدرسة حضار الابتدائية ، هذه المدرسة لاتزال ذكراها الطيبة عالقة في ذهني إلى اليوم على الرغم أنه مضي على هذه الزيارة أكثر من 12 عاما ، لكن الأثر الطيب يبقي دائما محفورا في الذاكرة، فمن أجمل مالاحظته في هذا المدرسة تعاون معلميها مع الإدارة المدرسية وإحساس الزائر أنه يعيش مع أهله وأحبابه ومما لفت نظري في الواقع عندما زرت تلاميذ الصف الأول في الفصل الدراسي الأول ، فوجدت مدرسا في غاية الروعة ، كيف ؟ لاحظت أن طلبة الصف الأول يقرؤون الكلمات والحروف على الرغم من أنه لم يمض من العام الدراسي إلا شهران ، كان المعلم يقيم التلاميذ واحداواحدا أمام السبورة فيقرأ الطالب مما كتب على ورقة مقواة ،ويشير إلى بعض الكلمات التي يقرأها بعصا في يده، قلت في نفسي لماذا لاأختار أنا عددا من التلاميذ للتحقق من أنهم فعلا يستطيعون القراءة؟ ففعلت ، فصاروا فعلا يستطيعون القراءة في هذا الوقت المبكر من العام الدراسي ، فأدهشني ذلك!! فتمنيت لو أن هذه المدرسة قريبة من منزلي لأدخلت ابني فيها ، فلن أجد أفضل منها علما بأنها مدرسة حكومية، المحير في الأمر أن هذا المعلم تخصصه أساسا تربية فنية ، وقد نقل من وسط مدينة الرياض إلى ضواحي الرياض ، إذ أشترط عليه الإشراف التربوي إما أن ينقل خارج الرياَض أو يلغى عقده لأنه غير سعودي فصار من حظ مدرسة حضار الابتدائية خارج مدينة الرياض، هكذا في عالمنا العربي تشجع المواهب ، في الولايات المتحدة لا يهتمون بالشهادات إنما يهتمون بالكفاءات ، أما نحن في العالم العربي فنهتم بكلمة (د) حتى ولو كان حاملها لايفقه شيئا في مادة تخصصه لا أعمم ذلك بل إن هناك من يحمل شهادة الدكتوراه حقا وحقيقة، ولكن البعض مع الأسف لاأدري كيف حصل عليها 0
مما يضايقني كثيرا ما أسمعه من بعض الزملاء المشرفين مثلي ممن يشتركون معي في المعاناة أن أحد المشرفين قال لي يوما ما ، إن المرشد الطلابي بمدرسة ما ، حول إليه مدير المدرسة طالبا يلاحظ عليه شيئا من عدم الانضباط السلوكي ، يقول المرشد ، فدخلت أنا والطالب في غرفة الإرشاد والمدير جلس خارج الغرفة ، ينتظر نتيجة المقابلة ، يقول والكلام للمرشد لما انتهيت من مقابلة الطالب وخرج الطالب من عندي وذهب لفصله ، دخل علي المدير وقال : هاه بشر عسى مشكلة الطالب انحلت !!!! هذه يا أخي أمية الإرشاد المرشد لايحل المشكلات وليس لديه يد سحرية يستطيع أن يمسح بها على الطالب وتنتهي مشكلته ، الإرشاد يساعد الطالب في التغلب على مشكلته يفتح أمامه الباب ليفكر في واقعه ، المرشد بساعد الطالب ليقترح الحلول المناسبة لمشكلته ، المرشد ليس لديه حلول جاهزة يقدمها لطلابه ، يجب أن نفهم جيدا ماهو الإرشاد ؟ لكن مع الأسف الشديد من يقرأ عن الإرشاد وغيره قليل وهذه آفة مجتمعاتنا العربية 0
كنت في زيارة لمدرسة متوسطة في جنوب الرياض ، وقد قمت بمقابلة المرشد كالعادة في مكتبه، ومن عادتي أن أسأل المرشد عن المعوقات التي تنتاب عمله الإرشادي في بداية المقابلة، فقال لي كما تشاهد يا أستاذ إبراهيم أنا ليس لي غرفة مستقلة ، لذا ليس لدي خصوصية ، قلت : ولم ؟ قال : المدير يقول لي لاتغلق الباب عندما يدخل عندك الطالب ، كما أن الوكيل يشترك معي في نفس الغرفة ، فالطالب عندما يراجعني في مكتبي لا يملك الجرأة للحديث معي إلا إذا كنت منفردا ، طبعا هذه عقبة يواجهها كثير من المرشدين في المدارس وهي فقدان الثقة والاشتراك معه في غرفة واحدة ، يشتكي بعض مديري المدارس بأن غرف المدرسة قليلة ، ولكن أنا في نظري ليس هذا هوا لسبب ، إنما السبب هو عد م الثقة في المرشد ، فأقول لمثل هذا المدير إذا كنت لاتثق في مثل هذا المرشد فمن الأفضل نقله عنك إلى مدرسة أخرى ، أما أن يكون الوضع بهذه الحالة فهذا إعاقة للعملية الإرشادية 0
من أسوأ ما يواجهه المشرفين في زياراتهم للمدارس أن ينفذ المشرف أمورا هو عير مقتنع بها مثال ذلك ، كنت مشرفا للإرشاد في أحد مراكز الإشراف بمدينة الرياض، فأعطيت استمارة لتدوين المعلومات التي ترغبها إدارة المركز ، نظرت لهذه الاستمارة ، فوجدت هذه الاستمارة عبارة عن طلب معلومات لأمور لاعلاقة لها بتخصص الإرشاد إنما هي أمور إدارية تتعلق بالصيانة والتأكد من سلامة الحمامات – أكرمكم الله – وليس فيها ما يشير إلى إبداعات المدرسة ونشاطها ، المهم ليست هذه المشكلة، المشكلة شعور كثير من مديري المدارس أننا نأتي للمدرسة لننقب عن الأخطاء نأخذ السلبيات ليطلع عليها مدير المركز ولا نأبه بالحسنات أو الإيجابيات ، أحد الزملاء لما سلمه مدير المركز مثل هذه الاستمارة قال له أي المشرف تريدني أن أحضر لك الإيجابيات أيضا قال (لا) بل أحضر السلبيات فقط ، فرد على مدير المركز الاستمارة وقال له هذا ليس بإنصاف ،وليس هذا عملي فزعل مدير المركز 0
وفي ختام جولتي هذه كان بودي أن أتحدث عن ذكرياتي الجميلة أثناء عملي في الإشراف ، ولكن الذكريات غير السارة هي التي تتغلب وتحاول أن تبرز دائما ، وهذا هو الشيء الذي يزعجني ويزعج كل غيور على التعليم ، فالبيئة الإرشادية في أغلب مدارسنا اليوم معدومة ، وكل يفسر عمل المرشد كما يريد، والله المستعان و الموفق إلى سواء السبيل 0

