التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

مؤتمر مجلس أمهات أبوظبي يدعو الأسر للتركيز على تربية الأبناء

توصية بتفعيل دور الاختصاصيين وإنشاء قناة فضائية تربوية
مؤتمر مجلس أمهات أبوظبي يدعو الأسر للتركيز على تربية الأبناء

دعا المؤتمر الخامس لمجلس أمهات تعليمية أبوظبي المقام تحت عنوان (السلوك الطلابي بين متطلبات النمو وتحديات التعليم) في ختام أعماله صباح أمس، الأسر للتركيز على أدوارها الأساسية التي لا غنى عنها في تربية الأبناء وإكسابهم القيم والسلوكيات الحميدة، كما أوصى بدعم وتفعيل دور الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين لما لدورهم من أهمية بالغة في رصد وتحديد الظواهر السلوكية السلبية والمشكلات الطلابية وعلاجها.

كما أكد المجتمعون من خبراء ومختصين في مجال التربية من الإمارات وقطر ممن شاركوا بأوراق عمل تخدم أهداف المؤتمر، على ضرورة السعي لإنشاء قناة فضائية تربوية تعليمية بمعايير حديثة وجذابة تخدم أبناءنا اليوم، وأهمية الاهتمام بالبيئة المدرسية كونها مؤثرة في منح الثقة للطلاب وتعزيز سلوكهم الإيجابي. وأشارت التوصيات الختامية إلى حاجة المجالس الطلابية للدعم المادي والمعنوي لتقوم بدورها المأمول منها، وتفعيل مجالس أولياء الأمور وتقوية علاقاتهم بالمدارس، والتوسع في إنشاء مراكز دعم الأسرة وتفعيل مراكز الشرطة المجتمعية، وتوظيف موضوعات المناهج في غرس وتعزيز السلوكيات الإيجابية، ودعم الأنشطة المدرسية، وتجديد لائحة السلوك في المجتمع المدرسي، إضافة للتركيز على الدراسات والبحوث التي تتناول القضايا السلوكية.

تأثيرات البيئة

هذا وطرحت مجموعة من أوراق العمل المتنوعة صباح أمس مع نهاية المؤتمر الذي أقيمت فعالياته بمقر نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، حيث طرح الشيخ الدكتور عبد العزيز النعيمي قضية تأثير البيئة في سلوك الطالب.

معتبرا أن هناك بيئة داخلية لدى الطالب ترتبط بالجوانب الروحانية والذاكرة والعاطفية والنفسية، وكلها تلعب الأسرة والمدرسة دورا في تكوينها ونموها بشكل سليم، كما يتأثر سلوك الطالب بالبيئة المدرسية وطبيعة المبنى المدرسي وقدرته على جذب الطالب وربطه بالمدرسة، هذا بالإضافة لبيئة المجتمع الخارجي بكل ما تحمله من ايجابيات وسلبيات.

القيم المجتمعية

واعتبر الدكتور خالد النعيمي رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين والباحث في وزارة الشؤون الاجتماعية بدولة قطر، أن المؤسسات التربوية من خلال ما تقدمه من خبرات وفعاليات يتوجب عليها الاهتمام الشامل بالتلاميذ في كل ما يحقق التفاعل بين التعليم الناتج عن المنهج المدرسي وحياة المتعلمين، والقيم المجتمعية السائدة في المجتمع خاصة في ظل التغيرات والتحديات المؤثرة في تشكيل المستقبل التربوي.

ومن منطلق ذلك ناقش د. النعيمي مفهوم القيم المجتمعية والسلوك الطلابي، ومدى إمكانية الاستفادة من الأنشطة المدرسية في التأثير على هذا السلوك وتوجيهه، لأن الأنشطة مصاحبة للتعليم الصفي وتوجه ميول وطاقات الطلاب. وتطرق إلى العلاقة بين القيم والبيئة التربوية حيث تلعب القيم دورا في توجيه سلوك الطالب ونشاطه فيها.

الأمن المجتمعي للطالب

أما الدكتور خالد النقبي رئيس قسم الدعم الاجتماعي بالقيادة العامة لشرطة ابوظبي، فتناول دور مراكز الدعم في مساندة الأسرة والمدرسة، لافتا في البداية إلى التنوع الثقافي والاجتماعي لمجتمع الإمارات لاختلاف الجنسيات واللغات الموجودة فيه، ووجود مشكلات مجتمعية نتجت عن هذا التنوع، منها خلل التركيبة السكانية ومشكلات الشباب والأسرة ومشاكل العمل.

ومن ثم تطرق إلى بيان مفهوم الشرطة المجتمعية ومراكز الدعم الاجتماعي ورؤيتها القائمة على تحقيق الأمن للمجتمع، مشيرا إلى جهودهم في تفعيل عمل الشرطة المجتمعي، والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المختلقة للوقاية من الجريمة، إضافة لأدوار متنوعة مرتبطة بحل الخلافات الأسرية، ومواجهة العنف الأسري والعنف المدرسي، وحالات الجنوح للأحداث وغيرها وطبيعة عملهم القائمة على السرية ومراعاة خصوصية الأفراد، هذا إضافة إلى جهود المركز في مجال التوعية والإرشاد للمجتمع.

المحاكاة الفكرية

ومن واقع الخبرة الميدانية تحدث الدكتور خالد العبري رئيس قسم الإدارة التربوية في تعليمية ابوظبي حول المؤسسات التربوية ودورها في مواجهة السلوكيات الطلابية، واعتبر العبري أن مصادر المشكلات في الميدان ترتبط بمحيط الأسرة والرفاق، والتغيرات النفسية والجسدية للطالب، إضافة إلى التغيرات المجتمعية.

كما طرح د. العبري نماذج لأبرز المشكلات منها السلوكية مثل التأخر الصباحي والغياب، والتدخين والعدوان وإتلاف الممتلكات، ومشكلات تعليمية، منها قلة الدافعية وتدني التحصيل العلمي، وأخرى مجتمعية وأسرية، ومع مناقشة مستفيضة لهذه المشكلات طالب د. العبري بضرورة أن يكون الآباء والمعلمون على دراية كافية بطبيعة النمو لطلابهم وتغيرات كل مرحلة عمرية للطالب، وأهمية التواصل مع الطالب ومحاكاة فكره.

أبوظبي ـ لبنى أنور

شكراً لحلوة المعاني
وشكراً للبنى الأمير
على هذه التغطية الممتازة
مع تحياتي
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

الأبناء كنوز الغد فأحفظوهم بالقلب والعين لزرع الثقة في نفوسهم

الأبناء كنوز الغد
فأحفظوهم بالقلب والعين من أجل زرع الثقة في نفوسهم

ايها الأب ……….. أيتها الأم

إن لم يفرح أطفالك بدخولك من باب البيت
ولم يستقبلوك بسعادة لقدومك
فهذا ليس أمراً ( عادياً ) ولا ( بسيطاً)
أسرع لمد جسور الحب بينك وبينهم
لا تنتظر
(فالآن) هو الوقت المناسب
لتحضنهم وتعيدهم الى دائرة الحب الوالدي

الشارقة

أ. رنا يونس
أخصائية اجتماعية

جزاك الله خيرا على المشاركة الطيبة …وبارك الله جهدك
الشارقة
أشكركِ على هالنصيحة الجميلة يا أستاذة رنا الشارقة
نصيحة رائعة جدا

بارك الله فيك أستاذة رنا

الله يبارك فيهم ويحميهم لنا يا رب
الشارقة
العاب تلبيس
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين0

<div tag="2|80|” >فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين
أيها الأب أيتها الأم إنك تحب أن يكون أبنك أحسن منك ولا أحد غيره، ابنك امتداد لحياتك وهو صورة المستقبل لك ، فماذا تريد هذه الصورة أن تكون ؟إن الحوار هو الذي يستطيع أن يصنع هذه الصورة الجميلة ، فهل تستخدمه مع أبنائك وبناتك وهل تستخدمينه أيتها الأم مع بناتك ؟ وهل تستخدمه أيها الزوج مع زوجتك ؟
فن إدارة الحوار مع الأبنا ء والزوجات من أفضل السبل لحل المشكلات ، وما كان لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية أن تظهر للسطح بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين المتخاصمين إلا بانعدام الحوار الهادئ الخالي من النرفزة والصراخ، والحوار معناه الاتصال بين شخصين بينهما خلاف يحاولان أن يقلصا أو يقربا من وجهة نظريهما بالمناقشة والمحاورة لتزول المشكلة التي تؤرق أحدهما أو كليهما ، ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الأسر العربية تحل خلافاتها عن طريق أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو المحاكم ،أو بالصراخ والعنف والمقاطعة ، مهما كان السبب المختلفين عليه تافها وبسيطا، وكم من مشكلة وصلت للمحكمة وهي تافهة ، يستطيع أبسط إنسان أن يقرب وجه النظر بين الاثنين المتخاصمين فيها ، وقد ذكر لي أحد الزملاء أنه كان يوما ما في المحكمة لغرض ما فلاحظ أن هناك رجلا وزوجته قدما للمحكمة لتنفيذ قرار الطلاق بينهما فتدخل زميلي وتحدث مع الزوج ، ورأى أن المشكلة سهلة جدا وأن الخلاف يمكن أن يحل بالمناقشة والحوار بينهما ولا داعي للحضور للمحكمة ، واستطاع زميلي هذا أن يعيد لأسرتهما وأطفالهما البسمة التي كاد الطلاق أن يعصف بها ، أنا أردت من هذه المقدمة أن أمهد لموضوع مهم جدا وهو: فن الحوار بين الآباء والأبناء وبين الزوجين وسوف أركز في تناولي للموضوع على النقاط التالية :
• لماذا يلجأ الآباء إلى العنف مع الأبناء ، ولماذا يلجأ الزوج – أيضا- إلى استخدام العنف مع زوجته ؟
• ما هي العقبات التي تعترض النجاح في الحوار ؟
• عندما يختفي الحوار بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين ماذا يحدث ؟
يلجأ الأب أو الزوج للعنف بدل الحوار لأنهما يجهلان شيء اسمه الحوار والمناقشة لتقريب وجهة نظريهما أو أنهما تعلما هذا الأسلوب من أبويهما فهما نشأ وقد اقتنعا أن خلافاتهما لاتحل إلا باستخدام العنف والتسلط ، كما كان يفعل ذلك والداهما 0
ومن الأمور التي تفشل الحوار الهادف والبناء بين الآباء وأبنائهم أو بين الزوجين مايلي:
1. التفكير في العقاب أولا قبل النظر في أسباب الخلاف 0
2. العصبية والتسرع في حسم الأمور وعدم التريث والتفكير السليم 0
3. عدم الاقتناع بأهمية الحوار الهادف في حل المشكلات 0
4. عدم الإنصات والاستماع للأبناء أ والزوجة وعدم التسامح معهم وتقبلهم وعدم مراعاة مشاعرهم واحترام شخصياتهم الحديث 0
5. عدم الثقة في الابن أ والزوجة 0: إ ذا وثق الأب في ابنه فإنه سوف يستطيع أن يوصل لابنه مايريد توصيله وسيؤثر فيه بشكل جيد ، وإذا فقد الأب ثقة ابنه فيه فسيحرم الأب نفسه من هذه الصفة وهي التأثير الجيد في أفكار واتجاهات ابنه ، وسيصعب عليه تعديل سلوكه ، أما الأم إذالم تثق في ابنتها فسيكون باب الحوار موصودا بينها وبين ابنتها ولن تستطيع أن تقيم معها حوارا ناجحا 0
6. العلاقة السيئة بين المتحاورين، فلا بد أن تكون بين المتحاورين علاقة جيدة قائمة على الحب والألفة والاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر 0
7. عدم مقاطعة الابن أو البنت أو الزوجة حتى ينتهوا من حديثهم 0، أيها المربي الكريم عندما تتحدث مع ابنك أو تلميذك لاتقاطع كلامه دعه يتحدث ويعبر عما في نفسه وهذا من أدب الحديث ، ينبغي أن إشارات جسدية تدل على الموافقة والإنصات ( أنا أسمع —تابع —أنا معك —000الخ) كما أن على المربي أن يعيد عبارة المحاور لابألفاظها ولكن بمفهومها ومثال ذلك :
المسترشد– والدي أزعجني كثيرا بكثرة طلباته ، إنه لايدع لي وقتا للراحة ولا حتى لاستذكار دروسي ، كأنني خادم عنده0
المرشد- أنت مستاء جدا من معاملة والدك لك ،
المسترشد – نعم إنه لايحب أصدقائي ، فإذا جاءوا لزيارتي طردهم ، إنه يحرجني أمامهم0
المرشد –هذا الأمر قد أثر في نفسك كثيرا، أليس كذلك 0
المسترشد- إنني أفكر أن أهرب من البيت 0

