كان من ضمن مهام وحدة الخدمات الإرشادية ، أنها تتعامل مع المعلمين –أيضا- إلى جانب تعاملها مع الطلاب ، لأن المعلم هو الآخر يحتاج إلى المساعدة ، فبعض المعلمين يعانون من بعض الأمراض النفسية ( الإزاحة النفسية )، فهم أحيانا يصبون جام غضبهم على الطلاب بدون سبب ، فالطالب بلا شك يتأثر بمعلمه إما إيجابا أو سلبا ولقد لفت انتباهي خبر مريع نشرته جريدة الرياض وعلى ضوء هذا الخبر كتبت الصحفية المعروفة ناهد باشطح في جريدة الرياض الصفحة 35 وتاريخ الاربعاء 4/4/1429هـ العدد14535 تعليقا على الخبر الذي يتلخص في أن أحد المعلمين بعد خروجه من المدرسة وذهابه إلى منزله ضرب زوجته حتى أغمي عليها ثم أخذ طفله ورماه في البانيو وألحقه بأمه وتقول الكاتبة مسئولية من أن يقوم هذا المريض النفسي بفعل ما فعل؟ وأي جريمة يروح ضحيتها طفل في شهوره الأولى ووالدته التي في ريعان شبابها ، إنها مسئولية وزارة التربية والتعليم الني لاتخضع مدرسيها لفحوص نفسية للتأكد من سلامتهم من الأمراض النفسية ، المعلم الذي يحقد على الطلاب ، المعلم الذي يضرب طلابه بكل قسوة وبدون رحمة بل يتلذذ بهذا الضرب ، أليس مريضا نفسيا ؟( سادي) هذا المعلم الذي أغرق ابنه في البانيو وضرب زوجته وأغرقها أيضا يبدو أنه مصاب بالفصام الزوري ( الشك المرضي) فلماذا يترك بدون علاج أين أسرته ؟؟، كيف أتيحت له الفرصة ليمارس عمله في التدريس ؟، العقاب في نظري يجب أن يلحق من تركه ولم ينتبه له ويعالجه ، ولكن مع الأسف الشديد نحن لانننبه للخطأ إلا عندما يقع الفأس في الرأس ،
الأمراض النفسية أشرس من الأمراض العضوية ، المريض العضوي يضر نفسه عندما يترك العلاج ولكن المريض النفسي يضر نفسه وغيره عندما لايتعالج أو يترك العلاج ، هؤلاء الذين نقرأ عنهم في الصحف المحلية ، مثل الطفل الرضيع الذي ذبحه خاله بسكين وأخر أغرق طفله ذا الستة أشهر قي البانيو وأغرق زوجته معه بعدما ضربها وأغمي عليها – كما ذكرت-، و الزوج الذي أخذ زوجته إلى طريق خريص في الرياض ووضع المسدس في رأسها وطلب منها أن تعترف بأن أولاده ليسوا منه وإلا قتلها وأمثال ذلك كثير 0
الذي أريد أن أصل إليه إلى متى ونحن لانعي مدى خطورة المرض النفسي،؟؟ وإلى متى نتهاون في علاج المرضى النفسيين ؟؟، أنا على يقين أن هناك أعدادا كبيرة من المرضى النفسيين يسيحون ويميحون في الشوارع ولا أحد ينتبه لهم وأهلهم أقصى ما يفعلونه معهم أن يتركوهم يفعلون ما يريدون أو يسجنونهم في المنزل لكي لايراهم أحد فيقول إن هذه الأسرة لديها مجنون كأن المريض النفسي وصمة عار في جبين العائلة 0
المشكلة أن المستشفيات النفسية لاتتسع للأعداد الهائلة من المرضى النفسيين فإذا كانت نسبة الفصام في المجتمع كما تشير إلى ذلك بعض الدراسات 1% من عدد السكان فكم عدد المرضى النفسيين في المملكة العربية السعودية إذا كان عدد السكان 12مليون نسمه فعدد مرضى الفصام 120000مائة وعشرون ألف مواطن سعودي يعانون من الفصام وأكثرهم لايراجع العيادات النفسية بل يتردد ون على الرقاة والمشعوذين كما أن من يراجع منهم للمصحات النفسية لايجد سريرا لتنويمه وعلاجه مع تزايد نسبة المرضى النفسيين في المجتمع السعودي 0