جزاك الله خيرا
وكل عام وانتم بخير
موضوع قيّم وجزيت الخير
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="6|80|” >رحلتي مع الإرشاد (18)
كانت الحاجة ملحة لتطوير برامج التوجيه والإرشاد العملي ، وكنا مع زملائي في الإرشاد نحاول قدر المستطاع تطوير هذا العمل البناء ، وقد استبشرنا خيرا عندما تبنت مدينة الملك عبد العزيز تقنين أحد الاختبارات المشهورة في علم النفس وهو اختبار وكسلر للأطفال والراشدين ،تبنت المدينة تمويل هذا البرنامج الجميل الذي سيدعم ويحقق أهم أهداف التوجيه والإرشاد هذا الهدف هو : اكتشاف قدرات واستعدادات الطلاب وتوجيههم إلى الدراسة التي تتناسب مع قدراتهم وميلهم ،لأن المرشدين والمرشدات في المدارس بحاجة ماسة لمن يساعدهم في تحقيق هذا الهدف ، لكي يبتعدوا عن الحدس والتخمين في توزيع الطلاب على التخصصات العلمية والإنسانية ، إذ الاعتماد كله ينصب على درجات الطلاب في الصف الأول ثانوي مع أن هذا المحك غير سليم لفقدانه المصداقية والموضوعية والثبات ، على أي حال كلفت المدينة جامعة الملك سعود ممثلة في قسم علم النفس برئاسة الدكتور عبد الله النافع (الباحث الرئيسي ) ومعه زميل في نفس التخصص (القياس النفسي ) الدكتور /عبدا لله القاطعي ، ورشح لهذا العمل 10 مرشدين و10مرشدات وفرغوا لمدة 4سنوات وتم العمل على هذا المشروع ، ولكننا إلى هذه الساعة لاندري مامصير هذا الاختبار ؟ فلم يستفد الإرشاد منه شيئا مع أنه يمكن الاستفادة من هؤلاء الذين عملوا على هذا الاختبار بتدريب غيرهم من المرشدين والمرشدات ولكن =مع الأسف الشديد – أموال تنفق وجهود تبذل بدون فائدة الدول المتقدمة تشكل هناك لجان يبدأ عملها بانتهاء مثل هذه المشاريع والأبحاث فتعمل على تحقيق وتنفيذ توصياتها أما نحن في العالم الثالث فيأكل جهودنا وأموالنا التراب على رفوف المكتبات !!!!0
لماذا لانستفيد من الأبحاث والاختبارات النفسية المعدة من قبل الباحثين والدارسين في مجال علم النفس ؟، ما دمنا نقول إن الإرشاد تطبيق لمبادئ علم النفس كان من أهدافنا عندما هممنا بإنشاء وحدات الخدمات الإرشادية أن نركز على هذا الجانب ، ويوجد والحمد لله في بعض الوحدات الإرشادية مختصون في القياس النفسي لديهم اختبارات في الذكاء يطبقونها على بعض الحالات التي تردهم من المدارس ، لكني لاأزال أقول : إن الاستفادة من هذه الاختبارات لايزال محدودا ، وإني لأرجو أن يتنبه لهذه النقطة عدد من المختصين في القياس النفسي ويولوها اهتمامهم 0
فيه مرة من المرات زرت مستشفى الملك عبد العزيز بالرياض ( المستشفى الجامعي) عيادة النطق والتخاطب وزرت الاختصاصي النفسي في المستشفى ، وبالصدفة كان يطبق اختبار بينيه على أحد الأطفال ، فلا حظت أن أحد كروت الاختبار رسم عليه رجل صعيدي بعمامته ، وكرت آخر رسم عليه أهرام الجيزة الثلاثة فأدركت أن هذا الاختبار مترجم ولكن بلهجة مصرية ، والسؤال ، هل سيفهم هذا الطفل اللجة المصرية وهو سعودي ؟، الشيء الآخر هل يعرف هذا الصبي أهرام الجيزة الثلاثة وهل شاهدها من قبل ؟ طبعا لا فأين المصداقية لهذا ؟الاختبار، وهل سيقيس ما وضع له أم سيكون مضللا ؟، هذه هي نوعية الاختبارات التي تطبق الآن في العيادات النفسية 0
الاختيار النفسي لابد أن يكون نابعا من البيئة التي عاش فيها من تطبق عليه ، وإلا لن يكون صادقا ، بالمناسبة هناك قصة طريفة حدثت لمدرس تربية فنية تخرج من جامعة الملك سعود قسم التربية الفنية وعين مدرسا للتربية الفنية في قرية في شمال المملكة قرية اسمها (قبة) شمال الأرطاوية ، دخل هذا المدرس على طلاب الصف الأول متوسط وكان معه صورة لبرج الرياض وقبل أن يطلب منهم رسمه سألهم عنه ، فقال أحد الطلاب ( أبك يا أستاذ هذا محقان اللبن ) أبك لهجة البادية ومحقان اللبن عبارة عن أداة تحقن بها المرأة اللبن في القربة أو الصميل الذي يوضع فيه اللبن ، الطالب لم ير برج مياه الرياض ، ولكنه لايعرف إلا ماهوموجود في بيئته وعلى ذلك قس 00 والله اعلم 0

عرض رائع ومتميز
جزاك الله خيراً أخي الفاضل إبراهيم
وبارك الله فيك
(الساعة لاندري مامصير هذا الاختبار ؟ فلم يستفد الإرشاد منه شيئا مع أنه يمكن الاستفادة من هؤلاء الذين عملوا على هذا الاختبار بتدريب غيرهم من المرشدين والمرشدات ولكن =مع الأسف الشديد – أموال تنفق وجهود تبذل بدون فائدة الدول المتقدمة تشكل هناك لجان يبدأ عملها بانتهاء مثل هذه المشاريع والأبحاث فتعمل على تحقيق وتنفيذ توصياتها أما نحن في العالم الثالث فيأكل جهودنا وأموالنا التراب على رفوف المكتبات !!!!0)

وما خفي كان اعظم . ولكن يجب علينا ان نوصل صوتنا للمسئولين لعل وعسى ان يرى هذا المشروع النور .
جزاك الله خيرا اخي ابراهيم

معتز غباشي ———– النبض الصادق —————- سلمهما الله 0
أشكركما على المداخلة ، الله يعطيكما العافية أسعدني حضوركما0
جزيت خيرا على هذا الطرح الجميل
<div tag="8|80|” >

بارك الله فيك أخي إبراهيم وجعله في ميزان حسناتك
نبيل—————-محمد النادي ————— سلمهما الله
أشكركما على حضوركما وتعليقاتكما الطيبة دمتما في حفظ الله 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد (33)