8. عدم فرض رأي الأب أو الزوج أثناء الحوار وإلزام الطرف المقابل بالتنفيذ دون مناقشة 0
9. عدم مصارحة الأبناء لآبائهم بما يجول في خواطرهم 0
10. انشغال الوالد وعد م إطالة فترة الحوار ، يقول أحد الأبناء : ( نحن لانتحدث مع أبينا لأنه دائما مشغول عنا ) 0
11. عدم معرفة الأبوين بمراحل النمو فكل مرحلة من مراحل النمو لها ميزات وطبيعة تختلف عن غيرها وعلى الأب أو المربي أن يعلم أن معاملة الطفل غير معاملة المراهق ومعاملة المراهق غير معاملة الراشد وهكذا البنت0
12. ينبغي للأب عندما يتحدث ويحاور ابنه الا يكون جالسا والابن واقف ، لأن الابن سيقول داخل نفسه لماذا هذا يقصد والده يخاطبني باستعلاء ، لذا يجب أن يجلس المتحاوران على على كرسيين متقابلين مع وجوب أن ينظر الأب على عيني ابنه وهو يتحدث معه 0
عندما يختفي الحوار في الأسرة يسود الشقاق والنزاع وتتعقد الأمور أكثر وأكثر، ويسود المنزل جو من التوتر والقلق، وتتصدع الأسرة ويحصل الطلاق وتشريد الأبناء والبنات ويتهدم عش الزوجية لأنه فقد الترابط و التواصل الدافئ بين أفراد الأسرة 0
عندما ينعدم الحوار بين الآباء والأبناء يلجأ الابن إلى أصدقائه الذين يستمعون له جيدا ويفرغ ما في جعبته من الآم ومعاناة عليهم، فيجد لديهم القبول ، فيحلون محل والده وتحل الصديقة محل الأم فإن كانوا من أهل الخير كان حظه أو حظها جيدا وإن كانوا من أهل الشر فسيؤدي ذلك إلى انحرافه أو انحرافها أو إصابتهما بالأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب ، أما البنت فسوف تلجأ لصديقاتها وستحس بجومن الغربة في أسرتها وربما يؤدي بها هذا الأمر إلى أن تنقل من صديقاتها خبرات سيئة نتيجة قلة خبراتهن0 ، أما الزوجة فسوف تلجأ لبيت أهلها وتتطور المشكلة فقد تكون المشكلة بسيطة لاتستدعي تدخلا من أحد ولكنها عندما تصل إلى منزل أسرة الزوجة تكبر أكثر وتتعقد وقد تصل إلى المحاكم والمطالبات وكثير من حالات الطلاق بدأت مشاكل بسيطة ولكن هذه المشاكل البسيطة بقيت بدون حل فتراكمت ثم تعقدت فحدث الانفجار وهو الطلاق 0
عندما يختفي الحوار بين الأب والابن يظهر الابن ذو الوجهين الوجه الأول : يظهر الابن أمام والده بالابن المطيع العاقل الهادئ حتي يتجنب المشاكل في زعمه مع أبيه ولكنه في غياب والده يظهر بشخصية أخرى فما لم يستطع أن يمارسه أمام والده يمارسه في خلوته أو مع أصدقائه الذين لايقولون له لا بل يشجعونه على أن يعمل ما بدا له حتى ولو كان ضارا به ، إذا صمام الأمان لعدم إنحراف الأبناء هو الحوار الهادئ بين الآباء والأبناء 0
كما أنه عندما يختفي الحوار بين أفراد بعض الأسر يسود الهدوء والسكون بين أفراد الأسرة ، وكل فرد في الأسرة يعيش في حالة ، فليس هناك موضوعات تهم الجميع لمناقشتها لذا فإن جلساتهم الجماعية التي يتحاورون فيها تكون معدومة أو قليلة ، ويدب في وسط مثل هذه الأسر الكآبة والممل والضجر ، وتفشي بعض الأمراض النفسية 0
نلاحظ أن كثيرا من الأسر يسودها الجفاف العاطفي ، والتباغض والتحاسد نتيجة انعدام الحوار الهادئ بين أفرادها فعن طريق هذه الأسر مع الأسف تتولد الجرائم إذ الأطفال يعيشون في جو غير إنساني فهو قائم على المقاطعة والمشاحنة ، ولو رجعنا إل نزلاء السجون ودور الأحداث لوجدنا أن العلاقات بين هؤلاء النزلاء وأسرهم ضعيفة ، إذ أن بعض الآباء يرمي ابنه في الدار ثم لايسأل عنه أو يودع الأب أو الأم في المستشفى فلا يسأل عنهما أحد ، كما أن بعض الأسر إذا خرج ابنهم من السجن لايستقبلونه بل يقاطعونه على أنه مجرم ، مما يزيد ذلك في انحرافه0 والله ولي التوفيق 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاالمرجع /كيف تحاور أبناءك؟ -محمد احمد عبد الجواد0

0

بارك الله فيك موضوع (هام)
أخي الكريم / محمد ناشط ——————- سلمه الله ——-لقد سعدت بحضورك إلى متصفحي الله يعطيك العافية 0
التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء

إن مراعاة بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء، هو المقصد الأول من التربية، سواء كان ذلك في الجانب العلمي أم الاعتقادي أم التعبدي أم الاجتماعي أم الصحي أم الفكري ، وهذه الجوانب مجتمعة تكون الشخصية المتوازنة بدنيا وروحيا وعمليا،
والمعلم صاحب الرسالة يمزج بين هذه الجوانب أثناء تناوله لدرسه، فهو يراعي أثناء الشرح ما يسمى بالإثراء الأفقي، وهو ربط موضوع الدرس بالمواد الأخرى، بما يعمق المفاهيم لدى أبنائه الطلاب في جميع مناحي الحياة، فهو يضع بصماته في بناء شخصيتهم، بحيث يكون ديدنهم حسن التصرف كلما عرضت لهم مشكلة، وعند ذلك يدينون له طوال حياتهم بحسن تربيته لهم، ويتذكرونه ولا ينسونه من دعوة صالحة.
من أجل ذلك نقلت لكم طرفا من كيفية هذا البناء لعلكم تجدون فيه عونا على ذلك ، وأسال الله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا، وأن يتقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء.doc‏ (39.5 كيلوبايت, المشاهدات 40)
اللهم امين

تسلم على المشاركة القيمة التي تحمل الكثير من المعاني السامية

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء.doc‏ (39.5 كيلوبايت, المشاهدات 40)
بارك الله فيك ونفع بك البرايا ،وزادك حرصا وعلما، وغفر لك الذنوب والخطايا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء.doc‏ (39.5 كيلوبايت, المشاهدات 40)
جزاك الله خيرا
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc بناء الجوانب الشخصية لدى الأبناء.doc‏ (39.5 كيلوبايت, المشاهدات 40)
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

محاضرة حول تربية الأبناء

محاضرة حول تربية الأبناء آخر تحديث:الجمعة ,18/04/2008

دبي سومية سعد:

نظم مركز الأميرة هيا بنت الحسين الثقافي الإسلامي بالمزهر محاضرة توعوية بعنوان “كيف تستثمرين طاقاتك في تربية أبنائك” لدارسات المركز، حاضرت فيها عفاف سعيد القاضي الاختصاصية بدار الرعاية الاجتماعية للفتيات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك ضمن البرامج التوعوية والتثقيفية التي يقوم بتنظيمها المركز.