لما كنت أمارس العمل الإرشادي الرسمي كانت تنتابني مشاعر لاأستطيع أن أقول عنها إنها غريبة ولكنها في نظري عادية ، كنت أفول ماذا قدمنا للمتفوقين في المدارس من خدمات إرشادية ؟ هل يكفي أن نقدم لهم الشهادات والجوائز والحفلات ، أنا في نظري هذا لايكفي ، فهم الخلاصة وهم القادة وهم السادة الذين سيصنعون التاريخ ، كنت أقول لماذا لايوجد لهم مدارس خاصة تعتني بهم؟؟ أليس للمعاقين معاهد خاصة وعنايةخا صه؟؟ ، ولكني أرد على نفسي بأن هذه المدارس الخاصة بالمتفوقين لم تنجح في دول عربية غيرنا طبقتها ، وهناك من التربويين من هو ضد وجود مدارس خاصة للمتفوقين ، لأن المتفوق لايريد عزله مع منهم يشبهونه في التفوق هذا من جهة من حهة أخرى أن المنافسة بين الطلاب المتفوقين تضيق جدا فبدل أن يشعر المتفوق بأنه يتفوق على غيره بفارق كبير في الدرجات يصبح التنافس بين المتفوقين على ربع الدرجة ، كما أن أحد التربويين يقول لايجوز عزل الطالب المتفوق مع أشباهه لأننا إذا عزلناهم معناه أننا حرمنا الطلاب الأخرين (العاديون وهم كثرة والمتأخرين دراسيا ) من علمهم ، لأن الطالب العادي يستفيد من زميله المتفوق ليشرح له- أحيانا -ماخفي عليه من المادة العلمية كما أن الطلاب العاديين يتسابقون على أخذ مذكراتهم ودفاترهم يصورونها ويستفيدون منها ، على العموم الطالب المتفوق يحتاج إلى ثلاثة أشياء لاتتحقق في المدارس التقليدية الحالية الشيء الأول ، الاسراع بنجاح الطالب المتفوق لأنه ليس من المعقول أن يحشر الطالب المتفوق مع الطالب العادي والمتأخر دراسيا ( بطيء التعلم) يقضون نفس المدة الدراسية ، بل يجب أن النجاح يكون بحسب قدرة الطالب فمثلا في المرحلة الثانوية الطلاب يقضون مدة ثلاث سنوات لكي يحصلوا على الشهادة الثانوية بغض النظر عن تفوقهم من عدمه ، فلماذا لايقضي الطالب المتفوق سنتين ونصف في الدراسة لأن قدراته تسمح له بذلك والطالب العادي يقضي 3سنوات والطالب المتأخر دراسيا يقضي ثلاث سنوات ونصف حسب قدراته ، وقد حلت هذه المشكلة المدارس المطورة التي ألغتها وزارة التربية والتعليم فالطالب الحاصل على ممتاز يدرس في التعليم المطور في الفصل الواحد ثلاثين مادة والطالب الحاصل عل جيد جدا يدرس 25مادة والطالب الحاصل على جيد يدرس 20 مادة 00 وهكذا ونكون بذلك انصفنا الطالب المتفوق والعادى من قضائهم نفس المدة الدراسية 0
الأمر الأخر : الإثراء ، الإثراء معناه زيادة ما يعطى للطالب من المادة الدراسية كزيادة الواجبات المنزلية أو التعمق معه في بعض النظريات العلمية أو تشجيعهم على إنشاء مختبرات علمية خاصة في منازلهم وتزويدهم بما يحتاجون من مستلزمات هذه المختبرات والإشادة بهم في الصحف المدرسية والإذاعة المدرسية والطابور الصباحي عندما يبدعون ويبتكرون وغير ذلك ويبدو أن برنامج الموهوبين يركز على هذه النقطة بالذا ت فمن مشاكل بعض المتفوقين أن المعلم عندما ينتهي من شرح الدرس يكون الطالب المتفوق قد فهم الدرس بسرعة فيبدأ الطالب باللعب أو التذمر والملل فيعاقبه المعلم 0
الشيء الأخير : فتح مدارس خاصة للمتفوقين وقد تحدثت عن ذلك في بداية حديثي وأعتقد أنه ثبت عدم نجاحها ولكني أعتقد أن في التعليم الثانوي المطور ما يعوض عنها 0 ، فلماذا لاتعيد وزارة التربية والتعليم النظر في التعليم الثانوي المطور وفتح على الأقل عشر مدارس ثانوية مطورة في أرجاء المملكة لثبوت فائدة هذه المدارس وقضائها على سلبيات المدارس الثانوية التقليدية والمعمول بها الآن ، وعند ثبوت نجاحها عمليا يلغى التعليم الثانوي التقليدي وتحل محله المدارس الثانوية المطورة، والله ولي التوفيق 0