الله يذكرك بالخير ياستاذ إبراهيم
فليتك ترى تعامل المشرفين مع المرشدين هذه الأيام
فهم أصبحوا مفتشين لتصيد الأخطاء
ولا توجد أي فائدة من زيارتهم للمدارس
فبسببهم أصيب المرشدون بالإحباط وكرهوا الإرشادوفروا منه
في بداية هذه الرحلة أتقل لكم رد أحد المرشدين على إحدى رحلاتي مع الإرشاد يصف فيه موقفه من بعض مشرفي الإرشاد الذين كما يرى لايستفيد منهم المرشد شيئا غير تصيد الأخطاء ، فكانوا وبالا على الإرشاد وعلى المرشدين المتميزين ، فقد كره بسببهم كثير من المرشدين الإرشاد وفتح الباب على مصراعيه للعرجاء والمنكسرة وما عاف السبع ، بسبب هذه التصرفات الهوجاء من بعض المشرفين، وعلى الرغم مما قاله هذا المرشد فإنا أعتقد أنه بالغ في هذا الأمر صحيح أنه يوجد بعض المشرفين ليسوا على مستوى الإرشاد وفي ميادين أخرى يوجد مثلهم كثير ، فالتقصير وتصيد الأخطاء ليس خاصا بمشرفي الإرشاد فقط 0
أتذكر أنني لما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض و كنت في مكتبي صباحا ولا أحد معي في المكتب من الأخوة الزملاء فدخل علي شابا عمره 18 سنه أعتقد أنا يتحين الفرصة ليجدني وحدي ، وبعد أن سلم علي قال : تسمح لي يا أستاذ إبراهيم أن أتحدث معك ، فقلت له تفضل ، فقال لي أنا مشكلتي ياأسناذ إبراهيم أني ماعندي واسطة !!!، فقلت له أنا واسطتك ولو أني لاأعرفك ، فقال : إن ظني لم يخني ، فقلت كيف ؟: فقال دخلت إلى مكتبك منذ أسبوع فوجدته مكتظا بالمراجعين ورأيت وجهك مبتسما بشوشا هادئا ، فقلت في نفسي إن هذا الشخص هو الذي سوف يساعدني ، ولكني لاأستطيع الحديث معه في هذا الوقت وسوف آتيه في وقت آخر ، قلت له : وماهي مشكلتك فقال ، أنا يا أستاذ إبراهيم عمري الآن 18 سنه ولم يخرج الشعر في وجهي ولم أبلغ مبلغ الرجال وقد سبب لي هذا الموقف حرجا كبيرا عند زملائي ، فذهبت إلى طبيب باطني وشخص حالتي بأن لدي مشكلة في الغدد ووصف لي الدواء وشفيت والحمدلله والآن أنا أريد أن ارجع للدراسة بعد إنفطاع، إن مشكلتي هذه لايعلم عنها أحد غير ك والطبيب الذي شخص حالتي ووصف لي الدواء، فقلت له المسألة بسيطة ولا يكون في خاطرك إلا الزين، وقمت واتصلت بمدير مدرسة ثانوية شمال الرياض وتحدثت معه حول وضع هذا الطالب فقبله في المدرسة، بعد ذلك أرسلته للمدرسة ،وبعد فترة اتصل بي وشكرني فقلت له لاشكر على واجب يابني والذي أريده منك فقط أن تجتهد في دروسك وتعوض ما فات عليك فقال أعدك بذلك – إن شاء الله- والآن أصبح مهندسا لامعا و-الحمد لله- ، شعرت في تفسي سعادة غامرة لاتعادلها سعادة لأنني أستطعت أن أقدم خدمة لشاب ربما أنه إذا لم يجد من يساعده ينهار أو ينحرف أرجو الا يعتقد القاريء العزيز أنني أمح نفسي ، فأنا أكره كلمة أنا ولكني أوضح موقفا ساعدت فيه من يحتاج للمساعده ونجحت في ذلك ، نحن لانريد من المرشد في المدرسة إلا أن يحتوي أمثال هؤلاء الطلاب الذين يتعرضون في حياتهم لمشاكل نقسية أو صحية أو اجتماعية ولكنهم لايجدون من يأخذ بأيديهم ويدلونهم على الطريق الصحيح 0
أحببت أن أضمن هذه الرحلة ردا وردني من أحد المرشدين الذين تعاملت معهم ليس افتخارا بطريقتي في التعامل مع الناس ولكن أنقلها للفائدة كموقف مر معي أثناء تعاملي مع الغير ولكم أن تحكموا هل هذا المرشد مصيب في كلامه أم لا؟ هذا هو الرد :
رد جرئي عن الجميل
________________________________________
أشكرك على نقل انطباعاتك الجميلة عن جزء غالي من بلادنا الحبيبة … وحبذا لو أطنبت عن ذكر الرحلة وظروفها … وتركت تساؤلك المحير حقا كموضوع جديد تزين به صفحات المنتدي [ هذا رأيي المتواضع ]
……………..
عرفتك [عن كثب ] هاشا باشا معي في تجمهر مرشدين حتى تخيلت في نفسي الضعيفة أنك تعرفتي من زمان وتكررت اللقاءات معك وبنفس الأسلوب والصورة تكررها معي !!!
قلت في نفسي لعله وصفت له أعجبه…؟ او لعله يريد أن أحقق له أمرا ما ؟ ! والعجب كل العجب في المرات أنك تذكر اسمي بالفصيح !!!
………!!! ولكن زال العجب مني حينما رايتك هذا ديد نك مع الآخرين من عرفت ، ومن لم تعرف ، تلقاهم بوجه متهللا مما يعطي للآخر انطباعا جميلا ، يقبل عليك لو تكرر اللقاء 0
من قال أن الناس لايحفظون إلا المواقف السيئة ؟؟ !! لالا إن الناسَ يحفظون المواقف المؤثرة على النفس
… ها أنا أقدم نتاج معروفك على الصفحة شاكرا… الأحد 6/5/1429هـ

كنت في أحد الاجتماعات التي يحضرها عادة تربويون ومشرفون ويكون الاجتماع برئاسة مدير القسم أو من ينيبه وما أكثر الاجتماعات في الإدارات التعليمية وفي الوزارة ولكن نتائجها قليليه- مع الأسف- ، تحدث المجتمعون عن المشكلات التي تعترض قسم القبول ، حيث يراجع هذا القسم أعداد كثيرة من الطلاب منقطعون عن الدراسة ، ويرغبون العودة للدراسة، فقلت : ياترى الطالب الذي انقطع عن المدرسة وفصلتموه إلى أين يذهب ، هل تعتقدون أنه سيجد عملا ينتفع به مع أسرته وهو لم يكمل دراسته ، المشكلة أن الطالب بين نارين نار المدرسة ونار الأسرة المدرسة تشدد على الطالب وتطرده دون أن تفهم ظروفه والمنزل يطرد الطالب من البيت لأنه لايدرس ، فيهيم الطالب على وجهه إلى أين ؟؟ إلى أصدقائه إذا كانوا سيئين انحرف مثلهم وإذا كانوا صالحين فمن حظه ، ربما الطالب الذي لاتحتظنه المدرسة والمنزل ويكون خارجهما يتصل بجماعات مشبوهة تغير أفكاره وتدمر حياته وحياة أسرته ووطنه ، فلنحذر يا أخوان ونحاول قدر الإمكان إعادة الطالب للمدرسة والنظر في ظروفه ودراسة وضعه من لدن المرشد الطلابي بالمدرسة ، لابد أن نهتم بالمرشد الطلابي بالمدرسة فهو بلسم الجراح ومنقذ من يتعرض للمشكلات والمصائب من طلاب مدرسته فتدريبه والاهتمام به معناه اهتمام بالطالب نفسه وكذلك المرشدة الطلابية بالمدرسة فعملها وجهودها لاتقل عن عمل مرشد الطلاب ، البنات لهن مشاكل حساسة جدا لايساعدهن في التغلب عليها إلا مرشدة مؤهلة فطنة ، وكم مرشدة قديرة في المدرسة أنقذت مئات الطالبات ،0
أختم رحلتي هذه بموقف قرأته في أحد المنتديات عن بعض ما يشكوا منه بعض المرشدين من التعامل الفض من قبل بعض المشرفين الذين لايراعون ظروف المرشد الطلابي بالمدرسةولا يتعاملون معهم بانسانية تجعل المرشد يخلص في عمله ويتفانى فيه ومن هذه الظروف أن بعض المرشدين يتعاملون مع ما يزيد على 800طالب وهذا العدد كثير جدا وعلى حد علمي أن الوزارة خصصت لكل مرشد عدد250ظالب، والله ولي التوفيق 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد(54)
لقد رست سفينتي على جزيرة خضراء ، فيها أشجار وارفه وظل ظليل ،وماء سلسبيل، لقد نزلت إلى هذه الأرض الجميلة ، فوجدت فيها ضالتي ، وأنني ممكن أن أفعل شيئا لأنفخ في روح الإرشاد من جد يد،إن هذه الجزيرة الجميلة هي السنة التحضيرية التابعة لجامعة الملك سعود ، هذه الكلية الجديدة التى هدف المسئولون في جامعة الملك سعود إلى ضرورة وجود الطلاب فيها لتهيئتهم للالتحاق بالتخصص الذي اختاروه ويكون أمامهم سنة كاملة ليفكروا ويتلمسوا قدراتهم وميولهم هل سيستطيعون مواصلة الدراسة في الكليات التي اختاروها أم لا ؟ لقد زودت هذه السنة بكل مايحتاجه الطالب من أجهزة علمية حديثه وبمدربين مهرة ، ليدربوا الطلاب ويكسبوهم مهارة التفكير ومهارة الاتصال فيكونون قادرين بإذن على أن يسلكوا طريق ممهدا يتيح لهم النجاح في حياتهم العملية، هذه السنة بمافيها من إمكانات رائعة كأنها تقول للطالب ليس لك عذر فهذا الطريق ممهد أمامك ونحن جميعا في خدمتك فأنت ثمرة الوطن ولا بد من الاهتمام بك لتنجح في حياتك وتحقق أقصى ما تمكنك به قدراتك واستعداداتك ، لقد رأيت في هذه السنة التحضيرية طلابا يتدفقون حيوية وذكاءونشاطا ، فهم سادة وقادة هذا الوطن سيكون منهم المهندس والطبيب وأستاذ الجامعة وعالم الفلك والذرة ، هؤلاء هم مستقبل الوطن وعماده، رأيت في السنة التحضيرية طاقات شبابية وبرامج جميله وبمعنى آخر رأيت التوجيه والإرشاد يطبق في الأنشطة الطلابية داخل القاعات وخارجها من خلال اللقاءت والندوات والحفلات والمشاريع والانجازات ، رأيت التوجيه والإرشاد يطبق من خلال التعلم الذاتي الذي يتيح للطالب أن يرى نفسه ويدرك إمكاناته ويعبر عن مشاعره رأيت الجانب العملي في التوجيه والإرشاد ، فشكرا من الأعماق لمن فكر في إيجاد مثل هذا الصرح العالي الذي سنرى نتائجه المثمرة بعد مضي سنوات من التطبيق الفعلي لهذا المشروع ، بقي أن أهمس في أذن المسئولين أن يقوموا بتقييم هذه التجربة لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها ولو أنهم يعلمون ذلك ولكن من باب التذكيربالشيء فقط .
مع أنني غير مقتنع- تماما- بالبرمجة اللغوية العصبية وكوني أخذت دورة فيها ، إلا أن مبادئها الجميلة مثل الخارطة ليست هي الطريق ، وتعني أننا نحكم على الأشياء بداية ثم يظهر لنا خلاف ماكنا نعتقد مثل الإنسان العطشان وهو في الصحراء يرى السراب فيظنه ماء وعندما يصل إليه يجده سرابا ، سوف أطرح مشكلة حدثت في مدرسة ما ، وهي تشير إلى أن بعض المعلمين- هداهم الله- قد يظلمون بعض الطلاب وهم لايدركون ذلك ، كما أنها توضح سعة صدر المرشد وحكمته في معالجة الأمور وحسن تصرفه ، وهذه صفات مطلوبه في المرشدين والمرشدات وإليكم هذه الحادثة استقيتها من أحد المنتديات:

