منطقة النشاط الحر:
وتسمى أيضا بمنطقة وضع النهار أو المكاشفة أو المصارحة، و تمثل هذه المنطقة كل ما تعرفه عن نفسك ويعرفه عنك الآخرون، أي منطقة التعامل المسموح به (وفق حدود معين)
مثال : الزملاء يعرفون عنك اسمك، و ظيفتك، مسكنك، اسم العائلة، يعرفون أيضا أنك مرح أو عصبي أو مزاجي، لديك جوانب تميز أداء أو تفوق علمي، القيم التي تتحلى بها، بمعني أي سلوك ظاهر تعرفه عن نفسك أنت ومن حولك.
نستطيع القول أن زملائك يتنبئون بقدرتك على تحصيل أعلى درجة في الفيزياء، مثلا، من خلال تعاملاتهم اليومية معك في الفصل، ويعرفون أنك تتحلى بقيم أخلاقية تمنعك من قبول الغش في الامتحان.. فلا يضايقونك ولا تُحْرج معهم.
منطقة القناع:
وتسمى المنطقة الخفية أو الحميمية المستترة، تتمثل في السلوكيات التي تعرفها عن نفسك ولكن لا يعرفها عنك الآخرين، ولا تقبل أن تكشفها لأنها تمثل خصوصياتك فهي إذا الواجهة المجهولة من شخصيتيك التي تخفيها وراء الأقنعة المختلفة.
ومثالها: طالبة تعيش أسوأ الظروف العائلية ابتداء من سيطرة الأب إلى إهمال الأم وقسوة الأوضاع المعيشية، ولكن ما أن تدخل الحرم المدرسي حتى تنسى كل الهموم وتتخاطب بشخصية فذة ولا يعرف عن حالها أي شخص، وفي حال اضطرت إلى النقاش فإنها تتحدث بثقة عن الاستقرار الأسري متجاهلة وضعها المرير .
هذه الفتاة لا تكذب – من وجهة نظرها – ولكنها تلبس قناع السعادة فيستعليها المجتمع المحيط ويقدرها سعيدة!
إذا هي تعرف عن حياتها ما لا تريد أن يعرفه الآخرين.
هل لديك مثال؟..
المنطقة العمياء:
وتمثل المنطقة المظلمة بالنسبة لنا والمكشوفة للآخرين، وتضم كل الصفات والخصائص والتصرفات التي تميز سلوكك وشخصيتك ولكنها تفلت من وعيك الشخصي لها، بينما هي بادية للعيان، ويعرفها الآخرون.
من أمثلتها: قلة عدد أصدقائك وعدم استجابة الآخرين لطلباتك، نفور والديك منك، وأنت لا تدري ما السبب.
ويكون السبب الحقيقي أنك غير مهذب في طريقة التعامل معهم، أو عدواني في تصرفاتك، أو مغرور مما يجعل الآخرين ينفرون من التواصل معك وأنت لا تعرف السبب.
لذلك فأن المنطقة العمياء من الأهمية التركيز عليها والاستفادة من التغذية الراجعة التي تحصل عليها من المقربين لأنها المنطقة التي تسهم في تطوير الذات، والأهم أن تتقبل رأي الآخرين في سلوكك (رحم الله امرئ أهداني عيوبي)
هل ممرت بموقف استفت فيه من نصيحة زميلة حول سلوكك في التعامل مع الآخرين؟
المنطقة المجهولة:
تمثل الجانب الغائب أو اللاوعي، ذلك الجانب المجهول في شخصيتنا، فلا أنت تعرف ما تضمنه ولا يعرفه عنك الآخرين، وهي أكثر المناطق خفاء وأحيانا لا بد من مساعدة عيادية للوعي بمحتوياتها.
من أمثلتها: الخوف المرضي (الفوبيا)/ القلق والوسواس
ولا يشترط أن تكون جميع سلوكيات المنطقة العمياء نفسية فقد تكون أحيانا غيبية علمها عند الله.
أسئلة لمن يرغب في المناقشة:
استرجع الذاكرة، هل صادف أن تفوهت يوما بسر شخصي وسيء استغلاله؟
هل صادف أن تعرفت يوما على شخص أحببت التعرف على مكنونات شخصيته، وكنت تحاول وتحاول حتى تقربت منه وفهمت شخصيته؟… هل عرفت أسباب فضولك نحوه؟
نكتفي بهذا القدر في عرض اليوم الأول..
وغدا نتعرف على طرق الاستفادة من نوافذ جوهاري لتحسين علاقاتنا الاجتماعية.