وقالت منى بالحصا مديرة إدارة مراكز الأميرة هيا الثقافية الاسلامية، ان الهدف من المحاضرة تمثل في توعية الأمهات بالطريقة المثلى التي تمكنهن من استثمار طاقاتهن في تربية أبنائهن لأن مدى تقدم وتأخر الأمم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسس التربوية السليمة التي ينتج عنها وجود أجيال مؤهلة تستطيع القيام بعملية التقدم والتطور كما ينبغي.

وأضافت ان تنظيم مثل هذه المحاضرات يسهم بشكل فعّال في زيادة رصيد الدارسات المعرفي في شتى ضروب العلم والثقافة الأمر الذي يخلق أثراً ايجابياً في تقدم ونمو المجتمعات على الصعد كافة.

حلوة المعاني ——————— شكرا لك على نقل هذا الخبر الجيد ، وياليت يكون فيه ملخص للمحاضرة للفائدة ، بارك الله فيك 0
التصنيفات
التربية الخاصة

مشروع نظافة البيئة يستنهض همم الأبناء الصم

مشروع نظافة البيئة يستنهض همم الأبناء الصم

نظم معهد الأمل للصم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يوم الخميس الماضي حملته الثانية لنظافة البيئة على امتداد شاطئ نادي الفتيات حتى فندق كورال بيتش، بمشاركة خمسين طالبا وطالبة يرافقهم مشرفون من مختلف قطاعات التعليم بهدف إزالة كافة المخلفات الملوثة للرمال المحاذية للشاطئ، والعمل على نظافة المسطحات الرملية من المخلفات البحرية.

وقد تم تقسيم المشاركين إلى أربع فئات ارتدت الألوان المميزة لجغرافية وتضاريس الأرض وهي: الأحمر، الأزرق، الأخضر، الأصفر حيث باشر طلبة المعهد بعد ذلك بأنشطتهم من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشرة والنصف صباحاً بالتعاون مع برنامج صباح الشارقة والذي تقدمه قناة الشارقة الفضائية.

كما شاركت مختلف الفئات العمرية بهذا المشروع باندفاع ومثابرة رافعةً الشعارات واللافتات لحماية البيئة ونظافتها.

كما لم يفت أحداً من المشاركين في حملة النظافة الثانية أن يرتدي القفازات الخاصة حرصاً على تجنب الميكروبات.

عفاف الهريدي مديرة معهد الأمل للصم أثنت على روح العمل الجماعي الذي تحلى به طلبة المعهد، آملة من الجميع أن يستمر بهذا النهج الذي يتطابق مع الأهداف والمفاهيم التربوية التي تجسدت في الرؤيا الواضحة للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي تدعو إلى إشراك الأبناء من ذوي الإعاقة في العمل الجاد والمسؤول عن نظافة بيئتهم المدرسية والبيئية الجغرافية بشكل عام باعتبارهم فئة مهمة من فئات المجتمع ويتمتعون بمقدرات عالية لا تنضب.

كما أوضحت الهريدي أن نظافة البيئة وجمالها يوفر للمجتمع الوقاية من مخاطر الأمراض، ويرفع من مكانة الدولة وازدهارها، وواجبنا يحتم علينا أن نحافظ على البيئة لأنها الصورة التي يرانا بها الآخرون والتي يجب أن تظل مشرقة على الدوام.

للللللللللللللللللللللللللللللللللللو سمحتم ابى معلومات عن النظافة
التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

صفع الأبناء يزيد عدوانيتهم

حذر العلماء في المركز الوطني للأطفال الفقراء بجامعة كولومبيا الأميركية، من أن صفع الأطفال قد يسبب آثارا مؤذية طويلة الأجل على سلوكياتهم ولا تساعد على تربيتهم وتحقيق الطاعة المطلوبة منهم لآبائهم،

وربطت أخصائية العلوم النفسية في المركز الدكتورة اليزابيث جيرشوف، الصفع بمشكلات سلوكية سلبية تصيب الأطفال مثل العدوانية والسلوك غير الاجتماعي والانطوائي واضطرابات نفسية عدة،

مبينة «أن الصفع غير فعال أبدا في تقويم سلوك الطفل وتربيته ولا يساعد في تعليمه ما هو صحيح مما هو خاطئ، كما أن له دورا في عدم التزام الطفل بطاعة والديه فهو يخاف في حضورهما فقط، ولكنه يسيء التصرف في غيابهما».

وأشارت في تقرير بحثها الذي نشرته مجلة الجمعية الأميركية للعلوم النفسية، إلى «أن الصفع الخفيف إلى المتوسط قد يفيد الأطفال في عمر السنتين إلى الست سنوات، ولكن لا ينصح أن يحاول الآباء الذين يملكون ميولا عصبية بالصفع على الإطلاق،

منوهة بأنه ليس جميع الأطفال الذين يتم صفعهم قد يعانون من مشكلات انطوائية أو عدوانية، مؤكدة ضرورة اللجوء إلى وسائل أخرى غير الضرب لإفهام الطفل أخطاءه ومضاعفات سلوكياته السيئة، وتعليمه التصرفات الصحيحة التي يجب عليه الالتزام بها.

سبحان الله العنف لا يولد الا العنف اعاننا واعانكم الله على تربيه ابناءنا

مشكورة عزيزتي

التصنيفات
التربية الخاصة

وحش" يلتهم الأبناء

التفكك الأسري "وحش" يلتهم الأبناء آخر تحديث:الجمعة ,03/06/2011

ملف أعده: باسل عبدالكريم

1/1

فرق كبير بين ابن ينال كل الرعاية والاهتمام من والديه، وآخر يعيش في كنف أسرة مفككة تاهت وسط المشكلات والخلافات، وأصبحت الأنانية لغة الحوار الوحيدة بين أفرادها .

الكل يبحث عن مصلحته، فالأب إما تزوج من أخرى أو انحرف بأي صورة، أو انشغل في العمل على حساب عائلته، والأم في مقابل ذلك تسعى جاهدة لحفظ ماء وجهها، فتطلب الطلاق أو تغادر إلى بيت والدها، والضحية هم الأبناء الذين يعيشون في شتات بين الوالدين .

وبجانب خطر الانحراف الذي يتربص بالأبناء، يظهر على السطح فشلهم الدراسي، وتبدد حالهم من التفوق إلى الرسوب والتسرب من التعليم . في السطور القادمة نفتح الملف مع كل الأطراف المعنية في محاولة لحماية الأبناء قبل فوات الأوان .

تكشف مآسي الأبناء وتبحث عن طوق نجاة

تجارب تدق ناقوس الخطر

قصص وتجارب من الواقع تكشف مآسي الأبناء، وتثبت أن الصغار هم الذين يدفعون ضريبة أخطاء الكبار .

فبين طلاق وهجر البيت ووفاة أحد الوالدين يضيع الأبناء ويفشلون دراسياً، أو ينعزلون عن المجتمع انتظاراً لطوق نجاة يمتد إليهم ويعيدهم إلى بر الأمان .

مصعب أحمد الحمادي، طالب في إحدى مدارس الشارقة، تحدث عن تجربة صديقة المقرب قائلاً: التفكك الأسري له تأثير سلبي على نفسية الطالب، وهذا ما حدث مع صديقي، في البداية كان من المتفوقين دراسياً وكان اجتماعياً، ولكن بعد حدوث مشاكل بين والديه، تحول إلى شخص ضعيف الشخصية، انطوائي لم يعد يشاركنا الأحاديث، وتراجع تحصيله العلمي بشكل كبير بعد أن كثر غيابه عن المدرسة في الآونة الأخيرة، وانضم إلى بعض رفاق السوء وعرف طريق التدخين، وأصبح يعاملنا بعنف دائم نتيجة مشاكله مع والده .

ويتحدث الطالب ع، ع من مدرسة الشهباء في الشارقة عن معاناته بعد طلاق والديه، موضحاً: والدتي كانت تهتم بدراستي، وتتابعني بشكل مستمر، مما انعكس على حبي للتعليم والتزامي الدراسي، وبدأت الخلافات منذ أن تزوج أبي من أخرى، ولم يعد يهتم بنا، وكان يعود للبيت متأخراً ويغلق علينا الباب ويبدأ بضرب أمي، وبعد فترة طلقها، ومن حينها تغيرت حياتنا إلى الأسوأ وكل ما أشعر به الآن هو الخوف .

أما الطالب م، س، يقول: والدتي غير إماراتية، وفي العام الماضي ترك والدي المنزل بشكل مفاجئ بعد أن كثرت المشاكل بينهما، ومن يومها لم نعد نسمع شيئاً عنه .

ويضيف: كان هو الوحيد الذي يهتم بدراستي ويحضر للمدرسة بشكل مستمر وكنت أشعر بالفخر وأثابر في دراستي حتى أقدم شيئاً من أجله، أما اليوم فلم يعد يهمني الأمر، لقد تركت المدرسة مرتين ولكن المشرفين أعادوني إليها، وأشعر أنه لا جدوى من دراستي ونجاحي .

الطالبة م .ه في الشارقة، تروي قصتها بعد طلاق والديها قائله: واجهت مشاكل في التحصيل الدراسي، وفقدت القدرة على التركيز في أي شيء نتيجة الخوف على أخوتي الصغار، ولكن في الوقت نفسه زادت قوتي وقدرتي على التحمل حتى أتمكن من رعايتهم، واقتربت منهم اكثر ودفعهتهم إلى الاهتمام بالدراسة خوفاً أن يكون مصيرهم مشابهاً لي، وأنا سعيدة بعض الشيء لأنني أعوض فشلي بنجاحهم وتفوقهم على زملائهم .

سالم جمعة، طالب في مدرسة المجد النموذجية في الشارقة، يقول: بعد أن توفي والدي تراجع مستواي الدراسي، وكنت اشعر بالنقص كلما رأيت أولياء الأمور مجتمعين في المدرسة يسألون عن أبنائهم، عندما لاحظ المشرفون في المدرسة تغير سلوكي ساعدوني بالتعاون مع التكافل الاجتماعي على استعادة الثقة بنفسي، وخصصوا لي حصصاً تعليمية خارج المدرسة، ووالدتي أخذت على عاتقها الاهتمام بي، ودفعني شعوري بالنقص من غياب والدي إلى أن اجتهد وأصبح متميزاً .