على هامش أحد المؤتمرات كنت أجلس مع الزميل شريف محمد شوقي الأخصائي الاجتماعي بمدرسة المعهد الديني في دبي فطلبت منه أن يحكي لنا عن أحد مواقفه مع الطلاب فقال: ما أكثر المواقف التي
تحول للأخصائي الاجتماعي من المعلمين لطلاب يقومون بتعطيل الحصة الدراسية بأي شكل من أشكال الفوضى المعهودة كإصدار أصوات أثناء الشرح أو التحدث
دون استئذان أو الرد على المعلم بشكل غير لائق.. الخ.

من هذه المواقف ما يمكن معالجة بعضها في الوقت نفسه والتي تصنف كمواقف
عارضة مؤقتة.
والحقيقة في أغلب الأحيان يكون المعلم على حق ولكن في بعض الأحيان يكون
الطالب مظلوما، وقد وضع في موقف جعله متمردا على كل شيء أمام معلمه رغم انه بريء.
وذات يوم مضى قبل سنوات حوّل إلي مدرس الرياضيات بالمدرسة أحد طلاب
الصف التاسع ومعه ورقة مكتوب عليها ((الرجاء اتخاذ اللازم مع هذا
الطالب وعدم السماح بدخوله الحصة مرة أخرى لأنه يعطل زملاءه عن الدراسة
ولا يمكنني من الشرح)).. كان هذا الموقف متكررا لنفس الطالب ومع نفس المعلم.
ومن خلال مناقشتي له في الأمر وسماع تعليقاته اتضح لي صدق ما قاله حيث أن
المعلم لا يطيقه لأنه راسب من العام الماضي وهذا كاف لأن يجعل صورته سلبية
أمام هذا المعلم وغيره وأن كل ما يحدث داخل الصف ينسب له دون أن يكون هو
السبب. فقط لأنه الراسب الوحيد في هذا الصف، وأن صورته في ذهن المعلم
مظلمه،
طمأنته أنني أصدقه ووعدته بإنهاء هذا الموقف مع المعلم، وطلبت منه أن يكمل هذه الحصة بالجلوس في المكتبة بعد كتابة تصريح له بذلك حتى لا يصطدم مع المعلم
مرة أخرى.
وخلال الفسحة ذهبت إلى حجرة المعلمين وطلبت من المعلم أن أحدثه في موضوع
الطالب … والذي حوله لي خلال الحصة الثالثة هذا اليوم، فإذا بالمعلم فور سماع
اسم الطالب يثور ويعلو صوته متهما الطالب بأنه مستهتر وليس طالب علم بل
الأفضل له أن يبحث عن عمل أخر غير أن يكون طالبا بالمدرسة، فقد جاء إلى
المدرسة ليضيع الوقت على نفسه وعلى غيره من الطلاب.
حاولت جاهدا تهدئته وامتصاص غضبه الملحوظ تجاه الطالب وسألته: ماذا فعل
الطالب في هذا اليوم؟
تردد كثيرا قبل الإجابة ثم قال:أصدر أصواتا أثناء قيامي بالشرح، فقلت له: وهل
رأيته بنفسك؟ فقال: لا يجرؤ أحد على فعل ذلك إلا هو لأنه الراسب الوحيد في
الصف، فقلت له: وهل مجرد رسوب الطالب مبرر لاتهامه كل هذه الاتهامات حتى لو كان بريئا؟، فنظر إليّ مندهشا وهو يقول: إذن أنت معه وليس معي يا أستاذ
شريف..،،
فقلت له: لا والله أنا مع الحق، فقد ذهبت إلى الصف قبل حضوري إليك
وطلبت من جميع الطالب بطريقة ذكية، أن يخرج كل طالب منهم ورقة ويكتب
عليها اسم الطالب الذي اصدر الصوت بالصف أثناء شرحك للدرس، وبالفعل
اجتمعت
الآراء حول اسم شخص أخر غير هذا الطالب، واعترف الطالب بفعلته وطلب مني أن أسامحه وسامحته ووعدت بعدم ذكر اسمه للمعلمين على إلا يعيدها مرة أخرى.
نظر إلي المعلم قائلا: إذن من هو حتى أعاقبه؟ فقلت له: قد وعدته بعدم ذكر اسمه، وهذا وعد، ولكن إذا تكرر منه ذلك فسأكون أول من يعاقبه بالطرق التي تقرها
لائحة توجيه السلوك الطلابي، ولكنني الآن في موضوع الطالب الراسب الذي اتهم دون وجه حق، ماذا ستفعل معه؟
قال: احضره لي ليعتذر وسوف أعالج أنا الموضوع معه فيما بعد، فقلت على أي
شيء يعتذر؟ فقال: يعتذر فقط وخلاص.
تيقنت انه للحفاظ على ماء الوجه وللشعور بالخجل، فهو يرغب في إلا يفقد هيبته
أمام الطالب فذهبت وأحضرت الطالب وأفهمته أن يذهب لمعلمه ويصافحه ويبدأ
معه صفحة جديدة دون الرجوع للمواقف السابقة وقد كان.
وبالمتابعة تحسن وضع الطالب بشكل ملحوظ وارتفعت علاماته، وأصبح معلمنا لا يحول
إليّ أي طالب دون تحري الدقة خوفا من أن يكون ظالما في حكمه على الطلاب.
وفي نهاية العام نجح الطالب وحضر إلى مكتبي ومعه شهادة الدرجات التي وضعها
أمامي وهو يقول: لولاك يا أستاذ شريف لكنت رسبت للعام التالي، لمجرد نظرة
المعلم السلبية للطالب الراسب.
ذكر لي زميلي الأستاذ /إبراهيم المفدى كان مديرا لثانوية الجزيرة في الرياض عبارة لاتزال عالقة في ذهني إلى اليوم وهي ( أنت صديقي والحق صديقي فإذا تعارضتما فالحق أولى بالصداقة ) لاشك أن هذه العبارة تنطبق على الحادثة السابقة بين الطالب والمعلم والمرشد الطلابي ويسمونه في الأمارات بالاختصاصي الاجتماعي .
مارأيكم فيما حدث وهل تؤيدون المرشد في تصرفه مع هذا الموقف ؟أرجو أن أرى استجاباتكم وردودكم على هذه الرحلة، والله الموفق.

