الوسم: الأطفال

العصبية الزائدة عند الأطفال
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ابن في 13 من عمره يعاني من العصبية الزائدة حيث يتعصب من كل شيء ومن كل أ حد بسهولة ولأتفه الأمور ، كما يشعر بأنه مكروه ومنبوذ من قبل الجميع وعندما يتحدث فإنه يتحدث بصوت عالي حتى يسمعه الآخرون وإذا تحدث معه أحد بشيء يزعله يبدأ بالصراخ ويتحدث مع نفسه، ونادرا ما يتحدث عما في داخله.
أرجو منكم الرد علي بأسرع وقت ممكن وإخباري بكيفية التصرف معه؟
ملاحظة : هو آخر العنقود.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت المحترمة

أهلا بك ، ويسعدني أن أقدم لك بعض التوصيات التي تخص أسلو ب تربية ابنك الذي يبلغ من العمر 13عاما ، وهو الآن في بداية مرحلة جديدة تسمى بالولادة الجديدة للإنسان ألا وهي مرحلة المراهقة ، وسميت بذلك لان الطفل يلاحظ تغيرات نفسية وجسمية واجتماعية تجعله يتعب ويرهق في تفسيرها وهي تسبب له متاعب شديدة ، فسلوكه يختلف عن ذي قبل ومظاهر جسمية تظهر عليه سمات لم يكن يعرفها من قبل مثل خشونة الصوت والطول المفرط وظهور شعر العانة والاحتلام الليلي ويبدأ يترفع عن مخالطة الصغار لأنه يشعر أنه أصبح رجلا ، والذي يضايقه ويسبب له الإزعاج أن الكبار لايزالون ينظرون إليه كما لو أنه لايزال طفلا صغيرا ، و من ثم يبدأ بالابتعاد عن والديه وأسرته ويبحث عن أصدقاء(الشلة) معنى ذلك أن أبرز الصفات الاجتماعية التي تميز المراهق عن غيره هي سمة ( الاستقلالية ) مما يزعج والديه ويجعلهم يشعرون أن ابنهم لايحب الجلوس معهم بل أن بعض الآباء يجبر ابنه المراهق بالبقاء معه وعدم احترام أصدقائه بل طردهم كلما رآهم يزورون ابنه في المنزل كما أن المراهق يبدأ يفكر في العالم المحيط به فيثور على العادات والتقاليد وعلى الأوضاع الاجتماعية ويحاول أن يصلح العالم ، أما بالنسبة لابنك فبما أنه دخل أهم مرحلة في حياته فيجب عليك وعلى والده معاملته على أنه أصبح كبيرا فالمراهق يحتاج إلى من يفهمه لا من يفهمه ، فهو لايحتاج من الوالدين إلى محاضرات طويلة ونصائح مملة ،وتدخل في شؤونه الخاصة وإحصاء الصغير والكبير من هفواته ونقد وتجريح وأوامر ونواهي، هو يحتاج إلى احترام مشاعره ، ومعاملته وفقا لمبدأ الحوار والمناقشة باللين والهدوء لأنه بدأ يفهم مايضره وما ينفعه وتجنيبه الضرب والقسوة ، واعتقد أن كونه آخر العنقود كما تقولين أنه حظي بمكانة خاصة في نفوس والديه فمطالبه مستجابة بمعنى أنه لايرفض له طلب وهذا هو التدليل الزائد الذي يؤثر في شخصية الطفل فيولد لديه العصبية والعدوانية وعدم تقبل النقد ، ومشكلة الطفل المدلل أنه يطلب من غيره ما يطلبه من والديه فيسخر منه زملاؤه عندها يغضب ويضربهم لأنه تعود ألايرد له طلب ، اسمحي لي ياأختي الفاضلة أن أقول أنه لايوجد طفل مشكل لكن يوجد أسرة مريضه وتنشئة أسرية خاطئة، فإذا شئنا لأطفالنا أن يتربوا تربية سليمة ويتمتعوا بالصحة النفسية فعلينا أن نتغير نحن ونعاملهم وفقا لما يمرون به من مراحل النمو لا أن ندفعهم إلى التمرد والعصيان أو احتقار الذات، فنحن لانريد لأبنائنا وبناتنا إلا الخير والصلاح ولكننا ربما سلكنا طريقة سيئة في تعاملنا معهم وأجبرناهم حينها إلى الخروج عن طاعتنا، والله يحفظك000