خالد محمد بن ديماس من الطلاب المتفوقين دراسياً في مدرسة المجد النموذجية في الشارقة، يوضح: تأثرت بوفاة والدتي التي كانت تهتم بزيارة المدرسة وتتابع تحصيلي للدروس، ولم تكن لي رغبة في التعلم، ورسبت في تلك السنة، ولكن حباً في والدتي وتحقيقاً لأمنيتها ان أكون من المتفوقين عاودت الاجتهاد والاهتمام بالأنشطة المدرسية وحصلت على شهادات تقدير في الفروسية والسباحة، وتحصيلي العلمي هو الرابع على مستوى المدرسة، ومن أجل أمي سأحقق المرتبة الأولى من العام المقبل .

وتقول نجلاء عيسى النعيمي، أخصائية اجتماعية في مدرسة رقية في الشارقة: يعيش الطالب نتيجة للتفكك الأسري حالة من عدم الاستقرار تسبب له اضطرابات في حياته، سواء في مجتمعه الداخلي أو الخارجي، مما ينعكس بشكل مباشر على تحصيله التعليمي، ويؤدي إلى جيل متخبط غير مستقر .

وتؤكد النعيمي على أهمية المرحلة العمرية من سن 6 إلى 8 سنوات، لأن شخصية الطفل تبدأ بالتكوين في هذه المرحلة، حيث يتأثر بكل ما يجري في محيطه العائلي، الأمر الذي تؤدي معه الخلافات العائلية إلى حدوث ترسبات في ذاكرته وبالتالي يعيش في حالة شتات، مشيرة إلى أهمية إبعاد الأهل لمشاكلهم وحلها بعيداً عن الأطفال .

وتقول آمنة محمد الحبال، معلمة متطوعة: عدم نضج الزوجين، وانعدام لغة الحوار بين الأب والأم والأبناء، والزواج المتكرر للأب من أهم أسباب التفكك الأسري . وتوضح أنه في أغلب الحالات يكون الأب منشغلاً في مكان عن أبنائه والأم منشغلة في مكان آخر، بينما الأطفال يعيشون في شتات هنا وهناك .

وتشير الحبال إلى ان الطلاق العاطفي بين الأب والأم هو أخطر أنواع التفكك الأسري تأثيراً في الأطفال، لأنه ينشئ طفلاً انطوائياً شارد الذهن يميل للوحدة بشكل دائم، قد تتطور هذه الأعراض إلى أمراض نفسية معقدة ينتقل تأثيرها إلى كل المجتمع .

وتضيف كوثر لبيب معلمه في إحدى مدارس عجمان: غياب الأب والأم عن الأطفال نتيجة خلافات عائلية، يتسبب في تقصير الطالب علمياً، ويتغير سلوكه مع زملائه ليتوافق مع ما يشاهده في بيته، ويتطور الأمر ليصل إلى الاعتداء على المدرسين .

وتقول: التفكك الأسري يهيئ الأبناء لطريق الانحراف، فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها، ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي، وضعف القدرة على مواجهة المشكلات، وبالتالي يبحث الابن عن أيسر الطرق وأسرعها لتعويض حالة فقدان الحب والحنان، من دون النظر في شرعية الوسيلة المستخدمة للوصول إلى الهدف، من هنا يبدأ الانحراف عن طريق رفاق السوء كأول بيئة تحتضن هؤلاء .

أما نادرة عزيزي، الأخصائية في علم الاجتماع التربوي، فتوضح أن الطفل يتأثر جراء التفكك الأسري فينشأ لديه صراع داخلي نتيجة لانهيار الحياة العائلية، ويحمل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع، وفي بعض الأحيان يعيش غريباً منعزلاً عن واقعة المفكك من دون معرفة كيفية الخروج من هذا الواقع .

وتضيف يعقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المفككة وأسرة أصدقائه، مما يولد لديه الشعور بالإحباط، قد يكسبه اتجاهاً عدوانياً تجاه الأسر السليمة، وهذه الاضطرابات جميعها تؤدي إلى إبراز طفل ذي شخصية مهزوزة، تعود بالضرر على بيئته والمجتمع، لذلك على الأهل التفكير في أبنائهم قبل الخوض في المشاكل، بجانب حل خلافاتهم بعيداً عن الأطفال وعدم التعامل بأنانية ضاربين بعرض الحائط مستقبلهم .

* * *

تأمين حياة كريمة للأسرة أبعدهم عن رعايتهم

الآباء الحاضرون الغائبون

للتفكك الأسري أوجه غير تقليدية فرضتها تطورات المجتمع وسعي الأب الدائم وراء توفير الحياة الكريمة لأسرته حتى لو بعد عنهم لأيام طويلة، الأمر الذي ينعكس على الأبناء، وكذلك على الأم التي تصبح هي المسؤولة الأولى عنهم، وتقع على عاتقها متابعة دروسهم وحضور اجتماعات أولياء الأمور وغيرها من الأمور الضرورية للحفاظ على المستوى التعليمي المتميز للأبناء .

إسماعيل محمد محمود، مدير مدرسة الشهباء في الشارقة يحدثنا عن دور الأهل كركن أساسي في العملية التعليمية قائلاً: هناك تكامل بين المنزل والمدرسة والمجتمع، وللمنزل الدور الأكبر في تنشئة الطالب بشكل سليم والدور الأكبر يكون للأب الذي غالباً ما يكون تائهاً بين مشاغله وساعات عمله الطويلة، فنلاحظ تحمل الأم كل الأعباء التعليمية تجاه أبنائها وتكون أكثر قرباً وتواصلاً مع المدرسة .

ويؤكد أن نسبة حضور أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم في المدرسة لا تتجاوز 40%، ومعظم هذا الاهتمام يكون من ناحية الأم فقط بينما الأب شبه غائب عن دوره، موضحاً أن وجود الأب مع أبنائه لا يعوض، ولا يبرر غيابه بمجرد انشغاله وعدم وجود الوقت لمتابعة الأبناء، فهؤلاء أمانه في أعناقنا .

وتشير عزة التميمي، موظفة، إلى أهمية الشراكة بين الأهل والمدرسة في الاهتمام بالتعليم وقضايا التفكك الأسري، وضرورة العمل المتوازن بين الجهات المشتركة للارتقاء بالعملية التربوية وتعزيز القيم السلوكية، موضحة أن هناك أسراً في غفلة عن أبنائها، لدرجة قد لا يعرف الأب في أي صف هم أبناؤه .

خالد محمد الحمادي، “موظف” يقول: بالرغم من دعوة مدرسة أبنائي لي مرات متعددة لحضور اجتماعات أولياء الأمور لمعرفة مستوى الأبناء إلا أنني لم أحضر سوى مرة واحدة، رغم أهمية هذه اللقاءات التي تتيح لنا معرفة أوضاع أولادنا والوقوف على نواحي التقصير في تعليمهم .

وعن السبب في عدم حضوره الاجتماعات ومتابعة التحصيل العلمي للأبناء، يقول: زوجتي هي التي تتابع مستواهم الدراسي، وكثرة مشاغلي وأعمالي تبعدني إجبارياً عن متابعة أبنائي دراسياً .

بينما يقول ماهر موسى، موظف، كل الأبناء لديهم دوافع للنجاح ويتوجب علينا فقط تحريكها بالشكل الصحيح على طريق التفوق، ويؤكد أن ذلك ليس بالمستحيل إذا أدركنا كأولياء أمور ان للنجاح عادات يمكن تعلمها بغض النظر إذا ما كانت المدرسة غير جيدة، والمدرسون لا يقومون بدورهم، مثل أهمية الزيارة الأسبوعية أو الشهرية للمدرسة، لأنها تشعر الطالب بالاهتمام وتحفزه إلى التفوق .

ويضيف: أتابع بنفسي مستوى أبنائي التعليمي في المدرسة رغم أن والدتهم معلمة في المدرسة نفسها، ولكن برأي دور الأب لا تعوضه الأم، كما ان دور الأم لا يعوضه الأب .

وتبرر ريم فهد عبد العزيز، متطوعة تعليمية عدم اهتمام الأب بأبنائه من الناحية التعليمية، بسبب عمله وكثرة الانشغال، وهذا لا يعد نقصاً في الاهتمام برأيها لأنها تتابع بشكل مستمر مستوى أبنائها التعليمي، فالأم من وجهه نظرها أقرب إلى الأبناء وهي الأولى بتعليمهم، لأنها في الغالب تكون متفرغة ولا تحمل الكثير من الأعباء مثل الأب .

وتوافقها الرأي مريم سيد أحمد، متطوعة تعليمية في الشارقة قائلة: غالباً ما تقوم الأم بتعليم الأبناء وحضور مجالس أولياء الأمور، لأن الآباء منشغلون في أعمالهم ويغيبون لفترات طويلة عن البيت، وهذا أمر طبيعي، فأتابع مستواهم التعليمي وأذهب للمدرسة حتى لو لم ترسل بطلبي، فمتابعتي لهم بشكل مستمر تشكل حافزاً لهم واهتماماً أكبر من المدرسين .

ويقول أحمد الكيلاني مدير شركة في دبي: أعلم أنا وزوجتي مدى أهمية الدور التكاملي بين المدرسة والبيت، ونعمل على متابعة أبنائنا بشكل مستمر، فزوجتي تقوم بزيارة المدرسة عند انشغالي، وتحرص على المشاركة في الفعاليات المدرسية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي للأبناء وحصولهم على مراتب متقدمة .

وتؤكد فاطمة إبراهيم العامري (طالبة)، أن الأسرة هي نواة وأساس بناء المجتمعات، واهتمام الأهل بمستقبل أبنائهم له تأثير كبير على التلميذ وعلى القيم والتنمية المجتمعية، مؤكدة من تجربتها الشخصية أن متابعة أسرتها رفعت مستواها العلمي .

ويوضح هيثم جعفر الطاهر “مدرس” أن دور الأهل لا يتوقف عند الدور التربوي أو الرعاية والعناية الجسدية، وإنما عليهم أيضاً استغلال علاقة الحب والود الموجودة بينهم وبين أبنائهم، لأن هذا من شأنه أن يجعل الطفل يتقبل منهم ما يعلمونه بسرعة ويستوعبه بحب ما يتنافى مع رغبات والديه أو معلميه .

