«الشؤون» تعزو تفاقم المشكلة إلى غياب التخصصات الجامعية
تزايد عدد المعاقين وتناقص كوادر العلاج
فاتن حمودي – دبي
التخصص الموجود في جامعتي «الإمارات» و«زايد» إداري أكثر منه علاجياً.أرشيفية
أكدت المديرة التنفيذية لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة في وزارة الشؤون الاجتماعية منى الزعابي وجود نقص في الكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع العدد المتزايد من الإصابات المسجلة في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للوزارة.
وعزت ذلك إلى غياب التخصصات الجامعية في هذا المجال، معتبرة أن عدم الالتفات إلى أهميتها زاد المشكلة تعقيداً.
وأضافت الزعابي أن مراكز رعاية وتأهيل المعاقين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، تستقبل حاليا الأطفال ذوي الإعاقة للعام الدراسي 2022/2009، وتدرس الحالة الاجتماعية لكل منهم، وتقيّمها، لاقتراح البرامج التأهيلية والتربوية المناسبة لها، تبعاً لما تمتلكه من قدرات وما يلزمها من تأهيل.
وقالت نائب مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين، زينب الملا لـ«الإمارات اليوم» إن هذا العام شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحالات المسجلة للالتحاق بالمراكز، إذ سجلت فيه 99 حالة، مقابل 50 حالة العام الماضي.
وعزت ذلك الى دراسة مسحية لحالات الإعاقة الشديدة، نفذتها إدارة رعاية وتأهيل المعاقين استعانت خلالها بالزيارات والمقابلات الميدانية مع أسر المعاقين غير الملتحقين بالمراكز، بهدف اكتشاف الحالات المحتاجة إلى تقديم الخدمات التأهيلية، إضافة إلى إعلان الإدارة عن استقبال أطفال التوحد، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين لأول مرة، مما زاد من عدد الحالات المسجلة في هذا المركز.
وأفادت بأن هناك 60 حالة من الحالات التي سجلت هذا العام لأطفال معاقين ذهنياً، فيما تتوزع بقية الحالات على الإعاقات السمعية والجسدية والبصرية. ولفتت الى ضرورة دمج أصحاب الإعاقات الحركيــة في المــدارس، مؤكــدة أن هناك حالات تمتلك قدرات عقلية تؤهلها للتعلم.
ونفت الملا أي آثار سلبية لهذه العملية، منوهة بوجود اختصاصيات في المراكز يتابعن الحالات المدمجة، إلى جانب اللجنة المتخصصة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي يترأسها وكيل وزارة التربية والتعليم، وعضوية ممثلين من الجهات المعنية، مثل وزارة الشؤون.
حالات مسجّلة
وأوضحت أن حالات الإعاقة الجسدية التي تقبل في المراكز هي تلك التي تلاقي صعوبة في الاندماج بمدارس وزارة التربية والتعليم نتيجة حاجاتها الحياتية اليومية، أو التي ترافقها إعاقة ذهنية مثل بعض حالات الشلل الدماغي، وقد تم تسجيل ثماني حالات توحد من المتوقع إلحاقهم بقسم التوحد في مركز رأس الخيمة و17 طفلا من «متلازمة داون» في مختلف المراكز، إضافة إلى متلازمات وراثية أخرى نتجت إعاقاتها عن تشوهات كروموسومية مثل حالات «فراجل إكس»، فضلا عن أنه تم تسجيل 11 حالة تقل أعمارهم عن خمس سنوات من مختلف الإعاقات في قسم التدخل المبكر، لتقديم الخدمات التأهيلية والتعليمية لهم.
نقص كوادر
وحول وجود كادر وظيفي مؤهل، يغطي احتياجات المراكز، أكدت الملا وجـود نقــص في الكادر الوظيفي المؤهل، والحاجة الماسة إلى تعيينات «إذ إن هناك تخصصات نادرة نحن بأمس الحاجة إليها، مثل المتخصصين في اضطرابات اللغة والكلام، والعلاج الوظيفي» ثم أشارت إلى غياب هذه التخصصات من الجامعات رغم خطاب الوزارة للجامعات».
وأوضحت الزعابي أن التخصص الموجود في جامعتي «الإمارات» و«زايد» هو فقط «التربية الخاصة» وهو تخصص إداري أكثر منه علاجيا، مشيرة إلى ندرة الجانب التخصصي.
غياب المبادرات
وقالت الملا إن الرواتب التي يحصل عليها خريجو هذه التخصصات لا تشجع على العمل في هذا المجال، لأن الجهد المبذول أكبر بكثير من الراتب. وتابعت أن «عدد المراكز في تزايد، في الوقت الذي تغيب فيه التخصصات العلاجية بسبب عدم وجود كادر طبي موازٍ للإصابات الموجودة، وغياب أي دراسات حول الاحتياجات الوظيفية، حتى البعثات الخارجية مقتصرة على حقول معينة، بعيدا عن التخصصات التي تلزمنا. وتاليا، فإن غياب المبادرات في التعليم العالي، يضعنا أمام مشكلة كبيرة، لأننا في أمس الحاجة إلى هذه تخصصات في هذا المجال».
8/4/2008 6:07:13 AM