بارك الله فيج اخوي يعطيك العافية
نصري الشعبي ——————————-شكرا على مرورك ، ربي يعطيك ألف عافيه ، تقبل خالص تحياتي وتقديري.
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

رحلتي مع الإرشاد ( الجزء الخامس )
لقد كانت هناك وقفات جميلة أثناء مروري ، بالجزر الهادئة في عباب البحر وما أشاهده من جمال الكون جزر خضراء زرقة السماء الصافية وهدوء البحر بعد انحسار الموج العاتي و عندما لاتنتابه الأعاصير والعواصف والزوابع ، أو ارتفاع الموج للحد الذي يخشى منه الركاب الغرق ، كانت هناك وقفات جميلة أثناء زيارتي للمدارس وبالمقابل كانت هناك زيارات محزنه ، هذه الزيارات الجميلة هي جمال البحر وصفائه أما الزيارات المؤلمة فهي ارتفاع الأمواج وشدة الرياح والأعاصير 0
يسوؤني كثيرا تصرف بعض إدارات المدارس في علاج بعض المشكلات المدرسية ، أتذكر أنني مرة مع بعض زملائي في زيارة لمدرسة ثانوية في شرق الرياض كان الهدف من الزيارة إلقاء محاضرة على الطالب عن اختيار المهنة ، عندما أقبلنا على المدرسة أثناء تأدية التمارين الصباحية ، وإذا بإدارة المدرسة قد أغلقت الباب أمام بعض التلاميذ لأنهم تأخروا عن الطابور الصباحي مدة خمس دقائق ، لاحظنا أن الطلاب في الشارع ، وإذا بنا نشاهد اثنين من الشباب الذين لاتدل سماتهم على أنهم من طلاب المدرسة ، بل إن شكلهم مخيف ومريب، وقد اندسوا بين الطلاب المتأخرين صباحا يتحدثون معهم ، نحن قمنا فورا بإدخال الطلاب المتأخرين للمدرسة خوفا عليهم من هذه النوعيات التي قد تؤثر على سلوكياتهم سلبا ، ثم سألنا مدير المدرسة عن سبب إغلاق الباب فقال : لابد أن يكون الطلاب متكاملين قبل ا لساعة السابعة إلا ربع صباحا لحضور طابور الصباح فقلنا له: نحن نرغب في الحزم مع الطلاب ، لكن ليس إلى حد أن يصل بنا الأمر إلى أن يؤدي هذا الحزم إلى نتائج عكسية وعلاج الخطأ بالخطأ،هم صحيح تأخروا وهذا خطأ ولكن أيضا منعهم من الدخول خطأ –أيضا- كان المفروض أن يدخل الطلاب المدرسة ويناقشون واحدواحدا عن أسباب تأخرهم ( لعل له عذرا وأنت تلوم ) وهل كلهم تكرر تأخرهم أم أن بعضهم تأخر للمرة الأولى ، على أي حال قديكون علاج بعض مديري المدارس لمشكلات بعض الطلاب علاجا يؤدي إلى تفاقم المشكلة وأكثر ، أنا متأكد أن بعض الطلاب سيفرح عندما يجد باب المدرسة مغلقا وسيعود للبيت ويقول لأهلة وجدت باب المدرسة مغلقا ، ثم ينام ، والبعض سوف يستغلها فرصه ويركب سيارته إذا كان لديه سيارة ويفحط وربما يحل به مكروه أو يؤذي عباد الله ، والبعض قد يجره رفقاء السوء إلى الرذيلة ، والسبب في ذلك كله المدرسة أو إغلاق باب المدرسة 0
كنت مرة في زيارة لمدرسة متوسطة غرب الرياض ، وعندما حضرت للمدرسة الساعة السابعة صباحا ، وبعد دخول الطلاب للحصص لاحظت بعض الطلاب المتأخرين مع مدرب الرياضة يكلفهم بتمارين رياضية قاسية عقابا لهم على تأخرهم الصباحي ، مثل (نطة البطة ) هذا التمرين قاس جدا ومرهق للأعصاب، أخذت أحد الطلاب وسألته عن سبب تأخره ، فقال لي : إن والدي يلزمني بمرافقة أخواتي وإخواني لمدارسهم ، ومن ثم أتأخر وأعاقب على تأخري ، وأسأل نفسي هل يتناسب هذا العقاب مع ما فعله هذا الطالب ، إن تأخره ليس كسلا منه ولبس بمحض إرادته إنما الذي أجبره على فعل ذلك والده ، فمن الذي يستحق هذا العقاب ؟، المشكلة أن بعض المدارس تعاقب الطلاب دون أن تبحث عن سبب مخالفاتهم 0، وأنا قلت في حديث سابق لي كلما كانت صلة البيت بالمدرسة قوية كلما خفت المشكلات المدرسية التي من بينها مشكلة تأخر الطلاب صباحا ، كل طالب يتأخر صباحا لتأخره سبب يختلف عن غيره فأين المرشد الطلابي ؟عن البحث عن هذه الأسباب؟ أم أن المرشد الطلابي حاضر بجسمه غائب بفعله ، هذا هو الأثر الإيجابي الذي أريد أن أراه ماثلا أمامي في كل مدرسة أزورها ، أما أن الإرشاد مجرد أوراق وسجلات لاتسمن ولا تغني من جوع فهذا ضياع للوقت والجهد0
من الزيارات التي قمت بها زيارة لمدرسة الناصرية المتوسطة بالرياض، هذه المدرسة يدرس بها طلاب من المؤسسة النموذجية ( الطلاب مجهولو النسب) ،وعندما قابلت المرشد الطلابي في مكتبه ، وكان من الشباب الخلوق الذي يهتم بالأعمال الميدانية أكثر من اهتمامه بالورق ، أحضر لي في مكتبه أحد الطلاب وطلب مني أن أستمع إليه وهو يتحدث عن مشكلته في المؤسسة ، يقول هذا الطالب : كنت أدخن ، فجاء لي مدير المؤسسة وألقى القبض علي ، وقال لابد من عقابك ، وكان قد قطع أربعة عسبان من سعف النخل خضر ووضعها في الماء حتى تشبعت تماما بالماء لتكون قوية لاتنكسر ،وتكون أشد إيلاما عندما يضرب بها الطالب، قلت له أنا صحيح أتعاطي التدخين وأنا الآن عازم – إن شاء الله- على تركه ولكن بالتدريج فصرخ في وجهي وقال أنت مجرم اضحك على غيري ولم يسمع كلامي ولا توسلاتي بل أمر اثنين من الخدم وسحباني بغترتي والقياني على الأرض وربطا رجلاي يبعضهما وأدخلا بينها (الفلكة) وصار المدير يضربني حتى أغمي علي ، ثم تركني وشأني حتى أفقت ، بعدها قلت في نفسي أنا كنت ناويا أن أترك التدخين وأما الآن فلن أتركه وقد أنجر لغيره ، أنا الآن حياتي تعيسة لاأم ولاأب أشكو إليه ضعفي وهواني على الناس ، لقد فقدت الحب والحنان فليس لدي شيء أخسره / سأعمل ما بدالي ، أصبح هذا الحدث ينظر للحياة بمنظار أسود قلبه مليء بالحقد والكراهية لكل من يعرف ومن لا يعرف ( قال لي المرشد انظر يا أستاذ/ إبراهيم ، نحن إن تركنا هؤلاء فمعناه أننا سوف نضيف أعدادا هائلة من المجرمين على المجتمع وسينتقمون ممن تعامل معهم بسوء ولن يقتصروا على ذلك بل سيسرقون ويقتلون ويشعلون الحرائق ويقطعون الطرق ، وضعف الإرشاد سيفا قم هذه المشاكل ، هؤلاء الأحداث إذا لم يجدوا من يحتضنهم ويعاملهم برحمة وبعطف وحنان وحب قد فقدوه بفقدان آبائهم، سيكونون نواة للفساد والشر وسوف يلحقك ويلحقني أذاهم 0، أنا أسأل نفسي سؤالا ؟ كيف يحدث ذلك في مؤسسة اجتماعية يفترض فيها أن يكون من بداخلها من المشرفين والمرين عوضا عن آباء هؤلاء الطلاب ، فإذا كانت الحياة قد قست عليهم نقسوا عليهم نحن –أيضا- شيء عجيب حقا0
لقد قص علي أحد الزملاء في قسم الإرشاد هذه القصة المؤلمة حقا ، فقال كنت عند مدير مدرسة ما فقال لي المدير إن أغرب قصة حدثت لي عندما لاحظت أن أحد الطلاب يدخن وهو في الصف الأول ثانوي ، فأمسكت به في الصباح أمام زملائه ووضعت الفلكة في رجليه وضربته ضربا مبرحا ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة بل كان ينظر إلي نظرات مريبة فلم اهتم لذلك ، وفي المساء عندما كنت نائما في سريري وبجانبي زوجتي إذا بي أفاجأ بهذا الطالب وقد دخل علي الغرفة إذ أنه تسلق سور الفيلا ودخل البيت، وقد وقف على رأسي ومعه سكين وقال لي ، أنا وصلت إليك فما الذي يمنعني منك الأن ، فدهشت للموقف ، وسالت زوجتي هل أنا في حلم أو علم ، فقالت لا أنت في علم أنا أشاهد هذا الشاب ، بعد ذلك تركني وذهب من حيث أتى بعدها تسأل عني فلا تجدني أنا في حالة لاأحسد عليها فلم يدخل عيني النوم طوال الليل، وفي الصباح ذهبت للمدرسة ، ولم أدخل الإدارة بل ذهبت مباشرة إلى الفصل الذي يدرس فيه ذلك الطالب فرأيته في الفصل يدرس مع زملائه وكأن شيئا لم يكن ، وبقيت على هذه الحالة من الكدر وضيق النفس لمدة أسبوع كامل ويعد مضي أسبوع ذهبت إلى فصل هذا الطالب واستدعيته ودخلت ، به إلى الإدارة وأغلقت الباب ، وقلت له ما الذي حملك أن تفعل ما فعلت فقال : أنت السبب في ذلك يا أستاذ لقد أحرجتني أمام زملائي وما جئت إليك في منزلك إلا لأنتقم منك ، لكني امتنعت (ريك ستر ) ، يقول فقال المدير أنا حريص على مصلحتك والتدخين يضرك وهو حرام فقال أعلم ذلك لكنك لم تعرف الطريقة التي تعالج بها مشكلتي ، كان المفروض أنك فعلت معي ما فعلته الآن من الحوار والمناقشة ، لاأن تضعني قي موقف محرج وتقول أنا حريص على مصلحتك ، عندها أخرج الطالب بكت الدخان من جيبه ومزقه ورماه في الزبالة وقام وقبل رأسي وقال لي:والله لن أعود للتدخين مرة أخرى 0