ويضيف: متابعة الأهل في التواصل مع المدرسة والتعاون لحل المشكلات التي تواجه الطالب أمر مهم، ولكن أولياء الأمور توقف دورهم هذه الأيام عند دور التمويل فقط، متناسين دورهم في الإشراف والمتابعة، وأعجب من أولياء الأمور الذين تأخذهم مشاغل الحياة وتبعدهم عن الأسرة والأبناء .

بينما تشير المعلمة بلقيس عيسى، إلى نقاط مهمة يتجاهلها الجميع وتقول: بعض الأهل مهتمون بتعليم أبنائهم ومدركين مدى تأثرهم بالمشكلات العائلية، ومتابعون للمدرسة بشكل مستمر، ولكن المشكلة تكمن في أن هناك أسر تجهل العملية التعليمية ويحملون أبناءهم أكثر من طاقتهم مما يشكل لدى الأطفال معتقدات خاطئة تؤدي إلى ضعف دافعيتهم للتعليم بشكل غير مباشر .

وتوضح أن الأهل دائماً يعتقدون أن الولد إما أن يكون متفوقاً متميزاً أو لا يكون، والأخطاء في الامتحان هي دليل على غباء الطالب، أما العلامة الكاملة فهي الدليل على ذكائه، وهذا ما ركزت عليه العديد من الدراسات العلمية التي أكدت وجود علاقة وثيقة بين دوافع الأهل ودوافع الأبناء، وبين نظرة الأهل للتعليم ونظرة الأبناء له، وخاصة المراهقين لأنهم يكتسبون مواقفهم تجاه المدرسة من أسرهم .

عبد العزيز ملك، أخصائي اجتماعي يقول: أغلب الأدوار تقع على الأم وهذا هو واقع معظم البلدان العربية، وذلك يرجع لغياب دور الأب وانهماكه في العمل والغياب الطويل عن البيت، وهذا لا يعد تبريراً على الإطلاق، فمهما انشغل الأب عن متابعة أبنائه وعدم قدرته على الحضور للمدرسة، يستطيع التواصل حتى لو عن طريق الهاتف مع ابنه وسؤاله عن دراسته أو التواصل مع إدارة المدرسة .

ويضيف ملك أن دور الأب لا يتوقف عند المتابعة العلمية، بل دوره التربوي أهم، ولكن المشكلة ان غياب دوره في المتابعة التعليمية يعني غياب الدور التربوي أيضاً .

ويوضح أن لغة الحوار والاهتمام انعدمت في بيوتنا حتى على طاولة الغداء، وأغلب الآباء يتحدثون بمثالية عن أدوارهم، ولكنها مثالية كاذبة ولا وجود لها على ارض الواقع، وهذا نابع من جهل وعدم وعي الآباء والأمهات بدورهم في الحضور إلى المدرسة ومتابعة أبنائهم بشكل مباشر .

وتقول عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم: الإحصاءات المدرسية تشير إلى تدني مستوى اهتمام الأهل بمتابعة أبنائهم دراسياً، وخاصة من ناحية التزامهم باجتماعات أولياء الأمور .

وعن الأسباب التي تمنع الأهل توضح أن التفكك الأسري له حصة الأسد في الأسباب، بالإضافة إلى كثرة انشغال أحد الأبوين أو كليهما، والإهمال الناتج عن البذخ المادي أو العكس، إلى جانب جهل الأبوين تعليمياً .

أما الأسباب التي تساعد في الحد من تأثر الطلاب بمشكلات التفكك الأسري، وجذب أولياء الأمور لحضور الاجتماعات المدرسية، أوضحت نسعى لذلك بشتى الوسائل التي تشجع الآباء وتناسب أوقات فراغهم، وكان آخرها الملتقى الأول لأولياء الأمور الذي عقد في الشارقة وسلط الضوء على أهم المشكلات الأسرية والتعليمية وأفضل الحلول لمعالجتها .

وتشير إلى بعض الوسائل التي تتبعها المدارس وتأخذ طابعاً ترفيهياً للتشجيع على الحضور، مثل إقامة دوري كروي للآباء أو تكريم جماعي في الطابور الصباحي .

وتوضح أن الحد من تأثير التفكك الأسري، ليس مسؤولية فئة من دون أخرى، وإنما هو مسؤولية الجميع، ولوضع طرق العلاج والوقاية لها، يجب ان تتكاتف الأسرة، مع المؤسسات التربوية، والمؤسسات الثقافية والإعلامية التي نعتمد عليها في نشر الوعي الأسري، وتسليط الضوء على المخاطر التي تحيط بها، وأفضل الحلول المقترحة، إضافة إلى دور المؤسسات الخيرية والصحية والدينية، ومؤسسات الإرشاد الزواجي .

وتؤكد عائشة سيف أهمية دور الأب في قيادة الأسرة وعدم إلقاء كل المسؤوليات على الأم، وتشيد ب”الأب المعلم” الذي يتابع أبناءه في المنزل والمدرسة بشكل مستمر، ويسأل عن سبب أي تغير طفيف في مستواهم التعليمي، ويحرص على الحضور إلى الاجتماعات المدرسية، مشكلاً نسيجاً مثالياً مع المدرسة، لذلك نطمح إلى تعميم نموذج هذا الأب، ونتمنى ان يكون مثالاً للغير .

* * *

إنذار مبكر يبحث عن منهج في المدارس

دور المدرسة لا يتوقف عند تلقين الطلاب للمناهج، ولكن يتعدى ذلك، حيث تقع على عاتقها مسؤولية تربوية تتمثل في متابعة الأبناء واكتشاف ما يستجد عليهم من تطورات نفسية واجتماعية وسلوكية وتنبيه الأهل لذلك، فهي بمثابة إنذار مبكر يعمل لأجل الحماية ويسعى لحل المشكلات قبل أن تتفاقم .

فماذا يحدث داخل مدارسنا، وهل بالفعل تقوم بدورها التربوي وتعالج مشكلات الأبناء الناتجة عن التفكك الأسري أم مازالت تبحث عن منهج لحماية الطلاب؟

محمد علي ماجد، مدير مدرسة المجد النموذجية في الشارقة يقول: المدرسة والبيت يتحملان مسؤولية الأبناء بشكل متوازن، أما بالنسبة لدور المدرسة، فلديها برنامج زيادة مستوى الذوق والإحساس لدى الطالب، وآخر للتواصل مع البيت، يهدف إلى رفع عدد اللقاءات على مدار العام الدراسي، ويتم خلالها محاورة ولي الأمر عن سلوك الطالب وتحصيله العلمي .

وعن الوسائل التي تتبعها المدرسة للتواصل مع أولياء الأمور يقول: نتتبع 6 وسائل هي الرسائل الخطية، والهاتف، ورسائل SMS، وبرنامج التواصل الأسبوعي والشهري مع الآباء .

ويضيف جاسر المحاشي، اختصاصي تربية خاصة، مدرسة المجد النموذجية في الشارقة: في بداية العام الدراسي نقوم بإجراء دراسة حالة عن الطلاب بالتعاون مع مكتب الخدمة الاجتماعية، نطلع من خلالها على تاريخ الطالب كاملاً، وبالتالي تحديد الطالب الذي يعاني من التفكك الأسري .

ويؤكد المحاشي أن 85% من النتائج تشير إلى التفكك الأسري كسبب مباشر لمشكلات التعليم عند الأطفال، وأكثر سلوك يظهر على الطالب هو العنف والتأخر الصباحي والتسيب وتراجع المستوى الدراسي .

ويشير إلى أن هناك وسائل ترفيهية حققت نجاحاً لجذب الآباء إلى المدرسة مثل بطولة (التواصل) لكرة القدم التي يشترك فيها الطالب وولي الأمر والمعلم .

يعقوب محمد الحمادي، اختصاصي اجتماعي، مدرسة الشهباء في الشارقة، يقول: معظم المدارس توفر برامج لحل مشكلات طلابها وتوفير المرشدين الذين يعملون على معرفة مشكلات الطلاب، والسعي لحلها بالاتصال بالوالدين ومناقشة المشكلة معهم .

ويوضح: نستدل على أغلب حالات التفكك الأسري بين التلاميذ بطرق غير مباشرة كأن نسأل الطالب عن عمل والده أو والدته، وفي حال كان الطرفان عاطلين عن العمل نتوصل إلى نتيجة بأن هذا الطالب يعاني من إحدى مظاهر التفكك الأسري الناتجة عن الخلافات المادية، فنقوم بفتح حوار شفاف مع الطالب على انفراد للوقوف على معاناته، وانطلاقاً من الأسباب نحدد أفضل السبل للعلاج، وتقديم المساعدة له بشكل مباشر من قبل إدارة المدرسة أو عن طريق الجمعيات الخيرية التي تتكفل بمساعدة الطلبة .

بينما تؤكد المعلمة خولة إبراهيم، دور مجالس أولياء الأمور في عملية التواصل بين المدرسة والأهل، مؤكدة أن المدرسة بكادرها التدريسي ومشرفيها ومناهجها تشكل 60 % من العملية التربوية .

وتشير إلى ضرورة عدم تهرب الأهل من مشكلات أبنائهم ومواجهة نقاط ضعفهم، وحل مشكلاتهم الزوجية بعيداً عن الأبناء، موصية أولياء الأمور باستمرارية متابعة أبنائهم في المدرسة، لا أن تكون موسمية ومقتصرة على النتائج النهائية، حيث بمقدورهم مساندة أبنائهم، ومتابعة مسارهم السلوكي والاجتماعي، وهي جوانب لا تقل أهمية عن بعضها بعضاً في بناء شخصية متكاملة للطالب .

ويخالفها في الرأي أيمن مرتضى “معلم” قائلاً: ليس المهم دور المدرسة، فدورنا ليس إلا متمم لدور البيت ولا نتحمل سوى 40% من مسؤولية تنشئة الطالب، والطالب في النهاية ابن بيئته المنزلية .

ويتحدث عن أحد طلابه الذي يعتبر الأفضل سلوكاً وخلقاً بين زملائه، ولكنه الأسوأ تعليماً نتيجة لجهل الأبوين، وعدم وجود من يساعده على تعليمه سوى الخادمة التي لا تتحدث العربية .

