أهم سمات معلم التربية الخاصة المبدع
( السمات العلمية و الثقافية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية والشخصية )
مع تمنياتي لكم بقراءة واستمتاع وافر
قبل البدء يتسنى لنا ذكر جملة جوهرية يمكن للجميع الاستفادة منها وهي ( الإبداع في مجال التربية الخاصة من إبداع الشخص نفسه ) لأن الإبداع أساساً ليس حكراً على فئة معينة بل هو قدرة موجودة عند كل إنسان يريد الإستفادة من هذه القدرة …
بذلك نذكر أهم السمات التي تتوفر بل يتحلى بها معلمي / معلمات التربية الخاصة، أياً كان تخصصه بالصفات الآتية:
1. الصبر واتساع الأفق مع سعة البال وتحمل المشاق بروح التفاؤل والأمل والإيمان بحتمية النجاح والتحلي بالهدوء والثبات الانفعالي،
وكضم الغيظ ، وعدم الاستعجال ؛ لأن طبيعة مهنته تتطلب منه ذلك ولأن المعلم هنا يحدد أهداف وينتظر تحقيقها(يتوقع نتائجها) خلال أسبوعين أو أكثر بعكس معلم التعليم العام الذي يضع أهداف ويتوقع نتائجها خلال 45دقيقة تقريباً (حصة دراسية )
و كما أن هذه الأهداف قد لا يتم تحقيقها أو يتم تحقيق أهداف شبيهه لها ليست كما نتوقعها أو غير متوقعة وهذا على حسب مدى تعاون(استجابة) الطفل و رغبته و إرادته في التعلم (لأن التعلم عملية واعية بمعنى أنك إذا أردت أن تتعلم ستتعلم) ومع اهتمام أسرته وتعاونها مع المعلم أيضاً.. (وهذه أهم وأبرز سمة أو خاصية).
2. يكون دوماً في بحث مستمر بشعاره الذي يجعله متجدد بعلمه وثقافته وهو
( كيف أجعل من الإعاقة قدرة؟!! ).
3. الازدواجية في تبليغ رسالته التربوية اقتداءً بالنبي الكريم "صلى الله عليه وآله وسلم" في تبليغ رسالته (الإعلام ــ توعية وتثقيف أفراد المجتمع بذوي الحاجات الخاصة ــ والتربية والتعليم في المدرسة معاً) ويتحقق هذا بمدى شعوره وإحساسه بالمسئولية تجاه تلك الرسالة والقضية ، فيحصل الإبداع بالازدواجية في تلك الأدوار الرسالية طبعاً و لاشك أن هذا يكون من فضيل النجاح في العملية التربوية والتعليمية داخل الفصل الدراسي في المدرسة فحبذا التوفيق بين كل هذه الأدوار..
وأريد أن أؤكد هذه السمة أو الخاصية في أن تبليغ الرسالة المحمدية كانت على ثلاثة أدوار رئيسية مترابطة : 1ـ دور اعلامي . 2ـ دور تربوي. 3ـ دور تعليمي . في قوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة..) لذا فإن الإعلام والتربية والتعليم عوامل رئيسية مكملة مع بعضها البعض في نجاح تبيلغ الرسالة . فيمكننا القول هنا أن تعليم بدون تربية لا ينفع أو تربية بدون تعليم لا ينفع أيضاً كما أن تربية وتعليم بدون إعلام وتوعية سابقة وإعلام بدون تربية وتعليم لا جدوى منهم .. فمن هذا المنطلق نقول كل إنسان لديه طريقة(إستراتيجية) في رسالته التبليغية( إبداع في الأسلوب ، في التعبير ، في الخطاب ، ..)وهبها الله له تختلف عن كل إنسان ولكن الأهم هو اكتشاف الإنسان لطاقاته وقدراته….ليحولها إلى فكر متأصل مستمر ويصبح فرد منتج يُنتفع به .
4. حبه لمهنته والاعتزاز والفخر بها والاجتهاد في كسب مهاراتها( محب لتخصصه و والتميز فيه..)
5. حب الإطلاع على جميع العلوم والثقافات المتعلقة بتخصصه والقدرة على ابتكار طرق حديثة غير تقليديه( الإلمام بالموضوع من جميع الحقول المعرفية والثقافية)مع المواظبة على التجديد من خلال الحضور والمشاركة الفعّالة في المؤتمرات والندوات والدورات..
6. الاستفادة من كل جديد في ابتكارات التكنولوجيا وعدم الجمود على الأساليب التربوية التعليمية التقليدية وتطوير (تقنين) هذه التكنولوجيا الأجنبية لكي تتلاءم مع بُنية الطفل العربي والمسلم .
7. ملاحظة التلاميذ بدقة وتشجيعهم على الابتكار والتحرر من قيود الإعاقة(الإعاقة ليست شيء عارض أو مانع للتعلم وإبراز المواهب والقدرات ).
8. الإلمام بتاريخ فئات ذوي الحاجات الخاصة الذين نجحوا في إبراز قدراتهم أو من تغلبوا على إعاقتهم واستطاعوا أن يجعلوا من الإعاقة قدرة..
9. المرونة والانفتاح على الاقتراحات وتقبل لآراء و وجهات النظر بكل رحابة صدر من خلال تخلقه "بسمو النفس وثقافة الحوار"؛ لأن علم التربية الخاصة بصريح العبارة بحر عميق ومعقد والكل (يلوي بدلوه).
10. المرح والشخصية الانبساطية والمظهر الجذاب وحب الأطفال والتعاطف معهم ؛ ليكون (نموذج) مثل أعلى يقتدى به من كل النواحي( بمظهره الخارجي بعلمه بثقافته بأسلوبه بحواره بسلوكه بخلقه الرفيع بمقالاته بكتاباته بقوة طرحه بسيرته الذاتية..).
11. إقامة (بناء)علاقات وتواصل مع التعاون وتبادل الاستشارات مع أسرة الطفل والمتخصصين حتى من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بعد التخرج..
12. تقدير حالة أسرة الطفل وتقدير ظروفها الاقتصادية والتعاون معها (يكمن هذا التعاون ونتائجه بمدى اهتمام الأسرة ووعيها المعرفي والثقافي بابنها).
13. عدم مقارنة نفسه بمدرسي الأطفال العاديين في المدارس العادية، فإن ذلك يحطم إرادته ويدمر نفسه..
14. الالتحاق بالجمعيات والمراكز العلمية والاجتماعية المتخصصة في مجال ذوي الحاجات الخاصة والاشتراك في عضويتها.
تحياتي
أ. نذير خالد الزاير
حبيب ذوي الحاجات الخاصة
تنبــيــــــه
أكُن في غاية السعادة والامتنان عند إضافة اقتراح أو تعليق عن هذا الموضوع أو على فقراته بهدف الاستفادة جميعاً من باب الاستفادة من وجهات النظر لديكم