أنا في نظري أن أسلم طريقة لعلاج المشكلات السلوكية الحوار والمناقشة لاسيما مع الطلاب الكبار طلاب المرحلة الثانوية أما الضرب والقسوة والاستهزاء والتوبيخ فهذه أساليب عقيمة أكل عليها الزمن وشرب ولم تعد صالحة للتعامل بها مع الطلاب اليوم ، بل إنها تفاقم المشكلات أكثر وأكثر ، فاحذر أخي المعلم أختي المعلمة من استخدام الضرب أو عقاب الطالب أمام زملائه أو الطالبة أمام زميلاتها ، وإلى اللقاء في الرحلة السادسة بإذن الله 0
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >
رحلتي مع الإرشاد (19
الجانب الإنساني في الإدارة مهم جدا ، فنحن نتعامل مع بشر لانتعامل مع حديد نتعامل مع مشاعر وأحاسيس فبمقدار ما يكون المدير متفاعلا مع العاملين مقدرا لظروفهم مراعيا لأوضاعهم الحياتيه والصحية ، بمقدار ما يكسب ودهم وتفانيهم في العمل ، أما إذا كان المدير يتعامل مع مرؤوسيه رسميا و لايهمه في الدرجة الأولى إلا أن يسير عمله على خير مايرام بغض النظر عن الجانب الإنساني ، فالناظر سيلحظ أن هناك انضباطا في العمل ولكنه انضباط زائف لخلوه من الروح الإنسانية، والتعامل التفاعلي، وفي ظل الإدارة التعسفية يقل الانتاج وتكثر المشاكل ويسود النفاق والتبرم من العمل والغياب وقلة الانضباط0
قدمت هذه المقدمة البسيطة لأطرح أمثلة للتعامل الإنساني الراقي مع المرؤوسين ، حدثني أحد الأقارب عن شخصية معروفة في مجتمعنا تتسم شخصيته بالهدوء والوقار والعقلانية والعلم والأدب ، هذا الرجل هو معالي الدكتور/ غازي القصيبي يقول قريبي إن الدكتور غازي يجبرك أن تعمل معه بصدق وتفان ، ويفرض عليك حبه واحترامه قلت: كيف ؟ قال : عندما كان يعمل رئيسا لسكة الحديد بالرياض دخل عليه في مكتبه أحد العاملين في سكة الحديد كان يعمل في الورشة لابسا بدلة زرقاء ملطخة بالزيت ، وكان الدكتور غازي يتكلم بالتلفون فأشار الدكتور إلى الرجل أن يجلس على الكنب ، ولكن الرجل لم يجلس وبعدما فرغ الدكتور من حديثه قال للرجل: لماذا أقول لك أجلس على الكنبة فلم تجلس؟ فقال الرجل : يا دكتور غازي أنا لبسي غير نظيف كيف أجلس على الكنب وأنا هكذا، فقال الدكتور غازي : لوكان هذه الكنب يتكلم لقال لك وبكل احترام اجلس علي ، فتعجب الرجل لأنه لم يسمع من قبل بمثل هذا الكلام الراقي!! ، ثم سأل الدكتور غازي الرجل ، لماذا جئت إلى هنا ؟، فقال : لقد طلبت من مدير الورشة إجازة 5أيام لأن زوجتي في حالة وضع فرفض فقال له الدكتور غازي : خذ هذه 5 آلاف ريال سماوة لولدك من غازي وخمسة الآف ريال هدية من المحطة واذ هب يا ابني حتي تصلح أمورك وتعود لعملك بسلام ، فبكى الرجل وقبل رأس الدكتور غازي لأنه حسسه بإنسانيته التي لاتوجد عند كثير من المديرين 0
واقرأوا معي هذه القصة لأحد المرشدين في مدارس مدينة الرياض ، ورد إلى مكتبي عندما كنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بإدارة التربية والتعليم ، معاملة لمرشد قدم استقالته عن العمل لأنه أصيب بمرض نفسي معروف اسمه ( انفصام الشخصية ) قدم استقالته لمدير مدرسته ففرح لذلك المدير ورفعها لمدير الشؤون الإدارية والمالية بمنطقة الرياض ، وقبل البت فيها اتصل بي مدير الشئون المالية ، وقال: هناك مرشد مقدم استقالته هل نوافق على ذلك وكنت اعرف هذا المرشد مريضا نفسيا ، يستخدم الأدوية النفسية فقلت لمدير الشئون المالية أرسل لي المعاملة ، وأخذت المعاملة وأغلقت عليها في مكتبي، وطلبت حضور أهل هذا المرشد وجاءوا لي ، وأخبرتهم بالقصة ، وإني غير راض عن تقديمه الاستقالة لأن حالته الصحية لاتخوله ليقرر قرارا سليما فلو فقد الوظيفة وقع في مشكلة أخرى غير مشكلته الصحية ، واقترحت على مديرا لشئون الإدارية أن تحور وظيفته إلى وظيفة إدارية ويكون في إحدى المدارس الابتدائية بعيدا عن الطلاب حتى يشفيه الله فوافق المدير على ذلك وكذلك والده وأخواه ، فكانوا يعرفون مديرا يمكن أن يتساعد معهم فنقل عنده ، انا أعتقد أن هذا موقف إنساني يجب أن يتسم به المدير الناجح في الإدارة 0
سفينة الإرشاد تمخر عباب البحر ، فتتعرض في طريقها إلى اللصوص والأعداء الذين يحاولون أن يسرقوا ما بداخلها من مجوهرات ثمينة أو على الأقل يعرقلوا سيرها ، ونحن بداخل هذه السفينة نتعرض للأذى والمخاوف فالبحر مخيف ، وفي نفس الوقت جميل ، فمن رواد هذه السفينة الخائف أو الساكت لأنه ليس لديه قدرة على المواجهة ومنهم الصامد المكافح الذي رد على كيد الأعداء ، بالقلم واللسان ، سفينة الإرشاد تسير بهدوء وببطء تراقب الأحداث ،وحالة البحر ، تنتظر الإغاثة من أصحاب الشأن وأهل الحل والعقد ، ومما يبشر بالخيرأنها هذه الأيام بدأت سفينة الإرشاد تشم طعم الراحة ، وبدأ الناس يعرفون ماهية الإرشاد 0
من القذائف التي أطلقت على الإرشاد أن مصدره غربي ونحن لاحاجة لنا بالغرب ، فلدينا من التراث ومن الكتاب والسنة ما يغنينا عن معتقدات الغرب وفساد أخلاقه ، هذا صحيح نحن لاحاجة لنا بمعتقدات الغربيين وأخلاقهم ، ولكننا في الإرشاد لانأخذ معتقداتهم ولا أخلاقهم إنما نستفيد من تجاربهم وأساليبهم في التعامل مع الكائن البشري والحكمة ضالة المؤمن يبحث عنها أنى وجدها ، أما كون الإرشاد مصدره من الغرب فنحن نأخذ من الغرب ما يتفق مع مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا ونرفض ما عداه ، ومع الأسف الشديد أننا نحتاج لغيرنا في أتفه الأشياء ، فهم يصنعون لنا ملبسنا ومركبنا ومأكلنا وكل شيء ونحن نأكل وننام فقط و لانعمل شيئا ، نحن أمة مستهلكة لاأقل ولا أكثر ، وهذا سبب تأخرنا عن غيرنا 0
الاختبارات التحصيلية لاتكشف عن المواهب والقدرات والإبداع لأنها تركز على الحفظ والاستيعاب للمادة المدروسة وتنتهي علاقة الطالب أو الطالبة بالمادة العلمية عند الانتهاء من الاختبار وهذه مصيبتنا في التعليم ، من ذكرياتي القديمة لما كنت وكيلا لثانوية الجزيرة بالرياض أن طلب منا المسئولون عن إذاعة الرياض ترشيح طالبين من طلاب المدرسة للمشاركة في برنامج اسمه طلابنا في الميدان هذا البرنامج كان يقدمه المذيع اللامع إبراهيم الذهبي –رحمه الله- قمت بترشيح طالبين كالعادة من القسم العلمي واحد من ثالث ثانوي والآخر من الصف الثاني ثانوي ، وقد اعترض بعض الزملاء على الطالب الذي من الصف الثاني لأنه غير متفوق دراسيا ، وأما الآخر فكان متفوقا ويحصل على الترتيب الأول دائما ، فأصريت على ترشيح الطالب الأخر على الرغم أنه غير متفوق ولكنه واسع الثقافة يقرأ دائما ولديه موهية شعرية لكنه لايركز على استذكار دروسه ، واختياري لهذا الطالب كان نابعا من إيماني أن الموهبة والإبداع شيء والتفوق الدراسي شيء آخر ، لذا فإن هناك فئات من الطلاب مظلومة في المدارس لايتلقون الرعاية والاهتمام مثل هذا الطالب ، لقد شارك هذان الطالبان في البرنامج المذكور وتفوق هذا الطالب على المشاركين جميعا بمن فيهم الطالب الأول بمدرستنا ، والله الموفق 0