ويؤكد أن إدارة المدرسة تحدثت مع والده ولكنه يتهرب من مسؤوليته ويتحجج بانشغاله في العمل، ويلقي بالمسؤولية على الأم التي أكدت لنا أن الخادمة تجيد تعليمه وعدم وجود أي خطر على مستقبله، وهذا ما يعمم على بعض الأسر .

أما ناصر الصباهي معلم في الشارقة فيوضح: نتعمد وضع الطالب الانعزالي بين جماعات طلابية مجتهدة لإثارة الدافعية لديه، كإحدى أساليب العلاج، وننظم رحلات ترفيهية خاصة ونتبع أنشطة معينة تسمح للطالب أن يكون أكثر اجتماعياً، ما يساعده على تعديل سلوكه وإعادة الثقة بنفسه .

ويضيف سامر محمد معلم تربية رياضية في أبوظبي: نضع الطلاب المضطربين سلوكياً، في حصص رياضية خاصة، ونشركهم في أنشطة وتمارين تساعد على تفريغ الطاقة العدوانية داخلهم، وأثبتت هذه التجربة تحسن سلوك الطلاب والتقليل من اندفاعهم نحو العنف .

ويقول خليل محمد الخواجة، مدرس التربية الإسلامية، بإحدى مدارس الشارقة، التفكك الأسري يسبب اختلالاً في كثير من القيم التي يسعى المجتمع الإسلامي لترسيخها في ذهن أفراده، مثل الترابط والتراحم والتعاون والمسامحة ومساعدة المحتاج . ويشير إلى أن سوء اختيار الأزواج لبعضهم هو أساس التفكك الأسري الذي يؤدي إلى تكوين أسر قليلة الأيمان، وآباء ضيقي الصدور، متجاهلين حقوق أزواجهم وأبنائهم ومنغمسين في ثروات الدنيا وملذاتها، مؤكداً أن الإيمان والتقرب من الله له آثره اللامنتهي في بث الخير على تلك الأُسرة .

محمد سليمان الهوتي، “معلم” يوضح: نعمل في المدرسة على مشروع بر الوالدين الذي نجلب من خلاله أولياء الأمور في الصباح إلى المدرسة ليقوم الابن بتكريم والده أمام الجميع، ومن أهداف هذا المشروع زيادة التواصل وتعميق الاحترام بين الطلاب والآباء والمعلمين، وزيادة ثقة الطالب بنفسه .

ويضيف بالنسبة إلى الطلبة الأيتام، نستدعي عم أو خال الطفل وننسق معه في كل ما يخص مستواه التعليمي، وأشار الهوتي إلى ظاهرة “المعلم الأب”، التي انتشرت في بعض المدارس، والذي يتبنى الطالب تعليمياً ويعوضه عن الحنان والعطف الذي يفقده، إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات الخيرية، ومجالس الأمهات المتطوعات مع هذه الحالات .
[/SIZE]

المصدر جريدة الخليج

http://www.alkhaleej.ae/portal/5c1e3…be9094d3c.aspx[/QUOTE]

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

انحراف الأبناء يولد من رحم قسوة الآباء

إخصائيون: السلوك المنحرف مكتسب وليس موروثاً وقابلية تعديله كبيرة
انحراف الأبناء يولد من رحم قسوة الآباء آخر تحديث:السبت ,09/08/2008

تحقيق: هيفاء الشيوخي

1/1

“من رحم انفصال الآباء وقسوة تعاملهما يولد انحراف الأبناء” هذا ما اتفقت عليه آراء الاخصائيين النفسيين وكشفت عنه زيارتنا لإحدى دور الرعاية الاجتماعية ولقاؤنا مع الأحداث الجانحين من نزلائها.

فهذا حدث تم ايداعه الدار بسبب قيامه وعدد من أصدقائه بتوثيق رجل بالحبال وسرقة ما بحوزته من أموال رغم عدم احتياجه لها.

وآخر أجبرته والدته على اغتصاب فتاة بسببب خلافات عائلية وثالث لارتكابه جريمة سرقة لمحل كمبيوتر.

على الجانب الآخر فإن 90% من قضايا جنوح الفتيات الأحداث تأخذ منحى البحث عن رجل للتعويض العاطفي.

وأوضح تقرير صادر عن دار الرعاية الاجتماعية للفتيان بالشارقة انه كلما ارتفع المستوى التعليمي للوالدين يقل انحراف الابناء والعكس صحيح.

أوضح التقرير ان 96 حالة من الابناء يعيشون مع الوالدين معا بنسبة 95% موضحا انها نسبة مرتفعة وبالرغم من وجود الوالدين فإن الاسر تعاني من المشاكل والنزاعات وعدم التفاهم ما بين الأبوين والخطأ في تطبيق اساليب التنشئة الاجتماعية السليمة لأبنائهما واحيانا العنف الاسري والكبت لدى الابناء يولد الانحراف.

واشار التقرير إلى ان الفقر والبطالة لهما دور واضح في الانحراف فهناك حالات تنتمي إلى اسر فقيرة ومنهم من يعيشون في اسر يعاني منها رب الاسرة من البطالة لعدم توفر عمل مناسب يدر عليه عائداً مادياً جيداً قدر المجهود الذي يبذله وفي المقابل للاسرة متطلبات حياتية استهلاكية لا يستطع رب الاسرة تغطيتها وعندما لا تتمكن من الحصول على النقود فإنها تعيش في اضطراب نفسي قد يدفعها إلى تعاطي المخدرات والمسكرات هروبا من الواقع الاليم الذي تعيش فيه وايضا قد تلجأ إلى أعمال تعاقب عليها قانوناً كالتسول والنصب وممارسة اعمال منافية للآداب.

وفي دار الرعاية قامت الاخصائية الاجتماعية بتعريف الأحداث إلي، طلبت أن أقابلهم على انفراد ووافقت الاخصائية لكن في وجودها، وكان وجودها قد حال كثيراً بيني وبين الدخول إلى عمق الأولاد وكان “ع. م” أول الأحداث المتطوعين للحديث معي، وهو في السادسة عشرة من العمر، طرح السلام وجلس على المقعد المقابل لي، أخبرته بطبيعة مهنتي وأود الحديث معه في عدة أمور وله الخيار في عدم الاجابة عن أي سؤال، كان اجتماعياً جداً ومقبلاً على الحديث سألته عن أسباب تواجده فأجاب “قضية سرقة واعتداء” قمت ومجموعة من أصدقائي بالاعتداء على رجل وتوثيقه بالحبال وسرقنا ما بحوزته من مال وتليفون نقال.. لماذا؟ لا أعرف سألته “هل أنت محتاج للفلوس” لا، كيف كانت ردة فعل الأهل؟ لم يسألوا عني لمدة شهر كامل ثم جاء أبي وأمي لزيارتي.

“ع.م” وقبل أن يكشف لنا عن الشرخ الحقيقي في حياته أكد انه بريء ليس من القيام بالفعل ولكن من الأسباب التي ورطته ودفعته إلى هذا الدرب، وذلك عندما سألناه عن موقف اخوانه ليوضح: لدي سبعة أخوة كبار تتراوح أعمارهم بين 25 35 سنة جميعهم استنكروا ما قمت به وخاصة أحدهم الذي كان دائماً يضربني خوفاً على مصلحتي وأنا ندمان جداً وأستحق الضرب. وتابع: انه أصبح منحرفاً وانه انسان سيئ، وكان يدافع بقوة عن أخيه الأكبر الذي كان يضربه دائماً، وعندما طلبنا منه أن يروي لنا مثلاً أسباب قيامه بضربه، روى لنا حادثة تعرض فيها للضرب بالخيزرانة من قبل هذا الأخ الأكبر وذلك عندما شهد الصلاة بالمسجد وخرج بعد الانتهاء منها مسرعاً للعب على الكمبيوتر في البيت، فقال: بعد انتهاء الصلاة خرجت ركضاً من المسجد لأواصل اللعب على الكمبيوتر في البيت فتفاجأت بأخي يضربني بالخيزرانة ضرباً مبرحاً لأنني خرجت مسرعاً من المسجد.

وأكد انه كان مخطئاً فلابد أن يجلس بعد الصلاة وان اخاه يريد مصلحته، وعندما أجبته كان يكفي أن ينبهك أجاب: “أخوي الكبير وبده يربيني”. بقي أن نذكر ان “ع. م” يعيش مع والدته بعد انفصالها عن أبيه.

القصة الثانية كانت ل “م.ح” في السابعة عشرة من العمر، بدأ حديثه معنا بخجل شديد وأمضى وقتاً طويلاً خلال الحديث مطرقاً رأسه بالأرض حتى سألناه عن أسباب تواجده هنا ليمعن بالنظر إلى الأرض ويصمت طويلا. والحقيقة اننا اعتقدنا انها قضية أخلاقية تتعلق بالعلاقات الشاذة بين الشباب، لكنه استدركنا عندما قال “قضية اغتصاب الفتاة في الخامسة عشرة من العمر”.. وتابع: والدتي أرغمتني وأصدقائي على هذا الأمر، أرادت الانتقام من والدة الفتاة لأنها كانت تتحدث عنها.. حاولت الهرب لكنها وقفت بوجهي وكان المسجد خلفها والفتاة أمامي بالغرفة فأغلقت الباب علينا أنا وثلاثة من أصدقائي وهددتني.

ولكن هل والدتك عنيفة لهذا الحد، ألم تستطع الهروب منها؟

نعم فهي امرأة قوية ومتسلطة وعنيفة ومنفصلة عن والدي منذ أن كنا صغاراً كما انها بدون جنسية وأما أسباب انفصالها عن والدي فهي انها قامت بقضم أذنه حتى قطعتها ونحن صغار.

الحالة الثالثة كانت ل “و.س” في الثامنة عشرة من العمر، محاولتنا الوصول إلى السبب الحقيقي وراء انحرافه باءت بالفشل ولا سيما ان في كل مرة كنا نأتي للحديث عن عائلته كان يتهرب أو يجيب باختصار واضح، وأما أسباب تواجده بالدار فترجع إلى قضية سرقة لمحل كمبيوترات بقيمة 2000 درهم.

المحاولات القليلة للحديث عن حياته الخاصة كانت تصطدم دائماً بنظراته الخجولة الى المشرفة الاجتماعية الجالسة بالقرب مني.

وأكد عادل النجار الاخصائي النفسي المشرف على الأحداث في دار الرعاية الاجتماعية في الشارقة ان السلوك المنحرف لدى الأحداث يأتي نتيجة اكتساب وليس سمات شخصية أصيلة بالحدث وبالتالي فإن قابلية تعديل السلوك لدى هذه الفئة كبيرة وأما فئات الأحداث المكررين تحتاج إلى جلسات نفسية أطول، ومدة علاج أكبر.

وبين أن أبرز الأسباب النفسية تعود إلى التفكك الأسري وضعف شخصية الحدث وشعوره بأنه غير مقبول اجتماعياً وعائلياً مما يؤثر في شخصيته ويدفعه لمحاولة اثبات ذاته أمام الآخرين ويدفعه للقيام بسلوك منحرف لإثبات الذات.

وعن تعرض الحدث للاساءة بالصغر فكان السبب وراء انحرافه إذ قال: بالطبع تعرض الحدث للاساءة الجنسية أو الجسدية وهو صغير يكون له أكبر الأثر في انحرافه مثل التعرض للضرب الوحشي والمبرح من قبل الأهل أو التعرض لاعتداء جنسي من قبل المحارم لابد أن يؤدي إلى شرخ كبير في حياته وهو أمر صعب للغاية ونادراً ما يعترف الحدث بتعرضه لمثل هذا الاعتداء وغالباً ما يحتاج إلى جلسات نفسية مكثفة للحديث عنها وعندما يتحدث لابد أن يبكي ويطلب المساعدة وغالباً ما يكون المعتدي من الأعمام أو الأخوال أو الأخ الأكبر.

ورأى أن على مدار السنوات العشر صادفته حالة واحدة لحدث اعترف خلال الجلسات النفسية المكثفة بأنه كان يتعرض للاعتداء من قبل أخيه الأكبر ولكن الأسرة رفضت تصديق الأمر للأسف مع ان الحدث لا يعترف بسهولة بهذا الأمر وغالباً ما يحتاج إلى مدة زمنية طويلة من العلاج النفسي.

وأكدت الاخصائية النفسية في دار الرعاية الاجتماعية للفتيان بالشارقة ليلى الكعبي ان السبب الأول والرئيسي وراء انحراف الأحداث هو الأسر المفككة مثل انفصال الوالدين أو كبر سن الأب وصغر سن الأم وتعدد الزوجات وكذلك الزواج من أجنبيات واختلاف العادات والتقاليد بين مجتمع الأم ومجتمعنا وغالباً ما يخفي الحدث جنسية أمه لشعوره بأنه أقل من أقرانه، وكذلك انشغال الأب بتأمين لقمة العيش وتواجده ساعات طويلة خارج المنزل ووفاة أحد الوالدين أو كليهما، بالاضافة إلى انعدام الحوار بين الوالدين وضعف الوازع الديني.

وتابعت ان بعض الأسرة تعامل الابن المراهق وكأنه شاب بالغ مدرك لجميع تصرفاته ولا تراعي حساسية المرحلة العمرية التي يمر بها.

ونوهت الكعبي بأن أحد أهم أسباب انحراف الأحداث هي القسوة الزائدة في التعامل معهم مستطردة ان حالات نادرة جداً كان فيها الدلال الزائد سبباً في الانحراف لأن الأبناء في هذه المرحلة العمرية يحتاجون أن يحيطهم الأبوان بالعطف والرعاية وعدم تركهم في عهدة الغير وخاصة الأخ الأكبر الذي غالباً ما يسيء استخدامه سلطاته ويقسو على أخيه الصغير اما من باب الغيرة أو الجهل ويتسبب في تدمير كيانه بحجة التربية والخوف على مصلحته.

وفسر تقرير وجود نسبة كبيرة من حالات جنوح الأحداث في منطقة الغافية بتدني المستوى المادي والثقافي والاجتماعي للمنطقة وكثرة انتشار الانحراف بين شباب هذه المنطقة وذلك لكثرة تعدد الجنسيات كما فسر التقرير تركز نسبة كبيرة من الأحداث الجانحين المحولين لدار في منطقة النعيمية وبنسبة 40% إلى عدة أسباب أبرزها تنوع الجنسيات وانخفاض المستوى المادي وتباين الأفكار والمعتقدات.

وفي زيارة ميدانية ل “الخليج” لمنطقة الغافية جمعنا لقاء مع الشاب “ع. م” طالب في جامعة عجمان حيث وصف لنا علاقته بعائلته “بالكول” وتابع بأنه يرتبط مع اخته الكبرى بعلاقة صداقة وطيدة وبالرغم من ان أخاه الأكبر من ذات الجيل إلا انهما متناقضان وغير متفقين، سألناه عن فريج الغافية وأسباب المشاكل أجاب: ان الوضع حالياً تغير وقلت المشاكل، لكن المشهد الذي مثل أمامنا كان يوحي بحقيقة مغايرة فالشللية واضحة ومنتشرة والعديد من التعليقات تلقيناها خلال حديثنا مع الشباب الذين التقيناهم سلمان (15 سنة) كان أكثر وضوحاً في حديثه عندما قال ان أسباب المشاكل بين الشباب تعود إلى الظروف العائلية معتبراً ان أسباب المشاكل بين الشباب تعود إلى الظروف العائلية وان الفقر ليس سبباً أساسياً فيها، وتابع بأن منطقة الغافية تتمتع بسمعة سيئة ومعظم الأحداث المنحرفين يعيشون فيها.

“علي” في الثامنة عشرة من العمر قال ان المشكلات خفت قليلاً عن السابق بالمنطقة موضحاً ان الفراغ أحد أكبر الأسباب بالاضافة للأسرة التي تهمل أبناءها ولا تسأل عنهم، كما بين محمد ان الفراغ الطويل للشباب وجلوسهم من الصباح وحتى المساء في الفريج دون أن يقوموا بعمل يشغل أوقاتهم وتفكيرهم يدفعهم لاختلاق المشاكل مع بعضهم بعضاً ومع الغير وتابع “محمد” ان للأسر دوراً كبيراً في ضياع الأبناء واستدرك قائلا: مثلاً أخي الأكبر يشرب الخمر ويفتعل دائما المشاكل معي داخل البيت لكنني أتجنبه وأحاول قضاء ساعات أطول خارج البيت وأبي رجل كبير في السن وغير قادر على ردعه.

وفي دار الرعاية التقينا احدى الفتيات التي نزلت لمدة أسبوعين وعادت الآن لمتابعة برنامج الرعاية اللاحقة مع الاخصائيين.

لم يكن الحديث مع “س.م” سهلاً فهي مقلة بالكلام ولا تجيد التعبير عن نفسها، كما ان الخجل في الحديث لم يفارقها طوال الجلسة اختارت أقل المفردات لإيجاز قصتها فهي تعرفت إلى شاب عبر الهاتف من خلال صديقتها، وقامت بمواعدته عدة مرات.

انتهى الأمر بأن ضبطت معه بخلوة في السيارة وقام أهل الطرفين باحتواء المشكلة بعقد قرانهما ثم الطلاق بعد فترة.

تقول الاخصائية النفسية المشرفة على حالتها انها تعرضت لانتكاسات عدة بعد الخروج من الدار وعاودت الاتصال بالشاب مرة أخرى، وعن هذا علقت “لاأزال أحبه ولكنني اقتنعت اليوم بأنني كنت مجرد لعبة في يديه ولم يبادلني أي مشاعر وإلا كان سيحافظ على ارتباطنا ولا يفرط في بسهولة ويقوم بتطليقي بناء على رغبة ذويه”.

وتواصل اليوم “س. م” حياتها الطبيعية وترغب في اكمال دراستها ولكن تفاصيل وجهها تشي بقصة ما أعمق بكثير من سنوات عمرها الثامنة عشرة.

وروت الاخصائية النفسية سميرة البريكي احدى القصص لفتاة في الحادية عشرة من العمر تعرفت إلى شاب خلال قيامها بزيارة صديقتها التي عملت دون قصد على تسهيل رؤيتها لهذا الشباب كذريعة يومية للخروج.

وتقول البريكي ان القصة بدأت من خلال الهاتف النقال وانتهت بوقوع الفتاة في الفاحشة، وروت البريكي قصة أخرى لفتاة تعرضت للاغتصاب من قبل صديق الأب وهي في السابعة من العمر وعندما أخبرت أهلها بالموضوع لم يصدقوها الأمر الذي جعلها تتورط في عدة علاقات عندما وصلت مرحلة المراهقة على سبيل الانتقام من الذات والأهل.

وتقول البريكي عن هذه القصة: ان التحرشات الجنسية بالأطفال الصغار شباناً كانوا أم فتيات أبرز أسباب انحراف الأحداث في المراهقة وكذلك القسوة في التعامل من قبل الأهل.

خطة وقائية لمكافحة الجريمة

أوصى التقرير الصادر عن دار الرعاية الاجتماعية للفتيات بأبوظبي بمجموعات من الإجراءات تتعلق بعدة جهات حكومية وخاصة، وطالب وزارة العمل بضرورة توفير العمل لجميع المواطنين المطلق سراحهم بعد إصلاحهم اجتماعياً وإعادة تكييفهم مع المجتمع واستغلال المشاريع الجديدة في تشغيل هذه الفئة.

وطالب وزارة الداخلية بتقديم الدعم المادي والفني لقسم الرعاية اللاحقة لمتابعة المطلق سراحهم والعمل على توفير بعض مستلزماتهم الجنائية لضمان عدم عودتهم للانحراف واختيار عناصر نزيهة وذات خبرة في التعامل مع الجنوح وخاصة شرطة الأحداث ومراقبة مناطق اللهو والنوادي ومنع الأحداث من دخولها.

وطالب وزارة العدل بضرورة تنفيذ دراسة حول موضوع المسؤولية الجنائية برفع تلك السن إلى 12 سنة وزج ما دون ذلك في مدارس خاصة غير إصلاحية.