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (34)
حضرت ندوة موضوعها التوجيه والإرشاد في التعليم العام في جامعة الملك سعود ، تنظم هذه الندوات الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) وكان مفتتح الندوة الأستاذ الدكتور / أحمد التو يجري عميد كلية التربية (سابقا) والذي شد انتباهي في كلمته الافتتاحية قوله : إن معظمكم يعني الحاضرين لايعمل في المكان المناسب له والمتفق مع قدراته وميوله ، طبعا مرت هذه الكلمة دون أن يحسب لها البعض أي حساب ، وأنا أقول لو أن كل شخص يشغل عملا يتوافق مع ما أعطاه الله من قدرات وميول لتحقق لنا أمران مهما ن الكل يطمح لهما الأمر الأول : السعادة والراحة النفسية الثاني : زيادة الإنتاج وهذه النقطة بالذات هي ماتسعى لها المؤسسات و الشركات مع أني ألاحظ أن الشركات والمؤسسات لاتهتم بالتوجيه والإرشاد ولو كانت تهتم به كما يحدث في الغرب لوضعت كل شركة أو مؤسسة مرشدا مهنيا يساعد العاملين في الشركة على مايواجههم من مصاعب ومشكلات تعترضهم فتتسبب في قلة إنتاجهم وبالتالي تخسر الشركة أو المؤسسة ، والأهم من ذلك كله أن بلادنا ستصبح أعظم قوة في الشرق والغرب ، لأنها سوف تعتمد على جهود أبنائها الذين يعملون بجد وإخلاص لأنهم يحبون عملهم ومن أحب عمله أخلص فيه ، لو طبقنا التوجيه والإرشاد بشكله الصحيح لاستقامت الأمور وعم الرخاء وسعدت البشرية أيما سعادة 0
لايمكن أن نتصور وجود تربية بدون إرشاد ، فالإرشاد هو الذي يدفع بالتربية إلى الأمام وهو الذي يخلصها من العوائق والمصاعب التي تعوق المتعلم عن تحقيق أهدافه أسمع هذا الكلام دائما من مسئولين كبار في وزارة التربية والتعليم ، ولكنه كلام تذروه الرياح = مع الأسف الشديد – وأسوأ مافيه أنه مبني على تصورات خاطئة عن الإرشاد 0
أحد الزملاء في أحد المنتديات قال عن رحلاتي في عالم الإرشاد أنها لافائدة منها ، فهي تعطي صورة مظلمة عن التوجيه والإرشاد في بلادنا ، وأنا أقول : الكلام الذي أذكره عن التوجيه والإرشاد لم آت به من عندي إنما هو واقع الإرشاد الذي عا يشته وأمضيت فيه زهرة شبابي ، ولم أهدف من الكتابة عن واقع الإرشاد الإساءة للإرشاد أو المرشدين وإنما أحببت أن أوضح للناس ماهو الإرشاد الذي نريد ؟ أقل مافي كتاباتي أنها وضحت للغير مفهوم الإرشاد ، وما كان خافيا عن الغير فالصورة أعتقد أنها وضحت لمن أراد أن يعرف ماهو التوجيه والإرشاد ؟ 0
ومصداق ذلك ا قرأ معي أخي القاريء أحد الردود على إحدى رحلاتي مع الإرشاد لتدرك قيمة ما أكتب 0
الإرشاد كيف كان مفهومه عندي قبل سنه والحين؟؟؟؟

محدن حببني به إلا أنت ياابوي وأستاذي

كم نحتاج من أمثال الدكتور غازي وغيره،،مانريد مكافآت ولا غيره يكفي وربي الاحترام والتقدير………

أما النص هذا سأضعه كما هو لأنه لايحتاج إلى تعليق…..
فمن رواد هذه السفينة الخائف أو الساكت لأنه ليس لديه قدرة على المواجهة ومنهم الصامد المكافح الذي رد على كيد الأعداء ، بالقلم واللسان ، سفينة الإرشاد تسير بهدوء وببطء تراقب الأحداث ،وحالة البحر ، تنتظر الإغاثة من أصحاب الشأن وأهل الحل والعقد ، ومما يبشر بالخيرأنها هذه الأيام أي سفينة الإرشاد بدأت تشم طعم الراحة ، وبدأ الناس يعرفون ماهية الإرشاد 0

اما عن الطلاب فأنا معك والله مساكين الطلاب … ،،لكن من يميز بين المبدع والمتفوق،،أصلا مافيه احد ليس مبدعا حتى المجنون عنده ابداع،،لكن محدن يقدريفرق 0

لست أباهي وأمتدح كتاباتي في الإرشاد ولا أهدف من وراء ما أكتب أي شيء ، غير أني أهوى الإرشاد وأود أن يسير في الطريق الصحيح كرافد قوي للتربية والتعليم ، الإرشاد بدأ في المدارس بدون دعاية ، واختلفت فيه الآراء كل فهمه بمفهومه الخاص به حسب ثفافته وعلمه ، بل البعض تهجم على من يمارس الإرشاد ورماهم الغير بالنقص وقلة الأمانة ، وأن الإرشاد عمل من لاعمل له وأنه محطة للكسالى والمتخاذلين 000الخ وكنت أهدف من هذه الرحلات إلى توضيح المفهوم الصحيح للإرشاد ، وأبين الممارسات الخاطئة التي تحدث في الميدان لا أقل ولا أكثر ، أما أن الإرشاد يسير في مدارسنا بوضعه الحالي فهذا لايرضاه عاقل ، والله الهادي إلى سواء السبيل 0 0

الله يعطيك العافية يا استاذ على هذا الجهد
الله يعطييك ألف عافية
مشكور اخوي علي الموضوع الرائع
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

رحلتي مع الإرشاد

<div tag="7|80|” >رحلتي مع الإرشاد (52)
في يوم ما جاءني الأستاذ / سليمان القحطاني- مشرف التوجيه والإرشاد في إدارة التربية والتعليم بالرياض واختصاصي نفسي مارس العمل على الحالات الفردية في جامعة الملك سعود في وحدة الخدمات النفسية وفي وحدة الخدمات الإرشادية بالرياض- وفي عيادة المدي كير في مكتبي في الوزارة في وحدة الخدمات الإرشادية ، وكنت أعرف الأستاذ / سليمان معرفة تامة فهو متحمس جدا لتطبيق الإرشاد الفعلي في المدارس و هو يكره الورقيات والسجلات ويرى أنها ليست من الإرشاد في شيء ، أما السجلات فيمكن استخدام الضروري منها كتوثيق فقط وتسجيل لأمور مهمة حتى لايطمسها النسيان ، لكن أن تغلب الكتابة على عمل المرشد الطلابي ويعتبرها البعض ركن الإرشاد الحقيقي فهذا مما بلي به الإرشاد والمرشدين حقا، على العموم طلب مني الأستاذ/ سليمان أن أنسق لمقابلة مع معالي الوزير للاجتماع به وكان الوزير وقتها الدكتور /محمد بن أحمد الرشيد فاتصلت بمدير مكتبه الأستاذ /أحمد الأحمد وحدد لنا موعدا بعد صلاة الظهر لاأذكر أي يوم ذهبت أنا والأستاذ / سليمان للوزير وسلمنا عليه وأبو أحمد كان معروفا بتواضعه الجم وحبه للنقاش والحوار وكان الدافع لهذه الزيارة أن الأستاذ سليمان يريد أن يوضح لمعالي الوزير أن قرارات وزارة التربية والتعليم لاتنفذ في الميدان وأننا نحن المشرفين نكتب ملاحظاتنا على المدارس وتحفظ في الأدراج وكان الأستاذ /سليمان يحمل معه ملفا كاملا بالمحاضر التي كتبت عن مديرين ومعلمين يمارسون ضرب الطلاب علنا وعلى رؤوس الأشهاد ضاربين عرض الحائط بأي قرار يصدر عن الوزارة ، ويحتج بعض المعلمين أن المعلم فقد هيبته عندما منع من ضرب الطلاب وهو يريد أن يرد هذه الهيبة بالضرب حتى لوخرج على قانون المنع ، فاستغرب معالي الوزير مايحدث وقام واقفا من مكتبه وقال ماكنت أتصور حدوث مثلما تذكر في المدارس، وضرب له الأستاذ سليمان أمثلة على مايحدث وما حدث وكان الأستاذ سليمان جريئا جدا فقال للوزير أنت تخرج على شاشة التلفاز تتحدث عن الأساليب التربوية البديلة للعصا ( العقاب البدني ) والطلاب يحترقون في المدارس وأنت لاتدري وقال فيه أحد مديري المدارس أنت كرمته وهو ممن أشتهر بضرب الطلاب ولديه عصا تسمى (الدهماء) فتعجب معالي الوزير من هذا الأمر وقال ما كنت أتوقع أن الأمور وصلت إلى هذه الدرجة واتصل فورا بالدكتور/ عبدالله المعيلي مدير عام التعليم بالرياض (سابقا) وأحال الأوراق إليه وشكلت لجنه للنظر في هذا الأمر برئآسة الأستاذ /سليمان وإلى يومنا هذا و الأمور ثابتة على ماكانت عليه ، يقول أحد الزملاء إذا أردت أن تذوب مشكلة فشكل لها لجنة أو أصدر تعميما ، التعميم بمنع الضرب في المدارس من عهد الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه –ولا يزال الضرب موجودا في المدارس حتى يومنا هذا وحتى بعض المدارس الأهلية يضرب فيها الطلاب ، ولكن الذي يندى له الجبين أن بعض المرشدين الطلابيين يضربون الطلاب ، فماذا بقي للمرشد في نفوس طلابه مادام يضربهم؟ وكيف يصارحون جلادهم بما في نفوسهم وهم يرهبونه ويخافونه ؟؟ هذا شيء مؤلم حقا، المرشد الذي يضرب الطلاب –مع الأسف – فقد مصداقيته بينهم بل وفقد ثقتهم به فلم يعد مرشدا بل يمكن أن نطلق عليه جلادا0
قلت لكم سابقا إنني لاأزال على صلة بالإدارة العامة للتوحيه والإرشاد الأستاذ / عبدالكريم بن سليمان الجربوع ، هذا الرجل أعزه وأقدره لأنه رجل مخلص ومحب للإرشاد ويعمل جاهدا على تطويره وتحسينه ، ولكن في آخر مرة اتصلت به طلب مني التوقف عن الكتابة ومواصلة الرحلة التي بدأتها ولم تنته بعد ، وقال لي بالحرف الواحد أن هناك تذمرا من قبل بعض المرشدين وفيه إحباط لهم فا لأستاذ /إبراهيم يكتب في الإرشاد وهو لابس نظارة سوداء وأخبرته أنني أدافع عن الإرشاد والمرشدين ولا طريق لي سوى الكتابة وأشيد بكثير من المرشدين وضربت له بعض الأمثلة على ذلك ، ولكني أعرف أن بعض العابثين الذين لايريدون العمل هم الذين ضد كتاباتي ، فليس أمام هؤلاء إلا طريف واحد إما أن يعملوا بجد وإلا يتركوا المجال لغيرهم ، فهم الذين شوهوا الإرشاد وجعلوا المسئولين يحكمون على الإرشاد من خلال نظرتهم لهم ، أتذكر أن أحد هؤلاء دخل على سعادة المدير العام ، الدكتور /ناصر الداود وأساء الأدب أمامه ، فاتصل بي الدكتور ناصر وقال لي هل هذا مرشد ياخسارة إذا كان مرشدونا على هذه الشاكلة فقل على الإرشاد السلام، لكن هذا ليس معناه أن كل المرشدين سيئيين بل فيهم- يعلم الله -أعداد كثيرة تضعهم على الجرح فيبرى ، وليس معنى ذلك أن كل متخصص في علم النفس أو الخدمة الاجتماعية أنه قمة في الأداء بل أجد- أحيانا- غير المتخصصين أفضل منهم بكثير في العطاء بل أعرف أن بعض غير المتخصصين واصلوا دراساتهم حتى حصلواعلى الماجستير والدكتوراه في التوجيه والإرشاد ، والله المستعان0

شكرا أخي الكريم
على مشاركتنا تفاصيل رحلتك
بارك الله فيج اخوي يعطيك العافية
أم غلاتي
نصري الشعبي
لكما مني خالص الود والتقدير على حضوركما لصفحتي ، الله يعطيكما العافية .