وطالب التقرير وزارة التربية والتعليم بتعيين اخصائي اجتماعي في كل مدرسة لدراسة مشاكل الطلبة لا سيما مشكلة التسرب الدراسي واقترح على وزارة الإعلام اعتماد خطة إعلامية موجهة تهتم بتحقيق السياسة الوقائية لمكافحة الجريمة ومحاربة بؤر الانحراف والفساد.

ونوه التقرير بأهمية زيادة دور الجامع وجعله مركزاً ثقافياً فضلاً عن دوره العبادي وفتح دورات للاحداث وربط ذلك بتخفيض مدة الحكم ومطالبة المنظمات الإنسانية وحقوق الانسان بدعم المدارس الإصلاحية مادياً ومعنوياً.

خصوصية الفتاة المراهقة

أكدت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للفتيات بالشارقة فوزية طارش ان 90% من قضايا جنوح الفتيات الاحداث تأخذ منحى البحث عن رجل و50% من هؤلاء الفتيات يكن ضحية للشباب.

وتابعت ان طبيعة جنوح الفتاة تختلف من حيث الاسباب فغالباً ما تبحث عن رجل لتعويض الفراغ العاطفي الذي تعاني منه وبعض الفتيات يقمن علاقات مع الشاب لأجل مكتسبات مادية مثل بطاقة الشحن وبعض الهدايا وغالباً ما تؤدي قصة الفتاة الى خلاف بين الأب والأم.

اما ردة فعل الأسرة بعد وقوع الحادث فتكون رفضاً كاملاً للفتاة وتحتاج لوقت كبير لتقبلها مرة أخرى واستيعاب تصرفها خاصة الاخوة الذكور.

وكشف عن وجود برنامج تأهيل للفتيات من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة التاسعة مساء ثم تعود للبيت وذلك دون الحاجة للمبيت في المركز، حيث تتلقى الفتاة خلال هذه الفترة دورات عدة ونعمل على اكسابها مهارات حياتية مثل التدبير المنزلي وتقوية الوازع الديني.

وبينت ان العديد من الامهات لا يراعين خصوصية الفتاة خلال فترة المراهقة ولا بد أن تعمل الأم على احتواء ابنتها وبناء علاقة قائمة على الثقة المتبادلة، لذلك أود توجيه رسالة الى الأم مفادها اننا نعيش في عصر مفتوح فهناك العديد من الفضائيات بالاضافة الى الانترنت والعديد من المجتمعات الموجودة في بلادنا.

وحول حالة الفتاة بعد دخولها الى الدار بينت ان بعض الفتيات الصغيرات دون سن الرابعة عشرة لا يكن مدركات لحجم الخطأ الذي وقعن فيه اما الفتاة فوق سن الرابعة عشرة فتعيش حالة نفسية صعبة ولكن مع الاسف هناك بعض الفتيات يكن غير مباليات.

قضايا أخلاقية

أكدت الاخصائية الاجتماعية بدار الرعاية للفتيات في الشارقة حنان الحمادي ان اكثر الحالات التي تراجع الدار تعود لقضايا اخلاقية، مشيرة الى ان التفكك الأسري أهم اسباب انحراف الفتاة والتفكك الاسري وضعف الوازع الديني، بالإضافة إلى اسباب تتعلق بالفراغ العاطفي والتفرقة في المعاملة بين الابناء وتدني المستوى الاقتصادي للأسرة في بعض الأحيان.

وأشارت إلى أن ردة فعل الأهل الأولية هي الصدمة ويعرض الأب عن الفتاة ولا يقبل الحديث معها في حين تتسم الأم بالسلبية المفرطة وعدم اتخاذ موقف واضح.

فيما أكد عبدالعزيز سالم ناصر إداري رئيسي بوزارة الشؤون الاجتماعية أن أحد ابرز أسباب انحراف الاحداث هو تزوج الآباء من الأجنبيات ولا سيما الجنسية الآسيوية التي تختلف عن الأسرة الاماراتية في العادات والتقاليد.

وبين ان الحدث ينشأ ويترعرع مسكوناً بالنقص تجاه اقرانه وغالباً ما يقوم باخفاء جنسية والدته ويخجل جداً من الحديث معها او الخروج معها في المجتمع الخارجي.

التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

<أصول مهمة في تربية الأبناء> للإمام ابن قيم

الشارقة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :

فـأنقل إليكم هذا الكلام العظيم في تربية الأولاد ، لشيخ الإسلام ابن قيم رحمه الله ، وهو كلام نفيسٌ جداً .

يقول الإمام العلامة ابن قيم :
مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج؛ الاعتناء بأمر خُلُقه ، فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره : من حرد وغضب ، ولجاج ، وعجلة ، وخفة مع هواه ، وطيش ، وحدّة ، وجشع .. فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك ، وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له ، فلو تحرز منها غاية التحرز؛ فضحته ولا بدّ يوماً ما ، ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم !! وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها .

– فيجب أن يجنّب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل ، والغناء ، وسماع الفحش ، والبدع ، ومنطق السوء؛ فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر ، وعزّ على وليه استنقاذه منه ، فتغيير العوائد من أصعب الأمور !! يحتاج صاحبه إلى استجداد طبيعة ثانية ، والخروج عن حكم الطبيعة عسر جداً .

– وينبغي لوليه أن يجنبه الأخذ من غيره غاية التجنب؛ فإنه متى اعتاد الأخذ صار له طبيعة ، ونشأ بأن يأخذ لا بأن يعطي ، ويعوده البذل والإعطاء ، وإذا أراد الولي أن يعطي شيئاً أعطاه إياه على يده ليذوق حلاوة الإعطاء .
– ويجنبه الكذب والخيانة أعظم مما يجنبه السمّ الناقع !! فإنه متى سَهَّل له سبيل الكذب والخيانة أفسد عليه سعادة الدنيا والآخرة ، وحرمه كل خير .

– ويجنبه الكسل والبطالة ، والدَّعَة والراحة ، بل يأخذه بأضدادها ، ولا يريحه إلا بما يجمّ نفسه وبدنه للشغل ، فإن للكسل والبطالة عواقب سوء ، ومغبة ندم ، وللجد والتعب عواقب حميدة : إما في الدنيا ، وإما في العقبى ، وإما فيهما ، فأروح الناس أتعب الناس ، وأتعب الناس أروح الناس ، فالسيادة في الدنيا ، والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب ، قال يحيى بن أبي كثير : لا يُنال العلم براحة الجسم .

– ويعوده الانتباه آخر الليل؛ فإنه وقت قسم الغنائم ، وتفريق الجوائز ، فمستقل ومستكثر ومحروم .. فمتى اعتاد ذلك صغيراً سهل عليه كبيراً .

– ويجنبه فضول الطعام ، والكلام ، والمنام ، ومخالطة الأنام؛ فإن الخسارة في هذه الفضلات ، وهي تفوّت على العبد خير دنياه وآخرته .

– ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب؛ فإن تمكينه من أسبابها والفسح له فيها يفسده فساداً يعزُّ عليه بعده صلاحه ، وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه ، وإعانته له على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه وقدا أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه وحرمه !! ففاته انتفاعه بولده ، وفوّت عليه حظه في الدنيا والآخرة !! وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء .

– والحذر كل الحذر من تمكينه من تناول ما يزيل عقله من مسكر وغيره ، أو عشرة من يخشى فساده ، أو كلامه له ، أو الأخذ في يده ، فإن ذلك الهلاك كله ، ومتى سهل عليه ذلك فقد استسهل الديّاثة ، ( ولا يدخل الجنة ديّوث ) رواه أحمد ، فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء وإهمالهم ، واستسهالهم شرر النار بين الثياب !! فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون ، فكم من والد حرم ولده خير الدنيا والآخرة ، وعرّضه لهلاك الدنيا والآخرة ، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله ، وإضاعتهم لها ، وإعراضهم عمّا أوجب الله عليه من العلم النافع ، والعمل الصالح .. حرمهم الانتفاع بأولادهم ، وحرم الأولاد خيرهم ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء .

– ويجنبه لبس الحرير؛ فإنه مفسد له ، ومخنث لطبيعته ، كما يخنثه اللواط ، وشرب الخمر ، والسرقة ، والكذب . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يحرم الحرير والذهب على ذكور أمتي ، وأحل لإناثهم ) رواه الترمذي ، والصبي وإن لم يكن مكلفاً؛ فوليه مكلف لا يحل له تمكينه من المحرم ، فإنه يعتاده ، ويعسر فطامه عنه … .

– ومما ينبغي أن يعتمد : حال الصبي ، وما هو مستعد له من الأعمال ومهيّأ له ، فإذا رآه حسن الفهم ، صحيح الإدراك ، جيد الحفظ ، واعياً .. فهذه من علامت قبوله وتهيئته للعلم ، لينقشه في لوح قلبه ما دام خالياً ، فإنه يتمكن فيه ويستقر ويزكو معه ، وإن رآه بخلاف ذلك من كل وجه وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي ، واللعب بالرمح ، وأنه لا نفاذ له في العلم ، ولم يُخلق له؛ مكَّنه من أسباب الفروسية والتمرّن عليها ، فإنه أنفع له وللمسلمين ، وإن رآه بخلاف ذلك ، وأنه لم يُخلق لذلك ، ورأى عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع ، مستعداً لها ، قابلاً لها ، وهي صناعة مباحة نافعة للناس؛ فليمكَّنه منها .. هذا كله بعد تعليمه له ما يحتاج إليه في دينه ، فإن ذلك ميسر على كل أحد لتقوم حجة الله على العبد ، فإن له – سبحانه وتعالى – على عباده الحجة البالغة ، كما له عليهم النعمة السابغة ، والله أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

نقلاً من كتاب : تحفة المودود .. لابن قيم

الشارقة

يسلموووووووووو اختي ع الموضوع الغاوي
كلماتك تبعث الأمل وتوحي بعلو ذوقك وسمو اخلاقك

فهنيئاً لي بك بهذا الحضور الذي صخبه علو الذوق

ورفعة الأخلاق وسمو الذات

وهنيئاً لنا جميعاً بشخصك النادر

يعطيج الف عافية
يعطيك العافية
ما شاء الله كلام بليغ نافع
جزيت خيرا الأخت الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد